*النساء والمعاناة المستمرة داخل مراكز الايواء*

في خضم واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم المعاصر، تقف المرأة الفلسطينية في قطاع غزة كرمز للصبر والقوة، لكنها أيضًا من أكثر الفئات تضررًا وأشدها معاناة. فمع استمرار العدوان والحصار، وامتداد النزوح القسري إلى مناطق مكتظة ومعدومة الموارد، أصبحت حياة النساء هناك سلسلة لا تنتهي من التحديات اليومية، تبدأ بانعدام الخصوصية ولا تنتهي بمخاطر الولادة دون رعاية طبية.

 
 
في خيام تغمرها الأمطار أو مدارس تحولت إلى ملاجئ مؤقتة، تخوض المرأة الفلسطينية معركة البقاء بكرامة، وسط غياب الأمن والرعاية، وتحت ضغط نفسي وجسدي يكاد يُنهكها.
أوضاع النساء الفلسطينيات في أماكن النزوح في غزة، تكشف حجم الألم، وتبرز الحاجة الملحة إلى تدخل إنساني عاجل يضع كرامتهن وسلامتهن في صدارة الأولويات .
اولا. انعدام الخصوصية والنظافة
يقيمن غالبًا في مدارس أو خيام مكتظة تفوق قدرتها الاستيعابية، ما يحرمهن من الخصوصية الأساسية والوصول السهل إلى دورات المياه .
الحصول على مستلزمات النظافة الشخصية مثل الصابون والفوط الصحية صعب للغاية، والكثير مضطرون لاستخدام قطع قماش أو حفاظات يُعاد استخدامها .
ثانيا. أزمة المياه والصرف الصحي
نقص حاد في المياه النقية، ما يؤدي إلى أمراض تناسلية ومعدية بسبب قلة النظافة وفقدان الصابون وأدوات التعقيم .
انقطاع مستمر للمرافق، حيث تسكن الأسر وسط مياه الصرف ومخلفات القمامة .
ثالثا. الحمل وولادة في ظروف خطيرة
نحو 20% من نحو 55 ألف حامل مصابات بسوء التغذية، وأكثر من نصفهن بحمل عالي الخطورة .
ارتفاع ملحوظ في حالات الإجهاض والولادات المبكرة والوفيات بين الأمهات والأطفال .
معظم المشافي أمست جزئية العمل أو خارج الخدمة، والعدد لا يكفي لمواجهة حجم الكارثة .
رابعا. ضغط نفسي و الكرامة.
النساء يواجهن ضغوطًا نفسية شديدة ناجمة عن النزوح المتكرر وفقدان الأمان والإهانة حتى في اللحظات الأكثر خصوصية .
ازدادت حالات العنف القائم علي الأسرة والجسدي والجنسي، خاصة في الملاجئ المكتظة مع غياب حماية كافية .
خامسا. التعب البدني .
النساء يتولين مهام جسدية شاقة مثل جلب الحطب والمياه والطهي في الهواء الطلق؛ وقت طويل أمام النيران يتسبب بأمراض تنفسية وجروح .
سادسا. التدخل الإغاثي المحدود
مؤسسات مثلUNRWA تقدم خدمات صحية جنسية وإنجابية، وتنظم وحدات طبية متنقلة وصالات آمنة، لكنها تعاني من نقص الموارد الحاد والتمويل الضئيل .
جزء كبير من المساعدات متعطّل على المعابر أو بؤر النزوح .
الخلاصة
النساء الفلسطينيات في غزة يواجهن أزمة إنسانية مزدوجةبسبب الفقر الغذائي الصحي ومحدودية الرعاية، والنفسية بسبب فقدان الكرامة والخصوصية والتعرض للعنف.
disqus comments here