الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الخميس 25/9/2025 العدد 1418

الصحافة الاسرائيل- الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

هآرتس 25/9/2025

 

ترامب يتبنى موقف إسرائيل ويتجاهل خطاب عباس.. ونتنياهو في رد أولي: نبدأ من “اللنبي”

 

 

بقلم: جاكي خوري

 

في خطابه أول أمس في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، حاول ترامب أن يخفف، وحتى أن يوقف، التسونامي السياسي – موجة الدول التي أعلنت عن اعترافها بالدولة الفلسطينية. ولكن ما يقف الآن أمام هذا التسونامي هو اختبار مختلف كلياً – خطوات عملية لإنقاذ ما تبقى من المشروع الوطني الفلسطيني.

ترامب اختار تجاهل الخطاب الذي ألقاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في نفس المناسبة – قبل يوم من ذلك وعن بعد، الذي أدان فيه هجوم 7 أكتوبر وأكد أن حماس لن تكون شريكة في اليوم التالي. الرسالة التي استهدفت بث المسؤولية وتحديد أن السلطة هي الشريك الشرعي، لاقت تجاهلاً من ترامب. وبدلاً من ذلك، كرر ترامب رواية إسرائيل، تقريباً كلمة كلمة: الاعتراف بفلسطين هدية للإرهاب، أي جهد دولي يجب أن يوجه ضد حماس وليس ضد الاحتلال، كل ما يحدث لغزة في السنتين الأخيرتين سينتهي عند تحرير المخطوفين. ولكن كيف سينتهي وما الذي سيحدث في اليوم التالي؟ هذه الأسئلة لم يتم ذكرها قط، هذا تجاهل صارخ. بالنسبة لرام الله الصورة واضحة: ترامب هو نتنياهو والعكس صحيح. الفرق في الأسلوب أصبح هامشياً، حيث الرسالة الاستراتيجية واحدة: تصفية القضية الفلسطينية وإبعادها عن الخطاب السياسي.

في الواقع على الأرض، قرار إغلاق معبر اللنبي “بتوجيه من المستوى السياسي”، كما أكدت سلطة المعابر، أثبت جيداً عمق سيطرة إسرائيل. المعبر، الذي هو شريان الحياة الوحيد بين الضفة والأردن والعالم، تم إغلاقه في هذا الأسبوع بعد موجة الاعتراف. خطوة عقاب جماعية توضح أنها حتى بعد الاعتراف، إسرائيل هي التي تقرر من يخرج ومن يدخل. مصدر فلسطيني رفيع اعتبر ذلك “ضوءاً أخضر” لنتنياهو من أجل استمرار هجماته في غزة وخطوة الضم. أمام خنق سياسي ومادي، أصبحت رام الله تعرف أن ليس هناك أحد يتحدثون معه، وليس هناك من يتملقونه أو يتوسلون إليه. وحتى الاستخذاء لن يساعد. والأمر الذي زاد الطين بلة هو الرد اللفظي الشديد الذي صدر من مكتب عباس، الجهود الآن موجهة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بوسائل مالية. رئيس الحكومة الفلسطينية محمد مصطفى، يجري محادثات محمومة مع السعودية وفرنسا وجهات أخرى لإنشاء شبكة أمان تضخ حوالي 200 مليون دولار في الشهر لمدة نصف سنة، كأوكسجين مؤقت لدفع الرواتب والخدمات الأساسية. سيكون القرار بهذا الشأن في مركز النقاش الذي سيعقد اليوم بمشاركة الدول المانحة، الذي سيشارك فيه مصطفى عن بعد أيضاً. من مكتبه في رام الله، سيحاول إقناع الدول بأن السلطة من ناحيتها تستمع، وستدفع قدماً بخطة إصلاحات شاملة توحد بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

مع ذلك، تعترف رام الله أنه بدون أموال الضرائب التي تحتجزها إسرائيل، لن تصمد أي شبكة أمام مالية لفترة طويلة. مصدر رفيع في السلطة شبه ذلك بـ “عملية تنفس صناعي لمريض شديد المرض”. من هنا جاءت المفارقة الشديدة للفلسطينيين: من جهة، اعتراف دولي غير مسبوق بالدولة الفلسطينية، ومن جهة أخرى خنق يومي يثبت الاعتماد المطلق على إسرائيل. في الوقت الذي حاولت فيه رام الله ركوب موجة الاعتراف وبناء زخم تاريخي منها، يأتي ترامب وينهيه بخطاب واحد، وإسرائيل تقوم بتحييده من خلال خطواتها على الأرض.

الاختبار الحقيقي الآن ليس في تصريحات أخرى مثلما نشرها رؤساء الدول العربية والإسلامية الذين التقوا مع ترامب وطالبوا بإنهاء الحرب، أو بطبيعة الرد للقيادة الفلسطينية، بل بخطوات عملية – ضمان عدم انهيار السلطة، وتحديد ثمن لاستمرار الضم والاحتلال، وترجمة الاعتراف الرمزي بخطوات عملية لها معنى على الأرض. إذا لم يفعل المجتمع الدولي بذلك، فسيتم تذكر “التسونامي السياسي” كحلقة عابرة، وسيواصل حل الدولتين الابتعاد، إلى أن يصبح شعاراً فارغاً من المضمون.

------------------------------------------

هآرتس 25/9/2025

 

لمن ستكون الكلمة الأخيرة.. لـ”طاولة العرب النيويوركية” أم مناورة نتنياهو أم “آخر غرفة مغلقة”؟

 

 

بقلم: حاييم لفنسون

 

كان نتنياهو سيعقد مساء أمس مؤتمراً صحافياً. كل الضيوف المهمين تفرقوا. هو يأتي مع عمال النظافة لتنظيف ما تبقى من الاحتفال. حتى يوم الجمعة، موعد إلقاء خطابه، لا أحد من الشخصيات المهمة في العالم سيكون في المدينة لاستقباله. هو وحيد، معزول أكثر من أي وقت مضى، وترامب هي التي تمسكه كي لا يسقط.

ربما كان الاجتماع الـ 80 للأمم المتحدة الأكثر تطرفاً فيما يتعلق بالسياق الإسرائيلي. نتنياهو الذي سوق نفسه كعبقري سياسي خلال السنين، والذي احتقر دائماً كل من اختلف معه في الرأي، والذي ألغى كل المؤشرات على الوضع السيئ لإسرائيل، جلس في البيت وشاهد في التلفزيون كل من اعتبره صديقه وهم يديرون له الظهر.

المبادرة السعودية – الفرنسية للاعتراف بالدولة الفلسطينية آخذة في التسارع، لكن لا معنى عملياً فورياً لها. الأهم هو لقاء الغرف المغلقة بين الرئيس ترامب ورؤساء دول عربية وإسلامية في مبنى الأمم المتحدة، الذي ناقشوا فيه الوضع في غزة. لقد كان هناك أمير قطر والرئيس التركي، وكان هدف اللقاء إقناع ترامب بإمكانية إنهاء فوري للحرب: الدول العربية ستتحمل مسؤولية السيطرة على قطاع غزة وإعادة بنائه وإزاحة حماس جانباً. بصورة مشكوك فيها، لم تخرج بعد تسريبات حقيقية من اللقاء في أي قناة داخلية للزعماء العرب – المسلمين. مصدر في قطر تحدث مع “هآرتس”، رفض التحدث عما حدث في اللقاء. ولكن ظهر من لهجته أنه راض. ممثلو إسرائيل لم يُدعوا، ولم يكن هذا بسبب رأس السنة.

