هُم ونحنُ ونحنُ وهُم لا نُشبِهُ بعضنا إلا لِماما

مع ان الجذور الاثنية والعرقية تعود إلى كونها واحدة، واحدة تعود إلى الساميّة، مع انهم فيما بعد احتكروا المصطلح والصفة لهم وحدهم، "معاداة الساميّة" يرفعونها سيفا مُسلطا على كل من ينتقد فظاعات الاحتلال وسياساته،
وعقائديا ودينيّا، ينحدر كلانا من نسل أبناء ابانا ابراهيم الخليل، اسحق واسماعيل،
كما ان هناك تشابه فسيولوجي في الهيئة والشكل والخلقة بيننا وبينهم، خاصة السفرديم منهم، وليس الاشكناز الاوروبيين الغربيين والشرقيين،
إلا ان بعض التشابه قد اضاعوا معالمها "وخرّبوها" هُم بغطرستهم وعدوانيّتهم وحتى فوقيّتهم واستعلائهم واحتكارهم للسامية ولصفة الضحية، رغم تحوّلهم إلى جلّاد موسوم وموصوف امام شعوب العالم،
إذن بالمحصلة نحن وإيّاهم لا نُشبه بعضنا، في الطباع والاداء والتوجّهات،
هُم انقلبوا على ذاتهم وتحولوا من ضحية مقموعة إلى جلاد قامع،
وضد من؟؟؟، ضد الشعب الفلسطيني الذي عاملهم معاملة حسنه حين قدومهم فارين من جحيم اوروبا!!!،
ورغم أن ترامب ونتنياهو اخترعا اسم الابراهيمية أو الديانة الابراهيمية للضحك على ذقون العرب وجلبهم وجذبهم وايقاعهم في شباك وفخ التطبيع مع اسرائيل والانقياد للأوامر الامريكية، إلا ان هذه تبقى مداهنة كبرى وتزييفا يبدو انه لن يصمد مع الايام والسنين ومع تنامي وعي الشعوب العربية، واعادتها لبوصلة اولوياتها الاولى وعلى رأسها الموقف من العدو ومن الصديق؟؟؟،
هم يقولون لن ننسى ولن نغفر، لكن كلامهم هذا يجب ان يكون موجها إلى من ظلموهم وقمعوهم، ألا وهم الاوروبيين عامة والالمان بصورة خاصة،
وليس باي شكل من الاشكال الشعب الفلسطيني، ضحية حلّ المسألة اليهودية على حسابه وحساب ارضه،
نحن لا نقول كما يقولون: "لن ننسى ولن نغفر"،
نزاعنا وهم سياسي كمستعمر محتل يقمع شعبا تحت الاحتلال له تطلعات وحقوق وطنية يكافح من اجل تحقيقها،
مع انهم في كل تفصيلة من تفاصيل الصراع والصدام يلجؤون إلى روايات وحكايات دينية توراتية وردت في كتابهم،
وكان من آخرها ادعاء نتنياهو بانه "مبعوث من الرب" كي يحقق اسرائيل الكبرى!!!
انهم يقتلون الطفولة بالرصاص والقنابل وبالجوع، في قطاع غزة،
والعالم كله اصبح يُدرك ويعي انهم الجلاد ولم يعودوا ضحية باي شكل من الاشكل، بالرغم من انهم يحاولون لعب هذا الدور، لكن حقيقتهم انكشفت،
هم لا يُشبهوننا ونحن لا نشبههم،
لكن الحقيقة تبدو انهم بافعالهم واجرامهم يخرجون من التاريخ، ونحن بإدائنا وتفوّقنا الاخلاقي عليهم، نحجز لنا موقعا محترما ورائدا في التاريخ