“نجدّد العهد ونُرسّخ الرواية”: إحياء الذكرى العشرين لمجزرة شفاعمرو

مدينة شفاعمرو، تحيي بمشاركة واسعة، ذكرى مرور 20 عاما على مجزرة شفاعمرو، واستشهاد الشقيقتين هزار ودينا تركي، وميشيل بحوث، ونادر حايك، وإصابة 15 شخصا بجراح متفاوتة، إثر المجزرة التي ارتكبها الإرهابي، ناتان زادة، في 4 آب/ أغسطس 2005.
أحيت مدينة شفاعمرو، مساء الإثنين، ذكرى مرور 20 عاما على مجزرة شفاعمرو، واستشهاد الشقيقتين هزار ودينا تركي، وميشيل بحوث، ونادر حايك، وإصابة 15 شخصا بجراح متفاوتة، إثر المجزرة التي ارتكبها الإرهابي، ناتان زادة، في 4 آب/ أغسطس 2005.
وعند دوار شهداء المجزرة، وسط المدينة، وفي المركز الجماهيري بحيّ “عصمان”، شارك المئات من الأهالي، وقيادات عربية، ونشطاء، بإحياء ذكرى مرور 20 عاما على المجزرة.
وبدأت مراسم إحياء الذكرى بالتجمّع عند الدوار، ووضع أكاليل الورد على النصب التذكاريّ للشهداء، وقراءة سورة الفاتحة، والصلوات على أرواحهم.
ومن ثم انتقل المشاركون بإحياء الذكرى، للمركز الجماهيري في حي عصمان، واستمرار المراسم، حيث أُلقيت كلمات لقيادييين، ومن ثم عرض فني من وحي المجزرة، وختاما مع توزيع كتيّب يشرح تفاصيل المجزرة.
ألم متجدّد
بدورها، قالت نسرين تركي، شقيقة الشهيدتين هزار ودينا تركي،في لقاء صحفي ، إن “الألم الذي أصاب العائلة حينها، لا يزال مرافقا لها، ويتجدد مع كل حدث في البلاد، اليوم عندما نرى كل دم شهيد ينزف، وكل بيت يُهدَم، وكل ما يحدث في غزة، نعود ونشعر بالحدث الذي ارتُكبت منذ 20 عاما”.
وعن شقيقتيها الشهيدتين هزار ودينا، قالت تركي: “عشت مع هزار ودينا أكثر من 20 عاما، كان حياتهن كالتوأم، عندما اختفتا من البيت، اختفت الفرحة منه، والأجواء العائلية تغيّرت وتبدّلت”.
خصوصيّة لذكرى هذا العام: عنصرية متزايدة
وقال نزيه حايك، شقيق الشهيد نادر حايك، إن “شعور الفراق صعب، والذكرى هذا العام، تختلف عن السنوات السابقة، وذلك في ظلّ كل ما نمر به؛ فالعنصرية تزداد، ويريدون أن يفقدونا مكانتنا، مع أننا أصحاب هذا الأرض، ونحن باقون مهما كانت الظروف”.
وعن شقيقه الشهيد، قال حايك: “أخي كان صاحب محمص، وقد بلغني الخبر وأنا في عملي، فذهبنا لمكان الحدث، وصدمت أن أخي هو أحد الشهداء، والدي ووالدتي حينها كانوا كبارا في العمر، ومرّ علينا الحدث بصعوبة وألم كبيرين”.
أبو شحادة يشدّد على ضرورة الوحدة الوطنيّة
وشدّد رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، سامي أبو شحادة، من أمام ضريح شهداء المجزرة على ضرورة الوحدة الوطنية، وبخاصة في ظلّ الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة.
وأشار أبو شحادة في حديثه لـه إلى أن “كل فقدان هو فقدان كبير، إلا أن ما يجري ضد أهلنا في غزة هو الأصعب، وبخاصة بظظلّ المجاعة التي باتت تتفاقم خلال الشهر الأخير”.