الإثنين، سيأتي دور نتنياهو للالتقاء مع ترامب في البيت الأبيض. الخطاب الذي سيلقيه الجمعة، هو لغرض داخلي كالعادة. سيكرر موقفه بشأن الشروط الخمسة لإنهاء الحرب في غزة. ولكن من هناك، سننتقل إلى البيت الأبيض حيث سيتم البت في الأمور. “ترامب يتأثر جداً من الشخص الأخير الذي سيكون معه في الغرفة”، قال أحد المقربين من الرئيس. “نتنياهو سيسمع من ترامب ما سمعه من زعماء الدول”.

في الوقت نفسه، يعمل المبعوث الخاص ويتكوف الذي شارك في لقاء نيويورك، على إنقاذ “خطة ويتكوف” لإطلاق سراح عشرة مخطوفين ووقف إطلاق النار وضمانات من ترامب لإنهاء الحرب. وكان يتكوف وما زال مقرباً من العائلة الحاكمة في قطر. منذ تصفية فاشلة لقادة حماس في قطر، تم قطع الاتصال مع إسرائيل، ولكنهم يستمرون في محاولة حل الأزمة مع الولايات المتحدة. الأمل هو عقد صفقة مع الأمريكيين تفرض على إسرائيل. في الفترة الأخيرة، عمل ويتكوف مع رئيس حكومة قطر محمد آل ثاني على رسالة جديدة من حماس، التي ستوافق فيها حماس على إطلاق سراح عشرة مخطوفين. من غير المعروف إذا كان ويتكوف سينجح في إقناع ترامب، أم ان نتنياهو سيتغلب عليه.

هدف نتنياهو هو إقناع ترامب الانتظار قليلاً، حيث إن لديه خطة لاحتلال غزة ستغير وجه المعركة كلها. نتنياهو يظهر للمراسلين المقربين منه تقارير استخبارية، بالطبع تقارير مريحة له، تدل على الذعر الذي يتملك حماس من احتلال المدينة الوشيك. من ناحيته، يجب أن نستمر بضعة أشهر أخرى، أو حينئذ سيأتي النصر الكبير أو المناورة القادمة. ترامب دعم نتنياهو حتى الآن، ونتنياهو يريد المزيد من الوقت أمام الضغوط. جوهر الخلاف الذي يجب على ترامب البت فيه هو سؤال: ما الطريقة الأسرع في إبعاد حماس عن السلطة: صفقة مفروضة على إسرائيل، أم إنهاء الحرب وتدخل الدول العربية، أم احتلال مدينة غزة.

الكذبة الكبيرة التي ينشرها نتنياهو هي أسطورة أنه لا يريد إلا شيئاً سوى تصفية حماس. وقد أظهر اجتماع الأمم المتحدة في نهاية الأسبوع الإجماع الذي كان قائماً منذ سنتين، والذي يعمل نتنياهو على إلغائه: الدول العربية والولايات المتحدة والدول الغربية، جميعها تريد إزاحة حماس عن السلطة واستبدالها بقيادة مدنية عادية.

بعد مرور ثمانية أشهر على ولايته الثانية، يصعب حل لغز الرئيس الأمريكي. خطابه في الأمم المتحدة أظهره كشخص غير مترابط، خليط من المؤامرات التي يطلقها من ينكرون التطعيمات في الفيسبوك. مع ذلك، في بعض الأحيان، يظهر كشخص ذكي جداً ويدرك جيداً شبكة العلاقات. أي ترامب سيلتقي معه نتنياهو، هل هو العم المجنون من طاولة رأس السنة، أم رجل الأعمال الذي يشم الكذب؟ سننتظر حتى الإثنين.

------------------------------------------

هآرتس 25/9/2025

 

“في أبعد نقطة عن الدولة”: هل استمع “رافعو العتب” المعترفون بـ “دولة الكانتونات” لرأي صادق فراحنة؟

 

 

بقلم: جدعون ليفي

 

في اليوم الذي اعترف فيه العالم بالدولة الفلسطينية، كنت في الطريق أنا وأليكس ليباك إلى قرية فلسطينية نائية في شرق الضفة الغربية. في اليوم السابق، حدث في القرية سطو مسلح وعنيف شنه مستوطنو البؤر الاستيطانية الجديدة في المحيط.

في اليوم الذي افتتحت فيه الجمعية العمومية بـ “مؤتمر الدولتين” وأضيفت فيه عشر دول غربية إلى القائمة الطويلة للدول التي سبق لها واعترفت بالدولة الخيالية، كان “شارع أيالون” خالياً من أي سيارات فلسطينية. معظم شوارع الضفة مغلقة الآن ببوابات حديدية، تفتح وتغلق على مزاج قادة الجيش.

في اليوم الذي أصبحت فيه 159 دولة تعترف بدولة الأحلام، استلقى صادق فراحنة في بيته، ذاك الراعي ابن الـ 81 سنة، وهو يتألم. فقد تم كسر ذراعيه بعصي المستوطنين قبل يوم، ضربوه بدون رحمة رغم عمره. وجلس حفيده إلى جانبه ورأسه مضمد، هو أيضاً أصيب أثناء سطو المستوطنين. سارعت الشرطة الإسرائيلية إلى إلصاق التهمة بالرعاة الفلسطينيين بدون تحقيق، واتهمتهم بأنهم هم الذين سطوا على المستوطنين. الدولة التي اعترف بها للتو، لا شرطة فيها تحمي سكانها.

في اليوم الذي احتفل فيه الرئيس الفرنسي بانتصاره الدبلوماسي، ظهرت الدولة الفلسطينية أكثر بعداً من أي وقت آخر. لم يظهر ذات يوم حلم الدولة مقطوعاً عن الواقع أكثر مما هو الآن. رئيس الدولة التي على الطريق، محمود عباس، حتى لم يسمح له بالوصول إلى الاجتماع الذي ناقش قضية دولته، وذلك بانتهاك أمريكي صارخ لاتفاق الولايات المتحدة مع الأمم المتحدة.

وفي الوقت نفسه تماماً، كان المطلوب رقم واحد لمحكمة الجنايات الدولية، بنيامين نتنياهو المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، كان يتزين قبل السفر إلى هذا الاجتماع. رئيس الدولة التي يعترف بها كل العالم ظهر على شاشة بعيدة في قاعة الاجتماعات في الجمعية العمومية، والمطلوب رقم واحد سيقف على المنصة فيها.

في اليوم الذي اعترف فيه العالم بالدولة الفلسطينية، قتل في غزة 61 شخصاً، تقريباً نفس عدد القتلى اليومي، الذي كان قبل الاعتراف وفي اليوم الذي سيعقبه، مثلما في كل يوم في الأشهر الأخيرة. الاعتراف لم ينقذ ولن ينقذ، حتى ولو طفلاً واحداً في غزة من عمليات القصف. غزة لم تعد قابلة لعيش البشر. وتصبح الضفة بالتدريج شيئاً كهذا. مشكوك فيه أن العجوز الذي ضربه المستوطنون، قد سمع عن هذا الاعتراف. انضمام بريطانيا وفرنسا لم يغير أي شيء عنده. وحتى أندورا وموناكو لن تؤثرا على مصيره، وقطيعه الذي سرق منه لن يعود إليه رغم أن لوكسمبورغ تقف إلى جانبه.

