الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاربعاء 6/8/2025 العدد 1375

الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

هآرتس 6/8/2025

 

 

ليس الانفصال، بل المنفصلين في اليمين هم الذين تسببوا بـ 7 اكتوبر

 

 

بقلم: سامي بيرتس

 

اليمين في اسرائيل قام في الاسبوع الماضي باحياء ذكرى مرور عشرين سنة على خطة الانفصال. في المؤتمر طرحوا الحجج مثل لو انهم لم يقوموا باخلاء غوش قطيف لما حدث 7 اكتوبر. لماذا؟ لانه حيثما يوجد استيطان يوجد الجيش. هذا الادعاء يوضح انه بمفاهيم اليمين فان نير عوز وكفار عزة ونتيف هعسره وبئيري ليست “بلدات”، بل فقط شيء موجود خلف الخط الاخضر. هذا ما حدث حقا في يوم المذبحة. في يهودا والسامرة عملت قوات كبيرة، وفي غلاف غزة كان تواجد عسكري ضعيف.

خطة الانفصال قادها رئيس الوزراء اريئيل شارون بتشجيع من كبار في الليكود، على رأسهم بنيامين نتنيناهو. وفي حينه عارضها رئيس الاركان موشيه يعلون. الخطة فشلت لان حماس سيطرت على غزة وحولتها الى قاعدة ارهاب. الحكومات المتعاقبة في اسرائيل منذ ذلك الحين هي التي سمحت لها بان تصبح قاعدة ارهاب. ونتنياهو كان رئيسها في معظم السنوات. ان القاء التهمة على الآخرين والتنصل من المسؤولية يميز الحكومة الحالية منذ تشكيلها. هم دائما سيبحثون عن مذنبين في مكان ووقت آخر. هم سيحاولون اخفاء الوضع الامني الصعب الذي كان سائدا في غوش قطيف عشية الاخلاء. من فعل ذلك لم ينجح في منع الانفصال، لكن كان يمكنه منع تعزز قوة حماس. نتنياهو الذي أيد الانفصال، هو الذي قوى حماس واهتم بتحويل اليها مئات ملايين الدولارات كل سنة من قطر كجزء من صفقة “الاموال مقابل الهدوء”. حسب بعض رؤساء الشباك السابقين هو ايضا رفض توصياتهم بتصفية يحيى السنوار.

الحديث يدور عن رئيس حكومة عرض بنفسه خطط حماس في نقاش في الكنيست اجري في نيسان 2017: “الخطة العملياتية التي اعدتها حماس هي هجوم متعدد الاذرع، هجوم من الجو في البداية، أي بآلاف الصواريخ، على مدن اسرائيل، في موازاة هجوم من البحر بواسطة قوات كوماندو بحرية. في الجو ايضا بواسطة هبوط مظلات، وفي اليابسة من تحت الارض من خلال عشرات الانفاق التي قاموا بحفرها، جزء منها اخترق الى داخل اراضينا. بواسطة القوات الخاصة التي تم تدريبها، وعبور قوات بحجم كتيبة من اجل الاختطاف والقتل، سواء في البلدات أو المواقع والعودة بهم الى اراضيهم. يوجد ايضا 30 ألف رجل يريدون تدميرنا، وهم يستعدون لذلك طوال الوقت. هم يبنون أدوات قتلنا وغزونا ومهاجمتنا، اشخاص يلتزمون بالقضاء على اسرائيل”.

نتنياهو قال هذه الاقوال بعد ان نشر الليكود في 2015 دعاية انتخابية فيها يظهر مخربين جهاديين وهم يقتحمون اسرائيل في سيارات تويوتا، مع تحذير بان هذا ما سيحدث اذا اصبح اليسار في السلطة. اقوال وتحذيرات كهذه اقتضت استعداد مناسب. ولكن بدلا من ذلك نتنياهو اختار في 2018 ترسيخ تدفق الدولارات من قطر، وبذلك بث اشارات للعالم بان تمويل المنظمة الارهابية هو على ما يرام، الامر الذي زاد تدفق الاموال وسمح بزيادة قوة حماس واستعدادها للهجوم.

في الاشهر التي سبقت 7 اكتوبر نتنياهو حصل على اربعة انذارات من الاستخبارات العسكرية حول الضرر الذي اصاب ردع اسرائيل، وارتفاع المخاطرة باندلاع حرب. هو قال ان الامر يتعلق بـ “مبالغة”. ايضا عندما حذر رئيس المعارضة يئير لبيد ورئيس الاركان السابق غادي ايزنكوت من خطر اندلاع حرب، هذا لم يجعله يتوقف ويتاكد من ان اسرائيل مستعدة لذلك. وقد فضل نشر افلام غبية اثناء اجازته العائلية في الشمال.

الانفصال عن غوش قطيف ليس السبب في نجاح هجوم حماس القاتل. ولكنه وسع الشرخ الاجتماعي في اسرائيل. وبدلا من توجيه الغضب على متخذي القرارات، يتم توجيهه لمؤسسات الدولة، التي الحكومة الحالية تحاول تدميرها كانتقام. التركيز على الانتقام وليس على الامن هو الذي جلب كارثة 7 اكتوبر.

------------------------------------------

 

هآرتس 6/8/2025  

 

خطاب نتنياهو المضلل حول احتلال القطاع  يمكن أن يتحول الى واقع دموي

 

 

بقلم: رفيت هيخت

 

بنيامين نتنياهو فشل فشلا ذريع في تحقيق هدفه، دفعة اخرى جزئية تشمل اطلاق سراح 10 مخطوفين مقابل وقف محدد لاطلاق النار والاحتفاظ بخيار استئناف القتال. ما يحدث الان، ارسال رسائل تهديد ووعود باحتلال القطاع، هو محاولة يائسة من اجل اعادة حماس الى طاولة المفاوضات، اضافة الى جرعة احباط كبيرة.

