دراسة: لوحدة الدراسات في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في سورية انتشار مقلق لأمراض الدم الوراثية بين اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات سورية دمشق/22/7/2028

كشفت دراسة حديثة أعدتها وحدة الدراسات في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في سورية، عن واقع صادم لانتشار أمراض الدم الوراثية – تحديدًا التلاسيميا وفقر الدم المنجلي – بين اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مخيمات سوريا، مشيرة إلى عوامل وراثية واجتماعية واقتصادية تعزز تفاقم الأزمة الصحية في هذه المجتمعات الهشة.

 
وأظهرت الدراسة أن نسبة الإصابة بالتلاسيميا بين الأطفال الفلسطينيين في بعض المخيمات تجاوزت 9%، مع تفاوت بين المناطق من حيث درجات الخطورة، فيما بلغت نسبة زواج الأقارب من الدرجة الأولى في العائلات التي لديها أطفال مصابون نحو 89%، وهو ما يُعد عاملاً حاسمًا في انتقال المرض.
 
ورصدت الدراسة أن كثيرًا من الأسر تعاني من ضعف في الوعي الصحي تجاه خطورة الأمراض الوراثية، وافتقارها للمتابعة الطبية الدورية أو فحوص ما قبل الزواج، مما يزيد من احتمالية تكرار الحالات في الأجيال القادمة. كما تناولت الدراسة الأثر النفسي والاجتماعي الكبير الذي تخلفه هذه الأمراض على الطفل المصاب، لا سيما في ظل عدم توفر علاج دائم، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية الشهرية التي تصل إلى 95 ألف ليرة سورية في بعض الحالات.
 
ومن الجوانب اللافتة في الدراسة، تسليط الضوء على تقصير المؤسسات الطبية والإغاثية في تقديم الدعم الكافي للمرضى، مشيرة إلى ضرورة تدخل وكالة الأونروا، ومنظمات المجتمع المدني، ووزارة الصحة السورية لتوسيع نطاق برامج الكشف المبكر، وتوفير الأدوية، وتحسين خدمات المتابعة النفسية والاجتماعية للمرضى وأسرهم.
وأكد الباحثان راضي رحيم ولارا مطر في ختام الدراسة أن استمرار تجاهل هذه الأزمة الصحية سيؤدي إلى زيادة العبء الإنساني في مجتمع يعاني أساسًا من التهميش والنزوح والفقر، داعين إلى إطلاق حملات توعية وطنية وبرامج دعم تخصصية تستهدف اللاجئين الفلسطينيين في سورية.
وتأتي هذه الدراسة ضمن سلسلة دراسات تعمل على إنجازها وحدة الدراسات في الإقليم؛ لتسليط الضوء على عدد من المشكلات والآفات الإجتماعية والصحية في المخيمات والتجمعات الفلسطينية؛ وسبل زيادة الوعي والمعرفة بأبرز المشكلات التي يعاني منها مجتمع اللاجئين في سورية.

المكتب الإعلامي/إقليم سورية
disqus comments here