الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الخميس 31/7/2025 العدد 1370

 الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

معهد بحوث الأمن القومي 31/7/2025

 

 

دول الخليج بعد حرب إسرائيل وإيران: إلى أين تتجه من هنا؟

 

 

فقال: يوئيل غوزانسكي

 

يبدو أن المواجهة بين إسرائيل وإيران عززت دول الخليج بإضعافها لايران، التي هي مصدر قلقها الأمني الرئيس. ومع ذلك، من وجهة نظر دول الخليج، لا تزال إيران قادرة على إلحاق ضرر جسيم، بل وربما تسريع برنامجها النووي. لذلك، من غير المرجح أن تُغير دول الخليج سياستها تجاه إيران، وستتمسك بالانفراج. في الوقت نفسه، يُنظر إلى التعزيز النسبي لإسرائيل بقلق. نتيجةً لذلك، تسعى دول الخليج إلى استعادة توازن القوى الإقليمي، بالأساس من خلال اتفاق أمريكي-إيراني من شأنه أن يقلل من احتمالية نشوب حرب أخرى. إضافةً إلى ذلك، تعتبر إنهاء الحرب في قطاع غزة شرطًا ضروريًا للمضي قدمًا في التطبيع مع إسرائيل برعاية أمريكية.

لم تكن المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل في حزيران 2025، وهي الثالثة بينهما، مفاجأة استراتيجية لدول الخليج. فرغم سعيها لثني الرئيس دونالد ترامب عن دعم ضربة إسرائيلية ضد إيران، إلا أنها في السنوات الأخيرة استعدت لاحتمال نشوب حرب بين الخصمين. كانت هذه الاستعدادات سياسية وعسكرية، وشملت جهودًا لتعزيز قدراتها العسكرية الدفاعية، لا سيما من خلال التعاون مع الولايات المتحدة، مع الحفاظ على موقف محايد قدر الإمكان. وكان الهدف من هذا التوازن الدقيق هو إبعاد الدول عن خط النار قدر الإمكان، وهو درس مستفاد من الهجوم الإيراني على المملكة العربية السعودية عام 2019، والذي وقع في ظل التوترات بين إيران والولايات المتحدة.

في الواقع، خلال حرب الأيام الاثني عشر، أعربت جميع الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي عن قلقها من امتداد العنف إلى أراضيها، وأصدرت إدانات شديدة اللهجة ضد إسرائيل، وأكدت على موقفها المحايد. لم تعكس هذه الإدانات – بما في ذلك من الدول الموقعة على اتفاقيات إبراهيم – انحيازًا لطهران، بل رغبة واضحة في الحفاظ على أمنها وإرسال رسالة بعدم التدخل. تقع دول الخليج على حدود إيران، ويهدد استمرار الحرب أو تصعيدها باستفزاز هجمات انتقامية إيرانية ضد البنية التحتية الحيوية، مثل منشآت النفط والموانئ ومحطات تحلية المياه داخل أراضيها.

علاوة على ذلك، اختبرت الحرب استراتيجية الانفراج التي انتهجتها دول الخليج مع إيران في السنوات الأخيرة. كان من شأن أي امتداد للصراع إلى أراضيها أن يُعرّض للخطر أجنداتها التنموية الاقتصادية المتسارعة (التي تقودها السعودية – “رؤيا 2030” )، والتي تعتمد بشكل كبير على أمنها واستقرارها المستدامين. نتيجةً لذلك، طلبت دول الخليج من الولايات المتحدة الامتناع عن مهاجمة إيران مباشرةً من أراضيها لتجنب اعتبارها شريكة في الضربة. كما حثّت واشنطن على عدم توسيع هجماتها لتتجاوز المواقع النووية، ودعت إسرائيل إلى تجنب استهداف منشآت النفط الإيرانية، خشية أن تُتيح مثل هذه الأعمال لإيران ذريعةً لضرب منشآتها النفطية. في الوقت نفسه، طبّقت دول الخليج تدابير أمنية عاجّلة: عززت أنظمة الدفاع الجوي، ونسقت عسكريًا بشكل وثيق مع القوات الأمريكية المتمركزة على أراضيها، ورفعت مستويات التأهب المدني. انطلاقًا من حرصها على أمنها، وفي إطار جهودها الرامية إلى ترسيخ مكانتها كلاعب رئيس في المنطقة، سارعت دول الخليج إلى إطلاق مبادرات دبلوماسية للتوسط بين إيران والولايات المتحدة، بهدف وقف التصعيد. وبينما تولت قطر في نهاية المطاف دور الوسيط الرئيسي لوقف إطلاق النار، بفضل الثقة التي تحظى بها من إدارة ترامب والقيادة الإيرانية، ساهمت المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان أيضًا في خدمة الطرفين من خلال تبادل الرسائل.

وعلى عكس ما حدث في عام 2019، عندما شنت إيران هجومًا على البنية التحتية النفطية في السعودية، امتنعت طهران هذه المرة عن إشراك دول الخليج أو استهداف مصالحها الاقتصادية بشكل مباشر، على الرغم من أن الإجراءات ضد إيران كانت أشد وطأة بشكل ملحوظ. كما أكد هذا الضبط على استمرار الانفراج بين إيران ودول الخليج وأهميته من وجهة نظر الأخيرة. كان العمل الإيراني الوحيد داخل دول الخليج هو الهجوم على قاعدة القيادة المركزية في قطر قبل ساعات من وقف إطلاق النار، وقد تم تحذير كل من واشنطن والدوحة مسبقًا. ومن الواضح أن قطر اختيرت كهدف نظرًا لعلاقاتها الوثيقة مع إيران. ومن خلال استيعاب الضربة الرمزية، ساعد الوسطاء القطريون في تسهيل التوصل إلى حل سريع للمواجهة مع تجنب رد فعل انتقامي أميركي، وبالتالي تعزيز مكانة الدوحة في واشنطن.

في الوقت نفسه، ذكّرت القدرات العملياتية والتكنولوجية التي أظهرتها إسرائيل في هجومها على إيران بالفجوة الكبيرة التي لا تزال قائمة بينها وبين دول الخليج. وقد أعربت مصادر دبلوماسية خليجية، إلى جانب كتاب أعمدة في وسائل الإعلام الحكومية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، عن قلقها إزاء قضيتين: تنامي الهيمنة العسكرية الإسرائيلية في المنطقة على حساب ضعف المحور الإيراني، وما يعتبرونه افتقارًا لضبط النفس من جانب إسرائيل في مختلف ساحات المنطقة. يصور الخطاب الإعلامي في الخليج إسرائيل كقوة مهيمنة صاعدة، مما يُبرز التناقض الحاد بين موقفها العسكري والنهج الأكثر دبلوماسية لدول الخليج. ترى دول الخليج أن تصرفات إسرائيل في المنطقة، مثل مواجهتها مع المتمردين الحوثيين في اليمن، قد تُشكل خطرًا عليها أيضًا. ولخّص محمد بهارون، المدير العام لمركز “بحث”، وهو مركز أبحاث السياسات العامة في دبي، هذا الشعور قائلاً: “أصبحت إسرائيل المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، وهو دور كانت تتشاركه سابقًا مع إيران”. في ظل هذه الخلفية، رحبت دول الخليج بتعزيز الولايات المتحدة لمكانتها ووجودها العسكري الاستراتيجي في المنطقة. وقد أظهرت الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية كيف يمكن للولايات المتحدة دعم حلفائها دون الحاجة إلى تدخل بري أو شن عمليات عسكرية انطلاقًا من أراضي دول الخليج، وهو نموذج مثالي لدول الخليج التي تأمل أيضًا في الحصول على مساعدة عسكرية أمريكية عند الحاجة. في الوقت نفسه، تُدرك دول الخليج المعارضة المتزايدة في واشنطن، بما في ذلك داخل إدارة ترامب، للتدخل العسكري المستمر في الخارج. ونتيجة لذلك، تُدرك هذه الدول أنها لا تستطيع الاعتماد كليًا على الولايات المتحدة للتدخل نيابةً عنها عند الحاجة.