التهديد باحتلال القطاع هو خطوة يائسة لبنيامين نتنياهو، الذي تحول الحصار الذي فرضه على قطاع غزة في شهر آذار ضده. فبدلا من “هزيمة حماس”، خضع بشكل كامل في صالح مصلحة حماس، التي تعتمد على الرأي العام الدولي السلبي حول اسرائيل. فقد شعرت حماس بانها تعززت وانها غير معنية بالصفقة، وبالتأكيد ليس حسب شروط نتنياهو. وطالما ان المساعدات واسعة النطاق تتدفق الآن الى غزة – بدون ان تعيد اسرائيل أي مخطوف منذ فجرت الاتفاق السابق – فان حماس ليس لديها أي مصلحة في الموافقة على أو الاستمرار في التفاوض حسب صيغة نتنياهو.

“أنا اشكك باحتمالية ان نتنياهو يريد حقا احتلال القطاع”، قال مصدر في الحكومة. “في جلسة الحكومة الاخيرة ظهر نتنياهو اسوأ مما هو معتاد. ظهر وكأن حمل ثقيل يجثم عليه”. في المستوى السياسي كثيرون يقدرون ان الامر وبحق يتعلق بتكتيك لاستخدام الضغط، ولكن في السنوات الاخيرة لا أحد يخاطر في تثبيت البراغي. رغم التقدير ان الامر يتعلق في هذه المرحلة على الاقل بتصريحات مضللة، الا ان هناك احتمالية كبيرة بانه في نهاية المطاف هي ستصبح واقع دموي. ومثل المراهن الذي خسر نتيجة استثماره في اسهم فاشلة، ولثورة غضبه يضخ المزيد من الاموال للموقع السيء في محاولة لتغيير الاتجاه، هكذا نتنياهو آخذ في اغراق اسرائيل في وحل غزة مع الاستعداد للتضحية بحياة المخطوفين وحياة الجنود. التورط في غزة هو نسخة سلبية للقرارات المتسرعة امام حزب الله، والعملية الناجحة عسكريا امام ايران. منذ سنة يعد نتنياهو بـ “النصر المطلق” على حماس. ويكذب بانه يوجد على بعد خطوة من هذا النصر. وبدلا من تقليص الخسارة واستغلال ما بقي لانقاذه هو يلوح بنفس الشيك بدون رصيد. الان هو يريد زيادة الرهان.

هذا هو اساس الصراع المتزايد بين نتنياهو وبين جهاز الامن، وللدقة بينه وبين رئيس الاركان ايال زمير، الذي يشمل كالعادة علاج شخصي مسموم. الغراب الذي يبشر بتوجيه نار ماكنة السم هو الطفيلي الموجود في ميامي، الذي سبق له والقى الوحل على زمير واتهمه بما لا يقل عن “الانقلاب”، ونسب لنفسه تعيين الدمية، اسرائيل كاتس، رغم معارضة نتنياهو لذلك. لولا هذا الواقع المخيف لكان المرء سيستمتع باقوال نتنياهو المؤثرة عندما قام بتعيين زمير تحت العنوان الشاعري “لقد حان وقت زمير”. في ظل هذه الظروف لا يمكن للمرء الا ان يتعلم منها مستوى جنون العائلة الامبراطورية وزعيمها. من النائب العام الى رئيس الشباك، ومن رئيس لجنة الشؤون الخارجية والامن الى رئيس الاركان الذي عينه هو نفسه – كل من يتجرأ على اظهار موقف مستقل يناقض قليلا توجهات رئيس الوزراء في أي لحظة، تتم ادانته ويحكم عليه بالاعدام.

لا يوجد خلاف حول ان رئيس المستوى الامني خاضع لرئيس المستوى السياسي، لكن اظهار زمير لمعارضته للعملية التي تضحي بالمخطوفين تحت كذبة “الضغط العسكري سيعيد المخطوفين”، هو ضرورة من ضرورات الواقع. رئيس الاركان غير مخول للموافقة على التضحية بالمخطوفين أو ارسال الجنود الى موتهم من اجل ترميم مكانة نتنياهو في قاعدته اليمينية بعد ضربة 7 اكتوبر. موقف الجيش، “محاصرة حماس لاضعافها”، يحاول ارضاء نتنياهو بدون التسليم مع الاستعداد التلاعبي للتنازل عن المخطوفين. التقدير في المستوى السياسي هو ان نتنياهو لن يذهب بعيدا حتى اقالة رئيس الاركان، وانهما سيتوصلان الى اتفاق بخصوص عملية عسكرية محدودة بهدف عرض موقف هجومي امام حماس. ولكن هذه الخطوات تميل للتعقيد. ومثلما تعلمنا في السنوات الاخيرة، لم تبق لنتنياهو تقريبا أي خطوط حمراء.

الاعتقاد بان اكثر ما يريده نتنياهو، كسب المزيد من الوقت، هو منطقي ويناسب نموذج العمل الذي يميزه. ولكن الاقالات الاخيرة لكل من تجرأ على الوقوف امامه، من يوآف غالنت وحتى يولي ادلشتاين، لا تبشر بمستقبل افضل لزمير.

-------------------------------------------

 

هآرتس 6/8/2025

 

 

اقالة المستشارة القانونية للحكومة .. قبيل السلطة عديمة الكوابح

 

 

بقلم: اسحق زمير

 

امس قررت الحكومة المصادقة على توصية اللجنة الوزارية (التي لم تكن الا نكتة)، اقالة المستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف ميارا. هذا قرار نتن. فهو ليس فقط غير قانوني، بل هو ايضا عار وخطر كبير.

