مجازر متواصلة.. عشرات الشهداء والجرحى في غزة والكابينت يصادق على احتلال وتهجير سكان القطاع

غزة: واصلت قوات الجيش الإسرائيلي، الإثنين، ارتكاب المجازر بحق المدنيين والنازحين في غزة، مع تصعيد عسكري واسع استهدف مناطق عدة شمالا وجنوبا، فيما أعلنت منظمات أممية ودولية رفضها القاطع لخطة إسرائيلية تهدف إلى توزيع المساعدات الإنسانية تحت إشراف أمني، معتبرة إياها خرقاً للمبادئ الإنسانية.
وتزامنا مع التصعيد، صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية (الكابينيت) بالإجماع، على توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، رغم التحذيرات الصادرة عن رئيس هيئة الأركان، إيال زامير، من أن الخطوة قد تُهدد حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في القطاع.
لكن تنفيذ هذا التوسيع العسكري لن يبدأ إلا بعد زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط خلال عشرة أيام، وفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية، ما يشير إلى تنسيق سياسي ودبلوماسي دولي قبيل تنفيذ مرحلة جديدة من الحرب.
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52,567 شهيدا، و118,610 مصابين، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأفادت مصادر طبية، بأن من بين الحصيلة 2,459 شهيدا، و6,569 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، 32 شهيدا، بينهم 9 شهداء تم انتشالهم، و119 مصابا، ولا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض والركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد تسعة مواطنين، مساء يوم الاثنين، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال قصفت مركبة مدنية قرب برج النويري غرب مخيم النصيرات ما أدى لاستشهاد ستة مواطنين، فيما استشهد ثلاثة آخرون في قصف للاحتلال على منطقة أخرى في المخيم.
استُشهد 12 مواطنا بينهم طفلة، يوم الاثنين، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته مناطق عدة في قطاع غزة، ورضيع نتيجة سوء التغذية.
وقالت مصادر محلية إن 3 شهداء وصلوا إلى مستشفى غزة الأوروبي نتيجة قصف للاحتلال على منطقة معن جنوب خان يونس، بينما استُشهد المواطن عاطف السميري في قصف مدفعي شمال شرق القرارة بمحافظة خان يونس، وطفلة في قصف مدفعي على حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
كما استُشهد الرضيع يوسف النجار (4 أشهر) نتيجة سوء التغذية في قطاع غزة.
وارتقى 5 شهداء في قصف منزل لعائلة أبو خاطر في "منطقة معن" شرق خان يونس.
وأضافت مصادر محلية أن الشاب أحمد رائد أحمد أبو هويشل (22 عاماً)، استُشهد متأثراً بجروحه إثر قصف الاحتلال منزل عائلته يوم أمس في (مخيم 1) بالنصيرات.
وقالت مصادر محلية وصول 4 إصابات إلى المستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، بعد إطلاق الاحتلال قذيفة مدفعية في محيط عمارة أشواق شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
استُشهد 8 مواطنين وأصيب آخرون، يوم الاثنين، إثر قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي على بيت حانون وخان يونس في قطاع غزة.
كما استشهد 4 مواطنين وأصيب 6 آخرون في استهداف طيران الاحتلال بناية سكنية في شارع عمر المختار بمدينة غزة.
واستُشهد مواطنان إثر قصف طيران الاحتلال بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
كما استُشهد مواطنان إثر قصف لطيران الاحتلال الحربي على منطقة قيزان رشوان جنوب غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأصيب عدد من المواطنين بعد قصف مسيرة للاحتلال في محيط مسجد بئر السبع بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وأطلق الطيران المروحي النيران بالتزامن مع قصف مدفعي وإطلاق نار من الدبابات في منطقة المواصي غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما قصفت مدفعية الاحتلال جنوب مدينة خان يونس جنوب القطاع.
استشهد مواطن، وأصيب آخرون، صباح يوم الاثنين، جراء قصف الاحتلال المتواصل شمال قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد مواطن وإصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال المدفعي على دوار حمودة شمال قطاع غزة.
وتشهد منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خان يونس، قصفا مدفعيا متواصلا.
كما تطلق آليات الاحتلال نيران رشاشاتها الثقيلة شمال شرق مخيم البريج، وسط القطاع.