منذ انتهاء الحرب، دأبت دول الخليج على دراسة نتائجها، ويطرح السؤال: هل ستعيد تقييم مواقفها تجاه إيران وإسرائيل، في ضوء تفوق إسرائيل الواضح على طهران؟ ورغم إعجابها بالقدرات العسكرية الإسرائيلية، لا تزال دول الخليج قلقة من أي تحولات محتملة في السياسة الإيرانية. فهي تراقب عن كثب استقرار النظام في طهران، وتخشى أن تواجه إيران اضطرابات في أعقاب الضربات التي تلقاها. بعد سنوات من بناء علاقات مستقرة وإيجابية مع النظام الإيراني، تشعر دول الخليج بالقلق من وصول عناصر أكثر تطرفًا إلى السلطة في إيران، أو من انزلاق الجار الإقليمي إلى حالة من عدم الاستقرار قد تؤثر عليها أيضًا. وقد انعكس هذا القلق في سلسلة مقالات نُشرت في الصحافة السعودية، أعربت عن أملها في أن تؤدي الأزمة الحالية إلى تغيير جوهري داخل النظام – دون تغيير بنيته – وشجعته على التكيف مع روح العصر، مفضلًا التنمية الاجتماعية والاقتصادية على الشعارات الثورية. يبدو أن الحرب بين إسرائيل وإيران قد وضعت دول الخليج أمام مفترق طرق: إما مواصلة تحركاتها الحذرة، والتحوط بين طهران وواشنطن، أو “اختيار أحد الجانبين” وتعميق شراكتها مع الولايات المتحدة وإسرائيل، حتى لو جازف ذلك بمواجهة مع إيران. وبغض النظر عن ذلك، ونظرًا للديناميكيات المتطورة، فإن دول الخليج مضطرة لإعادة تقييم توجهاتها الإقليمية وشراكاتها ودورها في تشكيل نظام أمني جديد في الشرق الأوسط.

في هذه المرحلة، يُمكن الافتراض أن دول الخليج ستمتنع عن اختيار أحد الجانبين علنًا، وستحافظ على سياستها الحذرة تجاه إيران، ولن تتحالف ضدها علنًا. لم يهدأ خوفها من إيران، ومن وجهة نظرها، فإن مواجهة أخرى بين إسرائيل و/أو الولايات المتحدة وإيران واردة في المستقبل، خاصة إذا سعى النظام الإيراني الضعيف إلى تسريع تطويره النووي. وبالتالي، من غير المرجح أن ترى دول الخليج مبررًا لتغيير سياستها الدقيقة في تحقيق التوازن أو سياسة الانفراج مع إيران التي اتبعتها على مدى السنوات الخمس الماضية. علاوة على ذلك، أعربت أصوات في الخليج عن قلقها إزاء إسرائيل، وخاصةً حكومتها الحالية، التي يبدو أنها تُفضّل استخدام القوة على العمليات الدبلوماسية كوسيلةٍ لضمان أمن إسرائيل، لا سيما بعد أن غيّرت ميزان القوى الإقليمي لصالحها.

مع ذلك، لاقت الضربة الإسرائيلية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية استحسانًا عامًا في الخليج لعدة أسباب:

إضعاف إيران. فقد لحقت أضرارٌ جسيمة ببرامج إيران النووية والصاروخية، وكذلك قدرتها على تشغيل شبكةٍ فعّالة من الوكلاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

تعزيز الموقف الإقليمي. فقد أبدت الولايات المتحدة استعدادها لاستخدام القوة العسكرية ضد تهديدٍ إقليمي، والوفاء بالتزاماتها، ومساعدة حليفها، مما عزز مكانتها الإقليمية.

ضررٌ محدودٌ لحق بدول الخليج. فباستثناء إطلاق إيران النار الرمزي على قاعدة القيادة المركزية في قطر، لم تتكبد دول الخليج ومصالحها أي أضرارٍ ماديةٍ على أراضيها خلال المواجهة. ومع ذلك، فإن الضربة الإيرانية على قطر، على الرغم من كونها مدروسة ورمزية، كانت بمثابة تذكيرٍ بضعف دول الخليج.

 

الخلاصة

 

لقد كشفت المواجهة بين إسرائيل وإيران عن ضعف إيران العسكري التقليدي، وتفوق إسرائيل العسكري والتكنولوجي في ساحة المعركة. قد يُسهّل هذا الواقع على بعض دول الخليج، وخاصةً السعودية، تعميق علاقاتها مع إسرائيل والمضي قدمًا نحو التطبيع. إلا أن وتيرة هذه العملية ونطاقها سيعتمدان بشكل أساسي على الخطوات التي تستعد إسرائيل لاتخاذها بشأن القضية الفلسطينية، ونهاية الحرب في قطاع غزة.

كما كشفت حرب الاثني عشر يومًا عن تناقضات في سياسة دول الخليج: الرغبة في تجنب أن تصبح هدفًا، وفي الوقت نفسه استخدام الوساطة والحياد لتعزيز مكانتها الإقليمية، على النقيض من الحاجة الداخلية والنظامية إلى التزام أمني أمريكي واضح وفعال. عمليًا، تعزز اصطفاف دول الخليج في المعسكر الموالي لأمريكا بعد قرار استخدام القوة العسكرية (بعد محاولات فاشلة لحل الأزمة عبر المفاوضات) ضد إيران. ويعتمد أمنها الآن أكثر من أي وقت مضى على استعداد واشنطن للردع والتحرك وفرض الحدود في مواجهة إيران. إن الهجوم الإيراني على قطر، حتى لو كان مدروسا ورمزيا، هو تذكير بضعف دول الخليج في ظل الصراع الإسرائيلي الإيراني الذي لم يتم حله بعد.

------------------------------------------

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هآرتس أسرة التحرير هآرتس 31/7/2025

 

 

العالم لن يصمت.. عندما يقومون بطردنا من الفنادق في الخارج، سنفهم

 

 

بقلم: يوسي كلاين

 

أنا لم أقتل، لم أدمر ولم أجوع. مع ذلك، قاموا بطردي من مطعم في اليونان ولم يؤجروني كوخ في ايطاليا. هكذا تعلمت ان المسؤولية القومية هي ايضا مسؤولية شخصية. وانه هكذا يبدو التضامن. نحن اخوة. في الخارج لا يوجد للضيف هوية شخصية، فقط هوية قومية. قوميتي تقتل وتجوع. فهل أنا مذنب؟ نعم، انا مذنب لانني سمحت بحدوث ذلك، انا لست من كوريا الشمالية، أنا جئت من دولة ديمقراطية، وفي الدولة الديمقراطية أنا اشارك في اتخاذ القرارات. انا لي تاثير. يسألوني ما يسألونه للفلسطينيين في غزة: لماذا لم تنتفض؟.