انا اسمح لنفسي بالعودة باختصار شديد الى الامور التي كتبت في السابق، ايضا في هذه الصحيفة. هذا القرار معيب بتضارب مصالح شديد لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي سمح للحكومة بمناقشة واتخاذ قرار بهذا الشان في الوقت الذي هو نفسه فيه متهم بمخالفة جنائية بسبب جرائم خطيرة اثناء اداء وظيفته، والمدعية العامة في هذه المحاكمة هي المستشارة القانونية. ايضا هو قرار مشوب حسب رأيي بتضارب مصالح من قبل الوزراء الذين اعتادوا على تنفيذ ارادة رئيس الحكومة، ضمن امور اخرى، لأن لديه الصلاحية باقالتهم في أي وقت. اضافة الى ذلك القرار معيب لأنه تم اتخاذه على اساس اعتبارات غريبة، بحجة مزورة، وهي ان المستشارة القانونية لا تسمح للحكومة بأن تحكم كما يجب، بل ان الاعتبار الحقيقي هو ان المستشارة تقوم بدورها باخلاص وشجاعة من اجل الحفاظ على سلطة القانون. القرار مشوب ايضا بنقص كبير للمعقولية.

رغم كل ذلك، انا اطالب بالرد على ادعاء الحكومة الذي حتى الان لم يجد أي جواب له. الحكومة كان يجب عليها بدء اجراءات اقالة المستشارة القانونية للحكومة برأي لجنة عامة – مهنية غير منحازة، برئاسة رئيس المحكمة العليا (المتقاعد)، آشر غرونس. هذا الاجراء تقرر في 1998 على اساس توصية لجنة عامة عينتها الحكومة نفسها (“لجنة شمغار”)، والتي تمت المصادقة عليها في الحكومة. هي لم تسر في هذه الطريق. لماذا؟ الجواب معروف للجميع. لجنة غرونس يجب أن تضم في عضويتها ايضا وزير عدل سابق أو مستشار قانوني سابق للحكومة. هذا العضو لم يتم تعيينه حتى الان، لذلك فان تشكيلة لجنة غرونس ناقصة، الامر الذي لا يمكنها من مناقشة هذا الموضوع.

يبدو ان هناك عدد غير قليل من وزراء العدل السابقة والمستشارين السابقين للحكومة، والحكومة كان يمكنها اختيار منهم عضو واحد للجنة. ولكن رغم الجهود التي استمرت لفترة طويلة، الا ان الحكومة لم تنجح في ايجاد وزير عدل سابق أو مستشار قانوني سابق للحكومة يضمن مسبقا بانه سيؤيد اقالة المستشارة القانونية للحكومة. بناء على ذلك قررت الحكومة الغاء القرار الذي صدر في 1998 حول طريقة اقالة المستشار القانوني للحكومة، واستبدال هذه الطريقة بتصوية للجنة وزارية تعينها الحكومة لهذا الامر بدلا من توصية لجنة غرونس.

يبدو ان الحكومة مخولة بالغاء القرار واستبداله بقرار آخر. ولكن قرار الغاء الاجراء الذي تقرر بتوصية من لجنة شمغار، مثل أي قرار آخر للحكومة، خاضع هو ايضا لمراجعة المحكمة العليا، وعليه اجتياز الاختبار القانوني المقبول. لذلك، ايضا قرار الحكومة الحالي يجب ان يستند الى اعتبارات موضوعية وان يجتاز اختبار المعقولية والتناسب. حسب رأيي، حقيقة ان قرار الحكومة يستند الى توصية اللجنة الوزارية وليس الى رأي لجنة غرونس، بعد عدم نجاح الحكومة في تعيين عضو في اللجنة، وزير عدل سابق أو مستشار قانوني سابق للحكومة، يضمن تاييد اقالة المستشارة القانونية للحكومة، هي اعتبار غريب بشكل واضح، وهذا كاف من اجل الغاء قرار الحكومة.

كل ذلك بدون الاشارة هنا الى الضرر الكبير الذي ستسببه اقالة المستشارة القانونية للحكومة لسلطة القانون ومصالح الجمهور. اذا بقي هذا القرار على حاله فسيتم اختراق السد الاخير الذي يدافع عن سلطة القانون. وسيكون في ذلك ما من شأنه أن يسمح بوجود حكم فاسد واعتباطي وعديم الكوابح لشخص واحد. اذا لم يتم الغاء قرار اقالة المستشارة القانونية للحكومة فان المجتمع الاسرائيلي سيغرق في مياه مضطربة.

-------------------------------------------

 

إسرائيل اليوم 6/8/2025  

 

نتنياهو غير الاتجاه وملزم بشرح الأسباب للجمهور

 

 

بقلم: العميد تسفيكا حايموفيتش

 

قبل سنة ونيف ولدت فكرة الدفعات في الاتفاقات لتحرير المخطوفين من قبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. هذا في الوقت الذي كان واضحا بان المستوى السياسي ليس مستعدا لان يبحث في مسألتين أساسيتين سارتا معا – القرار بتحرير كل المخطوفين، وقف الحرب وانسحاب الجيش من المناطق التي استولى عليها؛ والبحث في “اليوم التالي” والبديل السلطوي لحماس في قطاع غزة.

في كانون الثاني الماضي دخلنا عمليا الى تنفيذ الاتفاق على مراحل، وإسرائيل كانت هي التي خرقت الاتفاقات (التي تحققت برعاية الولايات المتحدة). الأساسي فيها هو البدء في اليوم الـ 16 لوقف النار بالمباحثات على وقف الحرب واستمرار تحرير باقي المخطوفين. كان واضحا للجميع السبب الذي جعل إسرائيل تكسر القواعد، تخرق الاتفاق، وبعد أسابيع من ذلك استؤنفت الحرب وبدأت حملة “عربات جدعون”.

على مدى كل الأشهر منذ شباط 2025 جرت محاولات للتوسط في المفاوضات، تحت فكرة الدفعات، بلا أي توافق او تقدم. كل ذرة تفاؤل استبدلت بسرعة شديدة الى أجواء تشاؤم وعلقت في طريق مسدود.

