إيران تفاجأت يوم الجمعة الماضي لكنها تُفاجئ اسرائيل يوم الجمعة الحاضر

من الجمعة للجمعة هي الحرب الاسرائيلية العُدوانيّة على ايران، ورد ايران على اسرائيل، وما بينهما من مفاجآت وتطورات وتشعبات وتفريعات مُحتملة داهمة ومؤجلّة،

اسرائيل بدأت الحرب والعدوان بغتة وبصورة مفاجئة ومن تحت طاولة مفاوضات النووي الامريكية الايرانية، بمداهنة وكذب ومناورة وتواطئ ترامب شخصيّا،

ومع ان الضربة الاولى يوم الجمعة الماضي على ايران كانت قاسية ومُكلفة وخاصة في صفوف قيادتها العسكرية وصفوف علمائها النوويين،

إلا ان ايران ردّت ووتتابع ردّها حتى يوم الجمعة الحالي، حيث احدثت مفاجئة لاسرائيل، هذه المرّة، بنوعية الصواريخ الانشطارية التي تستخدمها، ودقة اصابتها لمراكز وقواعد وبنى تحتية عسكرية وحيوية وبحثية، تخدم القدرات العسكرية الاسرائيلية على مدى سنوات،

وفي نظرة سريعة على خارطة العالم حيال هذه الحرب العدوانية على ايران، التي تحوّلت إلى حرب سجال وقصف متبادل بين اسرائيل وايران، فاننا نجد على ضفة اسرائيل الولايات المتحدة تدعم بالباع والذراع وبالاسلحة والجسور الجويّة، والموقف السياسي والاعلامي، لكن مع شيء من التردد بالدخول المباشر في الحرب إلى جانب دولة الاحتلال والاعتداء،

ربما ان امريكا لم تحزم ولم تحسم امرها لتدخّلٍ مباشر، لعدة اسباب ومبررات وحجج وتخوّفات نحاول ان نُسلّط الضوء على كُنهها وماهيّتها وظاهرها وباطنها،

اعتقد ان السبب الاول هو سبب ذاتي داخلي امريكي، فصحيح ان ادارة ترامب "مرشومة" بالمشتشارين ذوي التوجّه الصهيوني المؤيّد لاسرائيل، لكن يبدو ان هناك ايضا في الادارة "امريكان"، يعملون لصالح امريكا ولا يرون ان تدخّل امريكا في هذه الحرب ، التي بدأتها اسرائيل، يفيد امريكا او الشعب الامريكي، خاصة ان امريكا بالكاد تعافت من احتجاجات كاليفورنيا، وبالكاد تعافت من "هزائم" امريكا في افغانستان والعراق، وقبلها فييتنام،

السبب الثاني ان امريكا لاحظت تحرّكا روسيا وصينيا واسلاميا تمثلّه باكستان، ولا ترغب في توريط نفسها في حرب اوكرانيا، والحرب على غزة ولبنان، والآن الحرب على ايران،

فامريكا تُعاني من تردّي اقتصادها، ولولا الخمسة تريليونات دولار التي جباها ترامب  من دول الخليج العربي في جولته لكان وضع الاقتصاد الامريكي قد ازداد "حزّة ولزّة"،

امريكا ليست مُتأكدة ان تدخّلها في الحرب خاصة ضرب بعض المنشآت النووية سيكون ناجحا ومضمونا، ولهذا فانها تذهب إلى مغامرة غير مضمونة النتائج، لكن ستُكلّفها وجودها العسكري في دول جوار ايران، وكذلك موقفها وسمعتها على الساحة الدولية،

إذا كانت اسرائيل وبعد عام ونيّف من القتل والتدمير والابادة الجماعية في قطاع غزة لم تستطع ان تُحقق اهدافها المعلنة والمستترة،

بل ان المقاومة اشتد زندها وتوقع خسائر يومية بالمحتلين المعتدين،

فما بالك ايران وهي قوة اقليمية بامكانات عسكرية واقتصادية وتكنولوجية وبشرية كبيرة،

فهل ستستطيع اسرائيل من تحقيق اهدافها المعلنة والمستترة، ضد ايران حتى بدعم امريكي غير مباشر حتى اللحظة؟؟؟!!!،

ربما ان في "سالوفة" بنايات بات يام وتل ابيب وحيفا، التي لحقت ببنايات غزة، تكمن بعض المفاجآت، التي لا يمكن إلا التبصّر فيها على مستوى الاقليم والعالم.

disqus comments here