بالنار والعزل.. قرية “سنجل” تتعرض لهجمة إسرائيلية مسعورة

كتب …حسين أبو عواد

في ظلّ التماهي وتبادل الأدوار بين المستوطنين وجيش الاحتلال، شهدت قرية سنجل شمال رام الله، في الأيام الماضية اعتداءات واسعة غير مسبوقة أسفرت عن ارتقاء مواطن وإصابة العشرات إضافة إلى إحراق منازل ومنشآت زراعية.

اقتحامات المستوطنين لسنجل واعتداءاتهم على المواطنين وممتلكاتهم باتت مشهدا يتكرر بشكل شبه يومي تحت حماية وغطاء من جيش الاحتلال الذي يقتحم البلدة مسبقا لتأمين اقتحامات المستوطنين وخاصة لمنطقة “التل”، التي تفصل بين قريتي سنجل والمزرعة الشرقية المجاورة لها.

بتاريخ 21 نيسان الماضي ارتقى الأربعيني وائل غفري نتيجة الاختناق بالغاز الذي أطلقته قوات الاحتلال خلال توفيرها الحماية للمستوطنين الذين اقتحموا منطقة خربة التل، حيث كان الشهيد غفري من أوائل الواصلين للتصدي لهجوم المستوطنين الذين أضرموا النيران في عدة غرف زراعية ومركبات وأراضٍ مزروعة في الجهة الجنوبية من البلدة.

وبتاريخ 23 نيسان الماضي أيضا كرر المستوطنون مهاجمتهم لـ”خربة التل” ولكن هذه المرة بأعداد كبيرة وبحماية أكبر من جيش الاحتلال، وأُحرقوا 3 منشآت زراعية، فيما اندلعت مواجهات بالمنطقة أصيب على إثرها 8 مواطنين.

وفي إطار مخططات الاحتلال لعزل البلدة عن محيطها شرع جنود الاحتلال الاثنين الماضي، بإقامة سياج شائك يفصل بلدتي سنجل وترمسعيا شمال رام الله عن الشارع الرئيس الواصل بين مدينتي نابلس ورام الله.

رئيس بلدية سنجل الدكتور معتز طوافشة قال لـ”القدس” إن البلدة تتعرض لهجمة استيطانية منذ سنوات لكن حدتها زادت وتيرتها منذ عام 2017 وتحديدا عندما قام مستوطن بحماية جيش الاحتلال بنصب خيمة فوق أراضي المواطنين بالمنطقة الشرقية للبلدة وأطلق أغنامه لتلتهم مراعي المواطنين وذلك تمهيدا لإقامة بؤرة استيطانية في المكان ولكن مع صمود المواطنين الذي صاحبه حراك شعبي تمكن أهالي البلدة من طرد المستوطن من تلك المنطقة ليسمح له الاحتلال فيما بعد بنصب خيمته في مكان قريب من نقطة للجيش الإسرائيلي مقامة على أراضي البلدة.

وأضاف بأنه خلال الأسبوعين الماضيين شهدت سنجل اعتداءات غير مسبوقة من قبل الاحتلال ومستوطنيه أسفرت عن ارتقاء الشهيد غفري وإصابة العشرات بالرصاص والاختناق والرضوض جراء تعرضهم للضرب، إضافة إلى حرق 8 منازل والعديد من المنشآت الزراعية وتدمير مركبات المواطنين.

وبخصوص تركز هجمات المستوطنين على منطقة “التل” الواقعة في المنطقة الجنوبية من سنجل أوضح طوافشة بأن موقع المنطقة الاستراتيجي كونها مرتفعة وخالية من البناء المعماري وتطل على شارع 60 الاستيطاني عزز من أطماع المستوطنين بالسيطرة عليها إضافة إلى احتوائها على خربة أثرية تعتبر المتنفس الوحيد لأهالي البلدة والقرى المجاورة وقد حاول المستوطنون مرارا إقامة بؤرة استيطانية على أراضيها.

واستطرد طوافشة: “منذ بداية حرب الإبادة على غزة في الـ7 من تشرين الأول 2023، طوق الاحتلال بلدة سنجل بالكامل ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم في المنطقة”.

وتابع: “البلدة من كافة اتجاهاتها تتعرض لهجمة احتلالية شرسة حيث تشهد المنطقة الغربية منها استفزازات واقتحامات متكررة من قبل المستوطنين، وأما المنطقة الشمالية للبلدة يُمنع المزارعون منذ السابع من تشرين الأول 2023 من الوصول إلى أراضيهم المصنفة “جيم” والبالغة مساحتها 8 آلاف دونم، وقد أقام المستوطنون فوقها غرفة خشبية، في حين شرعت قوات الاحتلال بنصب جدار عازل في المنطقة الشرقية من البلدة لفصل سنجل عن شارع “60” وبالتالي عزل البلدة عن محيطها من المحافظات الشمالية والجنوبية كما شمل ذلك أيضاً عزل 47 منزلا لأهالي البلدة موجودة على طرفي شارع “60” وشارع نابلس القديم”.

وبيّن رئيس بلدية سنجل بأن الاحتلال يسعى جاهدا منذ سنوات لعزل حوالي 8 آلاف دونم من أراضي المنطقة الشمالية، تمهيدا لمصادرتها، ومنذ الحرب على غزة، بات يمنع أصحابها من الوصول إليها نهائياً وهي أراضٍ مزروعة بأشجار الزيتون، والتين واللوزيات، وتشكل مصدر دخل أساسيا للمزارعين وسلة غذاء مهمة للبلدة.

وأضاف “أن للبلدة 5 مداخل، 4 منها تم إغلاقها منذ بدء حرب الإبادة على غزة بالسواتر الترابية والأسلاك الشائكة وتبقى مدخل وحيد نصب الاحتلال عليه بوابة حديدية يتم فتحها وإغلاقها وفق مزاج الجنود”.

ووفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان فقد أقام المستوطنون 60 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، منها 51 بؤرة عام 2024.

وبموازاة حرب الإبادة في القطاع، وسّع جيش الاحتلال ومستوطنوه اعتداءاتهم في الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس المحتلة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 956 شخصا، وإصابة قرابة 7 آلاف، إضافة إلى تسجيل 16 ألفا و400 حالة اعتقال.

disqus comments here