استشهد 22 مواطنا، فجر يوم الإثنين، بعد قصف طيران الاحتلال الحربي مناطق واسعة في قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، بانتشال 15 شهيدا و10 مصابين جراء استهداف طائرات الاحتلال عددا من الشقق السكنية في عمارة "رموز" قرب مفترق الكرامة شمال غرب مدينة غزة.
كما استشهد 6 مواطنين وأصيب 5 بجروح متفاوتة جراء قصف طيران الاحتلال منزلاً لعائلة العطار في حي السلاطين شمال غرب قطاع غزة.
واستشهد مواطن وأصيب عدد آخر، بعد قصف مسيرة للاحتلال مجموعة من المواطنين شرق جباليا شمال قطاع غزة.
ونسفت قوات الاحتلال مباني سكنية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما نسفت عددًا من منازل المواطنين شرق مدينة غزة.
جيش الاحتلال يفرج عن 10 معتقلين من قطاع غزة
أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الاثنين، عن 10 معتقلين من قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، بأنه أُفرج عن المعتقلين العشرة من سجون الاحتلال، ونُقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، بعد الافراج عنهم من معبر "كيسوفيم"، وذلك لإجراء الفحوصات الطبية الشاملة.
ووصفت مصادر طبية، أوضاع المعتقلين المفرج عنهم "بالصعبة"، بسبب الاجراءات التعسفية التي تنفذها ادارة سجون الاحتلال بحقهم.
وبين الفينة والأخرى، يفرج الاحتلال عن أعداد من المواطنين الذين اعتقلهم منذ بدء الإبادة.
وفي تقرير صدر مؤخرا عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، "لم تترك منظومة السجون بحسب إفادات لمجموعة من المعتقلين، أي أداة في سبيل سلبهم إنسانيتهم، ومحاولة كسرهم نفسياً، ومع مرور 19 شهراً على الإبادة، فإن الأوضاع وظروف الاعتقال لا تزال كما هي وفي المستوى نفسه، بل إنها تتفاقم، إذ يشكل عامل الزمن عاملا حاسماً في مصير المعتقلين، مع استمرار هذا التوحش في المستوى نفسه".
يذكر أن عدد معتقلي غزة الذين اعترفت بهم منظومة السجون حتى بداية نيسان/ إبريل 2025، (1747) معتقلا، وهذا العدد لا يتضمن المعتقلين المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.
ترامب يتعهد بالمساعدة في إيصال الغذاء لأهل غزة
تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددا بالمساعدة في إيصال الغذاء إلى الفلسطينيين في غزة، وذلك عندما سُئل في البيت الأبيض، يوم الاثنين، عن عزم إسرائيل شنّ هجوم موسع على القطاع.
وأضاف ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض: "سنساعد أهالي غزة في الحصول على بعض الطعام. الناس يتضورون جوعاً، وسنساعدهم في الحصول على بعض الطعام، وحماس تستولي على كل شيء وتعامل السكان بشكل سيء"
مفاوضات وقف إطلاق النار
طريق مسدود
نقل موقع أكسيوس الأمريكي عن مسؤولين إسرائيليين تأكيدهم أن ترامب أعطى نتنياهو الضوء الأخضر للقيام بما يراه مناسبا في غزة.
وقال أكسيوس أن المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون يعترفون بأن مفاوضات وقف إطلاق النار بغزةوصلت لطريق مسدود.
وتابع: " ترامب لا يلعب حاليا دورا نشطا في الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بغزة"
ووافقت الحكومة الإسرائيلية مساء الأحد على خطة لإعادة احتلال غزة بالكامل تدريجيا والاحتفاظ بها إلى أجل غير مسمى إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول 15 مايو/أيار.
وتدعو خطط العملية للجيش الإسرائيلي إلى هدم أي مبان لا تزال قائمة وتشريد جميع السكان تقريبا البالغ عددهم مليوني نسمة إلى "منطقة إنسانية" واحدة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن البديل للبقاء في المنطقة الإنسانية هو أن يغادر الفلسطينيون القطاع "طواعية" إلى دول أخرى "بما يتماشى مع رؤية الرئيس ترامب لغزة ".
لا يُمكن اعتبار مثل هذه المغادرة طوعية، ولم توافق أي دولة حتى الآن على استقبال النازحين الفلسطينيين. ويزعم المسؤولون الإسرائيليون أن هناك مفاوضات جارية مع عدة دول في هذا الشأن.
