مجازر وتجويع وحصار.. أكثر من 80 شهيدا الثلاثاء واستشهاد طفلة بسبب التجويع

غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ663 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ"المساعدات الأميركية"، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

وتحوّلت مناطق توزيع المساعدات إلى أهداف مباشرة، حيث قُتل مزيد من المدنيين الباحثين عن الغذاء والماء، في وقت بلغ فيه عدد ضحايا الجوع 114 شهيدًا، بحسب وزارة الصحة، فيما حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن 90% من السكان يعانون من انعدام الوصول إلى مياه الشرب.

في اليوم الـ135 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

استشهد أكثر من 80 شخصا بينهم أكثر من 30 من المجوّعين ومنتظري المساعدات بنيران الاحتلال الثلاثاء، فيما استشهدت طفلة في مستشفى "شهداء الأقصى" بدير البلح وسط القطاع بسبب التجويع وسوء التغذية.

ويواصل الجوع حصد الأرواح. وأعلنت لجنة الطوارئ في غزة أن المساعدات التي دخلت بموجب الهدنة المعلنة من قبل إسرائيل "لم تحدث فرقا فعليا"، في ظل الكميات الشحيحة واستمرار منع التوزيع السليم.

ارتفاع حصيلة الضحايا

 أعلنت مصادر طبية، يوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 60,034، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 145,870، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 113 شهيدا بينهم (شهيد انتُشل جثمانه)، و637 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 8,867 شهيدا، و33,829 إصابة.

وبينت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 22، وأكثر من 199 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,179، والإصابات إلى أكثر من 7,957.

ولفتت إلى أن هناك عددا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

استشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الثلاثاء، بعد استهداف جيش الاحتلال عددا من منتظري المساعدات في خان يونس وبيت لاهيا في قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 4 مواطنين وإصابة العشرات، بعد استهداف الاحتلال منتظري المساعدات جنوب خان يونس جنوب قطاع غزة.

كما استشهد 3 مواطنين على الأقل وأصيب عدد آخر شهداء إثر قصف مدفعي وإطلاق نار من آليات الاحتلال صوب طالبي المساعدات في منطقة السودانية شمال بيت لاهيا شمال غرب قطاع غزة.

وأعلنت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة، استشهاد 81 مواطنا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم بينهم 32 من طالبي المساعدات.

استُشهد 11 مواطنًا، يوم الثلاثاء، في قصفين للاحتلال الاسرائيلي استهدفا مناطق تؤوي نازحين في محافظتي رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة، في إطار العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأفادت مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي، بأن قوات الاحتلال أطلقت النار على تجمع مواطنين قرب مراكز مساعدات إنسانية شمالي مدينة رفح، ما أدى إلى استشهاد 7 مواطنين وإصابة عدد آخر بجراح متفاوتة.

وفي قصف آخر، استهدفت طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين، بينهم طفلان، وفق ما أفادت به الطواقم الطبية في مجمع ناصر.

وارتقعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة، بحسب بيان لوزارة الصحة اليوم، إلى 60,034 شهيدًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل أكثر من تسعة أشهر. كما ارتفع عدد المصابين إلى 145,870، في ظل استمرار الغارات الجوية والمدفعية وعمليات القصف العشوائي على مناطق سكنية ومراكز إيواء.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن عددًا غير معلوم من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض، وسط عجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم، بسبب الاستهداف المتكرر وغياب الإمكانات والوقود والمعدات اللازمة.

ويأتي هذا التصعيد في وقت يواجه فيه قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تفشّت المجاعة والأوبئة، وتفاقمت معاناة مئات آلاف النازحين، وسط صمت دولي وعجز عن وقف العدوان المستمر.

 استشهد 8 مواطنين، وأصيب آخرون،في قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلا في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد ثمانية مواطنين من عائلة الدحدوح، في قصف الاحتلال منزلا في حي الزيتون.

وحسب المصادر ذاتها، فقد ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء إلى 62 مواطنا، بينهم 19 من منتظري المساعدات.

ارتفعت حصيلة شهداء منتظري المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة، وسط القطاع إلى 13 شهيدا، وإصابة 105 آخرين، جراء استهداف قوات الاحتلال نقطة توزيع مساعدات  على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة، وسط القطاع، والعدد مرشح للارتفاع.

وحسب المصادر الطبية، فقد ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ فجر الثلاثاء إلى 62 مواطنا، بينهم 19 من منتظري المساعدات.

استشهد وأصيب عدد من المواطنين، فجر اليوم الثلاثاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية مناطق عدة في قطاع غزة.

وأفاد مراسلونا نقلا عن مصادر طبية، باستشهاد مواطنين، وإصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال شقة سكنية لعائلة البطش قرب دوار حيدر غرب مدينة غزة.

وأضافت المصادر ذاتها، أن ثمانية شهداء ارتقوا، وأصيب 11 آخرين، في قصف الاحتلال منزلا لعائلة أبو عطايا في منطقة المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.

وأشارت إلى استشهاد أربعة مواطنين، وإصابة آخرين، من عائلة الأغا، جراء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في منطقة الميناء بمواصي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وتوصل مدفعية الاحتلال قصف مناطق متفرقة شرق مدينة غزة، لا سيما في حي التفاح.

وحسب مصادر طبية، فقد ارتقى 30 شهيدا، الليلة الماضية، جراء قصف الاحتلال منازل بمنطقة المخيم الجديد شمال النصيرات.

ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 59,921 مواطنا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 145,233 آخرين، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

حذرت مصادر طبية في قطاع غزة من انتشار مادة محلاة صناعيًا تُعرف بين العامة باسم "سكر اللوز"، وهي مادة صناعية تدعى السكرلوز (Sucralose) ولا علاقة لها باللوز، ولا تحمل قيمة غذائية، ويُمنع بيعها دون بطاقة بيان واضحة، ما يشكل مخالفة صحية.

