مخيم جرمانا لقاء جماهيري يؤكد الشراكة الشعبية وتكامل الأدوار في تطوير المخيم
Sat 11 October 2025

في مشهد يعكس روح المبادرة والمسؤولية الجماعية، احتضن مخيم جرمانا للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق مساء الاثنين 6 تشرين الأول/أكتوبر 2025 لقاءً جماهيرياً حاشداً، دعت إليه لجنة التنمية المجتمعية في المخيم تحت شعار «نحو مخيم أفضل»، بحضور واسع من أبناء المخيم وممثلي الفعاليات الأهلية والاجتماعية والتعليمية وعدد من الشخصيات المحلية.
اللقاء الذي عُقد في مدرستي القديرية والكابري، جاء تتويجاً لسلسلة من الجهود الشعبية الهادفة إلى النهوض بواقع الخدمات العامة في المخيم، خاصة في مجالات النظافة، والصحة، والتعليم، والبنية التحتية. وأكد المتحدثون على أهمية تفعيل روح الشراكة بين الأهالي ولجنة التنمية، باعتبارها الركيزة الأساسية لبناء مخيم متماسك، متعاون، وقادر على تجاوز تحدياته.
وخلال النقاش، طُرحت مجموعة من المقترحات العملية لتطوير الخدمات الأساسية، إلى جانب الدعوة لمأسسة العمل التطوعي الشبابي وتنظيم المبادرات الذاتية بما يضمن استدامتها وفاعليتها.
في كلمته، أوضح أحد أعضاء لجنة التنمية الاجتماعية أن اللقاء يأتي في إطار تعزيز التكاتف بين المجتمع المحلي واللجنة، سعياً إلى ترسيخ قيم التعاون والانتماء، وخلق بيئة أكثر استقراراً داخل المخيم. وقال:
"هدفنا أن يتحول العمل التطوعي إلى ثقافة عامة، وأن يتقاسم الجميع المسؤولية في بناء حياة كريمة لأبناء المخيم، عبر حلول جماعية واقعية تنطلق من حاجات الناس اليومية".
وأشار إلى أن لجنة التنمية تمكنت خلال الفترة الماضية من إنجاز عدد من المشاريع الحيوية، مثل تحسين شبكات الصرف الصحي والمياه وإنارة الشوارع وصيانة خزانات الكهرباء، غير أن هناك ملفات ما زالت قيد المعالجة، خصوصاً في مجال الكهرباء والبنية التحتية قبيل موسم الشتاء.
من جهته، شدد أحد المتحدثين باسم الفعاليات الاجتماعية على أن أي عمل تنموي لا يمكن أن ينجح بمعزل عن مشاركة المجتمع بأكمله، قائلاً:
"التنمية ليست مجرد خدمات، بل هي وعي ومسؤولية، وتكامل بين الجوانب التعليمية والصحية والثقافية، فكل خلل في إحداها ينعكس على الأخرى".
كما لفت المشاركون إلى دور الشباب في المبادرات التطوعية، مؤكدين أن أبناء المخيم أثبتوا قدرتهم على تجاوز الصعوبات بإرادة جماعية، إذ يبادرون لإصلاح الأعطال وصيانة المرافق دون انتظار، ما يعكس روح الانتماء والمسؤولية.
مداخلة أحمد صالح: نحو صيغة رباعية تكاملية للنهوض بالمخيمات
في مداخلة خلال اللقاء، قدّم أحمد صالح عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أمين قطاع العمال في سورية، رؤيةً شاملة حول المهام الوطنية والتنموية المطلوبة من لجان التنمية في المخيمات، مؤكداً أن نجاح هذه اللجان مرهون بشراكة رباعية بين اللاجئين أنفسهم، والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، ووكالة الأونروا، ولجان التنمية المحلية.
وقال صالح: "إن هذه الصلة الرباعية هي الأساس في تنظيم الجهد الوطني والخدماتي، لأنها تجمع بين الحق القانوني للاجئ الذي تمثله الأونروا، والرعاية السيادية التي توفرها الدولة السورية عبر الهيئة العامة، والدور المجتمعي المباشر الذي تضطلع به لجان التنمية، إلى جانب مشاركة الأهالي بوصفهم القوة الحية التي تملك الإرادة والإصرار على تحسين حياتهم".
وأضاف أن مخيم جرمانا يمثل نموذجاً متقدماً في هذا الإطار، إذ استطاع، رغم محدودية الإمكانيات، أن يخلق دينامية اجتماعية بناءة تستند إلى المبادرات الشعبية، وتفاعل اللجان الأهلية مع الجهات الرسمية. وأكد أن المطلوب اليوم هو تعزيز التنسيق المؤسسي بين الأطراف الأربعة من أجل تحويل هذه الجهود المتفرقة إلى خطة تنمية متكاملة تستند إلى رؤية وطنية شاملة.
كما دعا صالح إلى توسيع المشاركة الشعبية، وتفعيل لجان الأحياء والفعاليات الشبابية، لتكون شريكاً دائماً في التخطيط والتنفيذ، مشيراً إلى أن "المخيمات الفلسطينية في سورية كانت وما تزال عنواناً لصمود الفلسطيني وإرادته في الدفاع عن كرامته وهويته رغم كل ما مرّ من أزمات وحروب".
وفي ختام اللقاء، وجهت لجنة التنمية المجتمعية الشكر لكل المشاركين، مؤكدة أن اللقاء ليس مناسبة خطابية، بل خطوة أولى ضمن مسار مستمر من المتابعة والمساءلة الشعبية، لضمان تنفيذ المقترحات والمشاريع التي من شأنها تحسين واقع المخيم ورفع سوية الخدمات المقدمة لأبنائه.
"نحو مخيم أفضل" ليست مجرد شعار، بل رؤية تنموية فلسطينية تسعى لتحويل معاناة المخيمات إلى طاقة بناء وتغيير، بإرادة الناس وتكاتفهم، وإيمانهم بأن المستقبل يصنعونه بأيديهم.



قطاع العمال وحركة الاجئين
في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
المكتب الإعلامي/إقليم سورية