نحن لم ننتفض لأننا لم نفهم.

لم نفهم ان الانقلاب غير “قانوني”، بل عام. ليس فقط في المحكمة العليا، الشرطة والجيش، بل في كل الدولة. نحن سمحنا لهم بسن قوانين خاصة بهم، وعدم الانصياع للآخرين، وسمحنا بسرقة الاموال واقالة اشخاص نزيهين وتعيين مجرمين. نحن قلنا: هذا سيء، لكن هذا هو القانون ونحن نحترم القانون. عندما حاصرتنا القوانين وعندما تغيرت المحكمة العليا وعندما سقطت الشرطة وعندما استسلم الشباك، قلنا نحن سنقوم بالاصلاح في الانتخابات. كنا ساذجين، فقد اعتقدنا أنه بهذه الطريقة يتم اقصاء الديكتاتوريين.

نحن مواطنون مخلصون واغبياء.

في 7 اكتوبر اصبحنا شركاء. نحن قمنا بدورنا، هم واصلوا الانقلاب ونحن ساعدناهم على كسب الوقت. الوقت قاموا بتبديده على التخلي عن المخطوفين واضاعة حياة الجنود. في جهد مشترك قمنا بتصفية الاعتماد الذي راكمناه بسبب مشاعر الذنب في العالم على الستة ملايين. صور الجائعين في غزة حلت مكان الصور من اوشفيتس.

هذا حدث عندما انتقلنا من الرد الى الانتقام.

ايضا الانتقام يوجد له يوم تالي. في اليوم التالي الاموات لن يبعثوا الى الحياة. ولكن المنتقمين سيبقون. هم سيمسحون ايديهم الملطخة بالدماء بملابسهم، ويصبحون مجرد مدنيين. من دمروا البيوت سيقودون سياراتهم في شارع ايالون بجانبنا، ومن قتلوا الاطفال سيشربون القهوة بجانبنا. وعندما سننتهي من الانتقام سنقول للعالم بان هذا الانتقام كان بسبب 7 اكتوبر. اصمتوا واتركوا الامور تحدث وتساوقوا معها.

العالم لن يصمت ونحن متعلقون به.

نحن نعتمد على وقود العالم وقمحه وسلاحه. يمكننا الاستهزاء به الى أن تطول طوابير الحصول على الوقود وتفرغ الرفوف من السلع. فقط عندها سندرك كم نحن نعتمد عليه. هو لم يعد يطلب تفسير – ماذا يوجد هنا يحتاج الى تفسير. في نهاية المطاف الصور تتحدث عن نفسها. هم لا يجعلونا نشاهدها. لا توجد حاجة الى ذلك، نحن نعرف ماذا يوجد فيها.

هذا الامر صعب ايضا، تصعب رؤية الموتى ويصعب سماع الاكاذيب. نحن نكذب على انفسنا: الصور مزيفة، الموتى مزيفون، الدمار ذكاء صناعي، الصور هي في الاصل من الكارثة. انظروا كم هن الامهات سمينات. في الاستوديوهات المتحيونون يقولون ان حماس زورت. ذات يوم كنت اصدقهم، الآن لم يعد الامر هكذا. وحتى انني توقفت عن طرح سؤال اذا كان هذا كذب فلماذا لا ندخل الى غزة المراسلين كي يروا الحقيقة؟.

لان الحقيقة مخيفة، لأنه لا يمكن رؤية الاطفال الموتى، لأنه مثير للاشمئزاز سماع صوت تحطيم الجماجم وتكسير العظام لسموتريتش وستروك. ماذا فعلنا لوقفهم؟ ما الذي فعله الاباء في الشهر الماضي من اجل انقاذ ابنهم من الموت العبثي؟ ما الذي فعلناه نحن؟ هل قمنا بالتظاهر؟ كتابة منشورات؟.

موظف الاستقبال في الفندق لا يتاثر، وهو سيقول بانه لا توجد غرفة لنا في الفندق.

نحن نشعر بالاهانة. الاهانة بسبب رد موظف الفندق هي اصعب من الاهانة بسبب مقاطعة الاكاديميا والاضرار بالتصدير وهبوط الاستثمارات القادمة من الخارج. هم سيتدبرون امرهم. الحكومة ستتدبر امرها. ترامب سيساعدنا. نحن تتم اهانتنا عندما يصل النبذ الينا، الى جيوبنا، كرامتنا. ان طرد اسرائيل من معرض باريس الجوي اقل اهانة من طردنا من مطعم في اثينا. نحن سنتعرض لاهانة اكبر. الاهانة لن تنتظر ان نذهب اليها، بل هي ستأتي الينا. وهي ستأتي عندما لا نستطيع سحب الاموال من الصراف الالي، وعند الحاجة الى تاشيرة دخول لفرنسا، وعندما لا نقبل في دوري ابطال اوروبا، وعندما لا تتم دعوتنا للمشاركة في مسابقة الاوروفزيون.

الاهانة ستشجع من يستمتعون بالعيش هنا. اللاسامية في اوروبا هي لصالحهم. الاهانة تخدمهم. ولكن هناك أمل: دعاية ناجعة، تحول الليمون الى ليمونادة. هل استمتعتم باحتفال هدم البيوت لكاتس في حولون؟ انتظروا الاحتفال بالـ 900 شهيد الذي سيقيمه. ستكون بالونات وسجاد احمر.

-------------------------------------------

 

هآرتس 31/7/2025

 

 

هذا ليس ضرر عارض. التجويع والقتل الجماعي هما الهدف، أي ابادة جماعية

 

 

بقلم: جدعون ليفي

 

لقد حان الوقت. لم يعد يمكن المراوغة والامتناع عن الاجابة. لم يعد يمكن التلعثم والتخفيف والطمس. ولم يعد يمكن ايضا مواصلة التمسك بالتلاعب القانوني بـ “اساس النية” أو انتظار حكم محكمة العدل الدولية في لاهاي، الذي يمكن ان يصدر عندما يكون الوقت قد اصبح متاخر جدا. الآن اصبح الوقت متأخر جدا. لذلك، الان يمكن تسمية الاعمال الفظيعة باسمها، واسمها الكامل هو الابادة الجماعية، ابادة شعب. لم تعد توجد أي طريقة اخرى لتسميتها. امام انظارنا المندهشة اسرائيل تقوم بارتكاب ابادة جماعية في قطاع غزة، وهي لم تبدأ الآن بل في 1948، لكن الآن تراكم ما يكفي من الشهادات من اجل تسمية ايضا الولد – الوحش في غزة باسمه.

