ستون يوماً من التجويع: غزة بلا دقيق وسط حصار خانق وأسعار خيالية

غزة – يواجه أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة كارثة إنسانية حادة، مع دخول الحصار الإسرائيلي شهره الثالث، وانقطاع تام للدقيق وغياب شبه كلي للغذاء، في وقت أغلقت فيه جميع المخابز أبوابها، وتعجز العائلات عن تأمين أبسط وجبات الطعام.

مع استمرار إغلاق المعابر منذ 2 مارس/ آذار، ومرور أكثر من 60 يومًا دون دخول أي شحنة دقيق، وصل الجوع إلى مستويات غير مسبوقة. ومع توقف برنامج الأغذية العالمي عن توزيع المساعدات بعد نفاد مخازنه تماماً، باتت وجبات الإغاثة المجانية من “التكيات” المصدر الوحيد للغذاء، لكنها بدورها توقفت بعد نفاد الإمدادات.

طعام لا يسد الرمق

تقول “رفقة عزيز”، أم لخمسة أطفال، إن وجبات العشاء تحولت إلى عدس مسلوق أو فاصوليا بالماء، مشيرة إلى أن بناتها يشتكين من الجوع رغم تناول الطعام، بسبب نقص القيمة الغذائية.

أما الأسواق، فهي شبه فارغة من السلع الأساسية، بينما تباع الخضراوات القليلة المتوفرة بأسعار فلكية. حيث وصل سعر كيلو الطماطم أو الباذنجان إلى 30 شيكلاً (10 دولارات)، وسعر كيلو الدقيق إلى 40 شيكلاً (13 دولارًا)، فيما غاب الخبز تماماً حتى من المخابز اليدوية، بعد وصول سعر كيس الدقيق إلى 300 دولار.

صحن سلطة بـ30 شيكلاً

يؤكد “أنور القدر”، خريج صيدلة يعمل على بسطة خضار، أن الناس “يسألون ولا يشترون”، ويضطرون لشراء حبة طماطم واحدة وخيارة وبضع ورقات ملوخية، فيما توقفت معظم المطاعم والبقالات.

ومع استمرار الحرب، خسر الغزيون مدخراتهم في النزوح، فيما تنهب “سماسرة الكاش” 30% من أي مبلغ يُسحب من البنوك، ما يجعل حتى الحاجات الأساسية بعيدة المنال.

حصار مميت وأرقام صادمة

فرضت سلطات الاحتلال هذا الحصار عقب خرق اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس، تلاه هجوم أدى إلى استشهاد أكثر من 400 فلسطيني في ليلة واحدة، وترك مخزون الغذاء شبه فارغ.

وفي ظل منع دخول نحو 3 آلاف شاحنة مساعدات من قبل الاحتلال، تحذر “أونروا” من أن حياة مليون طفل فلسطيني مهددة، معتمدين بالكامل على مساعدات مفقودة.

هذا الوضع دفع الصحفيين والمواطنين في غزة لوصف المشهد بـ”الإبادة الجماعية بالتجويع”، حيث يجوب الناس الشوارع شاحبي الوجوه، بطيئي الخطى، بلا طعام ولا أمل.

disqus comments here