معهد فرنسي يُلغي تسجيل طالبة فلسطينية بعد جدل حول منشورات نُسبت إليها

يواجه معهد العلوم السياسية في مدينة ليل الفرنسية (Sciences Po Lille) منذ عدة أيام، جدلاً واسعاً بسبب تسجيل طالبة من غزة، تُتهم بنشر خطابات كراهية ضد اليهود على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أثارت هذه الرسائل تعبئة من أوساط اليمين واليمين المتطرف، إلى درجة أن المؤسسة أعلنت، يوم الأربعاء، التراجع عن تسجيل الطالبة الفلسطينية.

جاء في بيان للمعهد: “محتوى المنشورات السابقة المنسوبة إلى الطالبة يتعارض بشكل مباشر مع القيم التي يدافع عنها المعهد، والذي يناضل ضد كل أشكال العنصرية ومعاداة السامية والتمييز، وضد أي نوع من الدعوة إلى الكراهية تجاه أي فئة من السكان”.

الطالبة المعنية تدعى نور عطا الله، تبلغ من العمر 25 عامًا، وصلت إلى الأراضي الفرنسية في بداية شهر يوليو/ تموز الجاري. أوضح المعهد أنه “استقبلها بناءً على اقتراح من القنصلية العامة لفرنسا في القدس”، مشيراً إلى أنها “قدمت إلى فرنسا عبر الدبلوماسية الفرنسية”.

وتقدمت الطالبة بطلب للالتحاق ببرنامج دراسي في معهد العلوم السياسية، وتم قبول طلبها للسنة الدراسية المقبلة. ولأنها لم تكن تملك سكنًا عند وصولها إلى ليل، قرر المدير أن يستضيفها في شقته أثناء غيابه، وفق بيان المعهد.

وفي تقرير نشرته قناة RMC قبل أيام، قال إتيان بيرا مدير المعهد، إن استضافة هذه الطالبة تتماشى مع القيم التي ينادي بها المعهد، وهي “الانفتاح والتضامن”. وظهرت الشابة في الفيديو وهي تعرب عن سعادتها بكونها “أخيرًا في مكان آمن”، وبأن الحكومة الفرنسية منحتها منحة دراسية.

لكن القضية أخذت منحى جديدًا يوم الأربعاء، بعدما أعادت عدة وسائل إعلام نشر تغريدات قديمة نُسبت إلى الشابة على منصة إكس. ففي 9 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، أي بعد يومين من الهجوم الذي شنه مقاتلو حماس في 7 أكتوبر، أعادت نور عطا الله نشر منشور يدعو إلى تصوير إعدامات الرهائن بـ”جودة عالية” وإرسالها إلى “وسائل الإعلام التابعة للغرب الفاسد”.

كما لاحظ بعض المستخدمين منشورًا آخر يعود إلى سبتمبر/ أيلول عام 2024، وهو عبارة عن فيديو أرشيفي يظهر فيه أدولف هتلر، مرفقًا بتعليق باللغة العربية يدعو إلى “قتل جميع اليهود”.

وزير الداخلية، برونو روتايو، صرّح بأنه “طلب فوراً إغلاق هذا الحساب الذي ينشر الكراهية”، علماً أن المنشورات لم تعد متاحة على منصة إكس. كما أعطى الوزير تعليمات إلى محافظ الشرطة بالتوجه إلى القضاء.

وأشار محافظ المنطقة بالفعل إلى أنه أبلغ نيابة ليل بـ”التصريحات غير المقبولة التي نُشرت على مواقع التواصل”.

بدورها، صرحت وزيرة التربية الوطنية، إليزابيث بورن، بأن “الطلاب الدوليين الذين يعتنقون أو يروّجون لمثل هذه التصريحات ليس لهم مكان في فرنسا”.

أما وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، فقال: “طالبة غزاوية تدلي بتصريحات معادية للسامية لا مكان لها في فرنسا. عمليات التحقق التي أجرتها الوزارات المختصة لم تنجح على ما يبدو”، معلناً عن طلبه فتح تحقيق داخلي “لضمان عدم تكرار مثل هذا الأمر بأي حال من الأحوال”.

disqus comments here