العالم، لا سيما أوروبا المتوارعة، التي دفعت ضريبة كلامية إضافية فارغة من المضمون لصالح ضحايا غزة والضفة، وفي الوقت الذي تستمر فيه الإبادة الجماعية في غزة بدون إزعاج، ويهيج المستوطنون ويرهبون الضفة مع الجيش، ها هو العالم يعترف لرفع العتب فقط بدولة لن تقوم أبداً كما يبدو. ما أسهل الاعتراف بها، وما أصعب وقف الإبادة الجماعية! كعادتها، نددت إسرائيل بمعاداة السامية، وتوحدت المعارضة بكل أطيافها اليهودية مع الحكومة في إدانة الاعتراف، بمن فيهم يئير غولان.

من توقع بيأس (مثلي) حدوث عملية طوارئ دراماتيكية من قبل العالم لوقف فوري للقتل والتدمير الممنهج في غزة قبل أي شيء آخر، حصل على عملية لا تزيد الوضع إلا خطورة. رؤساء الدول سيهدئون أنفسهم والرأي العام الصاخب في بلادهم وسيقولون: عاقبنا المجرم وكافأنا الضحية” لم تعد هناك حاجة لتحريك ساكن لصالح غزة، قمنا بواجبنا.

للأسف الشديد، الاعتراف بالدولة الفلسطينية الآن خطوة لا أساس لها، شبه هستيرية. لا يوجد الآن أي شريك في الدولتين، سواء في إسرائيل أو في فلسطين، غزة مدمرة، ولم مكان لدولة في الضفة سوى مجموعة كانتونات. هل تريدون إنقاذ ما تبقى من لاجئي غزة؟ يجب فرض عقوبات مشددة وفورية على إسرائيل. تريدون رؤية بعيدة المدى؟ ديمقراطية لكل الناس بين البحر والنهر.

-------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس 25/9/2025

 

لنتنياهو: كفاك كذباً… أنت من يرعى الإرهاب وليس محمود عباس

 

 

بقلم: أسرة التحرير

“سيكون جوابي على فرض دولة إرهاب في قلب بلادنا، بعد عودتي من الولايات المتحدة، انتظروا”، قال نتنياهو عقب موجة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وأضاف: “على مدى سنين، منعت إقامة دولة الإرهاب هذه في وجه ضغوط هائلة من الداخل والخارج على حد سواء. ضاعفنا الاستيطان اليهودي في “يهودا والسامرة” وسنواصل هذا الطريق”.

نتنياهو يكذب. عندما تسلم محمود عباس مهام منصبه رئيساً للسلطة الفلسطينية، في 2006، أعلن صراحة بأن طريقه ستكون سياسية فقط. منذئذ، تتعاون السلطة مع أجهزة الأمن الإسرائيلية لمنع الإرهاب. هي ليست ولم تكن “دولة إرهاب”. هذا كذب يخدم نتنياهو. حين كانت حماس تسيطر في غزة ونتنياهو عاد لرئاسة الوزراء، في 2009، فضل مقاطعة عباس، ورعاية الانشقاق الفلسطيني وتعزيز حكم حماس كورقة تين لرفضه السياسي. على مسافة أقل من ساعة سفر، يعيش زعيمان كل واحد مسؤول عن مصير الملايين، ولم يبادر نتنياهو حتى ولا إلى لقاء واحد مع عباس. السبب واضح: نتنياهو لم يرغب في الانشغال بالموضوع المركزي الذي يشغل بال عباس – تقسيم البلاد وإقامة دولة فلسطينية. نعم، يوجد إرهاب فلسطيني، جريمة لا مبرر لها، لكن مصدره ليس السلطة، ولا يمكن قطعه عن واقع وحشي يمارسه الاحتلال والأبرتهايد.

المستقبل، وليس الماضي، هو الاختبار. على إسرائيل أن تنصت لعباس ولمعظم دول العالم، وأن تنضم إلى الإجماع الدولي وتعلن عن استعدادها لإقامة دولة فلسطينية في أراضي 1967. عليها أن تبني تعاونات أمنية، واقتصادية واجتماعية. خطوة كهذه ستغير وضع إسرائيل من الأساس: كلما رأى الفلسطينيون أفقاً حقيقياً، يقل دافع الإرهاب. واضح أيضاً أن إخراج حماس من المعادلة السياسية ونزع سلاحها – شرط مسلم به لكل الدول التي انضمت إلى الخطوة، هو عنصر ضروري في مثل هذه التسوية.

محظور علينا التحلي بالسذاجة: متطرفون من الجانبين سيواصلون تخريب كل اتفاق، مثلما حصل عقب اتفاقات أوسلو في موجة عمليات الإرهاب الفلسطيني، وفي مذبحة باروخ غولدشتاين، وفي اغتيال رئيس الوزراء إسحق رابين على أيدي مغتال يهودي سعى لوقف السلام، ونجح. لكن هذا ليس سبباً لترك الأغلبية لمصيرها والسماح للإرهابيين بإملاء الواقع.

بدلاً من الإنصات لوزراء اليمين المتطرف الذين يدعون إلى “فرض السيادة” و”سحق تام للسلطة”، يجب على إسرائيل العودة إلى المسار السياسي. مثل هذه الخطوة ستعزز أمنها، وتحسن علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية التي أعلنت في الأمم المتحدة بأن أمن إسرائيل يهمها، وستسمح بتقليص ميزانية الدفاع وستساهم في ازدهار الشعبين.

------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 25/9/2025

 

لـ “الأحمق” نتنياهو: الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليست جائزة لحماس.. بل لإسرائيل

 

 

بقلم: آفي شيلون

 

بعد الصدمة والحزن الأولي على ما حصل في 7 أكتوبر، كنت متفائلاً بالمستقبل، قياساً لآخرين. رأيت الجمال في الإسرائيليين الذين يتحدون عند الضيق، ويتطوعون، ومستعدون للتضحية بأنفسهم من أجل حرب بدت بأن لا حرب أكثر منها عدالة. تلقينا دعماً من العالم المتنور، واتحد الشعب اليهودي بجل أطيافه في كل أرجاء العالم. قدرت ان إسرائيل ستخرج إلى حرب لعدة أشهر، وفي نهايتها يهزم الجيش الإسرائيلي حماس حتى لا يكون بعد ذلك تهديد ذو مغزى؛ وبالتوازي أملت في أن ينفض الفلسطينيون عن أنفسهم وحشية حماس، وفي نهاية الحرب يعلنون بأنهم يريدون المصالحة بدولة مجردة، بلا جيش وبلا حماس، وعندها تستغل إسرائيل هذه الفرصة لتعرض المفاوضات بعد هزيمة غزة.

معظم الناس حولي كانوا في حينه مشتتين، يعيشون مأساة 7 أكتوبر. وها هو، بتأخير واضح وبمرور سنتين، يأتي فصل معتبر في توقعي المتفائل، هو أمام ناظرينا: حماس ضربت ضربة قاضية، وأعلنت نيتها التنازل عن الحكم في غزة. رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، خطب أمام كل العالم، وتعهد بألا تكون حماس شريكاً في الحكم، وأن تكون فلسطين بلا جيش، وتعيش إلى جانب إسرائيل بسلام، وشجب 7 أكتوبر، وطلب إعادة المخطوفين. كما أن أغلبية دول العالم التي اعترفت بدولة فلسطينية اشترطت تأييدها اجتياز السلطة إصلاحات، بما في ذلك جهاز التعليم، ولن تقوم الدولة دون استجابة لمطالب إسرائيل الأمنية. عملياً، ما حصل في الأسبوع الأخير في الساحة الدبلوماسية هو النصر المطلق. قدرت بأن هذا ما سيكون؛ لأن التاريخ أثبت في حالات عديدة بأن المصالحة تتحقق بعد أن يتعرض الطرفان للضرب. هكذا مثلاً، شقت حرب يوم الغفران الطريق للسلام مع مصر.