يرى العديد من المسؤولين الإسرائيليين أن هذه العملية بمثابة خيار نووي، ويفضلون التوصل إلى اتفاق خلال الأسبوعين المقبلين.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن ترامب لا يلعب حاليا دورا نشطا في الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف إطلاق النار، وقد أعطى فعليا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر للقيام بما يراه مناسبا.
إن العودة إلى الحرب الشاملة تأتي بعد أن قطعت إسرائيل بالفعل كل إمدادات الغذاء والماء والدواء عن المدنيين في غزة بعد انهيار وقف إطلاق النار قبل شهرين.
وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة عن استشهاد 52 ألف فلسطيني.
ورفض نتنياهو أي اقتراح من شأنه أن ينهي الحرب بشكل كامل، وضغط على حماس بدلا من ذلك لتوقيع اتفاق قصير الأجل.
ويأمل المسؤولون الإسرائيليون أن يؤدي التهديد بغزو واسع النطاق إلى الضغط على حماس لقبول صفقة بشروط إسرائيل.
يتوجه ترامب إلى الشرق الأوسط اعتبارا من يوم الاثنين في زيارة تستمر ثلاثة أيام تشمل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.
من غير المتوقع حاليًا أن يزور ترامب إسرائيل. ويُرجع مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون الحرب الدائرة في غزة إلى السبب الرئيسي.
وصرح مسؤول أمريكي لموقع أكسيوس: "لا جدوى من زيارة إسرائيل حاليًا".
قال مسؤولون أميركيون وعرب مشاركون في التحضيرات للرحلة إن غزة ليست على رأس أولويات ترامب، ومن المتوقع أن يركز على القضايا الثنائية والاستثمارات.
وقال مسؤول عربي: "إن الصورة العامة لزيارة الرئيس ترامب للمنطقة في سياق حرب غزة سيئة للغاية. لقد أحدث ضجة كبيرة بدفعه لوقف إطلاق النار قبل تنصيبه ونجح في ذلك، لكن بعد ثلاثة أشهر، أصبح الوضع في غزة أسوأ".
الوضع الراهن: يعترف المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون بأن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصفقة الرهائن وصلت إلى طريق مسدود .
بينما تُطالب إسرائيل باتفاق جزئي يتضمن إطلاق سراح ما بين ثمانية وعشرة رهائن مقابل وقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين 45 و60 يومًا، تُطالب حماس باتفاق شامل لإنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الرهائن الـ 59 المتبقين.
باءت جميع الجهود المبذولة لسد هذه الفجوة بالفشل. وتحول تركيز البيت الأبيض إلى الحرب الروسية الأوكرانية والمحادثات النووية مع إيران ، مع قلة أو انعدام الاهتمام بغزة، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.
وقال المسؤولون إن إدارة ترامب لا تضغط على إسرائيل على الإطلاق، وأوضحوا للوسطاء المصريين والقطريين أن اتفاقا مؤقتا على غرار ما طرحه مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف قبل شهرين، بدعم من إسرائيل، هو الحل الوحيد المتاح.
الخطة التي وافقت عليها إسرائيل الأحد، والتي تحمل الاسم الرمزي "عربات جدعون"، تهدف إلى "هزيمة حماس بشكل كامل"، كما قال مسؤولون إسرائيليون.
وبحسب الخطة فإن الجيش الإسرائيلي سوف يغزو غزة بأربع أو خمس فرق مدرعة ومشاة، ويحتل تدريجيا معظم القطاع ويسيطر عليه.
صرّح وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، يوم الاثنين، بأن الاحتلال سيكون دائمًا، وأن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب حتى مقابل إطلاق سراح الرهائن. وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي إن الاحتلال الدائم ليس سوى "طموح".
التكتيك سيكون تدميرًا هائلاً .
وبينما يحتل الجيش الإسرائيلي أجزاء من غزة، فإنه سوف يقوم بهدم جميع المباني والعمل على تدمير شبكات الأنفاق، كما فعل سابقاً في رفح وشمال قطاع غزة.
وتخطط قوات الجيش الإسرائيلية لتهجير نحو مليوني فلسطيني إلى منطقة رفح، حيث يتم بناء مراكز لتوصيل المساعدات الإنسانية.