هذه لحظة تبعث على اليأس، لكنها في نفس الوقت لحظة محررة. يجب عدم مواصلة التملص من الحقيقة. في يوم الاثنين الماضي، في لوبي فندق في شرقي القدس، امام عيون عشرات المراسلين من ارجاء العالم، وحضور شبه معدوم ومعيب لوسائل الاعلام الاسرائيلية، اعلنت منظمات مهمة في اسرائيل لحقوق الانسان، بأن الامر وقع. منظمة “بتسيلم” ومنظمة “اطباء بلا حدود” توصلتا الى الاستنتاج بان اسرائيل ترتكب ابادة جماعية.

بصفتهما منظمتين موثوقتين لا مثيل لهما في اسرائيل فقد دخلتا التاريخ في تلك اللحظة. كان واضح على المتحدثين بلسانهما أن الامر لم يكن سهل. الحزن كان موجود في قاعة المؤتمرات. “الابادة الجماعية خاصتنا”، هذا كان عنوان تقرير “بتسيلم”، وهو ابادة جماعية خاصة بنا. في اسرائيل مر الاعلان الدراماتيكي بتجاهل شبه مطلق. هذا ايضا يثبت الوضع الخطير: الابادة الجماعية يتم انكارها دائما تقريبا من قبل من ينفذونها.

المعنى صعب، ان تعيش في دولة ينفذ جنودها ابادة جماعية هذه وصفة لن تمحى. وجه مشوه ينظر الى المرآة. تحدي وطني وشخصي لكل اسرائيلي. هذا التعريف يثير تساؤلات عميقة حول الدولة وحول دورنا في هذا الامر. هذا يذكرنا بأصلنا ويطرح اسئلة صعبة حول توجهنا. عبء الاثبات الان هو الاخف. الاساس القانوني قد يأتي من لاهاي، لكن الادلة الاخلاقية تتراكم يوما بعد يوم.

خلال اشهر تألم قلائل في اسرائيل، الذين يرون قطاع غزة من منظار مسألة النية. هل حقا اسرائيل تنوي ارتكاب ابادة جماعية، أو هي تتدحرج نحوها بالتدريج. هذه مسألة اصبحت بدون اهمية. ليس حجم الدمار والقتل هو الذي شطب هذه المسألة من جدول الاعمال، بل الطريقة المنهجة التي تنفذ فيها هذه الافعال.

عندما يدمرون 33 مستشفى من بين 35 مستشفى فان النية تكون مبيتة والنقاش انتهى. وعندما يقومون بمحو بشكل منهجي احياء وقرى ومدن بالكامل فان التشكك بالنية ينتهي. وعندما يقتلون عشرات الاشخاص كل يوم اثناء تواجدهم في طابور الحصول على الطعام فان هذه الطريقة تم اثباتها بدون أي شك. وعندما يستخدمون التجويع كسلاح فانه لم تعد توجد أي علامات استفهام.

لم يعد هناك أي شيء ناقص من اجل الفهم بان ما يحدث في غزة ليس ضررا عارضا لحرب قبيحة، بل هو الهدف. التجويع، التدمير والقتل الجماعي، هي الهدف. من هنا فان المسافة قصيرة من اجل الاستنتاج بـ “ابادة جماعية”.

من الواضح ان اسرائيل تنوي تدمير المجتمع الفلسطيني في القطاع، وجعل القطاع مكان غير قابل للعيش فيه، وبعد ذلك تطهيره عرقيا، سواء بالابادة الجماعية أو الترانسفير. ومن المرغوب فيه كليهما. هذا لا يعني أن المؤامر بتنجح بشكل كامل، لكنها تسرع الخطى نحو هذا الحل المطلق. بنيامين نتنيناهو، أبو المؤامر والمنفذ الرئيسي لها، يسميها “النصر المطلق”، وهذا النصر هو الابادة الجماعية والترانسفير. نتنياهو والحكومة لن يتنازلوا عن اقل من ذلك. في احزاب المعارضة لا أحد وبحق يعارض ذلك.

لم يعد يوجد في اسرائيل من يوقف الابادة الجماعية المتسارعة. هناك فقط من يخفونها عن الانظار. ومهما ظهر قول ذلك مخيف فانه يوجد خطر في ان لا يتوقف هذا الامر في غزة. في الضفة الغربية اقاموا له في السابق بنية تحتية فكرية وعملية. عرب اسرائيل يمكن أن يكونوا التالين في الدور، لا يوجد من يوقف ذلك، نحن يجب علينا وقف ذلك.

-------------------------------------------

 

هآرتس 31/7/2025

 

 

من ينكرون الجوع في غزة سيستخدمون صورة الرضيع كسلاح ضد الواقع

 

 

بقلم: نير حسون

 

في نهاية العام 2013 انطلقت سفينة البحث “اكاديميك سوكالسكي” للبحث في تغير المناخ في قارة القطب المتجمد، لكن العلماء واجهتهم عاصفة فجائية والسفينة علقت في جبل جليدي لاسابيع. من ينكرون تغير المناخ سارعوا الى تبني القصة من اجل الاستهزاء بعلماء المناخ الذين ذهبوا للتحقيق في الانحباس الحراري وعلقوا في جبل جليدي.

قصة السفينة تمت روايتها كما يبدو آلاف المرات في برامج في التلفزيون وفي اعمدة في الصحف ومن قبل السياسيين الذين ينكرون تغيرات المناخ. الجميع استخدموها للادعاء بأن علماء المناخ في الحقيقة لا يعرفون أي شيء. هذا لم يكن بالصدفة، فقد كان هناك من كرر هذه القصة واهتم بنشرها – شركات النفط والغاز التي حاولت بكل القوة انكار وطمس الحقيقة.

في نهاية المطاف تبين أن، كما قال العلماء دائما، هذه هي عاصفة استثنائية في مناخ متغير، وأنه لا يمكن استنتاج منها أي شيء عن منظومة المناخ العالمية. منذ العام 2013 فان كل محطات الارصاد الجوية في العالم وكل بحث حول المناخ وكل الحكومات والمنظمات العلمية في العالم، اثبتت ان العلماء كانوا على حق، وأنه ليس لعاصفة واحدة أي اهمية. ولكن كل ذلك لا يزعج من ينكرون، الذين يواصلون استخدام هذه القصة في محاولة لطمس الحقيقة.

ايضا قصة الطفل محمد المطوق ستصبح مثل هذه القصة. وهو الطفل الذي يعاني من الجوع، لكن حالته الخطيرة تسبب بها مرض مزمن. صورته وهو تحمله امه نشرت في العالم وفي “هآرتس” ايضا، واصبح احد رموز الجوع. أمس نشرت “نيويورك تايمز” توضيح حول حالته الصحية. من ناحية المراسلين، السياسيين والدبلوماسيين، هذا التوضيح كان لحظة اصطدام سفينة سوكاسكي بجبل الجليد. من لم يكلف نفسه عناء الكتابة عن الجوع في غزة انقض على القصة بحماسة من اجل الادعاء بأن هذا الجوع غير موجود في الحقيقة، وان اسرائيل وقعت مرة اخرى ضحية لـ “فرية عصرية”، هذا حسب وزارة الخارجية. كل المواقع الاخبارية في اسرائيل سارعت الى طرح القصة في العناوين الرئيسية وارسال رسائل تحذير في الهواتف. الجمهور في اسرائيل حصل على حبة تهدئة – “لا يوجد جوع في الحقيقة، توجد حملة عن الجوع، ونحن يمكننا مواصلة حياتنا كالعادة”.