الأسبوع الماضي أيضاً، كان يمكنه أن يكون اختراقاً للطريق، لكن ولأجل هذا، فالمطلوب هو قيادة شجاعة من الطرفين مثلما كان في حينه مع بيغن والسادات. للأسف، القيادة الإسرائيلية بكل أطيافها، وليس نتنياهو فقط، ترفض أن تتحدث إليها بصدق، وتتناول خطاب أبومازن كموقف ابتدائي يطرح للمفاوضات. الميل الدارج الغريب هو الادعاء بصبيانية، أن رؤيا الدولتين بدون حماس هي في واقع الأمر “جائزة لحماس”. لماذا؟ فقد أقصيت حماس عن الحكم، والرئيس الفلسطيني يندد بها علناً. ناهيك عن أن الخطة هي أن يقام في غزة حكم فلسطيني مسنود من الدول العربية يكون ملتزماً بجمع السلاح المتبقي لدى حماس. لماذا يعد مثل هذا الاقتراح جائزة وليس عقاباً لحماس؟ ليس لهذا السؤال جواب جيد. حتى ترامب وجد صعوبة في الإجابة، باستثناء قوله إننا نريد المخطوفين. لكن هذا واضح؛ فقبل كل مفاوضات، علينا إعادة المخطوفين. وهذا لا يتناقض وخطة المصالحة.

لكن كي نسترجع المخطوفين يجب أن ننهي الحرب. وإذا كان نتنياهو غير مستعد لإنهائها إلى أن نصفي كل واحد من أولئك الذين لا يزالون يختبئون في غزة، فهذا يعني أن الحرب لن تنتهي، وهذا غبي ومحزن، لأن علم حماس الأبيض يرفع الآن. وببساطة، يجب تحريك المسيرة السياسية كي تستبدل. كما أن إسرائيل تنسى أنه من المهم منع وضع يبحث فيه الجيل التالي في غزة عن الثأر على ما فعلناه هناك، وعندها سنرغب في الرد، وهكذا دواليك – من الإصرار على البقاء 500 متر آخر في القطاع. 7 أكتوبر لم يكن مجرد كارثة، بل فرصة أيضاً. وللأسف، انتصرنا في الحرب، لكننا نخسر الفرصة لتغيير حقيقي لوجه الشرق الأوسط.

------------------------------------------

معاريف 25/9/2025

 

الجيش الإسرائيلي موحل والمفتاح بيد ترامب.. والسؤال: ما مدى جديته في إنهاء الحرب؟

 

 

بقلم: آفي أشكنازي

 

رغم الخطاب الذي يلقيه نتنياهو في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لا شك أن الحدث المركزي المرتقب سيكون لقاءه مع ترامب. يقول جهاز الأمن عشية الرحلة، إنه -حسب الوضع في هذه اللحظة- ينبغي الوصول إلى اتفاق لوقف النار وتحرير الـ 48 مخطوفاً.

الجيش الإسرائيلي يعمل الآن مستخدماً ثلاث فرق في مدينة غزة: الفرقة 98، الفرقة 162 والفرقة 36. بالتوازي، تعمل الفرقة 99 في مجال الدفاع في وسط وشمال القطاع. فرقة غزة تعمل في مجال الجنوب، خان يونس ورفح.

يتقدم الجيش الإسرائيلي بشكل بطيء وجذري. المقاتلون يمرون من شارع لآخر. كل مقطع يدخلونه، ينفذون عملاً مسبقاً لنار كثيفة ويتقدمون تحت غطاء النار.

يشخص الجيش بضعة مزايا في القتال بمدينة غزة: حماس تمتنع عن الهجوم، وتدير قتالاً مرتباً في خط دفاع حيال القوات. تختبئ تحت الأرض وتعد نفسها لحرب عصابات تهاجم فيها القوات بعد أن تستقر في مواقعها في أرجاء المدينة.

تضيف مصادر في الجيش الإسرائيلي بأن حماس زرعت عبوات كثيرة في المدينة بهدف المس بالقوات. وثمة خطر آخر، وهو وضع المباني العالية، التي بدأت تتفكك بسبب الهجمات، وأجزاء من الحجارة والطوب والحيطان تسقط غير مرة وتعرض تقدم القوات للخطر.

إن قوات الجيش الإسرائيلي التي تعمل في شمال مدينة غزة تصطدم بخلايا مخربين تحاول تحديها أكثر ذي قبل. في أثناء العيد، سجلت عدة اشتباكات. يدرك الجيش و”الشاباك” أن حماس تجتهد باختطاف مقاتل أثناء المناورة – هذا هو الإنجاز الذي يطلبونه لأنفسهم الآن. حسب التقديرات، المخطوفون الأحياء يُستخدمون كدروع بشرية. أكثر من 700 ألف غزي يتحركون الآن جنوباً، ولا يزال في المدينة مليون حتى هذه اللحظة. أنهى الجيش الإسرائيلي محاصرة المدينة، لكن الثمن باهظ حالياً. في أثناء العيد، سقط ضابط برتبة رائد هو شاحر نتنئيل بوزغلو، وأصيب أربعة ضباط وجنود اثنان بجروح خطيرة. يفهم جهاز الأمن بأن مفتاح مواصلة المعركة العسكرية في مدينة غزة هو الآن في واشنطن، بيد ترامب.

السؤال الذي يطرح الآن هو: ما مدى تصميمه على فرض اتفاق وقف النار، وتحرير المخطوفين وتصميم خطوة “اليوم التالي” في غزة؟

------------------------------------------

معاريف 25/9/2025

 

وعد بتجميد “الدولة الفلسطينية” ففجرها في وجوهنا وأذلنا: هل يجد نتنياهو من يصفق له؟

 

 

بقلم: بن كسبيت

 

بالأمس (الأربعاء) قام برحلة فاخرة أخرى إلى أمريكا. وسيلقي خطابًا مؤثرًا آخر، بلغة إنكليزية فصيحة، وبصوت قيادي جهوريّ أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المعادية. ظاهريًا، لا جديد تحت الشمس. لكن في الواقع، هناك جديد بالفعل. في ظل الوضع الراهن، سيُصبح نتنياهو بنيامين زئيف هرتسل الفلسطيني في مرآة التاريخ. من كان ليصدق أن “طوفان الأقصى” القاتل والهمجي سيُسفر، بعد عامين، عن طوفان دبلوماسي من 142 دولة، بما في ذلك حلفاء إسرائيل الرئيسيون، الذين صوّتوا في وقت سابق من هذا الأسبوع للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة. السابع من أكتوبر، يوم أكبر كارثة حلت بنا منذ قيام الدولة، سيصبح أيضاً يوم الاستقلال الفلسطيني. كل هذا مُختوم بعلامة واضحة وبارزة: “جميع الحقوق محفوظة” لنتنياهو، ولكن لمن؟

كالعادة، سيُلقي خطاب الغد بظلاله، خاصةً علينا نحن في الوطن. سنسمع نفس النغمة مجددًا، مُقنعًا (للمقتنعين)، وعادلًا (في نظر المُنصفين). سنفخر بأن هذا المُقدّم هو من يُمثلنا في عالم اللاسامية المُستعر. في هذا المجال، لا مُنافس لنتنياهو.