 

مراعات ساعة الزمن

 

في كل ذاك الوقت واصلت إسرائيل التمسك بالفكرة (التي لم تثبت نفسها على مدى سنتين تقريبا)، بان الضغط العسكري فقط سيحمل حماس على المرونة وتحرير المخطوفين. كما أن فكرة احتلال مناطق والاحتفاظ بها بشكل دائم ستكون رافعة على ما يكفي من التهديد على حماس، ستؤدي الى المرونة في المفاوضات – لم تنجح. هذا بالطبع لا يمنع الفكرتين اياهما من مواصلة الطيران الى الهواء، اليوم أيضا.

ان تغيير الاتجاه قبل اقل من أسبوع، مع بيان مكتب رئيس الوزراء بان من الان فصاعدا سيكون اتفاق شامل لتحرير كل المخطوفين دفعة واحدة هو فقط النموذج الوحيد ذي الصلة أدى الى الاستغرب وخلف سؤالين أساسيين:

لماذا الان بالذات؟ ما الذي حصل في الأيام الأخيرة ما لم يحصل في الأسبوعين او في الشهر الأخير. المؤكد هو أنه في سياق النشاط العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة لم يطرأ تغيير على قدر من الدراماتيكية أدى الى تغيير الاتجاه.

كيف تتماهى اعمال الحكومة مع تغيير الاتجاه – عندما في نفس الوقت توجه تعليمات للجيش الإسرائيلي لان يعرف خططا لتوسيع الحرب، ورئيس الوزراء يعلن بان فقط الحسم العسكري لحماس سيؤدي الى تحرير المخطوفين؟ هذه هي المسائل التي سيتخذ فيها القرار في الأيام القريبة القادمة.

اذا كانت حكومة إسرائيل تجري حقا تغييرا في الاتجاه وتغير فكرتها حول شكل تحرير كل المخطوفين – لكنا نتوقع أن نرى اعمالا واقتراحات تسير على الخط مع التغيير إياه. مثلا، اقتراح لانهاء القتال، انتشار على مجال الحزام الفاصل، حكم بديل لحماس ونموذج اعمار مقابل تجريد للسلاح او كل اقتراح آخر مع عناصر متغيرة للمبدأ الأساسي المتمثل بانهاء الحرب.

لكن اختيار الإعلان عن تغيير الاتجاه في الجهود لتحرير المخطوفين وفي اليد الثانية الامر بتوسيع القتال لاحتلال كل القطاع ولحسم حماس عسكريا – فان هذا حدث من شأنه أن يمتد على مدى عدد كبير من الأشهر بل واكثر من سنة. كيف وكم من الوقت سيستغرق احتلال مجال مدينة غزة مع تجمع سكاني من نحو مليون فلسطيني؟ أليس واضحا ما هو معنى “ساعة زمن” المخطوفين على كل عملية من مثل هذا النوع؟

 

يريدون أجوبة

 

ان الاختباء من خلف الإعلان بان حماس قطعت الاتصال وأوقفت المفاوضات ليس فرضية مخففة لحكومة إسرائيل. فلا يزال من واجبنا خلق بدائل وفرص لاستئناف المسيرة، بحيث تتناسب وتغيير الاتجاه.

ليس لنا الوقت او الترف للاختباء من خلف رفض حماس خوض المفاوضات. فقد كانت ولا تزال عدوا وحشيا ومنكرا يحتجز 50 من مواطنينا، من جنودنا، من رجالنا – وواجبنا ان نجري تغيير اتجاه حقيقي ونعيدهم امس. ليس غدا وليس بعد أسبوع.

فليتفضل رئيس الوزراء او الوزير الذي يتصدر المفاوضات ليفسرا لنا نحن المواطنين معنى البيان عن تغيير الاتجاه والانتقال الى الرغبة في تحرير كل المخطوفين دفعة واحدة. هل توجد اعتبارات خفية أخرى: التسونامي السياسي او الفهم بان حماس لن توافق على أي حال على العرض أو أي سبب آخر. يحق لنا على الأقل ان نحصل على أجوبة وكذا على الـ … مخطوفين.

-------------------------------------------

 

هآرتس 6/8/2025

 

 

الآن يجب قول الامر الحقيقي: الموت للمخطوفين

 

 

بقلم: تسفي برئيل

 

سمحا روتمان يمكنه في القريب العودة ومشاهدة التلفزيون بدون الخوف من اصابة “صاروخ نفسي” لرأسه. تالي غوتلب سيتم اعفاءها من اسكات عائلات المخطوفين، “التي تخدم حماس”، وحتى ان نتنياهو لن يقلق اكثر من تهديد حياته. هذا الشر، المخطوفون وعائلاتهم، سيختفي عن وجه الارض اذا قررت هذه الحكومة الخبيثة الموافقة على “الحملة الشاملة” التي ستجلب “النصر” المطلق والنهائي والابدي فلن يكون هناك المزيد من المخطوفين الذين يتم التقاط صورهم من قبل “جهاز الدعاية لحماس”، ولن يكون المزيد من عائلات المخطوفين التي تصرخ.

جميع المخطوفين سيصبحون شهداء، وعائلاتهم ستتقلص الى ملف في قسم “عائلات التخليد والتراث” في وزارة الدفاع، وهي ستختفي في حدادها الخاص. ميدان المخطوفين سيعود ليكون جزء من “مقر فن هبيماه”، الممثلون والمغنون سيكونون معفيين من هذه السلبية المزعجة التي تتمثل في “ما رأيكم فيما يحدث للمخطوفين”، ولن تذكرنا الا الصور الباهتة التي الصقت بعناد على اعمدة الكهرباء واللوحات الاعلانية، بأنه كان يوجود مخطوفين هنا كان يمكن انقاذهم. ولكن ما العمل؟ يجب ان تستمر الحياة. نحن اجتزنا فرعون والكارثة، فهل لن نجتاز فقدان المخطوفين؟.

