بقلم:” صالح شوكة” ترامب يرسل السلاح للقاتل… ويتعهد بإرسال الغذاء للضحية!

مشهد لا يمكن وصفه إلا بالمهزلة السياسية والوقاحة الفجة… الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الداعم الأول لدولة الاحتلال بالسلاح والمال والدعم السياسي والديبلوماسي للإبادة الجماعية لشعبنا في غزة والضفة ، يتعهد – دون خجل – بالمساعدة في “إيصال الغذاء” للفلسطينيين في غزة، بينما يداه ما تزالان تقطران من دماء الأطفال والشيوخ والنساء الذين تسقطهم صواريخ الاحتلال كل يوم.

فعن أي مساعدات إنسانية يتحدث ترامب؟! أليست القنابل التي تهدم بيوت غزة أميركية الصنع؟ أليست راجمات الصواريخ التي تحصد الأرواح في رفح وجباليا وخان يونس أمريكية و ممولة من خزائن واشنطن؟ من يقف خلف قتل الفلسطينيين لا يملك شرعية الحديث عن إنقاذهم.

ترامب، الذي يلوّح دائمًا بالعصا أمام كل من يخالفه، يقدّم الجزرة الآن للفلسطينيين على شكل فتات من المساعدات، وكأن أرواحنا تُقايض بكيس طحين أو أرز ،ترامب يريد أن يبدو إنسانيًا، بينما يغضّ الطرف عن تحضيرات الاحتلال لشن عملية عسكرية جديدة تحت اسم “مركبات جدعون”، بل ويباركها بالصمت والتواطؤ وتسليح الاحتلال،

ليس هذا الموقف بجديد. أميركا، عبر إداراتها المتعاقبة، لم تكن يومًا راعية للسلام، بل شريكًا أصيلًا في سفك الدم الفلسطيني. الفرق أن ترامب لا يجيد التجميل ولا يتقن الدبلوماسية، فهو يقول صراحة: سندعمكم في القتل، وسنقدّم وجبة ساخنة للناجين من المجزرة الحالية واقتلوهم في المجزرة القادمة.

وهنا، لا بد أن نضع العالم أمام هذه الحقيقة الفاضحة: من يدعم القاتل بالسلاح لا يمكنه أن يدّعي التعاطف مع الضحية. ومن يصمت عن جرائم الحرب، ويزوّد الاحتلال بكل وسائل البطش، لا يملك حقّ الحديث عن إنسانية.

هذا ليس موقفًا سياسيًا فحسب، بل سقوط أخلاقي مدوٍّ. وما تصريحات ترامب الأخيرة إلا محاولة يائسة لتلميع صورة ملوّثة، لن تُمحى من ذاكرة الشعوب الحرة.

disqus comments here