لكن محمد المطوق ليس حتى قصة جيدة لاثبات هذا الادعاء. فالجوع الجماعي لم يكن في أي يوم ليحدث ضرر متساوي، ودائما الضحايا الاوائل هم الاطفال الذين يعانون من امراض وراثية. القدرة على الحصول على الغذاء الخاص في غزة، في وضع التجويع الذي فرضته اسرائيل على القطاع، معدومة. وهكذا ايضا القدرة على العلاج الكافي في الوقت الذي فيه جهاز الصحة والبنى التحتية الحيوية في القطاع تم تدميرها، ومعظم السكان يعيشون كنازحين في خيام ممزقة، في درجة حرارة عالية ومع امراض متفشية. هكذا، الحالة الصحية لمطوق، مثلما يظهر في الصورة، هي في نهاية المطاف دليل آخر على الجوع المتفشي في القطاع.

اضافة الى كل البيانات والتقارير والارقام، يجب سؤال هل هناك أي احد من بين المتحدثين والمراسلين الذين يشاركون في حملة الانكار كلف نفسه عناء التحدث مع أي شخص في غزة؟، مع طبيب الذي مرضاه يموتون بسبب الجوع، مع عامل اغاثة يصف الجمهور وهو ينبش في القمامة؟ مع أم تقوم بفصل حبات العدس بعد اختلاطها بالرمال؟ مع أب يئس من الحصول على الطعام لاولاده الذين يحتضرون؟.

الاكثر اهمية من ذلك هو ان الشهادات عن الجوع في غزة هي شهادات قاطعة، وصورة واحدة لن تغير أي شيء. مثلما في حالة المناخ فانه ايضا هنا جميع الخبراء، المنظمات، الحكومات والعاملين في القطاع، يبثون الشعور بالطواريء ازاء تراكم الشهادات عن الجوع الجماعي القاتل. أمس اعلنت منظمة آي.بي.سي، الجسم الدولي المهم في العالم لمراقبة اوضاع الجوع، عن تحذيرها الخطير فيما يتعلق بالجوع، الى جانب عنوان “السيناريو الاسوأ”. من معطياتها يتبين ان 20 الف طفل في غزة يعانون من سوء التغذية، وان 3 آلاف طفل وصلوا الى سوء التغذية السيء جدا، وان ثلث سكان غزة تقريبا يقضون عدة ايام بدون طعام.

ايضا حسب منظمة الصحة العالمية فان واحد من بين كل خمسة اطفال في القطاع يوجد في حالة سوء تغذية شديد. حسب صندوق الطواريء التابع للامم المتحدة للاطفال (اليونسيف) فان 6 آلاف طفل تم علاجهم في شهر حزيران الماضي بسبب سوء التغذية. منظمة “انقذوا الاطفال” نشرت امس بان عدد الاطفال الذين تعالجهم بسبب سوء التغذية قفز عشرة اضعاف خلال بضعة اشهر. في عيادات الامم المتحدة تقريبا 8.8 في المئة من الاطفال من الذين تم فحصهم في الاسبوعين الاولين في شهر حزيران تم تشخيص سوء التغذية الشديد لديهم، مقابل 2 في المئة في شهر شباط الماضي. 43 في المئة من الحوامل والمرضعات اللواتي تم فحصهن تم تشخيصهن بانهن يعانين من سوء التغذية بثلاثة اضعاف مقارنة مع شهر آذار. 147 شخص، بينهم 88 طفل، ماتوا بسبب الجوع. هذه الحقيقة لن تختفي بسبب وصف غير دقيق لصورة.

-------------------------------------------

 

إسرائيل اليوم 31/7/2025

 

 

25 في المئة مع الاستيطان في غزة

 

 

بقلم: حنان غرينوود

 

تعتقد أغلبية الجمهور بانه توجد علاقة مباشرة بين فك الارتباط وبين احداث 7 أكتوبر. وانه لولا اخلت دولة إسرائيل قطاع غزة لكانت احتمالات الهجوم في السبت الأسود متدنية اكثر – هذا هو الاستنتاج الاوضح الناشيء عن استطلاع “مأجار موحوت” بإدارة البروفيسور اسحق كاتس اجري بناء على طلب “إسرائيل اليوم” في الذكرى العشرين لفك الارتباط.

على مدى قرابة سنتين يطرح الادعاء بانه لا توجد علاقة بين فك الارتباط وبين 7 أكتوبر. مع ذلك، يتبين من الاستطلاع بوضوح ان الجمهور باغلبيته يعتقد أنه توجد علاقة بين الامرين واكثر من 50 في المئة منه يقولون انه لو لم ينفذ فك الارتباط لكانت احتمالات 7 أكتوبر اقل بكثير.

ليس اقل من 76 في المئة من أصحاب الرأي اجابوا بان دولة إسرائيل أخطأت في تنفيذ فك الارتباط من طرف واحد. تجدر الإشارة الى أنه في الزمن الحقيقي كان في الاستطلاعات تأييد كبير بفك الارتباط – بحيث أن لهذا السؤال معنى كبير على نحو خاص.

لاجل التوقف عن التغييرات التي مرت على الإسرائيليين: 7 في المئة انتقلوا من تأييد فك الارتباط الى معارضته و 12 في المئة لم يكن لهم موقف في الزمن الحقيقي، يعارضون اليوم اخلاء قطاع غزة من المستوطنين.

ضد فك الارتباط عن الضفة

السؤال الاستكمالي كان يستشرف المستقبل – هل يحتمل فك ارتباط عن مناطق يهودا والسامرة؟ هنا أيضا الجواب واضح: 64 في المئة من أصحاب الرأي يعتقدون انه لا يحتمل فك ارتباط كهذا. بمعنى ليس الجمهور الإسرائيلي وحده صحا من تأييده للخطة بل يعتقد صراحة بانه لا يجب القيام بخطوة مشابهة في الضفة.

ليست هذه هي البقرة المقدسة الوحيدة التي يذبحها الاستطلاع. من وسائل الاعلام يمكن الاعتقاد بان الجمهور يعارض العودة الى الاستيطان في قطاع غزة. لكن يتبين أن المواقف ليست لا لبس فيها. 52 في المئة من أصحاب الرأي يعتقدون بانه يجب تجديد الاستيطان اليهودي في قطاع غزة، وهؤلاء ليسوا فقط من المصوتين لبن غفير وسموتريتش.

أحد الأمور الأكثر مفاجأة في هذا الاستطلاع هو التأييد الجارف للجمهور الحريدي للاستيطان المتجدد في قطاع غزة. فالجمهور الديني – القومي بالذات هو الذي يؤيد الخطوة حيث أجاب 83 في المئة من الحريديم انه يجب تجديد الاستيطان في القطاع، فيما عارضه 5 في المئة.

في أوساط الجمهور الديني 67 في المئة يؤمنون بوجوب تجديد الاستيطان في غزة مقابل 17 عارضوه. أما في أوساط العلمانيين فعارض ذلك 50 في المئة مقابل 29 في المئة اجابوا بالإيجاب.

