الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الخميس 10/7/2025 العدد 1352

الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

 

 

 

 

 

 

هآرتس 10/7/2025

 

 

 

الحساب عن غزة سيقدم لنا جميعنا. لا تربون أولاد هنا

 

 

 

بقلم: يوسي كلاين

 

من غير الجدير تربية الاطفال هنا. من الجدير الخروج من البلاد لبضع سنوات والعودة عندما تتغير. هذا ليس المكان الذي يستطيع فيه الاباء اعداد اولادهم لمستقبل افضل. اعداد المستقبل يحتاج الى تخطيط بعيد المدى، وعندنا لا يوجد شيء كهذا (مدى بعيد). مستقبل الأمة يتعلق بمزاج سارة عندما تستيقظ في الصباح. لا يوجد “اليوم التالي”، لكن يوجد شيء واحد مضمون وهو أنه ستكون حرب. بعد شهرين، سنتين أو في صباح الغد. اليقين الوحيد هو الحرب، حرب أبدية.

رئيس الشباك المرشح وعد بحرب أبدية. يجدر بالاباء الاستماع اليه. هو ليس محلل، بل هو مقاول. اذا وعد فهو سينفذ. هو يريد الحرب. ايضا الحكومة تريد ذلك. ايضا من لم يحارب في أي يوم ولم يتجند يريد هذه الحرب. ايضا بنيامين نتنياهو، حرب أبدية تضمن له الحكم الخالد.

طالما ان نتنياهو هنا فانه من غير الصحيح تربية الاولاد هنا. الاولاد غير مناسبين للحرب. صفارة الانذار تخيفهم. هم يركضون ببطء كبير. هم لا يعرفون. هم يبكون. الاطفال بحاجة الى مكان آمن بدون صافرة انذار وبدون ركض. البيت بشكل عام هو المكان الاكثر امنا بالنسبة لهم. وهذا غير موجود عندنا. ليس الآن. البيت غير آمن. الحي غير آمن. ولا يمكن الاعتماد على من يقوم بحراسته. لا توجد لديه بشرى جيدة لنا. هو يعد بمستقبل من الحروب. هو يقول ثقوا بي. أنا منطقي،  أنا أعرف. هو يستخف بمن يحلمون بمكان افضل. هم يعيشون في حلم. مقطوعون عن العالم.

هو سيري اولادكم ماذا تعني التربية غير المقطوعة عن الواقع.

التربية غير المقطوعة ترتبط بالجذور. والجذور ترتبط بالدولة اليهودية الديمقراطية. ولكن في الواقع القصد هو دولة شريعة كهانية مع آيات الله الذين يرتدون القبعة. هم ليس فقط يتحدثون، بل يفعلون، هم سيعدون اولادكم للحروب التي لا تنتمي له أو لكم. هل تريدون منهم تربية اولادكم؟ أي نوع من الاشخاص سيخرجون من مثل هذا التعليم؟ التعليم الذي يقدس الموت، يؤمن بالتفوق العنصري؟.

هل تريدون ان يصبح ابنكم شخص كهذا؟ 12 سنة في المدرسة حولته الى شخص وطني مطيع وخاضع. جاهز لغزة. ما يفعله الجنود هناك يثبت أنه من غير الصحيح تربية الاولاد هنا. هنا لا يبلغون الاباء ما يفعلونه. الصور قاسية، الافعال فظيعة، من الجيد أنهم لا يظهرونها. الافعال الفظيعة يوجد لها ثمن. كل خريج ثانوية يرتدي الزي العسكري ويقتل شخص بريء، سيحمل صورة القتل طوال حياته. هذه الصورة ستظهر في كوابيسه. “الآن أنا لست الشخص الذي كنته”، قال جندي لتوم لفنسون (“هآرتس”، 5/7). تذكروا: ليس الجيش الاسرائيلي هو الذي قتل. الطفل هو الذي قتل. هل تريدون أن يكون هذا هو ابنكم؟.

ليس فقط التربية هي التي تعده للقتل، ايضا المحيط، التلفزيون، الشبكات، ايضا ثقافة الكذب التي تروج لها. المعلومات الكاذبة والممنهجة التي تقدمها. هل تريدون أن يدعو هو ايضا للترانسفير، “الهجرة الطوعية”، بدون أن يخجل؟ أن يدعو الى معسكر تجميع، “المدينة الانسانية” بدون أن يخجل؟ هل تريدون ان يسأل: امي، هل اصبحنا نازيين؟ عودوا مع اولادكم عندما لا يكون نتنياهو موجود هنا.

نتنياهو لن يتغير. تحت طبقة الماكياج الثقيلة والشعر المزروع هو نفس المتحايل. سيخرق وقف اطلاق النار وسيفجر أي مفاوضات. وحيد القرن في التلفزيون سيتفق معه، وسيبرر ويصادق. لا يوجد شخص لن يضحي به من اجل مصالحه الشخصية، حتى ابنكم. هل تريدون ان يدفع ابنكم ثمن مصالحه الشخصية؟ في كل الحالات هو سيدفع، جميعنا سندفع.

