بيان صادر عن دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين/ سورية والتي تكشف عن تدهور خطير وغير مسبوق في العملية التعليمية داخل المخيم

تتابع دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين/سورية بقلق بالغ التقارير والمعلومات التي تداولها أبناء مخيم اليرموك عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تكشف عن تدهور خطير وغير مسبوق في العملية التعليمية داخل المخيم، وتضع علامات استفهام كبرى حول أداء وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في واحد من أهم القطاعات التي تمس حاضر ومستقبل شعبنا.

المشكلات المطروحة لا تقتصر على اكتظاظ الصفوف بعدد يفوق الطاقة الاستيعابية للمدرسة الوحيدة العاملة، وإنما تمتد لتشمل نقص الكوادر المؤهلة وعدم انسجام بعضهم مع خصوصية الوضع الاجتماعي والنفسي للطلاب، إضافة إلى ما نتج عن هذا الواقع من حوادث مؤسفة كحادثة تعرض بعض الطالبات للدهس نتيجة الفوضى عند خروجهن من المدرسة.

إن تراكم هذه الإشكالات يجعل العملية التعليمية في المخيم عرضة للانهيار، ويهدد مستقبل جيل كامل يفترض أن يحظى بفرص متكافئة للتعلم والنهوض.

لقد كان مخيم اليرموك على امتداد عقود، بمدارسه ورياض أطفاله ومؤسساته التعليمية، علامة على صمود اللاجئين وتمسكهم بحقهم في الحياة الكريمة وحقهم في العودة، وإن أي تراجع في هذا القطاع الحيوي لا يمكن النظر إليه بمعزل عن الضغوط التي تتعرض لها وكالة الأونروا في سياق استهداف حقوق اللاجئين الفلسطينيين. ومن هذا المنطلق، فإن المطلوب اليوم هو استنفار كل الجهود لضمان بيئة تعليمية آمنة وسليمة، بما في ذلك العمل على تخفيف الكثافة الصفية، تعزيز الكادر التدريسي بالكفاءات المناسبة، وتوفير المستلزمات التعليمية الضرورية للطلاب، إلى جانب إعادة تقييم إدارة العملية التربوية بما يضمن الشفافية والمهنية.

إننا في دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في سورية نؤكد أن التعليم ليس امتيازاً بل حقاً أصيلاً من حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ونشدد على ضرورة اضطلاع وكالة الأونروا بمسؤولياتها كاملة في هذا المجال، كما ندعو المجتمع الدولي والجهات المعنية إلى مؤازرة هذه الجهود وعدم السماح لأي تقصير أن يمس مستقبل أبنائنا.

إن إنقاذ العملية التعليمية في مخيم اليرموك هو استثمار في صمود اللاجئين وتمسكهم بحقوقهم الوطنية، وواجب إنساني لا يحتمل التأجيل.

 

 

دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين/ سورية

 

                    24 أيلول/ 2025

disqus comments here