عندها يمكننا ان نعود الى الروتين المبارك الذي فيه ايضا الحرب في غزة ستصبح جزء منه. فقط بين حين وآخر، في نهاية النشرات الاخبارية وبعد التقرير عن جندي قتيل آخر، سيبشروننا بان قواتنا نجحت في تخليص جثة مخطوف اخرى، والان بقي فقط 47، 48، 49 جثة فقط. الجيش الاسرائيلي سيؤكد بالطبع على انه “سيواصل كونه ملزم بفعل كل ما في استطاعته” من اجل اعادتهم لدفنهم في اسرائيل والسماح لعائلاتهم بـ “اغلاق الدائرة”.

اسرائيل تذهب الان الى “الامر الحقيقي”، هدف الحرب الذي تم تدميره حتى الآن بالضجة غير المحتملة التي اصدرها العشرين مخطوف الاحياء والـ 30 جثة وابناء عائلاتهم. ان تدمير حماس هو في متناول اليد، لان رئيس الحكومة قرر بشجاعة بان أي مخطوف جائع وأن أمه التي تبكي لم يعد يوقفنا. يجب عدم الاحتجاج علينا، في السابق حاول كل ما في استطاعته ولكنه فشل. لقد قام بتصفية قيادة حماس وتجويع سكان غزة ونقل 2 مليون مواطن من الشمال الى الجنوب ومن الجنوب الى الغرب وقتل عشرات آلاف المخربين، ومعهم آلاف النساء والاطفال. وهو الذي قام بارسال عشرات الجرافات التي قامت بطحن المدن والاحياء والمربعات، واحتل رفح وخانيونس، ومرة اخرى خانيونس، وفي النهاية حتى انه هدد بضم مناطق في غزة، لكن بدون نجاح، لم يتم اطلاق سراح أي مخطور.

نتنياهو عرف اخيرا نقطة ضعف حماس وكيف يمكن هزيمتها. هو ينوي حرمان هذه المنظمة القاتلة من ذخرها الوحيد الذي بقي لها وهو المخطوفون. “امسكوني”، يقول لحماس، “اذا كنتم تهددون بقتل المخطوفين بواسطة الجوع والتعذيب، أنا سأسبقكم. من الآن فصاعدا اما الاستسلام أو انكم ستفقدون المخطوفين”. بقيت مشكلة صغيرة فقط وهي ان المخطوفين ليسوا ملك لنتنياهو، أو مجرد غنيمة لعصابة اجرامية يترأسها، بل هم “ذخرنا”. صحيح انه بسبب الغباء اعطيناه الصلاحية لاجراء المفاوضات باسمنا مع حماس، ولم نعرف بانه اذا كنا نريد عودة المخطوفين فانه يجب المحاربة من اجلهم ضد الحكومة المعادية التي تتظاهر بأنها الى جانبنا. ايضا حتى عندما شاهدنا كيف ان نتنياهو يقوم بخداعنا من خلال القضاء على كل خطة وتفجير كل قناة، صدقنا ان تحريرهم هو هدف الحرب.

حتى الان الوقت غير متأخر. اذا كنا نريد ان نكون شركاء في جريمة تصفية المخطوفين والاندفاع الى حرب من اجل الهيبة اللانهائية، فانه يجب علينا وقف هذه الهستيريا. يجب ان تخرجوا الى الشوارع وان تغلقوا المصانع وان توقفوا النشاطات الاقتصادية والثقافية، وان تفعلوا ما يجب على الشعب والمجتمع ان يفعله من اجل الحفاظ على وجوده الانساني، والا فانه ليس فقط دماء المخطوفين هي التي ستكون على ايدينا.

------------------------------------------

 

هآرتس 6/8/2025

 

 

التصريحات حول احتلال قطاع غزة تصطدم بالواقع على الارض

 

 

بقلم: عاموس هرئيلِ

 

بعد المشاورات الامنية برئاسته بعد ظهر أمس، اصدر مكتب رئيس الحكومة بيان قصير ومقتضب. وحسب البيان فان رئيس الاركان ايال زمير عرض على نتنياهو احتمالات مواصلة المعركة في قطاع غزة وان الجيش الاسرائيلي “مستعد لتنفيذ أي قرار يتخذه الكابنت”. النقاش في الكابنت يتوقع أن يكون في الغد. في الاحاطات غير الرسمية اضيف المزيد من التفاصيل: نتنياهو مصمم على توسيع العملية في القطاع، ربما من خلال احتلال مدينة غزة، رغم الخطر المتوقع على سلامة المخطوفين. بعد ذلك نشر عن اجواء متوترة في هذه المشاورات، وعن تمسك نتنياهو بأن يعود زمير والضباط الى طاولة الرسم المجازية وان يعرضوا خطط اوسع، وحول تذمر رئيس الاركان من الهجوم عليه من قبل يئير نتنياهو، نجل رئيس الحكومة.

بعد اندلاع الازمة العلنية بينهما في اعقاب منشورات عكست موقف رئيس الاركان، يبدو ان رئيس الحكومة هو الذي يملي الآن سير الامور. توجد لنتنياهو مصلحة في الحفاظ على نار المواجهة مع زمير لعدة اسباب: هو يظهر بهذا الشكل لشركائه في اليمين المتطرف بانه لا يتجاهل طلبهم باحتلال كل القطاع؛ ويحاول تهديد حماس بعد ان علقت المفاوضات حول صفقة المخطوفين ازاء ازمة الجوع في قطاع غزة (الازمة التي تنبع في معظمها من قرارات نتنياهو)؛ ويحاول حرف الانتباه عن اخفاقاته من خلال وضع رئيس الاركان ككبش فداء بعد أن لم يقم الائتلاف بالوفاء بوعده بالنصر المطلق.