تدل هذه الأجوبة اكثر من أي شيء آخر على أن هذا ليس موقفا يتصدره فقط اليمين المتطرف في إسرائيل بل يوجد كثيرون جدا، في الوسط أيضا يؤمنون به. وحتى في أوساط المصوتين لليسار يوجد 20 في المئة يعتقدون أنه يجب العودة الى الاستيطان في قطاع غزة.

لا للعمال الغزيين

الى جانب المعارضة القاطعة لفك الارتباط، واضح للجميع ان الجمهور الإسرائيلي مل تماما الغزيين ولا يريد أن يراهم مرة أخرى ابدا. وكان ردهم قاطعا على إمكانية ادخال عمال من غزة الى إسرائيل. وكان رفضهم مطلقا لما يؤثر هذا على نسيج الحياة والحفاظ على الهدوء اللذين تبينا كمفهوم مغلوط اجرامي.

 ------------------------------------------

 

هآرتس 31/7/2025

 

 

بدون تغيير الواقع على الأرض الاعتراف بدولة فلسطينية هو اعلان فارغ

 

 

بقلم: جاكي خوري

 

اعلانات دول اوروبية عن اعترافها بالدولة الفلسطينية هي خطوة اعلانية هامة. هذه الاعلانات تضيف لبنة مهمة جدا الى نسيج الاعتراف الدولي بالحقوق الجماعية للشعب الفلسطيني، وعلى راسها الحق في تقرير المصير. في القيادة الفلسطينية بطبيعة الحال يباركون هذا التوجه ويشيرون الى ان الامر يتعلق بخطوة يقتضيها الواقع، والتي تتساوق مع القانون الدولي ومبدأ حق الشعوب في تقرير مستقبلها.

بعد اقوال الرئيس الفرنسي عمانويل ماكرون في الايام استقبل بالمباركة ايضا اعلان بريطانيا عن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في شهر ايلول القادم. حسب جهات في السلطة الفلسطينية، بما في ذلك نائب رئيس م.ت.ف حسين الشيخ، فان الحديث يدور عن اسهام حقيقي للدفاع عن حل الدولتين الذي يمكن ان يحرك من جديد العملية السياسية التي دفنت تحت انقاض الحرب في غزة وسور عدم الثقة بين الطرفين.

هنا من الجدير ذكر ايضا الاعلان الذي نشره في هذا الاسبوع المؤتمر الدولي لحل النزاع، الذي عقد في نيويورك بمبادرة السعودية وفرنسا. هذا المؤتمر دعا الى اتخاذ خطوات عملية محددة بجدول زمني، واوضح بأن الاحتلال واستمرار الحرب لن يجلبا الامن والسلام، بل فقط الحل السياسي.

هذه الاعلانات مهما كانت مهمة إلا أنه يتم اختبارها في نهاية المطاف بمعيارين حاسمين. الاول هو اختبار الواقع على الارض. فطالما ان الفلسطيني الذي يعلق في الحواجز لساعات وتتم مصادرة ارضه وتطلق النار عليه من قبل المستوطنين المسلحين فانه لن يشعر بأي تغيير حقيقي، وسيبقى الاعتراف كرمز فارغ. الاسئلة التي يجب طرحها هي كم من الاراضي ستبقى تحت السيادة الفلسطينية بالفعل، وأي حدود ستكون لهذه الدولة، وهل المجتمع الدولي مستعد لتحويل النوايا الى افعال.

الاعلان الفرنسي والاعلان البريطاني رفضا بازدراء في اسرائيل، ليس فقط في الحكومة بل من قبل جميع الاحزاب الصهيونية، التي تقول بانه لا يمكن فرض الدولة الفلسطينية على اسرائيل، وان هذا الامر هو هدية على مذبحة 7 اكتوبر. عندما نصل الى سنة انتخابات فانه لا يوجد أي زعيم اسرائيلي يمكنه الموافقة على ذلك انتخابيا. اسرائيل ستحاول، بمساعدة الادارة الامريكية، النضال من اجل افراغ هذه الاعلانات من المضمون. النضال على الارض سيضر بطبيعة الحال بالفلسطينيين: الضم وفرض السيادة، الحواجز، التهجير، الاعتقال ومهاجمة التجمعات والقرى.

في اوروبا وفي كل دول العالم يجب ان يدركوا بان الاعتراف يحتاج الى خطوات عملية تؤدي الى تغيير الوعي الاسرائيلي ايضا. يجب الدفع كي لا تبقى مصطلحات مثل عملية سياسية أو عملية سلمية مجرد شتيمة، وان يصبح الاحتلال ايضا مكروه على الاسرائيليين انفسهم وليس على الفلسطينيين فقط. والا فاننا كل بضعة اشهر سنستيقظ على واقع فيه الضفة الغربية ستكون مقسمة الى كانتونات، كل مدينة كنتون، بدون تواصل جغرافي، وقطاع غزة سيصبح في حالة شبه الضم مع سكان مرضى سيتعافون فقط بعد جيل أو جيلين، ولن تساعده اقامة الدولة.

الثاني يتعلق بعبء الاثبات الذي يقع على عاتق القيادة الفلسطينية. بعد هذه الكمية الكبيرة من الدماء والالم والضياع للشعب الفلسطيني، هو يستحق ليس فقط علم بل دولة ايضا. ولكن الدولة ليست مجرد اعلان بل هي مسؤولية. مصدر فلسطيني رفيع قال لي ذات يوم جملة نقشت في ذاكرتي: تقرير المصير كلمة جميلة، ولكن نحن بحاجة الى البناء والادارة. يجب علينا الاثبات للعالم بأننا نستطيع بناء دولة كي نحصل عليها، وليس التجمد عند الانقسام أو الغرق في الصراعات الداخلية على السيطرة.

الآن السلطة الفلسطينية ومؤسسات م.ت.ف الاخرى تتم ادارتها بدون شرعية حقيقية، وتوجد في ازمة قيادة ربما هي الاكثر شدة منذ 1948. الحديث عن اصلاحات وانتخابات يعتبر بالنسبة للجمهور في الضفة كذر الرماد في العيون. رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ومن يتفاخر بوراثته وجميع الفصائل الفلسطينية يجب عليها طرح حلم حقيقي قابل للعيش، يجب عليهم الاثبات بأن لديهم القدرة على التصرف في اطار الدولة واصلاح مؤسسات السلطة واقناع العالم يتحويل الاموال من اجل الشعب الفلسطيني، وليس من اجل الفصائل أو اصحاب المصالح الاقتصادية الذين استغلوا اتفاقات اوسلو من اجل مراكمة المزيد من الاموال.

لذلك، اذا كانت حقا تقترب لحظة الاعتراف فان هذه ايضا هي ساعة الاختبار، ليس فقط للعالم، بل ايضا للفلسطينيين انفسهم: الزعماء، الفصائل، الجيل الجديد الذي ولد داخل الحروب. عندها ربما سيستيقظون على صباح من الأمل.

