عين سامية.. الاحتلال يحوّل نبع الحياة في الضفة إلى سلاح للتهجير

تتصاعد أزمة المياه في الضفة الغربية وسط تحذيرات من كارثة وشيكة، بفعل سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف مصادر المياه الفلسطينية بالسرقة والتجريف والتخريب، كما يحدث حاليًا في منطقة عين سامية شمال شرق رام الله، والتي تُعد من أهم مصادر المياه في المنطقة.

وبحسب مسؤولين محليين، تعرضت الآبار الخمسة في نبع عين سامية لاعتداءات متكررة من قبل المستوطنين، شملت تحطيم خطوط المياه وكسر خطوط التغذية الرئيسية، وإزالة اليافطات الرسمية، ومحاولات للسيطرة على الأراضي المحيطة.

وتغذي هذه الآبار نحو 65 ألف فلسطيني في 19 تجمعًا سكانيًا، ما يجعل الاعتداء عليها تهديدًا مباشرًا لحق الحياة وحق الوصول للماء، وهو ما أشار إليه فارس المالكي، مدير العلاقات العامة في مصلحة مياه محافظة القدس.

من جهته، اعتبر المهندس وليد الهودلي أن الاعتداء على عين سامية ليس حالة فردية، بل جزء من خطة أوسع تهدف إلى تعطيش الفلسطينيين ودفعهم نحو التهجير القسري، مؤكدًا أن أكثر من 70% من مياه “تل أبيب” تُسرق من ينابيع الضفة.

أما شداد العتيلي، رئيس سلطة المياه الأسبق، فأوضح أن الاحتلال يستخدم المياه كسلاح استراتيجي، حيث يتحكم بكميات المياه المخصصة للفلسطينيين، ويمنع تطوير مشاريع البنية التحتية للمياه من خلال اشتراط موافقة ثلاث جهات لا تجتمع أبدًا.

وبيّنت تقارير حقوقية أن الاحتلال يسيطر على 84% من المياه في الضفة الغربية، وقد هدم أكثر من 500 بئر لتجميع المياه، بينما يحصل فقط 36% من الفلسطينيين على المياه الجارية يوميًا، مقابل 100% من المستوطنين.

وتكشف هذه الأرقام عن فجوة مائية صارخة، تشير إلى أن الاحتلال لا يشن فقط حربًا بالسلاح، بل أيضًا حربًا على الحياة بكل أشكالها في الأراضي الفلسطينية.

disqus comments here