في لقاء مع السفير الصيني .. رمزي رباح يستعرض تطورات الأوضاع الفلسطينية ويدعو إلى مجلس وطني توحيدي

التقى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ورئيس دائرة مناهضة الفصل العنصري (الأبارتهايد)، رمزي رباح، بسفير جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين، تشنغ جيشين، وذلك في مقر السفارة الصينية بمدينة رام الله، بمشاركة وفد من الدائرة حيث ضم الدكتور ماهر عامر، المدير العام للدائرة وحلا غانم المستشار القانوني للدائرة، وعيسى الخطيب المسؤول الاداري.
وتطرق رباح إلى أن المخططات الإسرائيلية المستمرة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة من خلال سياسة الحصار والتجويع والقتل اليومي، مؤكدًا أن العقبة الأساسية أمام أي مفاوضات جدّية تكمن في إصرار الاحتلال على البقاء في قطاع غزة، واستخدام ذلك كوسيلة لدفع السكان نحو النزوح القسري، بالاضافة الى التحكم بآلية توزيع المساعدات في اطار خطة التهجير الممنهج.
كما استعرض السياسات الإسرائيلية التوسعية في الضفة الغربية، لا سيما عبر سياسة الضم الزاحف، والتي تم ترجمتها في قرارات الكنيست الأخيرة، وتهدف إلى السيطرة على مساحات واسعة من الأرض، وتقطيع أوصال الضفة الغربية، وتحويل التجمعات السكانية الفلسطينية إلى كنتونات معزولة من خلال شبكة من الطرق الالتفافية.
وحذّر رباح من استمرار السياسات الإسرائيلية التي تهدف إلى فرض وقائع ميدانية تُكرّس الاحتلال وتُعمّق من مخططات التهجير، خاصة في قطاع غزة، حيث يواصل الاحتلال ممارساته عبر الحصار والتجويع والقتل اليومي، في محاولة لدفع السكان نحو النزوح القسري.
كما لفت إلى أن أحد أبرز العوائق أمام أي مسار تفاوضي جدي يتمثل في رفض إسرائيل الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية، وسعيها للبقاء في قطاع غزة كأداة ضغط لتفريغ الأرض من سكانها اضافة الى الانحياز الامريكي للعدوان المستمر في القطاع، في الوقت الذي تمضي فيه على الأرض في الضفة الغربية بتنفيذ سياسة الضم وتوسيع السيطرة، بدعم وتشريعات من الكنيست.
وأوضح رباح أن هذه السياسات تُترجم عملياً من خلال شبكة كثيفة من المستوطنات والبؤر الاستيطانية، التي تجاوز عددها 180 بؤرة، إلى جانب التوسع في بناء الطرق الالتفافية التي تُقطّع أوصال الضفة وتحاصر التجمعات الفلسطينية في مناطق معزولة.
كما أشار إلى السيطرة المستمرة على منطقة الأغوار الفلسطينية والحدود الشرقية، وإلى وجود أكثر من 900 حاجز عسكري، تُستخدم كأدوات ضغط ممنهجة لتقييد حركة الفلسطينيين والنيل من مقومات صمودهم.
ودعا رباح إلى مواجهة العدوان المستمر من خلال العمل الجاد على توحيد الموقفين السياسي والميداني، وإنهاء الانقسام لتحقيق الوحدة الوطنية.
وأكد على أهمية الدعوة لإجراء انتخابات لمجلس وطني فلسطيني جديد، مشددًا على أن هذه الانتخابات يجب أن تكون نتيجة لحوار وطني شامل، يفضي إلى تشكيل مجلس وطني توحيدي يمثل جميع مكونات الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.
كما أكد على حق الجميع في المشاركة في الانتخابات دون أي شروط سياسية، وفقًا لقرارات القانون الأساسي والنظام الأساسي لمنظمة التحرير، مع اعتبار وثيقة الاستقلال المرجعية السياسية لهذه الانتخابات، وكذلك الالتزام بقرارات المجلس الوطني لعام 2018، القاضية بأن يكون قوام المجلس الوطني 200عضو من الخارج والشتات و150 عضو من الداخل.
واشار رباح ان هناك ارضية جاهزة للبناء عليها من خلال اتفاق بكين الذي وقعت عليه كافة الفصائل الفلسطينية، بما يمكن الحالة الفلسطينية من التصدي للتحديات الراهنة وإفشال المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية.
من جهته، أكد السفير الصيني موقف بلاده الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، مشدداً على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي كشرط أساسي لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتمكينه من مواجهة التحديات السياسية والإنسانية الراهنة.
وأشار إلى أن وحدة الصف الفلسطيني تحظى بأهمية خاصة لدى الصين في ضوء المرحلة الخطيرة التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وأكد الجانبان خلال اللقاء على عمق العلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الفلسطيني والصيني، وعلى المواقف المبدئية والثابتة التي تبديها الصين دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني، لا سيما في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية، والعدوان الإسرائيلي المتواصل.
وفي نهاية اللقاء، قام عضو اللجنة التنفيذية رمزي رباح بتقديم درع تكريمي للسفير الصيني، تعبيراً عن تقديره لجهوده في دعم القضية الفلسطينية.