وتابع أبو شحادة: “لم أتخيل يوما ما، أنه سيُسمح بتجويع أطفال حتّى الموت في القرن الواحد والعشرين”.
وعن التخوّفات من تكرار مجزرة مماثلة، وبخاصة في ظلّ حرب الإبادة المستمرة في غزة، قال أبو شحادة: “بدون شكّ أن مجزرة شفاعمرو، كانت نتيجة لسنوات من التحريض علينا كفلسطينيين في الداخل، وللأسف هذه الأجواء الفاشية اليمينية مستمرّة، ونحن أمام خطر وجودي حقيقي ومن تكرار أحداث مشابهة، ولذلك علينا أن نعمل بشكل وحدويّ ووطنيّ مع كافة حركاتنا السياسية، للحفاظ على مجتمعنا ومستقبلنا”.
شاهد على المجزرة سجين بسببها: ما يحدث بغزة يذكرنا بها
من جانبه، قال جميل صفوري، وهو شاهد على المجزرة، وأحد الذين سُجنوا على خلفيّتها في حديث لـ”عرب 48″: “وصلت شفاعمرو، بعد نصف ساعة من انتشار الأخبار عن وقوع حدث خطير في المدينة، رأيت كمّا هائلا من الأهالي هناك، وقوات من الشرطة الإسرائيلية كانت في المكان، لكنها لم تكن قادرة على السيطرة على الحدث”.
وتابع صفوري: “تبيّن أن هناك عدد كبير من الجرحى، وتم إخلاء الجرحى والشهداء على أكثر من دفعة، ولاحقا هبّ الشبان ودخلوا للحافلة، وقتلوا القاتل المجرم، وهذا عمل طبيعي، ويعدّ دفاعا عن النفس”.
وأضاف: “منذ عام 2007، بدأت محاكمتي أنا و 6 شبان على خلفية هذا الحدث، حتّى عام 2011، وحُكم علينا بالسجن الفعليّ، بأحكام متفاوتة من 10 أشهر، حتى 24 شهرا”.
وختم صفوري حديثه، بالقول إنّ “ما يحدث اليوم في غزة، يذكّرنا بتلك الأحداث والسنوات، التي استطعنا الانتصار فيها، مع اصطفاف والتفاف جماهير شعبنا، واليوم مع الحرب الجارية، ودوامة العنف في بلداتنا، نقول إنه ليس أمامنا إلا الصبر، والاتّحاد، والنصر حليفنا إن شاء الله”.
وصدرت دعوة لإحياء ذكرى المجزرة تحت باسم بلدية شفاعمرو، واللجنة الشعبية في المدينة، وشبكة المراكز الجماهيرية، وذلك تحت عنوان “لنجدد العهد ونُحيي الذاكرة ونُرسّخ الرواية”.
وكان الجندي الإسرائيلي المُتطرّف عيدان نتان زاده، قد ارتكب المجزرة في الرابع من آب/ أغسطس 2005، بإيعاز من عصابات إجرامية صهيونية، حيث صعد لحافلة عمومية، تحمل رقم 165، وكانت متجهة من حيفا لشفاعمرو، وعند وصولها المدينة، أطلق النار تجاه مستقلّي الحافلة، ما أسفر عن استشهاد الشقيقتين هزار ودينا تركي، وميشيل بحوث، ونادر حايك، وإصابة 15 شخصا بجراح متفاوتة.
ودافع ركاب الحافلة وأهل المدينة عن أنفسهم، حتى لقي زاده حتفه، بينما لاحقت السلطات الإسرائيلية عددا من الشبان الذين تصدوا له، ووجّهت لوائح اتهام لـ4 شبان وهم: جميل صفوري، وباسل خطيب، ونعمان بحوث، وباسل قادري، وقد سُجنوا على إثرها.