------------------------------------------

 

معاريف 31/7/2025

 

 

الفشل وعقابه

 

 

بقلم: يوسي هدار

 

قبل بضع سنوات ذهلت لسماع داني دانون، في اثناء مقابلة صحفية أجريتها معه، بانه ليس لمكتب سفير إسرائيل في الامم المتحدة ميزانية للاعلام الرسمي ولا حتى لمنصة اريد نصبها في الجمعية العمومية، واضطر رجال المكتب لان يدفعوا لقاء ذلك من جيوبهم. كما قال دانون اننا نوجد في حالة “تأخير” في جبهة الاعلام الرسمي، والتي مع كل الاحترام لـ اف 15 ومركفا، ينبغي استثمار الملايين في الاعلام الرسمي أيضا. فهو هام بقدر لا يقل عن الامن، لانه يعطينا اسنادا من الاسرة الدولية.

هذا الأسبوع تحدثت مع الإعلامي يوسف حداد، عربي إسرائيلي خدم في غولاني. فقد اشتكى من عجز حكومة إسرائيل، مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية في معالجة أزمة الجوع في غزة وعجب لماذا لا يوجد مكتب جدي يرتب عمل الاعلام الرسمي.

منذ الازل، وبخاصة في عهد نتنياهو، كان الاعلام الإسرائيلي الرسمي فاشلا ولم يصمد في تحديات الحد الأدنى كي يعرض ويروج للسياسة الإسرائيلية، اذا كانت هذه توجد على الاطلاق. غير أنه ولئن كان هذا الفشل في الماضي محتملا كيفما اتفق، الان، في اثناء الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل، الحرب التي طالت عبثا لاعتبارات سياسية فان فشل الاعلام الرسمي هو فشل كارثي. هذا فشل استراتيجي حقا دهور مكانتنا الدولية في الهوة بل ومس مسا شديدا بشرعية إسرائيل على الاطلاق.

بعد سنة وعشرة اشهر يمكن القول بيقين ان حرب 7 أكتوبر هي الفشل المطلق. وهذا الفشل مسجل أساسا على اسم واحد، بنيامين نتنياهو الذي لا يزال يهرب من المسؤولية وفي كل يوم يمر يورط فقط إسرائيل ومواطنيها في مخاطر زائدة. بدأ هذا في قصور المذبحة الرهيبة مر عبر الإدارة الفشلة للحرب التي رغم الضربات الشديدة التي اوقعها الجيش الإسرائيلي فيها على حماس، فان إنجازاتها العسكرية لم تترجم الى إنجازات سياسية ولم تحقق حسم حماس، وتواصلت جر الارجل وبترك المخطوفين لمصيرهم، وهي مقدمة لفشل الإعلام الرسمي والتسونامي السياسي الخطير.

كل يوم يمر دون أن ننهي فيه الحرب يورطنا اكثر فقط ويقضي على قدرتنا لانهاء المعركة بشروط معقولة. لئن كان حتى الان، يخاف من بن غفير وسموتريتش ومن التخوف من أن يؤدي انهاء الحرب الى انهاء حكمه وإقامة لجنة تحقيق رسمية، جر نتنياهو المفاوضات على صفقة المخطوفين، فانه الان، حتى لو كانت إسرائيل مستعدة لحل وسط ما على خلفية حملة التجويع الكاذبة، فان شهية حماس تتزايد وإسرائيل وصلت الى طريق مسدود. ان التدهور الخطير في المكانة الدولية للدولة من شأنها حتى ان تحمل إسرائيل بضغط أوروبا والولايات المتحدة الى حل وسط سيء من ناحيتها. عمليا، هذا هو ما يحصل الان الى هذا الحد او ذاك حين فتحت إسرائيل على مصرعيها طرق المساعدات الإنسانية بلا أي مقابل من جانب حماس وبلا إعادة مخطوف واحد.

ان فشل الاعلام الإسرائيلي الرسمي ونتائج انعدام السياسة لدى نتنياهو من شأنها حتى ان تجلب علينا، قسرا إقامة دولة فلسطينية. دولة كهذه بخاصة في هذا الوقت ستكون الخطر الوجودي الأكبر على إسرائيل. تصوروا ان بعد 11/9 كانت الولايات المتحدة تعلن بانها تعترف بحق تنظيم القاعدة في دولة مستقلة. تصوروا انه بعد الجرائم الوحشية لداعش كانت بادرة الاسرة الدولية الى إقامة الخلافية الإسلامية.

بعد 7 أكتوبر، إقامة دولة فلسطينية هي الجائزة الأكبر التي يمكن اعطاؤها الى منظمة الإرهاب الأكثر إجرامية على وجه الأرض. الفلسطينيون، الذين معظمهم، سواء في غزة أم في السلطة الفلسطينية ايدوا المذبحة، اثبتوا بانهم غير جديرين وغير قادرين على إقامة دولة. وعليه، فالى جانب انهاء الحرب التي لا تنتهي في غزة علينا أن نرد ردا باتا المبادرات الخطيرة لماكرون، ستارمر ورفاقهما لاقامة دولة فلسطينية. لشدة الأسف، الفشل الذريع لنتنياهو وحكومته في إدارة دولة إسرائيل وفي إدارة الحرب من شأنه ان يجلب عليها كارثة أخرى، كارثة الدولة الفلسطينية.

-------------------------------------------

 

يديعوت احرونوت 31/7/2025

 

 

أيلول الاسود

 

 

بقلم: آفي كالو 

الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون حقق لنفسه اسم سياسي متوسط للغاية. نظيره الأمريكي ترامب، المعروف باسلوبه الفظ قضى منذ زمن ليس ببعيد بان “ماكرون لا يفهم شيئا في المواضيع الدولية”. فالمهازل الكثيرة التي وقع عليها الرئيس الفرنسي ليست شيئا جديدا، لكن يخيل مع ذلك ان ماكرون أيضا يعرف كيف يحطم الرقم القياسي الذي حققه هو نفسه مع بيان قصر الاليزيه عن نية فرنسا الاعتراف بدولة فلسطينية. هذه خطوة امتنع عنها رؤساء فرنسا انطلاقا من الرغبة في عدم المس بالوضع الراهن والفهم بان اعلانا كهذا يتناقض ومباديء القانون الدولي، مكان لا يرتفع فيه الفلسطينيون لتعريفهم كدولة.

فضلا عن حقيقة أن شيئا طيبا لا ينتظر الفلسطينيين بعد الإعلان البائس المرتقب، يخيل أن مواقف ماكرون بالنسبة لإسرائيل تفقد الصلة بالواقع. من الخطوة الفرنسية لابعاد الصناعات الأمنية الإسرائيلية عن الصالون الجوي في باريس بشكل يجسد حتى تفوقها التكنولوجي المعلن على الصناعات الفرنسية؛ عبر اللاسامية المتصاعدة والحاجة لـلتماهي مع القاعدة الإسلامية المصاعدة في الدولة؛ وحتى الخطوة المذكورة الاخذة في الانضاج في باريس منذ فترة طويلة.