هل نتنياهو جدي في نوايا الذهاب الى هجوم شامل، في الوقت الذي فيه القوات في القطاع توجد في وضع ثابت منذ فترة طويلة؟ هناك اختبار بسيط نسبي، من اجل السيطرة على الربع المتبقي من اراضي القطاع والعمل على الارض في مناطق دفعت اليها اسرائيل مليوني فلسطيني فانه يحتاج الى تعزيزات، حجم القوات. هناك شك اذا كانت ستكون كافية وحدات الجيش النظامي التي يخرج الجيش الاسرائيلي في الفترة الاخيرة الكثير منها من القطاع بتعليمات من زمير المعني باعطاء راحة للجنود. يبدو انه لن يكون مناص من تجنيد جديد للاحتياط، خلافا لكل الخطط. ان ارسال قوات كهذه الى القطاع يمكن ان يستغرق اسبوعين؛ احتلال مناطق القطاع المتبقية وتطهير فعال لها من المسلحين يمكن أن يستغرق حسب الجيش سنة أو سنتين. طالما انه لا توجد حركة حقيقية للقوات فانه لا يوجد تحرك جدي في القطاع ويمكن أن نبقى في حالة تشكك.

زمير يعبر عن معارضة خطة الاحتلال الكامل منذ شهر، الى جانب الخوف على حياة المخطوفين والجنود، والتحذير من تورط جديد في الساحة الدولية، فان رئيس الاركان يطرح حجة اخرى ملموسة ومهمة: الجيش الاسرائيلي يواجه مشكلة صعبة تتمثل في تآكل الوحدات القتالية. الجيش سيجد صعوبة في تخصيص من اجل هذه العملية القوات المطلوبة في الوقت الذي يوجد فيه تدهور حاد في حجم الامتثال من قبل رجال الاحتياط، وانخفاض دافعية الجنود في الخدمة النظامية.

 

صوت الرعد من ميامي

 

في نهاية تشرين الاول 2023، على الفور بعد بدء العملية البرية الاولى للجيش الاسرائيلي، غردت يد مجهولة في حساب تويتر لرئيس الحكومة. التغريدة الليلية هاجمت رؤساء جهاز الامن لانهم لم يحذروا نتنياهو من الهجوم القريب لحماس. في وسائل الاعلام ثارت عاصفة: في الوقت الذي فيه يضحي الجنود بحياتهم امام العدو فان نتنياهو اختار ان يقوم بتصفية الحساب مع قادتهم. الغريدة تم حذفها، لكن بعد ان اثارت الانطباع المخطط له وحصلت على مليون مشاهدة. نتنياهو يحافظ على نفس الخط منذ ذلك الحين: القاء التهمة على الآخرين بدون ان يتحمل المسؤولية عن أي شيء. هكذا نجح في التخلص من كل القيادة الامنية العليا السابقة والبقاء في منصبه بعد 22 شهر من الحرب.

المراسلون طرحوا في حينه تقدير بان المسؤول عن التغريدة هو يئير نتنياهو. مساء أول أمس نتنياهو الابن غرد باسمه واتهم زمير بـ “قيادة تمرد يناسب جمهورية موز… جنائي تماما”. عندما تم ذكر له بان زمير قام بتعيينه والده قام بالقاء التهمة على وزير الدفاع اسرائيل كاتس (عمليا قال نتنياهو الاب في احتفال استبدال رؤساء الاركان في آذار الماضي بانه ثلاث مرات اراد ان يتولى زمير هذا المنصب).

عندما تذمر زمير امس من الهجوم عليه اوضح نتنياهو بأن ابنه هو شخص مستقل، لكن تجربة الماضي تدل على انهما لا يتصرفان تماما بشكل منفصل. احيانا الابن يحاول جر والده الى قرار معين؛ واحيانا، مثل ماكنة السم كلها، هو يخدم هدف الأب بحيث يترك له هامش للانكار.

في ولايته الحالية نتنياهو حطم كل التنبؤات المسبقة بخصوصه. فهو لم يعد يخشى تنفيذ امور لم يصدق أي أحد بانه سيفعلها – من اقالة وزير الدفاع (الآن محاولة اقالة المستشارة القانونية للحكومة) وحتى مهاجمة المنشآت النووية في ايران. مع ذلك، حتى نتنياهو يجب عليه ان يدرك التداعيات المحتملة لاقالة زمير. فترك رئيس الاركان بسبب عدم الموافقة على خطة الهجوم سيحدث صدمة عميقة في الجيش، التي ليس مثل اقالة او استقالة هرتسي هليفي ويوآف غالنت. لم يكن لزمير دور مباشر في المسؤولية عن اخفاقات المذبحة. نتنياهو، على فرض انه ما زال يهتم بهذه الامور، يمكن ان يحدث هنا انهيار – بدءا بموجة الرفض من قبل الجنود وحتى الاستيقاظ المتأخر لحركة “اربع أمهات” جديدة.

بالمجمل هناك امور التي حتى اقالة رئيس الاركان لن تنجح في تغطيتها: الحكومة بسبب الاخطاء والاخفاقات جرت اسرائيل الى شرك استراتيجي خطير في القطاع. استراتيجيا، حدثت هنا اخطاء شديدة تقريبا مثلما في الفترة التي أدت الى 7 اكتوبر. حتى لو كان الاب والابن والروح القدس انقضوا جميعهم على زمير، إلا انهم لم يدفعوا بذلك قدما الانتصار في الحرب أو صفقة المخطوفين.