وبحسب الخطة، سيتم فحص جميع الفلسطينيين الذين يدخلون المنطقة الإنسانية للتأكد من أنهم غير مسلحين وليسوا أعضاء في حماس.
ومن المقرر أن تتولى إدارة هذه المجمعات مؤسسة دولية جديدة وشركات أميركية خاصة، على الرغم من أنه من غير الواضح كيف ستعمل الخطة بعد أن أعلنت الأمم المتحدة وجميع منظمات الإغاثة أنها لن تشارك فيها.
يوم الاثنين، صرّح ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي بأنه سيساعد في إيصال الغذاء إلى سكان غزة.
وقال: "إنهم يتضورون جوعًا. حماس تجعل الأمر مستحيلًا لأنها تُدخل كل شيء. سنساعد سكان غزة لأنهم عوملوا معاملة سيئة للغاية من قِبل حماس".
إن قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي مثير للجدل إلى حد كبير على المستوى المحلي، وخاصة لأنه يستلزم تعبئة 70 ألف جندي احتياطي، معظمهم خدموا لأكثر من 300 يوم منذ هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.
أعرب الجيش الإسرائيلي عن قلقه من احتمال عدم مشاركة ما بين 30% إلى 50% من جنود الاحتياط في الخدمة، بحسب مسؤولين.
وتعارض معظم عائلات الرهائن الإسرائيليين هذه العملية بشدة، ويقولون إنها ستعرض أحباءهم للخطر.
أظهرت استطلاعات رأي حديثة أن 60-70% من الإسرائيليين يعارضون عملية عسكرية واسعة النطاق لاحتلال غزة، ويؤيدون اتفاقًا لإنهاء الحرب وتحرير الرهائن. كما أظهرت الاستطلاعات أن غالبية الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو يواصل الحرب لأسباب سياسية.
وقال مسؤول إسرائيلي: "إن الاستعدادات للعملية تتيح فرصة سانحة حتى نهاية زيارة الرئيس ترامب إلى المنطقة للتوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى ووقف إطلاق النار. وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فستُنفذ العملية".
الخطة في غزة تنتقل من الاقتحامات إلى احتلال الأراضي
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الهجوم الجديد على غزة سيكون مكثفًا.
ونقلت وكالة رويترز عن نتنياهو زعمه أنه سيتم نقل سكان غزة من أجل حمايتهم.
ولفت نتنياهو إلى أن القوات لن تشن غارات ثم تتخلى عن الأراضي بل العكس.
وسبق أن صرح مسئول إسرائيلي بأنّ مجلس الوزراء وافق بالإجماع على توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة.
وقال المسئول إن الهجوم الموسع على غزة قد يصل إلى حد السيطرة على كامل القطاع في إشارة إلى احتلاله.
وتشمل الخطة المصادق عليها "احتلال قطاع غزة، وإبعاد السكان إلى الجنوب، بهدف شن ضربات شديدة ضد حركة حماس وهزيمتها"، وفق تصريحات المسئول.
وقال نتنياهو، أن الخطة الجديدة في غزة تشمل الانتقال من أسلوب الاقتحامات إلى احتلال الأراضي والبقاء فيها.
واستأنف الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة التي يرتكبها في قطاع غزة فجر الثلاثاء 18 مارس الماضي، ما أسفر حتى مساء الخميس عن نحو 600 شهيد وأكثر من ألف جريح، 70% منهم من الأطفال والنساء والمسنين.
ووسّع الاحتلال عدوانه عبر اجتياحه البري لمنطقة "مفترق الشهداء " وصولًا إلى شارع صلاح الدين الذي يربط بين شمال القطاع وجنوبه، إضافة لمنطقة مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوب القطاع، وشمال غرب بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
ويرتكب الاحتلال إبادة جماعية في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
صفقة رهائن حتى زيارة ترامب - أو مناورات واسعة في قطاع غز .. شروط إسرائيلية جديدة
قال مصدر أمني إسرائيلي يوم الإثنين، إن الكابينيت السياسي – الأمني خلال اجتماعه، الليلة الماضية، وضع إنذارا أمام حماس بأن توافق على صفقة تبادل أسرى حتى موعد أقصاه زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط، بعد أسبوعين، أو أن إسرائيل ستبدأ اجتياحا واسعا لقطاع غزة بهدف هزيمة حماس.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن المصدر الأمني قوله إنه "في حال لم تُنفذ صفقة مخطوفين، ستبدأ عملية عسكرية بقوى بالغة، ولن تتوقف إلى حين تحقيق أهدافها". وأطلق الجيش الإسرائيلي على هذا الاجتياح البري تسمية "عربات جدعون".
