في عيد العمال... تحية للمرأة العاملة الفلسطينية في لبنان وغزة من شوارع المخيم إلى حقول غزة: المرأة العاملة تصنع كرامة الوطن
Sat 03 May 2025

في الأول من أيار، حين يُرفع صوت العمال في كلّ بقاع الأرض، نُصغي نحن لأصوات غالبًا ما تُقصى من المنصّات:
أصوات النساء الفلسطينيات العاملات في لبنان، وفي غزة.
ليست مجرد عاملات… بل صامدات على خطوط النار الثلاثة: نار اللجوء، نار الفقر، ونار القهر الاجتماعي.
في لبنان، المرأة الفلسطينية تحمل الوطن على كتفيها، وتخرج إلى العمل لا لأنها فقط تود أن تنتج،
بل لأنها ترفض أن تُكسر.
منذ النكبة حتى اليوم، لم تكن عاملة فقط، بل أمًّا تقود بيتًا، ومعلّمة في صفوف المخيم، وممرضة في عيادة الأونروا، وناشطة في الأزقّة.
لكن، أي عيد هذا حين تُمنع المرأة الفلسطينية من ممارسة أكثر من 70 مهنة؟
أي عيد حين تعمل بلا ضمان، بلا حماية، بلا نقابة تدافع عنها؟
أي عيد حين يتم التعامل معها كرقم في قوائم الإغاثة، لا كإنسانة ذات كفاءة وأحلام وحقوق؟
وفي غزّة، الوجه الآخر للحصار،
تقف المرأة العاملة أيضًا على الجبهة الأمامية.
تعمل تحت القصف، تحت الركام، تحت الانقطاع الدائم للكهرباء، ووسط اقتصاد منهار ومحيط خانق.
ومع ذلك، تُطعم أولادها من الخبز والكرامة، وتحوّل الألم إلى قوة، والحرمان إلى فعل مقاومة.
المرأة في غزّة لا تبحث عن دعم دولي بارد أو خبر عاجل يُظهر صمودها ثم يطوي الصفحة…
بل تناضل لتبقى. لتُثبت للعالم أن شعبًا تُجاع نساؤه وتُقصف بيوته، لن يُهزَم، بل ينهض كل يوم من بين الركام ليكمل النضال.
---
في عيد العمال، لا نطلب مجاملة من أحد.
بل نقولها بوضوح، من لبنان إلى غزة:
حق المرأة الفلسطينية في العمل هو حق سياسي، اجتماعي، إنساني.
هو جزء من معركة العودة، معركة الكرامة، معركة الاعتراف بأنها ليست ضحية، بل ركن أساس في نضال الشعب الفلسطيني.
ولأننا نؤمن بالتنظيم والعدالة الاجتماعية، نؤكّد اليوم أن:
نحن لدينا اتحاد عمال فلسطين في لبنان، لكن لا يُمكن لهذا الاتحاد أن يكون ممثلًا حقيقيًا للطبقة العاملة دون أن تكون فيه النساء شريكات فعليات، قياديات، وصاحبات قرار.
نريد اتحادًا يحمل هموم العاملات كما العمال، يسمع صوت الخياطة والممرضة والمربية،
ويضع كرامتهن في أول أولويات النضال النقابي.
---
إلى كل امرأة فلسطينية،
في لبنان، في غزة، في كل أماكن الشقاء والصبر والعمل:
لكِ كل التحيّة في هذا اليوم.
لكِ التحيّة وأنتِ تنظّفين مدرسة، تخيطين فستانًا، تدرّسين طفلًا، تديرين جمعية، أو تدفعين بعربة الكرامة في سوق الفقراء.
كل نقطة عرق منكِ هي مقاومة.
كل خطوة نحو الحياة، هي صفعة في وجه المنفى والحصار والتمييز.
فلنرفع الصوت معًا:
لا عمل بلا كرامة… ولا كرامة بلا حقوق.
وكل عام وأنتِ بخير،
يا عمود الخيمة،
يا قلب القضية،
يا وجه فلسطين الحقيقي.