-------------------------------------------

 

معاريف 6/8/2025

 

 

قصة تغطية

 

 

بقلم: افي اشكنازي

 

صورة واحدة كي نفهم عمق الازمة بين رئيس الوزراء ورئيس الأركان: قاعدة استيعاب وتصنيف في تل هشومير امس. “سيد أمن” وصل ليلتقي المتجندين الجدد لسلاح المدرعات وسلاح الهندسة القتالية. يدور الحديث عن سلاحين كانت سياسة الدولة على مدى سنين طويلة اهمالهما وتقليص حجم قواتهما. الى أن جاءت حرب السيوف الحديدية، وفي الجيش فهموا بانهم ملزمون بان يضعوا هذين السلاحين في مركز الاهتمام.  تحدث بنيامين نتنياهو مع متجندي دوري آب بل واتخذت له الصور في سلسلة التجنيد. غير أنه وصل في تشكيلة ناقصة – بدون قائد الجيش الإسرائيلي، رئيس الأركان الفريق ايال زمير.

الهجمة على رئيس الأركان من جانب محيط رئيس الوزراء ليست في مكانها. لحكومة نتنياهو توجد عادة سيئة من نزعة القوة المافية. فشل انعدام الأداء للمستوى السياسي يلصقونه في كل مرة بهذه الجهة او تلك: رئيس “امان” اهرون حليوة، رئيس الأركان هرتسي هليفي، قائد المنطقة الجنوبية يارون فينكلمان، رئيس شعبة العمليات عوديد بسيوك، رئيس الشباك روني بار، المفتش العام كوبي شبتاي، قائد لواء الشمال في الشرطة شمعون لفي والمستشارة القانونية للحكومة غالي بهرب ميارا.

كما أنهم حاولوا الصاق حالات فشل كثيرة والإساءة لشرف قائد سلاح الجو اللواء تومر بار، الناطق العسكري الممتاز العميد دانييل هجاري، ضباط ممتازين في الجيش، في الشباك وفي الشرطة. صحيح، لقصور 7 أكتوبر يوجد اباء كثيرون في الجيش، في اسرة الاستخبارات، وفوق الجميع – أبو الفشل نتنياهو وأعضاء حكومته.  مع أنه لا يزال لم تتشكل هنا لجنة تحقيق ومشكوك أن تتشكل في أي مرة لجنة كهذه لكن توقفوا للحظة – نعم، أولئك الذين يسيرون عميانا خلف الزعيم وكذا أولئك المعارضون أيضا.

وصلنا الى كارثة 7 أكتوبر لعدة أسباب تكتيكية من نقص فهم الواقع المتغير، من الجمود الفكري… لكن الامر الأصعب والأخطر كان عدم القدرة على اجراء حوار مهني. نتنياهو ليس مستعدا لان يسمع اراء تتحداه. فهو يفضل حوله أناسا صغار، ضعفاء، متملقين له ولزوجته. في مثل هذا المحيط فان كل رجل جيش او رجل جهاز الامن كفيل بان يسير على الخط مع الرأي السائد في غرفة الجلسات.

عندما لا يكون هناك بحث حقيقي، يوجد مفهوم مغلوط يزداد كبرا. في الوقت الذي لا يكون فيه حوار مثمر وجدال مهني مع اراء مختلفة، ينمو المفهوم المغلوط. هكذا كان في كارثة ميرون، هكذا كان في معالجة خيمة حزب الله في هار دوف، هكذا حصل في وقف المساعدات بحجوم كبيرة الى غزة. رئيس الأركان ايال زمير هو قائد جيش الدفاع الاسرائيلي. ومن زمن وهو يبلغ المستوى السياسي بان الجيش على وشك ان ينهي الحملة العسكرية عربات جدعون، لكن لم يكن للمستوى السياسي الوقت لخوض مفاوضات ولاتخاذ قرارات حول المستقبل. سبب المماطلة – الحكومة ملتزمة في هذه اللحظة بنزوات التيار اليميني المتطرف: بتسلئيل سموتريتش، ايتمار بن غفير واوريت ستروك. احتلال غزة هو الخطوة الأولى لاستيطان إسرائيلي في غزة. اخضاع حماس وممارسة ضغط لتحرير المخطوفين يبدوان في هذه اللحظة كقصة تغطية. في الجيش يعرفون هذا ويفهمون هذا جيدا.

جاء رئيس الأركان امس مع خطط مرتبة لجلس المطبخ المصغر، التي تحولت لتصبح نوعا من الاستماع ما قبل الإقالة. كل الاستعدادات للخازوق الذي اعدوه للمستشارة القانونية قبل يوم من ذلك وقعت على رأسه. فهي لم تعطي الحكومة المتعة المشكوك فيها. خطة رئيس الاركان شرحت كيف التقدم في القتال وتشديد الضغط” على حماس. امام عينيه وعيون طاقم القيادة العليا يوجد في هذه اللحظة مبدآن مركزيان: الالتزام بإعادة الخمسين مخطوفا والحفاظ على مقاتلي الجيش المناورين في القتال.

خطة الجيش وان كانت تتضمن تقدما بطيئا معقدا بعض الشيء، لكنه حذر ومهني. وهي تنشأ عن حالة الجيش، حالة المجتمع الإسرائيلي وحالة المخطوفين الذين يموتوت جوعا أيضا. عندما يمس رئيس الوزراء برئيس الأركان فانه لا يمس فقط بزمير بل بكل جنود الجيش الذين هو قائدهم.

المشكلة هي ان نتنياهو غير مستعد لان يشدوا له طرف ردائه. وهو يفضل حوله اقزاما اقل تحدٍ. لقد ارسل الجيش الان الى طاولة التخطيط للاعدادي لاحتلال غزة. الثمن سيدفعه الجميع – وهو سيكون اليما أكثر من الاحتمال. مشوق فقط أن نعرف من سيتهمون في الفشل المعروفة مسبقا.

