تفعيل حالة الطوارئ على متن سفينة "حنظلة": قوات إسرائيلية تقترب منها

قامت سفينة "حنظلة" المتجهة لكسر الحصار على قطاع غزة، بتفعيل حالة الطوارئ بعد رصد قوارب ومسيّرات إسرائيلية بالقرب منها.
وذكر ناشطون على متن السفينة، أن قوات بحرية إسرائيلية تقترب منهم؛ فيما أفادت تقارير إسرائيلية بأن الجيش يستعد للسيطرة على السفينة هذه الليلة.
تواجه سفينة "حنظلة" الإغاثية، التي تبحر حاليًا في المياه الدولية نحو قطاع غزة، تهديدًا من الزوارق الحربية جيش الاحتلال الإسرائيلي التي طلبت منها العودة.
وفي رد حازم، رفض النشطاء هذا الطلب وأصدروا رسالة عبر الرادار إلى البحرية الإسرائيلية، قائلين: "نطالبكم بالتراجع، وعدم مهاجمة سفينة مدنية تقوم بإرسال الطعام وحليب الأطفال إلى الرضع. أي هجوم علينا هو انتهاك للقانون الدولي. نحن مرة أخرى، سفينة مدنية، ولسنا تهديدًا لكم. لا تهاجموا سفينتنا. حنظلة، إلى اللقاء."
وقالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، مساء السبت، إن سفينة "حنظلة" تواصل تقدمها باتجاه القطاع، وباتت على بعد نحو 70 ميلا فقط من شواطئه، وسط مخاوف من اعتراضها من قبل البحرية الإسرائيلية.
وأوضحت اللجنة أن السفينة التابعة لتحالف أسطول البحرية والمتجهة إلى غزة لكسر الحصار الإسرائيلي، تعد الأقرب إلى غزة منذ سنوات.
وذكرت أن السفينة تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل "مرمرة الزرقاء" التي كانت على بعد 72 ميلا قبل اعتراضها من قبل إسرائيل عام 2010، وسفينة "مادلين" التي وصلت مسافة 110 أميال، وسفينة "الضمير" التي كانت على بعد 1050 ميلا.
وأضافت اللجنة أن السفينة باتت على مسافة زمنية تقدر بـ8 ساعات للوصول المحتمل إلى منطقة الرسو، متوقعة وصولها قرابة الساعة 4:30 فجرا بتوقيت غزة، إذا لم يتم اعتراضها.
ويقوم تحالف أسطول الحرية ببث تحركات السفينة على الهواء مباشرة عبر حسابه على تطبيق يوتيوب، مع مشاركة صور للرادار بشكل لحظي.
وأعلن تحالف أسطول الحرية في وقت سابق، أن طائرات مسيرة شوهدت تحلق فوق سفينة "حنظلة" التي أبحرت من شواطئ إيطاليا في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
وفي منشور آخر على نفس القناة في تيليغرام، قالت النائبة الفرنسية غابرييل كاتلا، إنهم "مستعدون لأي تدخل محتمل قد يحدث خلال الساعات القادمة أو صباح الغد".
وأضافت "اتحدنا جميعا، نحن متضامنون ومستعدون، بدأت الطائرات المسيرة تتجه نحونا، في حال انقطاع الإنترنت قد تحدث أشياء غريبة".
وأردفت: "لا تقلقوا علينا، فكروا بالفلسطينيين، إنهم يتألمون، ما يتعرضون له في ظل الإبادة الفظيعة أسوأ بكثير من المخاطر التي نواجهها على متن هذه السفينة".
والخميس، أعلن التحالف في منشور على تلغرام، انقطاع الاتصال مع "حنظلة" وأن هناك العديد من المسيرات قرب السفينة، مضيفًا: "هذا يعني أنه ربما تم اعتراضها أو مهاجمتها".
وفجر الجمعة، أعلن التحالف عودة الاتصال بالسفينة بعد انقطاع لنحو ساعتين، وأنها تواصل مهمتها، وهي الآن على بعد نحو 349 ميلًا بحريًا من غزة.
وفي 13 تموز/ يوليو الجاري، أبحرت "حنظلة" من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر نفسه، لتجاوز بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجددا في 20 تموز/ يوليو باتجاه غزة، وعلى متنها 21 ناشطا.
جدير بالذكر أن سفينة "الضمير" لكسر الحصار عن غزة، تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية في 2 مايو/ أيار الماضي، أثناء محاولتها الإبحار نحو غزة، ما تسبب في ثقب بهيكلها واندلاع حريق في مقدمتها.
وفي 9 حزيران/ يونيو الماضي، استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي على سفينة "مادلين" ضمن "أسطول الحرية" من المياه الدولية، بينما كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية، واعتقل 12 ناشطا دوليا كانوا على متنها، ولاحقا رحلت إسرائيل الناشطين شرط التعهد بعدم العودة إليها.
واستفحلت المجاعة مؤخرا داخل القطاع، وأظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة، فلسطينيين بالقطاع وقد بدت أجسادهم أشبه بهياكل عظمية جراء الجوع الشديد، فضلا عن إصابتهم بالغثيان والإعياء وفقدان الوعي.
والثلاثاء، حذر برنامج الأغذية العالمي، أن ثلث فلسطيني غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.