ولكن عندما يتلاشى التصفيق (الذي لن يختفي على الأرجح)، سنواجه الحقيقة المرة – هذا الرجل جرّنا إلى أكثر المواقف إذلالاً ومهانة ًوعاراً في تاريخنا. وضعنا في المقعد الخلفي، مع كوريا الشمالية وإيران. نحن أبرار التاريخ. وكان من الممكن أن يكون كل هذا مختلفاً تماماً. حتى السابع من أكتوبر، كان نتنياهو وأتباعه يتباهون بنجاحهم في شطب الدولة الفلسطينية عن جدول الأعمال. لا وجود لدولة فلسطينية. لا أحد يتحدث عنها، ولا أحد مهتم بها. السعوديون يصطفون للانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، وما يحدث في رام الله لا يهم جدتهم الراحلة.

الحقيقة أنهم كانوا مُحقين في هذه النقطة. نجح نتنياهو في تجميد القضية الفلسطينية، ونفّذ خطة شارون، كما صاغها آنذاك دوبي فايسغلاس، وهي وضع المفاوضات مع الفلسطينيين في وعاء مليء بالفورمالديهايد.

المشكلة أن فترة التجميد عقبتها فترة غليان. انفجر الفورمالديهايد في وجوهنا. وإلى جانب “سيد الأمن” و”سيد الاقتصاد”، أصبحت هذه القضية التافهة المتعلقة بدولة فلسطينية كارثة أخرى جلبها نتنياهو علينا. هو وحده القادر على خلق وضع يهاجموننا فيه، ويقتلون أطفالنا ونساءنا وشيوخنا، ويُظهرون وحشيةً من العصور الوسطى، ويُنددون بها من العالم أجمع، فقط ليقلبوا الطاولة علينا ويتسببوا في عزلنا التام، ونصبح ضحايا للمسؤولين عن الإبادة الجماعية.

ما المطلوب منه إجمالاً؟ أن يعرف متى يتوقف. أن يحدد نقطة الانطلاق. وجهت إسرائيل لحماس ضربةً لم يسبق أن وجهت لأي منظمة إرهابية. وغزة دُمرت بالكامل. قُضي على القيادة. قُضي على القيادة العسكرية، بجميع مستوياتها ومراحلها. تضررت البنية التحتية بشكل بالغ. اختفت حماس كجيش إرهابي. لكن نتنياهو لم يتوقف. وقع أسيراً لدى مُشعلي الحرائق الذين عيّنهم في مناصب قيادية في حكومته، وجرنا جميعاً إلى أدنى نقطة وصلت إليها الدولة اليهودية منذ تأسيسها.

بعد أيام قليلة، عندما يصل رئيس وزراء الدولة اليهودية الوحيدة في العالم، الدولة التي دفنت قبل عامين 1200 قتيل، بينهم نساء وأطفال وكبار السن وضعفاء، في هجوم وحشي قاتل شنته العصابات النازية التي غزت أراضيها – يُعامل كمجرم هارب. في الواقع، إنه مجرم هارب بالفعل. مشتبه به هارب، على وجه التحديد. يتهرب من مذكرة اعتقال صادرة ضده من المحكمة الجنائية الدولية – إنه عالم غريب. المشكلة أن الوقت خان لنتوقف عن التهرب وإلقاء اللوم على العالم أجمع في هذه العملية المذهلة. لقد جلب نتنياهو هذا على نفسه، على أنفسنا، بأصابعه العشرة.

------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

واشنطن بوست 25/9/2025

 

 

عزلة إسرائيل لا تعني لها الكثير طالما لم تدفع الثمن أو تواجه تداعيات

 

 

بقلم: سوزانا جورج

 

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالًا لمديرة مكتبها في الخليج، سوزانا جورج، قالت فيه إن سلسلة من التطورات، من بينها إعلان دول عدة نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية، واتهامات متصاعدة بارتكاب إبادة جماعية، وتوبيخات رفيعة المستوى بشأن الأوضاع الإنسانية في غزة، إضافة إلى تهديدات تجارية متزايدة، ساهمت جميعها في زيادة عزلة إسرائيل، في وقت يستعد فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع.

وأشارت الصحيفة إلى أن صداقات إسرائيل التقليدية تشهد توترا متزايدا، وأن شركات إسرائيلية تواجه مقاطعة، فيما تتنامى الدعوات لاستبعاد إسرائيل من فعاليات ثقافية ورياضية دولية. إلا أن هذه التحركات لم تترك أثرا يُذكر على سياسات حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل. فبالرغم من الاعتراضات الدولية، واصلت القوات الإسرائيلية توغلها في مدينة غزة، كما استهدفت مؤخرا قيادة حماس في قطر، الحليف الوثيق للولايات المتحدة.

وقال آرون ديفيد ميلر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط والمفاوض الأمريكي السابق، إن الضغط الدبلوماسي وحده لن يغير سياسة إسرائيل ما لم يقترن بـ”تكاليف أو عواقب جسيمة وخطيرة”. وأضاف: “كل هذا الاعتراف هو رد فعل على المأساة الإنسانية، وعلى الغضب من الارتفاع الهائل في أعداد الضحايا المدنيين الفلسطينيين، لكنه لا يؤثر على مسار أو استراتيجيات إسرائيل”.

ورأت الصحيفة أن العزلة الأعمق ستعني اتخاذ خطوات ملموسة، مثل فرض قيود على التجارة، أو منع العلماء الإسرائيليين من الشراكة البحثية مع أوروبا، أو تقييد السفر، أو منع الرياضيين الإسرائيليين من المشاركة في الأولمبياد. ورغم أن شيئا من هذا لم يحدث بعد، فإن القادة الأوروبيين يبدون استعدادا أكبر لتشديد مواقفهم، بينما تبدو إسرائيل مصممة على المضي في نهجها طويل الأمد.

وعلى الرغم من تعليق بريطانيا محادثات اتفاقية تجارية جديدة مع إسرائيل في أيار/ مايو الماضي بسبب الحرب على غزة، وتعهد الاتحاد الأوروبي بمراجعة سياساته التجارية، لا تزال الترتيبات القائمة سارية إلى حد كبير. فقد دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين هذا الشهر إلى تعليق اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، لكن من غير الواضح ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيتمكن من التوصل إلى إجماع بهذا الشأن.

وفي المقابل، تواصل وزارة الدفاع الإسرائيلية الإعلان عن صادرات أسلحة قياسية، إذ بلغت 14.8 مليار دولار عام 2024، أكثر من نصفها ذهب إلى دول أوروبية، وفق بيانات رسمية. ولم توقف سوى قلة من الدول مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل؛ فألمانيا منعت ما قد يُستخدم في غزة لكنها واصلت بيع أنظمة أخرى، فيما ألغت إسبانيا بعض الطلبات الأسبوع الماضي.