مسيرة السخافة الفرنسية للاعتراف بدولة فلسطينية في اجتماع الأمم المتحدة في شهر أيلول تشبه كلما مر الوقت تعبير أيلول الأسود. عبر الكوة التي فتحها ماكرون يدخل سلسلة زعماء أوروبيين (مستشار المانيا يتحفظ) يدعون الى الاعتراف بدولة فلسطينية، خطوة تشهد على الضحالة الفكرية والثقافية للاوروبيين بالنسبة للنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. فاقامة كيان سياسي على حدودنا بعد فظائع 7 أكتوبر، ليس فقط لا تدفع قدما بحل النزاع بل تأخذه الى الوراء ولا تتعاطى مع الواقع. عصر حماس في القطاع الذي انتهى (حاليا) بإحدى الكوارث الأمنية الاخطير التي شهدها العالم في العقود الأخيرة، الى جانب تحديات الإرهاب والحوكمة في السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة كل هذه تشهد كم هم الفلسطينيون غير ناضجين لان يأخذوا على أنفسهم عبء الاستقلال السياسي بكل ما ينطوي عليه ذلك من معنى. يكفي التقدير الحذر بان أبو مازن لن يعيش الى الابد، حدث بحد ذاته يستوجب زمنا لصالح استقرار “الساحة الفلسطينية”، لنستوعب بان الاعتراف لن يدفع قدما باي شيء.

لكن المسؤولية عن القصور لا تتوقف في باريس ولندن، بل تمتد في خط مباشر الى القدس. الحكومة التي تعاني من شلل استراتيجي عميق حطمت هي الأخرى ارقامها السياسية مع قضم منهاجي ومتواصل في شرعية استخدام القوة في غزة في اعقاب الرفض العضال للانشغال باليوم التالي والانجرار الى أزمة إنسانية حادة في القطاع، تلحق ضررا جسيما بإسرائيل. ان حقيقة أن نتنياهو آخذ بالاستسلام لرؤيا مسيحانية – متطرفة لاقامة موضع آباء واجداد في غزة لا تسمح بعرض أي بديل سياسي للنزاع، وتبقي الفراغ بمبادرات عليلة من زعماء مثل ماكرون. الاعتراف بدولة فلسطينية، حتى لو لم يكن له قيمة عملية كبيرة في هذه المرحلة يصعد الى درجة فشل استراتيجي إسرائيلي ذريع من الدرجة الأولى اضراره بعيدة المدى من السابق لاوانه قياسه.

في سلوكها الاهمالي تدفع الحكومة الأوروبيين للبحث عن “حلول سريعة” لنزاع مشحون يعود الى 150 سنة، نهايته ليست قريبة. لكن حتى التوقعات في أوساط دوائر في أوروبا، التي تحملها موجات كراهية متصاعدة لإسرائيل، فان الحل السريع ليس واقعيا واللقاء مع الواقع سيكون أليما. الان بالذات توجد امام إسرائيل فرصة لتصميم النزاع، لكن بما يشبه ما يقال عن الفلسطينيين على مدى السنين: الحكومة الحالية لن تفوت فرصة لتفويت الفرصة.

يمكن استباق المتأخر والتقدير بان حكومة نتنياهو السادسة ستخلف وراءها جوج وماجوج مثابة كابوس سياسي، اداري واستراتيجي من الدرجة الأولى، يستوجب الأفضل لاصلاح الخسوف. كما أن الموضوع الفلسطيني مثل سلسلة طويلة من التحديات الاجتماعية، الاقتصادية، الأمنية والسياسية سيضطر لان يقف على عتبة حاملة الطائرات السياسية التي تبعد إسرائيل عن صدام فوضوي للجبل الجليدي – قبل لحظة من ان يكون الأوان قد فات.

-------------------------------------------

 

هآرتس 31/7/2025

 

 

أخلوا سبيل القاتل وحاكموا جثمان الهذالين.. وترامب: يستحق منصب بن غفير بجدارة

 

 

بقلم: أسرة التحرير

 

تحت غطاء الحرب في قطاع غزة أبيح دم الفلسطينيين في الضفة الغربية. الإثنين من هذا الأسبوع، أطلق المستوطن يانون ليفي النار فقتل عودة محمد الهذالين في قرية أم الخير. كان ليفي ومستوطن آخر معه يعملان على جرافة في أراضي المستوطنة المجاورة المحاذية للقرية. وحسب سكان القرية، بدأت مجموعة من المستوطنين تدخل أراضيهم الخاصة، حاول سكان القرية سد الطريق عليهم. أصيب أحدهم بالجرافة، ولاحقاً بدأ يرشق الحجارة عليها. الحدث وثق بأشرطة تسجيل يظهر فيها ليفي وهو يطلق النار من مسدسه ومعه مستوطن آخر يصدم بجرافته أحد الفلسطينيين.

أوقفت الشرطة ليفي للتحقيق، لكن المحكمة أطلقت سراحه في الغداة، لإقامة جبرية.

الشرطة، التي نسبت لليفي مخالفات الإماتة بخفة عقل وإطلاق نار من سلاح ناري، وقالت إنه شعر بالخطر، لم تستأنف القرار. ولماذا تستأنف؟ يهودي أطلق النار فقتل فلسطينياً، فعلام الاستئناف؟

صحيح أن سلسلة من الدول، بما فيها الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا، قد فرضت في السنة الماضية عقوبات على ليفي (ألغاها ترامب لاحقاً)، بسبب دوره في طرد قرية زنوته. لكن من يكترث في دولة إسرائيل؟

وبالفعل، جاء في البيان الأمريكي أن “ليفي يقود مجموعة مستوطنين يعتدون على الفلسطينيين، ويحرقون حقولهم، ويدمرون ممتلكاتهم، ويهددونهم بإيذائهم مرة أخرى إذا لم يتركوا بيوتهم”. لكن هذا لم يمنع من نسب خفة عقد له في إسرائيل.

هل هناك إرهاب يهودي، لا ولا حتى أبرتهايد – لا تسمحوا للحقائق بتشويش عقولكم. فمثلاً، اعتقلت الشرطة ليفي وأربعة فلسطينيين مشبوهين برشق الحجارة وإلحاق ضرر بممتلكات بنية مبيتة وبالإخلال بالنظام. اعتقلهم الجيش وعرضوا أمس على المحكمة العسكرية التي مددت اعتقالهم بثمانية أيام. أرض إقليمية واحدة وجهازا قضاء متوازيان – لكن، أين الأبرتهايد؟

هذالين مات بالنار، وليفي يتمتع في بيته؛ تحت رعاية الجيش، وبإقرار الدولة، وبإسناد القضاة، وبانبطاح سياسيي “الصهيونية الدينية”. حصل ليفي على دعم علني من النائبة ليمور سون هار ميلخ، التي وصفته بأنه “طليعي”. وربما تنتظره الآن وظيفة رئيس مجلس إقليمي، ولعله لا يتوقف هناك؟ فوزارة الأمن القومي مفصلة على قياسه. فهذالين، بالمقابل، لن يدفن حتى في قريته. فالجيش حضر دفنه هناك. يرون أنه وقريته أم الخير ما كان يجب أن يكونا هناك. خطأ تاريخي ينتظر الإصلاح.

لكن هل يهم الجمهور الإسرائيلي كل هذا؟ عدم الاكتراث الإجرامي من جانب الجمهور هو الأرض الخصبة التي ينمو عليها مشروع التفوق اليهودي والأبرتهايد.

-----------------انتهت النشرة-----------------

disqus comments here