نجل مروان البرغوثي: والدي يمثل قوة إيجابية حقيقية نحو استقرار المنطقة

رام الله: تحدث عرب البرغوثي نجل مروان البرغوثي، لشبكة CNN عن الفيديو الذي نُشر مؤخرًا، والذي يُظهر والده المعتقل في سجون السلطات الإسرائيلية في مقطع مصور مع وزير الأمن القومي الإسرائيلي الإهابي إيتمار بن غفير، الذي أثار غضبًا باستهزائه بمروان البرغوثي أثناء زيارة له في سجنه.
و قال: "بصراحة، لقد صدمني بشدة. لا أستطيع الكذب. أعني، من الصعب جدًا رؤية والدي يفقد وزنه، ويبدو، كما تعلمون، كما لو أنه قد تقدم في العمر 10 سنوات في العامين الماضيين. بعد 7 أكتوبر، كما ذكرت، مرّ بالكثير. أُرسل إلى الحبس الانفرادي. تعرّض للاعتداء مرات عديدة، 3 مرات كبرى، في نهاية عام 2023، وفي مارس 2024، وبشكل رئيسي في سبتمبر 2024. أخبر محاميه عندما رآه، ومحاميه هو الوحيد الذي استطاع رؤية والدي في العامين الماضيين. رآه 4 أو 5 مرات فقط. قال إن تلك كانت محاولة اغتيال. جرّوه إلى منطقة لا توجد بها كاميرات مراقبة، وبدأوا بضربه، أُصيب في مناطق عديدة من جسده، إصابات بقيت معه كما تعلمون. ثم رؤية هذا الفيديو أمر مزعج حقًا."
وأضاف متابعًا بالقول: "لا أعرف ما إذا كانت لهذه الحكومة الإسرائيلية حدود، وللأسف شخص مثل بن غفير، وهو شخصية في الحكومة الإسرائيلية ووزير فاشي، يحصل على تصريح لفعل ما يشاء مع المعتقلين الفلسطينيين."
وفي سؤال آخر عن الرسالة التي يعتقد أن بن غفير كان يرسلها بنشر هذا الفيديو؟ أجاب قائلًا: "كان يرسل رسالة مفادها أن اليمين الإسرائيلي المتشدد يسيطر على السياسة في إسرائيل للأسف، وأقول للأسف لأننا نحن في فلسطين نتمنى حقًا أن يكون هناك حكومة إسرائيلية أكثر اعتدالًا يمكننا التفاوض معها على حل يمكن أن يكون حلاً طويل الأمد يمكن أن ينهي هذا الصراع الآن وإلى الأبد. وأعتقد أنه يقوم بمناورة سياسية.
يريد أن يُظهر أنه إذا تمكن من إذلال قائد فلسطيني، الزعيم الفلسطيني الأكثر شعبية، كما ذكرت، فأنا أذل الشعب الفلسطيني بشكل عام. لكن في رأيي، ما رأيته هو أن والدي وقف شامخًا كعادته في مواجهة القمع، في مواجهة الاحتلال غير القانوني لأرضنا من قبل الحكومة الإسرائيلية والنظام الإسرائيلي، وأظهر قبح الحكومة الإسرائيلية الحالية، لأكون صادقًا معك."
وعن سؤال بخصوص اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مطروح وما إذا كانت هناك ثقة بأن والده سيكون جزءًا من أي تبادل في حال حدوثه؟ رد بالقول: "نعم، نحن متفائلون جدًا بإطلاق سراح والدي، ونعتقد أن الوقت قد حان. أريد أن يفهم الجميع أن والدي يمثل قوة إيجابية حقيقية نحو استقرار المنطقة. إنه شخص.. سبب شعبيته كقائد هو أنه، أولًا، شخصية جامعة، ونحن الفلسطينيون بحاجة ماسة إلى الوحدة، ويمكنني القول إن الوحدة ستساهم في أمن واستقرار المنطقة. ثانيًا، رؤيته السياسية تتوافق تمامًا مع رؤية المجتمع الدولي، وهي حل الدولتين الذي تم دعمه لعقود. كما أن الشعب الفلسطيني يقدر ويثمن القادة الذين يضحون من أجلنا. والدي، كما تعلمون، قضى 30 عامًا في السجن، وهو مستعد للتضحية من أجل الشعب الفلسطيني."