ونظرًا لانتشار الغش الغذائي وصعوبة الرقابة، أكدت المصادر ذاتها ضرورة التأكد من وجود بطاقة بيان على كل منتج، وتجنب شراء المواد مجهولة المصدر، أو التي لا تحمل عبوات أصلية، والحذر من المحليات الصناعية غير الموثقة، والامتناع عن شراء عصائر الأطفال المجهولة المكونات.

تقرير أمميّ: كافة سكان غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائيّ الحاد

قال برنامج الأغذية العالمي، يوم الثلاثاء، إن هناك "حاجة ملحة" لزيادة المساعدات لقطاع غزة للوصول إلى "المجوعين قبل فوات الأوان"، مؤكدا أن "الجوع ينتشر بسرعة" في غزة.

ويواجه كافة سكان قطاع غزة، مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وذلك في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي، بحسب ما أفاد تقرير أمميّ.

جاء ذلك في تقرير مشترك، بشأن "الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2025"، صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية.

وبحسب التقرير الأممي، فإن فلسطين (قطاع غزة) من الدول التي تواجه فيها النسبة الأكبر من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد هي فلسطين (قطاع غزة).

وفي قطاع غزة، يواجه 100% من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقا للتقرير.

وأشار أيضا إلى أن نحو مليوني شخص في 5 دول ومناطق واجهوا خلال عام 2024 المستوى الخامس من الجوع بحسب مقياس التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، مبينا أن أكثر من نصف هؤلاء (قرابة مليون و106 آلاف و900 شخص) موجودون في قطاع غزة.

وأكد التقرير الأممي على أن هذا الرقم يقارب ضعف عدد الأشخاص المقدّر بنحو 576 ألفا في نهاية عام 2023، مؤكدا أن هذه هي أعلى نسبة تم تسجيلها في تاريخ مقياس التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) لأي دولة أو منطقة.

وقال برنامج الأغذية العالمي، إن هناك "حاجة ملحة" لزيادة المساعدات لقطاع غزة للوصول إلى "المجوعين قبل فوات الأوان".

جاء ذلك في منشور على منصة "إكس"، اليوم، أشار فيه البرنامج الأممي إلى أن "الجوع ينتشر بسرعة" في غزة.

وأضاف: "هناك حاجة ملحة لزيادة هائلة في المساعدات الغذائية لقطاع غزة للوصول إلى كل المجوعين في كل أنحاء القطاع، قبل فوات الأوان".

وذكر أن لديه مخزون من الغذاء يكفي لكل الفلسطينيين في قطاع غزة لمدة ثلاثة أشهر، مشدداً على ضرورة أن تسمح إسرائيل بدخول هذه المساعدات.

وطالب بإدخال مزيد من شاحنات المساعدات الغذائية إلى القطاع عبر كل المعابر، وبفتح مسارات أكثر داخل القطاع لعبور الشاحنات لتقليل التأخير في الوصول إلى كل الفلسطينيين المجوعين في القطاع.

 ستارمر يعلن أن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين في أيلول المقبل

تلقى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء يوم الثلاثاء، اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حيث أبلغه أن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين في شهر أيلول المقبل، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع في غزة، وتلتزم بسلام مستدام طويل الأمد، بما في ذلك السماح للأمم المتحدة باستئناف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المواطنين في قطاع غزة دون تأخير لإنهاء المجاعة، والموافقة على وقف إطلاق النار، والتأكيد على عدم القيام بعمليات ضم في الضفة الغربية.

وأكد ستارمر، أن بريطانيا ستواصل العمل من أجل وضع خطة مع حلفاءها الرئيسيين لمفاوضات سياسية وتنفيذ حل الدولتين، وفي هذه الوقت قررت الحكومة البريطانية إرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة ونقل أطفال جرحى من غزة للعلاج في المستشفيات البريطانية، والضغط لعودة إيصال المساعدات عبر وكالات الأمم المتحدة.

ووجه رئيس الوزراء البريطاني دعوة رسمية للرئيس محمود عباس لزيارة بريطانيا لاستكمال المباحثات.

من جهته، شكر السيد الرئيس، رئيس الوزراء البريطاني على هذا الموقف التاريخي بالاعتراف بدولة فلسطين، والعمل سويا من أجل السلام والاستقرار.

وأكد سيادته، أن هذا الموقف الشجاع يأتي في لحظة تاريخية مهمة، وفي هذا السياق فإننا ندعو الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين أن تقوم بذلك، وذلك لإعطاء الأمل بوجود إرادة دولية حقيقية ساعية لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وتجسيد دولة فلسطين المستقلة على خط الرابع من حزيران لعام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام مع جيرانها، وأن نذهب لإعادة الإعمار.

كما أكد السيد الرئيس، على أولوية دولة فلسطين في وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات ووقف التجويع ورفع الحصار، وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، ومنع التهجير، وتمكين دولة فلسطين من القيام بمسؤولياتها كاملة في قطاع غزة، وانسحاب إسرائيل الكامل.

ومن ناحية أخرى، أكد سيادته، بأننا نعد العدة للذهاب للانتخابات وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية والتزاماتها الدولية، مشددا على ضرورة الإفراج عن أموال الضرائب الفلسطينية ووقف إرهاب المستوطنين والاعتداءات على دور العبادة الإسلامية والمسيحية.

وجرى الاتفاق في نهاية الاتصال على مواصلة التنسيق والعمل المشترك وتعزيز العلاقات الثنائية بين دولة فلسطين وبريطانيا على مختلف الأصعدة

disqus comments here