حين تكون الجريمة بحجم وطن… يجب أن يكون الرد بحجم أمة

العدوان الإسرائيلي على الأراضي القطرية لم يكن حدثًا عابرًا، ولا يمكن التعامل معه وكأنه تفصيل صغير في مشهد طويل من الصراع. ما جرى هو جريمة مكتملة الأركان، استهدفت دولة ذات سيادة، واعتدت على حرمة أرض عربية وإسلامية كانت تقوم بدور الوسيط ومساعٍ للسلام. ومن هنا، فإن الرد لا يمكن أن يُختصر في بيانات شجب أو كلمات إدانة تُلقى على عجل، ثم تُطوى الصفحة وكأن شيئًا لم يكن.
اللحظة التي نعيشها اليوم لحظة فاصلة، فهي امتحان حقيقي للبيت الخليجي والعربي والإسلامي بأسره. هل نكتفي كعادتنا بإصدار بيانات "القلق العميق" و"التنديد الشديد" و"المتابعة عن كثب"، أم نرتقي إلى مستوى الفعل العملي الذي يضع حدًا لسياسة إسرائيل التوسعية والاستهتار بسيادة الدول؟
الجريمة كانت بحجم وطن، والرد يجب أن يكون بحجم أمة. لا بد من إجراءات حاسمة وسريعة، سياسية واقتصادية وربما أمنية، تعكس جدية الموقف وتثبت أن دماء الأبرياء وانتهاك السيادة الوطنية خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.
إن استمرار الاكتفاء بالكلمات، دون خطوات عملية، يمنح الاحتلال ضوءًا أخضر لمزيد من التمادي، ويشجع على تحويل أي دولة عربية إلى ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات. أما الفعل الجاد، فهو وحده القادر على إعادة رسم الحدود بين الممكن وغير الممكن، بين ما يُسمح به وما يُمنع.
لقد آن الأوان أن يكون الرد العربي والإسلامي بحجم الكرامة التي تُنتهك، والسيادة التي تُداس، والعدالة التي تُسحق تحت أقدام الغطرسة الإسرائيلية. وما لم يكن هذا الرد بحجم الأمة، فإن الجريمة لن تتوقف عند قطر، بل ستتكرر في أماكن أخرى، وبأشكال أكثر خطورة.