ولفتت الصحيفة إلى أن بريطانيا وفرنسا وكندا اعترفت هذا الأسبوع بدولة فلسطين في الأمم المتحدة، لتنضم إلى أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء المنظمة الدولية، وأكثر من نصف أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين سبق أن اتخذوا هذه الخطوة. ورغم أن الاعتراف لا يرفع مكانة فلسطين إلى ما بعد صفة “مراقب غير عضو”، التي حصلت عليها عام 2012، فإن ذلك يتطلب تصويتًا في مجلس الأمن، حيث تملك الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو). ومع ذلك، اعتبر ميلر أن “الإسرائيليين أكثر توترًا مما يبدون”.

وقد أقر نتنياهو بعزلة إسرائيل، لكنه وصفها بأنها نتيجة حتمية لمساعيه في “الحفاظ على أمن إسرائيل”. وفي كلمة له هذا الشهر، دعا الإسرائيليين إلى مزيد من الاعتماد على الذات، متحدثا عن بناء مجتمع “إسبرطة الخارق”، في إشارة إلى المدينة-الدولة اليونانية القديمة التي اشتهرت بالانضباط والعسكرة والاكتفاء الذاتي.

من جانب آخر، يجادل المسؤولون الأوروبيون بأن حرب إسرائيل في غزة تجعلها، ومعها العالم، أقل أمنا. وقال مسؤول في المكتب الرئاسي الفرنسي، طالبا عدم الكشف عن اسمه: “نكرر للسلطات الإسرائيلية أن ما يجري ليس في مصلحة المجتمع الإسرائيلي، ولا في مصلحة المنطقة. فالتصعيد المستمر لا يجلب سوى حرب دائمة على إسرائيل والفلسطينيين والمنطقة بأسرها”.

وذكرت الصحيفة أن حرب غزة، التي اندلعت بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، باتت الأكثر دموية وتدميرا في تاريخ الصراع، حيث قُتل أكثر من 65 ألف شخص في القطاع، بينهم 18,500 طفل، وفق وزارة الصحة في غزة. وقد سُويت أحياء كاملة بالأرض بفعل الغارات، ودُمّرت البنية التحتية الحيوية، فيما تُتوقع مجاعة واسعة بعد تأكد انتشارها في مدينة غزة في آب/ أغسطس الماضي.

وازداد الغضب العالمي إزاء الظروف الإنسانية الكارثية في غزة، لا سيما مع تفشي المجاعة، حيث يطالب المتظاهرون في أوروبا وأماكن أخرى قادتهم بالتحرك. ففي إيطاليا، شارك آلاف العمال والطلاب هذا الأسبوع في إضراب وطني شلّ الموانئ وبعض وسائل النقل العام، في خطوة ضغط على السياسيين الأوروبيين للتحرك.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) ست مرات في مجلس الأمن لإجهاض قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، مما حمى إسرائيل من عواقب مباشرة. لكن محللين قالوا إن الخطوات الأوروبية قيد الدراسة، مثل تعليق التجارة الحرة وفرض عقوبات على وزراء إسرائيليين ومستوطني الضفة، قد تمثل ضغوطا فعلية إذا أقرت. وتدعو كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الدول الأعضاء إلى تبني هذه الإجراءات و”الضغط على إسرائيل لتغيير مسارها”.

وتشمل العقوبات المقترحة تجميد أصول بعض الوزراء الإسرائيليين ومنعهم من السفر داخل الاتحاد الأوروبي. لكن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اعتبر أن هذه الإجراءات “لن تجدي نفعا”، مضيفًا: “لن نخضع للتهديدات طالما أن أمن إسرائيل على المحك”.

في المقابل، يتزايد الزخم في المجال الثقافي. فقد هددت إسبانيا وأيرلندا وهولندا بمقاطعة مسابقة يوروفيجن 2026 إذا شاركت فيها إسرائيل، بينما دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى استبعاد إسرائيل من جميع الأنشطة الرياضية الدولية، على غرار ما جرى مع روسيا بعد غزو أوكرانيا. وفي الولايات المتحدة، وقّع أكثر من 4000 عامل سينمائي، بينهم نجوم بارزون، تعهدا بمقاطعة بعض المؤسسات السينمائية الإسرائيلية.

وقال جوناثان بانيكوف، المسؤول السابق في الاستخبارات الأمريكية ومدير برنامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلنطي، إن كثيرا من الإسرائيليين “يقللون من شأن” حجم الغضب العالمي إزاء الحرب في غزة، ويعتقدون أن “قدرات إسرائيل الدفاعية والعسكرية والتكنولوجية تجعل الدول دائما راغبة في التعامل معها”. لكنه حذّر من أن “الغضب الشعبي المتزايد قد يغير المعادلة”، مضيفا: “المشكلة الحقيقية لإسرائيل ليست في المدى القصير، بل في المسار طويل الأمد”.

------------------------------------------

 

هآرتس 25/9/2025

 

 

لن نبني مستقبلنا على الحروب، كتب بن غوريون

 

 

بقلم: اوري بار يوسف

 

البروفيسور بن تسيون نتنياهو اعتقد ان ابنه بنيامين مناسب لأن يكون وزير خارجية اكثر مما هو مناسب ليكون رئيسا للحكومة. لو أنه شاهد وضع اسرائيل في الساحة الدولية اليوم لكان تشكك بدرجة مناسبته لمنصب وزير الخارجية. هو ايضا تفاخر بأن ابنه كان قاريء نهم للتاريخ اليوناني والروماني الكلاسيكي. ولو انه سمع عن حلم “اسبرطة العظمى” لكان مشكوك فيه أن يتفاخر بذلك ايضا.

لا شك ان نتنياهو الابن كان سيستفيد من دراسة تاريخ دولة اسرائيل أكثر من الغرق في تاريخ اليونان وروما. لو انه فعل ذلك بشكل جدي لكان يمكنه أن يتعلم كيف تصرف دافيد بن غوريون في اوضاع كانت اصعب باضعاف من الوضع الذي وجدت اسرائيل نفسها فيه في هذه الايام، وكيف يبدو الحلم.

السنوات الاولى لدولة اسرائيل كانت الاكثر صعوبة في تاريخيها، لا سيما من ناحية أمنية. فالحدود مخترقة، التسلل غير المنقطع للفلسطينيين الذين حاولوا العودة الى بيوتهم، وعصابات “الفدائيين” الذين فرضوا الرعب في ارجاء البلاد، عمليات الانتقام على طول الحدود، الجيوش العربية الكبيرة التي كانت مستعدة وخلقت تهديد وجودي للدولة الفتية، وهو التهديد الذي وصل الى الذروة في خريف 1955 عندما وقعت مصر على صفقة شراء غير مسبوقة مع الكتلة الشرقية (دول اوروبا التي كانت تحت سيطرة السوفييت)، وهي الصفقة التي كان يمكنها أن تضاعف وتزيد قوة المدرعات وسلاح الجو والبحرية لمصر. حرب تدمير مصرية ضد اسرائيل اصبحت تهديد حقيقي وقريب.

بن غوريون لم يتذاكى بالخطابات عن اسبرطة. وبدلا من ذلك بدأ في تجنيد الاموال الطائلة في البلاد وفي الخارج من اجل الحصول على الوسائل المطلوبة لتسليح الجيش الاسرائيلي من اجل الحرب القادمة. وقام بارسال وزير الخارجية في حينه موشيه شريت كي يطرق ابواب الدول العظمى، كلها، باستثناء فرنسا، رفضت بيع السلاح لاسرائيل. وعندما اغلق الجيش الاسرائيلي الفجوة بواسطة السلاح الفرنسي، وقبل استيعاب الجيش المصري لمعظم السلاح الجديد لديه، قاد بن غوريون اسرائيل، بالتعاون سرا مع فرنسا وبريطانيا، الى حرب وقائية ضد مصر التي فيها تم احتلال شبه جزيرة سيناء وتمت ازالة تهديد مصر.

