غزة تحت الحصار : عندما يستخدم الجوع كسلاح

في ظل النزاعات المسلحة الحديثة، لم تعد أدوات الحرب مقتصرة على الأسلحة التقليدية، بل توسعت لتشمل وسائل غير مباشرة تستهدف البنى الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات، من بينها التجويع كسلاح حرب. ويُعدّ مفهوم "هندسة التجويع" أحد أبرز تجليات هذا التحول، إذ يشير إلى مجموعة من السياسات والإجراءات الممنهجة التي تهدف إلى حرمان السكان المدنيين من الغذاء والماء والدواء كوسيلة للضغط السياسي أو العسكري.
لقد برزت هذه السياسة بشكل صارخ في العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، حيث ترافقت العمليات العسكرية مع حصار شامل، وتدمير واسع للبنية التحتية الغذائية والصحية، ومنع شبه تام لدخول المساعدات الإنسانية. وتُظهر هذه الممارسات نمطًا ممنهجًا من استخدام التجويع كأداة لإعادة تشكيل الواقع السكاني والسياسي، مما يثير تساؤلات قانونية وأخلاقية حيال تصنيفها ضمن جرائم الحرب بحسب القانون الدولي الإنساني.
تُعد سياسة "هندسة التجويع" أو "التجويع الممنهج" في قطاع غزة واحدة من أبرز أدوات الحرب غير التقليدية التي استخدمتها إسرائيل خلال العدوان المستمر منذ أكتوبر 2023. تتمثل هذه السياسة في استخدام الغذاء والماء والدواء كوسائل ضغط عسكرية وسياسية، مما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
أولاً: كيف تُنفذ سياسة التجويع في غزة؟
تتجلى "هندسة التجويع" عبر مجموعة من الإجراءات المنهجية فالحصار الكامل من إغلاق المعابر الحدودية ومنع دخول المواد الأساسية، بما في ذلك الغذاء والوقود والدواء و استهداف البنية التحتية وتدمير المخابز والمزارع ومرافق المياه والكهرباء، مما يعوق إنتاج وتوزيع الغذاء وعرقلة المساعدات الإنسانية ومنع أو تأخير دخول المساعدات، واستخدامها كوسيلة ضغط سياسي وفقًا لتقارير "هيومن رايتس ووتش"، فإن هذه السياسات تُعتبر جريمة حرب، حيث يُستخدم التجويع كأداة حرب ضد المدنيين .
ثانياً: لماذا تُستخدم سياسة التجويع؟
تهدف إسرائيل من خلال هذه السياسة إلى الضغط على المقاومة الفلسطينية بإضعاف الحاضنة الشعبية له وفرض تنازلات سياسية من خلال خلق واقع إنساني كارثي يُجبر الفلسطينيين على القبول بشروط معينة من اعادة تشكيل الواقع الديمغرافي بدفع السكان نحو النزوح أو الهجرة القسرية.
ثالثاً: الأهداف المعلنة والمبطنة
بينما تُعلن إسرائيل أن هذه الإجراءات تهدف إلى "محاربة الإرهاب"، إلا أن الواقع يُظهر أهدافًا أعمق اضعاف الروح المعنوية من خلال خلق بيئة معيشية لا تُطاق وتغيير التركيبة السكانية بدفع السكان إلى الهجرة وتحقيق مكاسب سياسية بفرض شروط تفاوضية مجحفة.
رابعاً: النتائج والآثار
أدت سياسة التجويع إلى كارثة إنسانية وفاة العشرات الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف و.انهيار القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والخدمات الأساسية.
خامساً: إعادة النظر في السياسة الدولية
تُبرز هذه الأزمة الحاجة إلى تفعيل القانون الدولي: لمحاسبة المسؤولين عن استخدام التجويع كسلاح حرب.
تعزيز الدعم الإنساني: وضمان وصول المساعدات دون عوائق و إعادة تقييم السياسات الدولية: لضمان حماية المدنيين في مناطق الاشتباك تظهرسياسة "هندسة التجويع" في غزة استخدام الغذاء كأداة حرب، مما يُشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني. تتطلب هذه السياسات استجابة دولية فورية لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عنها.
الصمت العربي والغربي امام شاشات العالم وقف متفرجا وصراغ المعدة حين تصرخ ...تصمت العدالة وبسبب الصمت إسرائيل أصبحت فوق القانون الدولي فان موجة الاحتجاجات من قبل الغرب جاء متاخرا بعد ان أصبحت المعدة لا تريد طعاما بل أوقفوا الحرب المجنونة .