ترامب يشكك في التزامه بالدستور الأمريكي: “لست محامياً”

في مقابلة بُثت مؤخرًا، رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأكيد التزامه الواضح بالدستور الأمريكي، ولا سيما مبدأ الإجراءات القانونية الواجبة، في تصريح أثار جدلًا واسعًا بشأن احترامه لحقوق المواطنين والمهاجرين على حد سواء.

حين سُئل ترامب عما إذا كان يجب عليه، كرئيس للولايات المتحدة، احترام الدستور، أجاب ببساطة: “لا أعرف”. وأضاف في حديثه لمراسلة شبكة “NBC” كريستين ويلكر: “أنا لست محاميًا”، وذلك ردًا على سؤال بشأن ما إذا كان يؤيد تصريح وزير الخارجية ماركو روبيو بأن “لكل شخص على الأراضي الأمريكية الحق في الإجراءات القانونية الواجبة”.

ولدى تذكيره بنصّ التعديل الخامس من الدستور الأمريكي، والذي ينصّ على أنه “لا يجوز حرمان أي شخص من حياته أو حريته أو ممتلكاته دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة”، ردّ ترامب مجددًا بعدم اليقين، واقترح أن تطبيق هذا المبدأ على المهاجرين غير المسجلين سيكون عبئًا كبيرًا. وقال: “سيتعين علينا إجراء مليون أو مليوني أو حتى ثلاثة ملايين محاكمة”، في موقف يعكس تصريحات مشابهة أدلى بها نائبه مؤخرًا.

وفي سياق متصل، واجه ترامب انتقادات لاستخدامه قانون “أعداء الأجانب” لترحيل مهاجرين بسرعة ودون إجراءات قانونية، بمن فيهم كيلمار أبريغو غارسيا، المقيم في ماريلاند، والذي تم ترحيله ظلمًا. كما أفادت تقارير بأن عملاء فيدراليين اعتقلوا طلابًا وأكاديميين، وحتى قاضيَين – أحدهما حالي والآخر سابق – خلال الأسابيع الماضية، ما زاد من المخاوف بشأن توجّه الإدارة نحو ممارسات سلطوية.

وكشفت شبكة “CNN” أن إدارة ترامب تدرس تصنيف بعض المشتبه بانتمائهم لعصابات على الأراضي الأمريكية كـ”مقاتلين أعداء”، ما سيسهل احتجازهم دون منحهم فرصة للطعن في قرارات سجنهم. ويُعتقد أن هذه الخطوة ستقّوض الحقوق القانونية الأساسية للمهاجرين، وتقلل من قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم في المحاكم.

وقد أدلى عدد من كبار مسؤولي الإدارة بتصريحات تقلل من شأن الإجراءات القانونية. فقد كتب ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، في منشور على وسائل التواصل: “العملية القضائية للأمريكيين”، داعيًا إلى “الترحيل الفوري” للمهاجرين غير المسجلين.

وفي مقال نشرته مجلة “ذا نيو ريبابليك”، قال الصحافي غريغ سارجنت إن ميلر “يريد أن يتمتع ترامب بسلطة مطلقة لتصنيف المهاجرين غير النظاميين كإرهابيين أو أعضاء في عصابات، وأن يتعامل معهم كما لو كانوا جيشًا غازيا، دون أي رقابة قضائية”.

وختم سارجنت مقاله قائلًا: “كلما تكشفت تفاصيل هذه القصة، اتّضح حجم الفساد وسوء النية الكامنين فيها. ترامب لا يخفي شيئًا: إنه يكشف جوهر مشروعه القائم على الوهم والخرافة”.

disqus comments here