لكن خلافا لنتنياهو فانه حتى عندما توجه بن غوريون الى الطريق العسكرية هو لم يفكر في أي يوم بانه يجب على اسرائيل ان تصبح اسبرطة. العكس هو الصحيح. ففي نيسان 1956، في ذروة عملية الثار التي سبقت عملية سيناء توجه اليه صديقه القديم شلومو تسيمح وعبر عن تخوفه من المسار الذي تسير فيه الدولة. بن غوريون رد عليه برسالة قصيرة، عبرت بشكل جيد عن رؤيته، ومن الجدير هنا اقتباسها بالكامل: “مستقبل الشعب اليهودي لن يبنى على حد السيف فقط. الجيران يفرضون علينا الحرب، ونحن سنحارب طالما أنه يوجد خطر يحدق بوجودنا. ولكن نحن لن نبني مستقبلنا على الحروب.

“مستقبل اسرائيل سيتم تاسيسه فقط على القدرة على العمل والانتاج، مشاريع الاستيطان، اقامة المصانع والزراعة، الفتوحات العلمية وتطور الفن والادب، والرؤية التي يجب نقلها للاجيال القادمة، رؤية العمل والعدالة والحقيقة والسلام وحرية الانسان”.

في 1956 لم يكن امام اسرائيل أي خيار حقيقي لتحقيق السلام مع الدول العربية. ولكن حرب الايام الستة بانجازاتها الجغرافية فتحت الطريق الى انهاء النزاع على اساس الصيغة الواضحة التي جاءت في قرار الامن 242 في تشرين الثاني 1967، الذي في اساسه كانت اعادة المناطق التي تم احتلالها في الحرب مقابل انهاء النزاع واعتراف الدول العربية باسرائيل.

نقطة انطلاق كل خطط السلام منذ ذلك الحين هي حق اسرائيل في العيش بسلام وأمن داخل الحدود التي عاشت فيها حتى بداية حزيران 1967. هذا كان الاساس لاتفاق السلام مع مصر، الذي في اطاره انسحبت اسرائيل حتى السم الاخير في شبه جزيرة سيناء وحصلت في المقابل على الهدوء والتعاون الامني، الذي استمر لاكثر من اربعين سنة. هكذا ايضا مبادرة السلام للجامعة العربية (المبادرة السعودية) من العام 2002، وايضا الاقتراح الاخير للاتفاق – الاقتراح الفرنسي – السعودي، الذي في الحقيقة حصل على ادانة من اليمين، ولكن بدون طرح بديل حقيقي، باستثناء “حلم اسبرطة” الذي طرحه نتنياهو.

ان جذور مشكلة وجودنا الان تكمن في غياب حلم شامل لمواجهة المشكلة الرئيسية لدولة اسرائيل: الاحتلال المتواصل الذي يخلد النزاع، والذي في اطاره كوارث مثل حرب يوم الغفران وهجوم 7 اكتوبر اصبحت امور لا يمكن منعها. استمرار الحرب وتدمير غزة وعشرات آلاف المدنيين الذين قتلوا هناك، كل ذلك جعل اسرائيل الى دولة منبوذة وتعرض للخطر اتفاقات السلام. جميعها معا تخلق نقطة الانطلاق الاكثر اهمية في تاريخ المشروع الصهيوني منذ 1967.

لا حاجة الى اطالة الحديث عن اليمين، الذي يقترح تعميق الكارثة ردا على هذه الانعطافة التاريخية. المشكلة هي مع زعماء المعارضة. فجميعهم، باستثناء يئير غولان، يخشون من طرح رؤية بديلة للكارثة المستمرة، التي ثمنها دفعناه في السابق وندفعه الآن وسنواصل دفعه اكثر في المستقبل.

أن تكون “مستقيم”، كما يقترح غادي ايزنكوت، هذا امر مهم. ايضا بن غوريون فكر بهذه الطريقة. ولكنه ايضا كان على قناعة بان مستقبل الدولة سيتم تاسيسه على العدل والسلام وحرية الانسان. هذه المباديء لا يمكن تحقيقها طالما استمر الاحتلال. لقد حان الوقت لتوضيح زعماء المعارضة موقفهم من هذه القضية الوجودية باقوال واضحة، وليس بخطط ضبابية تناسب ما يريد الوسط في اسرائيل سماعه، ولكنها لا تشكل البديل الحقيقي لحلم “اسبرطة”.

باختصار، لقد حان الوقت لأن يظهروا الزعامة، وطرح رؤية لمستقبل الدولة.

------------------------------------------

 

معاريف 25/9/2025

 

 

السلوك الفاشل لحكومة نتنياهو يساعد على اقامة الدولة الفلسطينية

 

 

بقلم: يوسي هدار

 

على المرء أن يكون “عبقريا” حقيقيا كي يحول يوم كارثتنا في 7 أكتوبر، في اليوم الذي ثبتت فيه مرة أخرى، بما لا يرتقي اليه الشك، نزعة القتل الفلسطينية، الى اعتراف وتأييد من رأي عالمي واسع بدولة فلسطينية. هذه الكارثة، الأكبر التي تقع بالشعب اليهودي منذ المحرقة، كان ينبغي أن تغير أنظمة العالم حين ذبح نحو 1200 رجل وامرأة بوحشية واختطف نحو 250، بعد ان اجتاح مخربو حماس جنوب البلاد بالالاف ولم يكن هناك من ينقذ.

بداية كان يبدو ان الكارثة الجسيمة قضت نهائيا على اعتراف محتمل بالامة المخترعة للفلسطينيين. غير أن الحكومة الأسوأ في تاريخ الدولة اليهودية نجحت في أن تصنع ما لا يصدق. واليوم بعد سنتين من المذبحة، نقف امام حائط محطم، امام تسونامي سياسي تعترف فيه معظم دول العالم، بما في ذلك قوى عظمى كبريطانيا وفرنسا بدولة فلسطينية وامام لاسامية منفلتة العقال تصل الى ذرى جديدة.

لقد خرجت إسرائيل الى حرب لعلها هي الأكثر عدالة منذ قيام الدولة. كانت هذه حرب اللامفر وحماس ضُربت فيها بصدمة على الركبة. غير أنه لم يكن لهذه الحرب منذ البداية أي استراتيجية – لا استراتيجية عسكرية تتمثل بضربة قوية قصيرة وفقا لمفهوم الامن الإسرائيلي، ولا استراتيجية سياسية وخطة مرتبة في موضوع اليوم التالي. بدلا من ذلك تلقينا سلوكا فاشلا من بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الذي فشل في اخفاق 7 أكتوبر نفسه بل وقبل ذلك، حين بادر واتاح نقل ملايين الدولارات الى “حماس هي ذخر”، فقط كي يعزلها عن السلطة الفلسطينية ويمنع تسوية مستقبلية.