وفي رد على سؤال مفاده: هل ترى أي مخرج من هذا الصراع والتوجه نحو خطة اليوم التالي التي يأمل الكثيرون أن تشمل والدك في هذه المرحلة؟
أجاب نجل البرغوثي بالقول: “نعم، أعتقد أننا نقترح الحل الذي يقبله المجتمع الدولي والقانون الدولي، وهو حل الدولتين، لكننا بحاجة إلى المساعدة. لا يمكننا أن نبقى وحدنا في مواجهة حكومة فاشية تمارس الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني والتطهير العرقي ضده في الضفة الغربية، وليس فقط في غزة. وأريد أن أتأكد من أن الناس يدركون أن أولويتنا الرئيسية هي وقف الإبادة الجماعية، ووقف القتل، ومجازر الأطفال في غزة. ووالدي يمثل الشعب الفلسطيني. عندما يجوَّعون، يجوَّع هو أيضًا. عندما يُهاجمون، يُهاجم هو أيضًا. ولهذا السبب نذكره. وأريد ضمان أن الناس يدركون أننا لا نقبل النظام القضائي الإسرائيلي الخاطئ، ولا نقبل محاكمة والدي الذي وصفه القاضي نفسه بالإرهابي في البداية، وحاولوا اغتياله 3 مرات مختلفة قبل أن يُزج به في السجن. إنه نظام تبلغ نسبة إدانة الفلسطينيين فيه 99.7%، ويضم، كما تعلمون، آلافًا وآلافًا من الفلسطينيين في السجن، بما في ذلك 450 طفلًا و50 امرأة، و3600 رهن الاعتقال الإداري، وهو أمر غير قانوني بموجب القانون الدولي، دون محاكمة أو تهمة. لذا فهذا ليس نظامًا قضائيًا موثوقًا به ولا أقبل أن أضعه كحقيقة.”
وعن سؤال آخر حول ما إذا كان والده مألوفًا للأجيال الشابة وهل أنه سيشعر بألفةٍ مع الجيل الجديد؟ أجاب قائلًا: "أعتقد أنه كذلك. الأمر الذي يجب معرفته قبل السابع من أكتوبر، هو أن المعتقلين الفلسطينيين لديهم إمكانية الوصول إلى الكتب، ووالدي قارئٌ نهم. يحمل درجة الدكتوراه في العلوم السياسية. يُدرّس المعتقلين الفلسطينيين في الدراسات الإسرائيلية. يقرأ ما بين 10 إلى 12 كتابًا شهريًا. أتحدث عن آلاف الكتب في العقدين الماضيين، وكان يرغب دائمًا في البقاء على اطلاعٍ بما يحدث والواقع." وتابع بالقول: "وحقيقة أنه كان في السجن لأكثر من عقدين - ما يعني أننا نتحدث عن أشخاص تقل أعمارهم عن 30 عامًا، وهم غالبية الفلسطينيين الذين لم يروه شخصيًا - وما زالوا يختارونه كزعيمهم المفضل، هذا يخبرك كثيرًا عن الفلسطينيين ويخبرك كثيرًا بحقيقة أنهم يدعمون شخصًا يدعم حل الدولتين. هذه فرصة عظيمة يجب أن ينتهزها المجتمع الدولي، وهذا شريك عظيم للسلام. وكما ذكرت، لا يريد نتنياهو إطلاق سراحه لأنه لا يريد شريكًا للسلام. لقد كان يتفاخر بحقيقة أنه قتل حل الدولتين، وهو السبيل الوحيد للخروج من هذا الوضع الرهيب الذي نحن فيه حاليًا."