شهر من الموت الجماعي.. 850 شهيدًا و4200 جريحًا من منتظري المساعدات في غزة

كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الأربعاء، عن حصيلة صادمة للضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا أثناء انتظار المساعدات في وسط وجنوب القطاع، منذ بدء تطبيق الآلية الأمريكية-الإسرائيلية الجديدة أواخر أيار/مايو الماضي، حيث ارتقى 850 شهيدًا وأُصيب أكثر من 4200 آخرين بجراح متفاوتة.

وفي بيان رسمي، أكد المكتب أن ما تُسمى “مؤسسة غزة الإنسانية GHF” تُسهم فعليًا في ارتكاب “إعدامات ميدانية” ممنهجة ضد المدنيين الفلسطينيين الجوعى، وذلك من خلال مراكز توزيع المساعدات التي تحوّلت إلى مصائد موت جماعي.

وأشار البيان إلى فقدان 39 مواطنًا في تلك المناطق، ما يكشف زيف الادعاءات الإنسانية التي تُغلف بها المؤسسة المذكورة أنشطتها.

ووفق تقارير دولية وأممية، فإن “GHF” تنتهك مبادئ العمل الإنساني من حيث الحياد والاستقلال والشفافية، وتعمل ضمن أذرع سياسية وأمنية تخدم أجندة دولة الاحتلال، في إطار خطة منهجية تهدف إلى التهجير القسري، خاصة في جنوب القطاع، من خلال تضييق سبل العيش ودفع الأهالي للنزوح تحت التهديد والجوع.

المكتب الإعلامي أشار كذلك إلى وجود شبهات قانونية سجلتها جهات سويسرية ضد المؤسسة، وتقارير ميدانية تحدثت عن إدخال مواد مخدّرة ضمن طرود المساعدات، ما يشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة وانتهاكًا صريحًا للكرامة الإنسانية.

وحمّل المكتب دولة الاحتلال والمشرفين على “GHF” المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، داعيًا إلى فتح تحقيق دولي عاجل، ووقف التعامل مع المؤسسة فورًا، واستبدالها بمنظمات إنسانية محايدة مثل الأونروا، تضمن الحد الأدنى من الحماية للسكان.

من جهة أخرى، نقلت صحيفة هآرتس عن جنود من جيش الاحتلال شهادات خطيرة، أقرّوا فيها بتلقّي أوامر مباشرة بإطلاق النار على الفلسطينيين العزّل قرب مراكز المساعدات لتفريقهم، رغم عدم تشكيلهم أي خطر. ووصف أحد الجنود تلك المناطق بأنها تحوّلت إلى “حقول قتل”، حيث يُطلق النار على الجائعين وكأنهم “قوة معادية”.

ورصدت الصحيفة 19 حادثة إطلاق نار منذ أواخر مايو قرب مراكز التوزيع، واستخدم جيش الاحتلال خلالها رشاشات ثقيلة وقذائف هاون، في مشهد وصفه جندي بأنه يُحاكي لعبة “ضوء أحمر.. ضوء أخضر”، لكنها هذه المرة على أجساد البشر.

هذا التصعيد الدموي يأتي بينما تستمر الحرب الإبادية على غزة لليوم الـ635، وسط تجاهل دولي مطبق للكارثة الإنسانية المستمرة.

disqus comments here