القرار 1325 بين الورق والمخيم: صوت النساء اللاجئات

في أزقة المخيم، حيث الجدران ضيقة كأنها تحاصر الأحلام، تولد النساء كل يوم من جديد. يولدن أمّهات وهن بعدهن طفلات، يولدن مقاتلات وهن لا يحملن إلا دموعهن، يولدن حافظات للبيوت وللحياة في وقت الحرب والخذلان.

 
في تلك المساحة المزدحمة بالبؤس، لا تتوقف النساء عن صنع المعجزات الصغيرة: رغيف خبز يوزع دفئا، دفاتر تُحمى من ضياع المدرسة، وضحكة طفل تنتزع من بين أنياب الحصار.
 
القرار 1325… أمل مكتوب
 
منذ سنوات أصدر مجلس الأمن القرار 1325، الذي يعترف بدور المرأة في السلام والأمن، ويلزم الحكومات بحمايتها وإشراكها في صناعة القرار. لكن في المخيم، النساء يبتسمن بمرارة:
أي قرار بيحكي عنا؟ إحنا يلي عايشين على الهامش، ما حدا بيشوف تعبنا ولا بيسمع صوتنا.
نساء المخيمات… أول خط دفاع
حين يغيب الرجال خلف العمل أو الغربة، تكون النساء في الصف الأول:
يدافعن عن أولادهن من الجوع والعنف.
يحمين البيت من الانهيار، ولو كان البيت خيمة.
يتحملن مسؤولية تربية جيل كامل في ظل حرب لا تنتهي.
هن لسن متفرجات على النزاع، بل الناجيات منه وصانعات للحياة بعده.
كيف نطبق القرار في المخيم؟
القرار 1325 ليس شعارات. يمكن أن يتحوّل واقعًا حين:
تفتح مساحات للنساء ليتكلمن بحرية عن قضاياهن.
تشارك النساء في اللجان الشعبية وهيئات إدارة المخيم.
تكون لهنّ الكلمة في رسم برامج التعليم، والحماية، والدعم النفسي والاجتماعي.
دور المنظمات
هنا يبرز دور الأونروا واليونيسف والجمعيات النسوية:
ليس فقط بتقديم مساعدات غذائية، بل بخلق فرص تدريب وتمكين اقتصادي.
ليس فقط بفتح صفوف للأطفال، بل بتأمين مساحات آمنة للأمهات واليافعات.
ليس فقط بكتابة تقارير عن النساء، بل بإشراكهن فعليًا في صياغة القرارات.
كلمة تصنع فرقا
في المخيم، الكلمة أحيانا أهم من الخبز. حين تقال للمرأة: "صوتك مهم"، "أنت قادرة"، "لك حق أن تشاركي"، تتحول من متعبة صامتة إلى فاعلة صانعة للتغيير.
القرار 1325 لن يكون له معنى ما لم يصل إلى قلب المخيم، إلى قلب امرأة تحمل أطفالها وتمشي في أزقة ضيقة، لكنها تحلم أن يكون لها مكان في وطن أوسع وقرار أعدل.
disqus comments here