جوع آلاف اطفال غزة يمرّ دون ضجة وجوع اسير اسرائيلي واحد يُشعل الاحتجاجات

دون شكٍ ولا مواربة ولا تأويل ان عملية التجويع التي يمارسها جيش الاحتلال الاسرائيلي على اهل قطاع غزة تندرج في اطار جرائم الحرب،

لكن سخرية القدر تجلّت في منظر الجندي الاسرائيلي الاسير لدى المقاومة في غزة، حيث وصلته واصابته سهام المجاعة،  التي تفرضها اسرائيل على سكان القطاع المحاصر،

منذ اسابيع ووسائل الاعلام تبث صورا وفيديوات عن اطفال قطاع غزة الجوعى، وعن استشهاد العديد منهم جوعا، والجوع يصيب الكبار رجالا ونساء كما يصيب الصغار، حيث اصبح قطاع غزة "مجوعة"، اذا جاز التعبير، أي يعج بآلاف الجوعى،

جوع اطفال قطاع غزة وجد صداه عالميا، ربما ليس على المستوى المطلوب حيث لم تتخذ اجراءات فورية لنزع الجوع بادخال المساعدات عبر الطرق الصحيحة السليمة ووصولها للجوعى، بل ان "مؤسسات اسرائيل وامريكا الخيرية" في غزة ما هي إلا مصيدة لقتل مزيد من الفلسطينيين بالرصاص، حيث اصبح الخيار اللاخيار: "الموت جوعا او الموت بالرصاص في محاولة الحصول على حفنة طحين!!!،

اما منظر الاسير الاسرائيلي، الذي يأكل مما يأكل آسريه، والجميع يعانون من سياسة التجويع الاسرائيلية،  فقد اثار ضجة واحتجاجات في اسرائيل وفي بعض العالم،

نتنياهو يُعلّق على فيديو الجندي المُجوّع على يد جماعته، بان "قسوة المقاومة دون حدود"،

أما قسوته وقسوة جيشة والفظائع التي يرتكبونها ضد مدنيين عزل في غزة، فنتنياهو لا يقول عنها شيئا،

الجوع واحد والمجوّعين يعانون على حد سواء، لكن ان يرى الاسرائيليون جوع اسيرهم ولا يرون جوع اطفال الفلسطينيين في غزة، فهذا اقل ما يقال عنه بانه عنصرية ومعايير مزدوجة، وتطبيقا لسياسة "المُحقان"، أي المخروط، الطرف الواسع لهم والطرف الضيّق للفلسطينيين، حتى لو كانوا اطفال غزة الجوعى الابرياء.

disqus comments here