بيان صادر عن اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا في ذكرى النكبة

في الذكرى السابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية
“معركة الذاكرة والصمود في زمن الإبادة”
في الذكرى السابعة والسبعين لنكبة شعبنا الفلسطيني، أصدر اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا بيانا جاء فيه:
نقف اليوم، نحن في اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا، لنؤكد أن هذه المناسبة لم تكن يوماً محطة بكاء على الأطلال، بل هي لحظة وعي وتجديد للعهد، وتأكيد على استمرار معركة التحرير والعودة.
لقد كانت النكبة، منذ عام 1948، لحظة البداية لمشروع استعماري إحلالي، لم يتوقف عن محاولات اجتثاث شعبنا من أرضه. واليوم، ونحن نعيش واحدة من أكثر مراحل هذا المشروع دموية ووحشية في قطاع غزة والضفة الغربية، ندرك أن النكبة ما زالت مستمرة، بأدوات أكثر فتكاً وإجراماً، وبغطاء دولي يزداد تواطؤاً.
إن ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية وتدمير شامل واستهداف ممنهج للأطفال والنساء والمدنيين، هو استمرار لذات العقلية التي هجّرت أهلنا قبل 77 عاماً. وإن الجرائم اليومية التي تُرتكب في الضفة الغربية من توسع استيطاني، واعتقالات، وملاحقات، واقتحامات، ما هي إلا أدوات تهويد جديدة تسعى لتقطيع ما تبقى من جسد الوطن.
أما في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، فإن سياسة “التهجير الناعم” عبر تفشي الجريمة المنظمة وتهميش الخدمات وتجفيف الموارد، ليست سوى وجه آخر لنفس المشروع الذي يستهدف الإنسان الفلسطيني في كل أماكن وجوده.
يا أبناء شعبنا في المنافي والشتات،
إن مسؤوليتكم في هذه اللحظة التاريخية مضاعفة. فأنتم اليوم، بما تملكونه من حرية الحركة والكلمة، شركاء في معركة الذاكرة والهوية والصمود.
أنتم امتدادٌ حيٌ لروايتنا الوطنية، وحلقة وصل لا غنى عنها بين ما كان وما يجب أن يكون.
ندعوكم من قلب هذه الذكرى الأليمة إلى تصعيد العمل الشعبي والإعلامي والسياسي والقانوني في أوروبا، وفضح جرائم الاحتلال، وتفعيل كل أدوات النضال السلمي من تظاهرات، ووقفات، ومراسلات للبرلمانات، ومبادرات في الجامعات والمؤسسات، وإسناد متواصل لأهلنا في الداخل.
ونحذر في الوقت نفسه من خطر الذوبان والتنازل التدريجي عن هويتنا وثقافتنا، تحت شعارات الاندماج والتعايش. إن الحفاظ على ذاكرتنا الجمعية، ولغتنا، وقيمنا الوطنية، هو بحد ذاته فعل مقاومة، وجبهة لا تقل أهمية عن باقي ميادين النضال.
في هذه الذكرى، نقول: إن فلسطين ليست مجرد قضية عادلة، بل هي معركة كرامة وحرية وإنسانية، وإن كل فلسطيني – في الوطن أو الشتات – هو حامل للراية، وشريك في الطريق نحو التحرير والعودة.
نُجدّد العهد لشهدائنا، ولأسرانا، ولأهلنا الصامدين، أن نظل على العهد، أوفياء للقضية، ثابتين على الحق، حتى يعود الوطن حراً مستقل.
فلسطين وطننا والعودة حقنا و لا تسقط بالتقادم..
اللجنة الإعلامية لاتحاد الجاليات
والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا
15 أيار / مايو 2025