ترامب بلا مصداقية

هل لدى ترامب مصداقية؟
المصداقية تُبنى بالتجارب، وتجربتنا مع ترامب واضحة: رجل لا يثبت على رأي واحد ساعةً واحدة. كل مواقفه مبنية على المصالح والربح والخسارة، يتابع البورصة كما يتابع السياسي القضايا؛ إذا ارتفعت الأسهم ارتفع معها موقفه، وإذا هبطت هبط معها.
ترامب ليس رجل دولة، بل مدير شركة يتعامل مع الملفات الدولية بمنطق السمسرة والمقامرة. لا أخلاق ولا ثبات في مواقفه، فضائحه تزكم الأنوف، وكل ما يسعى إليه هو تنظيف سمعته ببيع بعض المواقف هنا وهناك.
من صفّقوا له ليسوا إلا موظفين لديه يصفعهم صباح مساء. كل من عملوا معه انقلبوا عليه بعد خروجهم من دائرة سيطرته: مدير الـCIA، مدير الأمن القومي، مستشارون كبار، وحتى من دعموه بملايين الدولارات مثل إيلون ماسك انقلبوا عليه في النهاية.
ترامب بلا صاحب، أشبه بمن يتقلب على كل الفُرُش وفق ما يُدفع له، وبعد أن ينتهي ممن حوله يهاجمهم ويقذفهم بفضائحه.
هو ليس رجل سلام وهو يتبع نتنياهو ويردد عباراته ويثني على مواقفه يخادع وينافق ويكذب ويعطي وعود لا تكاد تقف عند طرف لسانه ماذافعل مع ايران وماذافعل مع قطر ؟؟؟؟؟، ٠تر٠امب ليس رجلاً بالمعنى الأخلاقي والسياسي للكلمة؛ مقامر متطرف متهور، جاؤوا به ليخدم مصالح الدولة العميقة وكارتلات المال والسلاح. خطته الأخيرة ليست مقدسة، وقد يتنكر لها غدًا، وإذا طُرحت فإنما هدفها إشعال الفتنة ونقل الحرب إلى الداخل، لتبخّر موجة التعاطف والاعترافات وتحوّلها إلى لا شيء.
ترامب بلا مصداقية. لتكون على المحك وبلا شرف ولو كان التعامل معه من هذا الباب لكان افضل التعامل من باب الامر الواقع واستخدام لغة المصالح للضغط عليه بها بدلا من التصفيق له والجلوس امامه كطلاب المدارس.. وليخجل من يصفق له ويروّج لخططه، وليخجل التافهون الذين بلا قيمة وبلا شرف.