-------------------------------------------

 

يديعوت احرونوت 6/8/2025  

 

انفجار في محفل هيئة الاركان

 

 

بقلم: يوآف زيتون

 

قائد المنطقة الجنوبية، اللواء ينيف عاشور شارك لغرض تقويم الوضع الأسبوع الماضي في مؤتمر عن بعد من قاعدة القيادة في بئر السبع. وضع على الطاولة مسألة متفجرة كشفها نداف ايال في “يديعوت احرونوت” في شهر نيسان: توتر متزايد بين قيادة المنطقة الجنوبية وسلاح الجو حول سياسة النار التوسيعية التي قررها عاشور في قطاع غزة في الأشهر الأخيرة وأدت، حسب ادعاءات وشهادات كثيرة الى مقتل مئات الفلسطينيين من غير المشاركين.

وكما نشر، فان قائد سلاح الجو اللواء تومر بار يقر شخصيا هجمات في غزة والان عاشور يطلب منه أن يتوقف عن معارضة المطالبات بالغارات الجوية والا يقلب القرارات التي تطرحها القيادة.

عقدت الجلسة في غرفة المباحثات المركزية لهيئة الأركان في الكريا في تل ابيب بحضور اكثر من 20 لواء وعميد. وحسب عدة شهادات فانه ما أن طرح عاشور طلبه لم يمر وقت طويل الى أن ارتفعت حدة النبرات الى صراخ حقيقي.

فقد شرح قائد سلاح الجو لنظيره ولباقي المشاركين بانه اضطر بان يتدخل غير مرة في المسألة مؤخرا لانه رأى “انعدام مهنية” في غارات غير قليلة طلبت قيادة الجنوب تنفيذها في الاشهرة الأخيرة. في هذه المرحلة، حسب الشهادات، فقد اللواء عاشور هدوءه: “انتم هناك في تل أبيب منقطعون عن الميدان”. فتدخل رئيس الأركان الفريق ايال زمير في الجدال الشاذ وطلب من اللواء عاشور الا يتحدث بهذا الشكل لانه “غير مقبول”.

 

خيبة الامل من إنجازات العملية البرية

 

في خلفية المواجهة الشاذة بين اللوائين: خيبة امل متراكمة بقيادة المنطقة الجنوبية من فشل العملية البرية في الأشهر الأخيرة في قطاع غزة، حملة عربات جدعون التي توجد في ايامها الأخيرة لم تستوفي هدفها المعلن: خلق ظروف لصفقة مخطوفين مع حماس من خلال ضغط عسكري. منذ ضربة البدء للخطوة التي كسرت وقف النار في بداية السنة صفي عشرات من قادة حماس في هجوم ليلي مفاجيء، لكن هذا تضمن “بزعم منظمة الإرهاب ومحافل دولية – قتل مئات من المدنيين الغزيين أيضا بمن فيهم أطفال ونساء. منذئذ نفذت هجمات عديدة مشابهة اثارت نقدا حادا في الغرب ضد إسرائيل، والتوثيقات القاسية من نتائج هذه الهجمات قضمت أكثر فأكثر ما تبقى من تأييد عالمي لإسرائيل وأثارت نقدا داخليا في الجيش أيضا.

“لا يدور الحديث عن هجمات مساعدة من الجو للقوات البرية في احداث متفجرة او في تشخيص مخربين. هنا لا توجد معضلة ومهما كان الثمن لاجل مساعدة القوات في المعركة”، كما شرحت مصادر امنية. “سياسة النار لقيادة المنطقة الجنوبية أخذت حتى الحد الأقصى وتعريفات الضرر ا لجانبي تغيرت بشكل فاق الضرر المنفعة، مثلما في المطالبات بالهجوم على نشطاء صغار في حماس فيما ان الضرر الجانبي عالٍ. نحن نوجد في مرحلة أخرى من القتال وليس في اشهر المناورة الأولى”.

النقد في الجيش على اللواء عاشور

في الجيش يقولون ان اللواء عاشور الذي حل محل قائد المنطقة الذي استقال في اعقاب قصور 7 أكتوبر، اللواء يارون فينكلمان، يميل لان يثور في الأشهر الأخيرة غير مرة حتى حيال جهات أخرى في الجشر، ممن شعبة العمليات ومن اذرع أخرى بشكل دفع ضباط كثيرين لان يقلصوا الى الحد الأدنى الحديث المهني معهم.

في الجيش تجمع أيضا نقد على موافقة قيادة المنطقة   على أن تأخذ على عاتقها حملة عسكرية برية أصبحت بلا جدوى في الأشهر الأخيرة دون الاقتراب من حسم حماس أو تحرير المخطوفين وفي ظل انهاك متواصل للقوات. كتاب ثاقب من قائد سرية هو الرائد احتياط “ع”، نشر امس في “واي نت” وفقط مثال واحد على شكاوى من قيادات ميدانية كثيرة. “لا توجد مناورة حقيقية والمقاتلون تعبون. العدو يشخص بعضا – ويهاجم”، يشهد قائد السرية.

الى هذا يمكن ان يضاف القرار الذي نبع من طلب المستوى السياسي التقليص الى الحد الأدنى التغطية الصحفية في اراضي القطاع في اثناء حملة مغين عوز التي تحولت الى عربات جدعون. والان يفترض باللوائين ان يبنيا معا الخطة العملياتية التالية في القطاع عقب انهيار المفاوضات لصفقة مخطوفين. “لا نتذكر مواجهة كهذه بين لوائين في هيئة الأركان”، قال ضباط شهدوا الحدث الشاذ. “في الجيش يسمحون ويشجعون حوارا مفتوحا في كل مستوى ومحفل الأركان شهد جدالات ثاقبة على طول الحرب، لكن ليس في مثل هذه المستويات التي كادت تنزل الى خطوط شخصية وتطلبت تدخلا من رئيس الأركان”.

في الجيش الإسرائيلي أكد التفاصيل لكنهم رفضوا التعقيب.

-----------------انتهت النشرة-----------------

disqus comments here