ظاهرة الزواج المبكر تنتشر في ظل الأوضاع السيئة خلال الحرب في غزة
Tue 22 July 2025

تسببت الحرب في غزة بتدهورٍ حاد في الأوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، ما أدّى إلى تفاقم ظاهرة الزواج المبكر، خاصة بين الفتيات. وتُعد هذه الظاهرة واحدة من أخطر تداعيات النزاعات، حيث ترتبط بمجموعة من العوامل المعقدة مثل الفقر، الخوف، وانعدام الأمان. في هذا التقرير نسلط الضوء على واقع الزواج المبكر في غزة خلال الحرب، أسبابه، آثاره، وبعض التوصيات للحد منه.
أولًا: الأسباب الرئيسية للزواج المبكر في غزة خلال الحرب
1. الفقر الشديد وفقدان مصادر الدخل:
كثير من الأسر تلجأ لتزويج بناتها للتقليل من الأعباء المعيشية.
الزواج يُعتبر أحيانًا "وسيلة حماية" اقتصادية للفتيات.
2. الخوف من انعدام الأمن:
التصاعد في القصف والدمار يعزز من شعور الأهل بالخوف على بناتهم، فيرون في الزواج وسيلة "لحمايتهن".
الخشية من التحرش أو الاعتداءات تدفع بعض العائلات إلى التعجيل بالزواج.
3. الانقطاع عن التعليم:
تدمير المدارس والنزوح المتكرر يؤدي إلى تسرب الفتيات من التعليم، ما يزيد احتمالية تزويجهن.
غياب البدائل التعليمية يعزز الفكرة بأن مستقبل الفتاة هو في الزواج فقط.
4. التقاليد المجتمعية وضعف التوعية:
استمرار العادات الاجتماعية التي تعتبر زواج الفتاة المبكر أمرًا مقبولًا أو حتى مرغوبًا فيه.
غياب برامج توعية فاعلة بشأن مخاطر الزواج المبكر.
ثانيًا: الآثار السلبية للزواج المبكر
1. أضرار نفسية وصحية:
الفتاة تكون غير مستعدة نفسيًا أو جسديًا للزواج أو الإنجاب، مما يعرضها لمضاعفات صحية خطيرة.
تزداد نسب الاكتئاب والقلق لدى الفتيات القاصرات المتزوجات.
2. انقطاع عن التعليم:
الزواج ينهي مسيرة الفتاة التعليمية مبكرًا، ويمنعها من تطوير قدراتها ومهاراتها.
3. العنف الأسري وزيادة الطلاق:
كثير من هذه الزيجات تكون غير ناضجة وتنتهي بالفشل أو الطلاق.
نسبة العنف ضد الزوجات القاصرات أعلى مقارنة بمن تزوجن في عمر مناسب.
4. دوامة الفقر والتهميش:
الفتاة غير المتعلمة أو المطلقة تواجه صعوبات مضاعفة في تأمين مستقبلها أو إعالة أطفالها.
المجتمع يخسر طاقات نسائية كان يمكن أن تساهم في بنائه وإعادة نهضته.
ثالثًا: التوصيات للحد من الزواج المبكر خلال الأزمات في غزة
1. تفعيل القوانين التي تمنع الزواج تحت سن 18 بشكل فعلي وصارم.
2. إطلاق حملات توعية شاملة تستهدف الأهل والمجتمع المحلي حول مخاطر الزواج المبكر.
3. توفير فرص التعليم البديل والتعلم عن بعد للفتيات في المناطق المتضررة.
4. دعم الأسر اقتصاديًا لتقليل الأسباب المعيشية التي تدفع نحو تزويج القاصرات.
5. إنشاء مراكز حماية واستشارة للفتيات المهددات بالزواج المبكر.
6. دعم المبادرات المجتمعية النسائية التي تعزز صوت الفتاة وحقها في الاختيار والتعليم.
*الزواج المبكر في غزة ليس خيارًا حرًا، بل غالبًا ما يكون نتيجة ضغوط الحرب والفقر والخوف ومع ازدياد الأزمات، يصبح من الضروري أن تتكاتف الجهات الحكومية والدولية والمجتمع المحلي للحد من هذه الظاهرة، وحماية حقوق الفتيات، وضمان مستقبلهن الآمن*
ووفقًا لجهاز الإحصاء الفلسطيني ، سجّل عام 2015 أنّ 23.7 % من سكان غزة المتزوجين (حتى نهاية 2015) تزوّجوا قبل سن الثامنة عشرة .
عامي 2017–2019 تشير إلى أن متوسط نسب الزواج المبكر بين الإناث في غزة يراوح بين 18 % و25 % سنويًا، مع ارتفاعه في شمال غزة إلى حوالي **25–29 %** .
منذ 7 أكتوبر 2023، قُتل قرابة 14,500 طفلًا في غزة حتى نهاية 2024، بينما يعاني 335,000 طفل دون الخامسة من خطر سوء التغذية الحاد .
3. في ظل الحرب
أسباب الازدياد:
تصاعد الفقر الحاد وانقطاع الدخل بشدة، ما يدفع بعض العوائل للزواج المبكّر كوسيلة لإنقاص العبء الاقتصادي.
تدني فرص التعليم للفتيات بفعل تدمير المدارس والنزوح المتكرر.
عامل الأمن: العائلات تلجأ للزواج كوسيلة "لحماية" الفتاة وسط انعدام الأمان.
في دراسة أكاديمية حول الزواج المبكّر في أزمات مشابهة، وُجِد أن 25 % من الفتيات تزوّجن بسبب التسرب من المدرسة، و36 % بسبب الظروف الاقتصادية، بينما لعبت الأعراف الدينية والمجتمعية دورًا بنسبة 80–83 % .
-
4. أبرز النتائج
المؤشر القيمة
النسبة المئوية للزواج قبل 18 سنة 18–29 % حسب المنطقة
نسب سوء التغذية (الأطفال/الأمهات) 335,000 طفل دون الخامسة بخطر؛ 71,000 طفل + 17,000 أم بحاجة علاج فوري
عدد الأطفال القتلى منذ أكتوبر 2023 14,500 طفل تقريبًا
5. توصيات مقترحة
1. تعزيز البرامج الاجتماعية والاقتصادية: تمكين الأسر الاقتصادية لتقليل دافعية الزواج المبكر.
2. إطلاق حملات توعية مستهدفة: تركز على مخاطر الزواج المبكّر وتأثيره على صحة الفتاة ومستقبلها، بالتعاون مع الأونروا.
3. إتاحة التعليم البديل: تعزيز فرص الدراسة عن بُعد والتعليم غير النظامي داخل المخيمات.
4. تشديد الحماية القانونية: تطبيق قانون سن الزواج ورفع قدرات المؤسسات المحلية على مراقبته.
5. دعم النفسي والصحي للفتيات المتزوجات: توفير خدمات صحية وإنجابية ونفسية لمن تزوّجن حديثًا.