وأضاف المصدر الأمني أنه بموجب الخطة العسكرية التي صادق عليها الكابينيت، "ستمنح للقوات المشاركة في الاجتياح البري مظلة دفاعية من الجو والبحر، وستستخدم خلال ذلك آليات ثقيلة من أجل تحييد ألغام وهدم مبان تهدد القوات".
وتقضي الخطة العسكرية بدفع السكان الغزيين إلى النزوح إلى منطقة المواصي في جنوب القطاع. وحسب المصدر الأمني، فإنه "خلافا للماضي، الجيش الإسرائيلي سيبقى في أي منطقة يتم احتلالها من أجل منع عودة الإرهاب إليها، وسيعتنى بأي منطقة يتم تطهيرها بموجب نموذج رفح، التي جرى فيها تسوية أي تهديد بالأرض وتحولت إلى جزء من الحيز الأمني".
وحسب الخطة العسكرية الإسرائيلية التي قدمها الجيش الإسرائيلي للكابينيت، فإن مساعدات إنسانية ستدخل إلى القطاع فقط بعد نزوح واسع للسكان إلى جنوب القطاع. وزعم المصدر أن الخطة العسكرية ستميز المدنيين وحماس في تلقي المساعدات، بواسطة شركات مدنية وتطويق الجيش الإسرائيلي للحيز الأمني، وبضمن ذلك منطقة معزولة ومنزوعة السلاح في منطقة رفح وجنوب "محور موراغ"، الذي فيه سيعمل الجيش الإسرائيلي على منع تواجد عناصر حماس.
ويتضح من إحاطة لصحافيين قدمها "مصدر سياسي في مكتب رئيس الحكومة"، صباح اليوم، أن الخطط العسكرية الإسرائيلية لا تتضمن أي جديد وتتحدث عن احتلال قطاع غزة، المحتل أصلا، واستمرار تجويع الغزيين، بادعاء ممارسة ضغط عسكري على حماس كي توافق على تبادل أسرى بشروط إسرائيلية، والتي فشلت إسرائيل في تحقيقها خلال 19 شهرا، منذ بداية الحرب وحتى اليوم.
وقال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، في مؤتمر ينظمه موقع "القناة 7" الإلكتروني إن "قرار الكابينيت هو أنه بعد أن تبدأ المناورة، لن يكون هناك انسحابا من مناطق نحتلها، ولا مقابل صفقة مخطوفين أيضا. والطريقة الوحيدة لتحرير المخطوفين هي هزيمة حماس".
وحسب سموتريتش الذي يطالب منذ بداية الحرب باحتلال قطاع غزة وبناء مستوطنات فيه، فإنه "نحتل غزة كي نبقى. ولن يكون هناك دخول وخروج قوات إسرائيلية بعد الآن. وهذه حرب من أجل الانتصار، وحان الوقت للتوقف عن الخوف من كلمة احتلال".
وتابع سموتريتش أنه "سيتم إخلاء جميع سكان غزة إلى جنوب محور موراغ (في جنوب القطاع)، وهي المنطقة التي ستوزع فيها فقط مساعدات إنسانية. وشعب ينشد الحياة يحتل بلاده".
بدوره، قال وزير الثقافة والرياضة، ميكي زوهار، للإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" إن "الهدف هو احتلال كامل للقطاع"، واعترف أن "خطوة كهذه لا تعود بالفائدة على المخطوفين المتبقين في الأسر ويشكل خطرا عليهم"، لكنه برر قرار الكابينيت بأنه "لم يعد هناك خيارا آخر باستثناء الحسم".
وادعى زوهار أن إسرائيل فشلت في هزيمة حماس طوال الـ19 شهرا الماضية "لأنه أردنا إعادة أكبر عدد ممكن من المخطوفين إلى الديار. ومن الجائز أن حماس ستدرك سريعا أنه لم يعد هناك خيارا سوى بإعادتهم ونفي نفسها من غزة".