من نيويورك إلى القدس الدولة الفلسطينية تجتاز مرحلة الهمس

عندما تتعهّد دول اوروبية كبيرة وهامة ومؤثّرة مثل فرنسا وبريطانيابا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بحلول سبتمبر القادم، هذا يعني ان موضوع الدولة قد خرج من دهاليز وثنايا الهمس والوشوشات إلى العلن والنور وارض الحقيقة والواقع،

أي ان شدّ الحبل العالمي بهذا الصدد، قد اقترب من القدس، عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة العتيدة،

لقد وُضعت اسس الدولة الفلسطينية (الدولة العربية) عام 1947 مع قرار التقسيم، ولكن تأخّر التنفيذ كل هذه السنوات،

لكن هل نتفاءل ونقول المثل الشعبي الفلسطيني: "كُل تأخيرة وفيها خيرة"،

ام نقول المثل الاسباني الشهير: " من الافضل ان تأتي مُتأخّرة من ان لا تأتي ابدا"،

ولكن ايضا وايضا هل ننام في العسل ونحلم ان الدولة الفلسطينية قد اصبحت بين ايدينا حقيقة واقعة، أم ان هناك ما زالت عقبات ومطبّات ومُعاندات وبلطجات واعتداءات ووضع صخور في الطريق، من قبل امريكا واسرائيل؟؟؟،

صحيح ان هناك تغيرات جوهرية على مستوى اوروبا اولا وعلى مستوى العالم حيال ولصالح القضية الفلسطينية، افضت إلى مؤتمر نيويورك برعاية ورئاسة سعودية فرنسية، تبلور فيه موضوع الدولة الفلسطينية،

لكن صحيح ايضا ان شراسة التكالب ضد هذا التوجّة من اسرائيل وامريكا ستزداد وتتصاعد،

كتبت سابقا وقلت مرارا انه يتوجّب علينا كفلسطينيين وكعرب وككل من يؤيد قيام دولة فلسطينية مستقلة التمسك بقرار التقسيم والدولة العربية التي نتجت عنه ولم تتحقق، في حين تحققت دولة اسرائيل، بعد ان سرقت واستولت على نسبة اضافية من ارض الدولة العربية حينها،

ولم توافق الامم المتحدة على اعلان دولة اليهود لانهم انتهكوا قرار التقسيم فاعلن بن غوريون، التفافا على الموضوع ، دولة اسرائيل وليس الدولة اليهودية،

عندما تضع كعكة على الطاولة وتتفاوض عليها فهذا يعني ضمنا وتصريحا انك تتخلى عن جزء من الكعكة للخصم الجالس معك على الطاولة،

فلو وضعنا كعكة حدود ال 67  لما حصلنا على كل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس،

أمّا اذا وضعنا على الطاولة قرار التقسيم والدولة العربية المشتقة عنه فربما نأخذ بالقانون الدولي اكثر من حدود ال 67  أي بعضا من اراضي المثلث ومناطق من ال 48 التي سرقها الاسرائيليون حينها.

disqus comments here