لقد دارت حرب غزة كلها بشكل فاشل ومتردد فيما كانت تمدد بلا أي سبب موضوعي، بل فقط لاعتبارات سياسية وشخصية لحكومة سوبر اسبرطة. كان يمكن انهاء الحرب هذه منذ زمن بعيد، وتحرير كل المخطوفين والوصول الى وضع مشابه لذاك الذي وصلنا اليه في لبنان، حيث رغم أنه وقع اتفاق مع ضمانات دولية، تواصل إسرائيل ضرب حزب الله.

غير ان البقاء السياسي لحكومة الشقاق والانقسام، حكومة التصفية الديمقراطية، اهم على ما يبدو من انهاء الحرب ومن استراتيجية سياسية منطقية. لم تكن هذه حربا محسوبة منذ البداية بل حرب التفكير الوحيد الذي بذل فيها كان حول مناورات سياسية خداعية. فالخطوات عديمة المسؤولية من جانب الحكومة تجلب علينا أيضا وحدة الدول العربية وتدهور علاقاتنا مع المحور المعتدل نسبيا لمصر، الأردن والسعودية.

وهكذا، لشدة الأسف، فان السلوك الفاشل لحكومة نتنياهو هو طبق الفضة الذي من شأن الدولة الفلسطينية ان تقدم عليه. من المهم القول بشكل واضح وبالفم المليء انه لئن كان محظورا قبل 7 أكتوبر أن تقام دولة فلسطينية، دولة إرهاب، في قلب هذه البلاد الصغيرة، فان الامر مؤكد باضعاف بعد 7 أكتوبر. ان إقامة دولة فلسطينية ليست محقة أخلاقيا وتاريخيا، وليس صحيحة امنيا. على السلطة الفلسطينية ان تكون في اقصى الأحوال حكم ذاتي في المناطق المأهولة، فيما تضم إسرائيل معظم المنطقة ج مع اقل ما يكون من السكان الفلسطينيين.

السلطة الفلسطينية، لشدة الأسف ليست شريكا سياسيا بل في اقصى الأحوال جهة ينبغي ان تنسق معها  ترتيبات امنية. من المهم أن نتذكر بانه في يوم الكارثة الكبيرة في 7 أكتوبر ايدت اغلبية ساحقة في السلطة المذبحة، بل ان زعماء السلطة لم يتكبدوا حتى عناء شجبها، بحيث أن ليس هناك حقا مع من يمكن الحديث. مهم أيضا الاستيعاب بان الفلسطينيين هم عرب هاجروا الى هنا منذ وقت غير بعيد، ومن يبحث عن دولة عربية يمكنه ان يجد 21 دولة كهذه في ارجاء الشرق الأوسط. حتى في المعارضة يعارضون هذه الفكرة، او يتحفظون منها.

اما نتنياهو، في فشله الأمني والسياسي المدوي، فيمنح عمليا جائزة للارهاب الاجرامي الفلسطيني. إسرائيل بحاجة ماسة الى قيادة أخرى، تضع الامن في رأس سلم الأولويات وتعرف كيف تناور سياسيا كي تضمن مستقبلها.

------------------------------------------

 

هآرتس 25/9/2025

 

 

ترامب وعد الزعماء العرب الا يسمح بضم الضفة

 

 

بقلم: ليزا روزوفسكي

 

الرئيس الامريكي دونالد ترامب وعد الزعماء العرب في اللقاء الذي جرى أول أمس (الثلاثاء) بأنه لن يسمح لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بضم الضفة الغربية – هكذا قال لـ “هآرتس” مصدر مطلع على تفاصيل اللقاء. بعض المصادر قالت لموقع الاخبار الامريكي “بوليتيكو” بان ترامب عبر عن موقف قاطع في هذا الشأن ووعد بأن لا يسمح لاسرائيل بضم الضفة الغربية، وهي منطقة تقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، ولا توجد في ايدي حماس.

مصدر آخر اشار الى انه رغم هذا الوعد الا ان وقف اطلاق النار الذي سينهي الحرب في غزة ما زال بعيد جدا عن التحقق. مصادر اخرى مطلعة قالت ان ترامب وطاقمه عرضوا وثيقة رسمية تفصل خطة الادارة الامريكية لانهاء الحرب، وفيها وعد بمنع الضم وتفاصيل اخرى في قضايا الحكم والترتيبات الامنية التي ستكون بعد الحرب.

في هذا السياق قناة “العربية” السعودية نشرت ايضا ان الولايات المتحدة يتوقع ان تعرض اليوم خطة لانهاء الحرب في قطاع غزة. حسب التقرير السعودي فان الخطة يتوقع ان تشمل تحرير المخطوفين وانسحاب الجيش الاسرائيلي بالتدريج من القطاع. ونشر ايضا ان الخطة يتوقع ان تشمل تزويد المساعدات الانسانية بواسطة منظمات دولية.

خلال ذلك مبعوث ترامب للشرق الاوسط، ستيف ويتكوف، قال ان ترامب عرض امس في اللقاء خطة تشمل 21 نقطة لـ “السلام في الشرق الاوسط”. “نحن نامل، وحتى على قناعة، بأن نستطيع في الايام القريبة القادمة الاعلان عن اختراقة في غزة”، قال.

في بوليتيكو نشر بان زعماء عرب عبروا عن خيبة الامل من معارضة ترامب الاعتراف بالدولة الفلسطينية ودعمه المستمر للحرب ضد حماس في غزة.

قبل اللقاء اول امس حتى انهم حذروا من انهيار اتفاقات ابراهيم في حالة القيام بعملية عسكرية في الضفة الغربية، حسب المصادر التي تحدثت مع بوليتيكو.

في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية السعودية قيل ان الزعماء اكدوا في اللقاء على الوضع غير المحتمل في قطاع غزة، وحول تاثيره الخطير على المنطقة وعلى كل العالم الاسلامي. اضافة الى ذلك كتب ان الزعماء اشاروا الى اهمية الحفاظ على الزخم الذي حدث للمسار الذي يؤدي الى مستقبل من السلام والتعاون الاقليميين. حسب البيان المشترك فان اللقاء كان بمبادرة من ترامب وبمشاركة ثماني دول عربية ودول اعضاء في منظمة التعاون الاسلامية.

مساء الثلاثاء التقى ترامب مع زعماء دول عربية واسلامية على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك لمناقشة وضع قطاع غزة والحرب بين اسرائيل وحماس. في اللقاء شارك من بين آخرين امير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ملك الاردن عبد الله الثاني، الرئيس الاندونيسي بارفوئو سوفيانتو، والرئيس التركي رجب طيب اردوغان. وشارك في اللقاء ايضا مبعوث ترامب الخاص والمقرب منه ستيف ويتكوف.

قبل النقاشات قال ترامب للمراسلين فقط بان هذا اللقاء “سيكون لقاء مهم”، وبعد ذلك لوح هو وغيره من الزعماء بايديهم، من بينهم الرئيس الاندونيسي، من اجل الاشارة الى ان اللقاء كان ايجابي. حسب تقرير لقناة “الجزيرة” فان اردوغان قال ان اللقاء كان “مثمر جدا”.

 

في اللقاء مع ترامب اكد زعماء هذه الدول على الحاجة الى انهاء الحرب في قطاع غزة والتوصل الى وقف فوري لاطلاق النار، يضمن تحرير المخطوفين ويمكن من ادخال المساعدات الانسانية بشكل كاف كخطوة اولية قبل “السلام العادل والدائم”.

-----------------انتهت النشرة-----------------

disqus comments here