الحساب عن غزة سيقدم لنا جميعنا. العار اصبح منقوش على جبيننا وجبين اولادنا. لا يوجد أي موظف استقبال لا يتجاهلنا أو أي منظم لمؤتمر اكاديمي أو منظم معرض أو شخص عادي في الشارع. لا تقوموا بتربية الاولاد في المكان الذي سينقش فيهم وصمة العار. لا تقوموا بتربيتهم في المكان الذي يربي على اللامبالاة والانغلاق، انظروا الى اللامبالاة التي يتم فيها استقبال تجاهل المخطوفين، وأي انغلاق يتم فيه استقبال الموت الزائد للجنود.

هل نحن سلمنا بـ “شعب واحد، زعيم واحد وارض واحدة”؟. هل تريدون أن يسلم ابنكم، ابن السادسة، بذلك. يصعب تربية ولد خارج المكان الذي ولد وترعرع فيه. ويصعب اقتلاع ولد من عائلته ومن اصدقائه ولغته. ليس من السهل ايضا على الوالدين، لكن سيكون من الاصعب عليهم رؤيته عندما سيعود من غزة أو لا يعود.

 ------------------------------------------

 

 

هآرتس 10/7/2025

 

 

 

بدلا من تعريف نتنياهو بحجمه، المحكمة العليا رتبت انتصار له

 

 

 

بقلم: حن معنيت

 

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يبدو أنه تراجع عندما وافق على اقتراح المحكمة العليا انتظار مدة شهرين من اجل تعيين رئيس جديد للشباك. ولكن بالفعل المحكمة العليا هي التي تراجعت امام رئيس الحكومة. لانه رغم حل الوسط هذا إلا أن نتنياهو حقق غايته، التي هي المس بالمستشارة القانونية للحكومة، غالي بهراف ميارا، التي تترأس جهاز النيابة الذي يتهمه بالفساد والاضرار بالمكانة القانونية للرأي القانوني.

الحالات التي ناقشت فيها المحكمة العليا خلافات قانونية بين الحكومة ونتنياهو وبين المستشارة القانونية للحكومة، اصبت اكثر تواترا في السنتين الاخيرتين، التي تعمل فيها الحكومة على اضعاف السلطة القضائية. في معظم هذه الحالات أيدت المحكمة العليا بهراف ميارا. ولكن ليست الحال هكذا في هذه الحالة. فهنا ارسال الطرفين من قبل القضاة للتحدث فيما بينهما اعطى الشرعية للوضع الذي فيه رئيس الحكومة ليس فقط يخالف موقف المستشارة القانونية، بل هو لم يكن مستعد حتى للاستماع الى موقفها. شرعنة الاستخفاف المطلق لنتنياهو بالمستشارة القانونية للحكومة.

بعد قرار حكم المحكمة العليا، الذي نص على ان نتنياهو كان في حالة تضارب مصالح عندما قرر اقالة رئيس الشباك رونين بار، طلبت منه المستشارة القانونية للحكومة الانتظار قليلا من اجل ان تعطيه تعليمات بشأن كيف يجب عليه العمل من اجل تعيين رئيس جديد للشباك، على خلفية قرار الحكم. نتنياهو كان يمكنه انتظار التعليمات، وبعد ذلك مخالفتها في المحكمة العليا، لكنه تجاهل كليا المستشارة القانونية للحكومة واعلن بأن الجنرال دافيد زيني هو المرشح من قبله لهذا المنصب دون انتظار تعليماتها.

في جلسة المحكمة العليا التي تم عقدها بعد ذلك قال محامي رئيس الحكومة بان سبب هذا التجاهل هو الهجوم في ايران، الذي اجبره كما يبدو على تعيين رئيس للشباك بشكل مستعجل بدون اشراك المستشارة القانونية للحكومة في سبب ذلك.

الحديث يدور عن ادعاء ضعيف، لا يتساوق مع الحقائق، حيث ان التعيين جرى قبل الهجوم بثلاثة اسابيع، وبهراف ميارا كان يمكن ان تكون شريكة في السر. اضافة الى ذلك تعيين ش. كقائم باعمال رئيس الشباك، الذي كان ايضا قبل الهجوم في ايران، تم بمعرفة ومصادقة المستشارة القانونية للحكومة.

امام تجاهل نتنياهو لبهراف ميارا، ورفضه حتى الاستماع الى تعليماتها، كان يمكن التوقع بان المحكمة العليا ستوضح لنتنياهو بأنه غير مخول بالتصرف بهذا الشكل والاستخفاف بمؤسسة المستشار القانوني بشكل فظ. كل ذلك بالاساس عندما ياتي في وقت تقود فيه حكومة نتنياهو عملية مشينة وغير قانونية لاقصاء المستشارة القانونية للحكومة وسن قانون لاضعاف مكانة المستشارين القانونيين في المكاتب الحكومية.

لكن بدلا من وضع حد لنتنياهو واعادة النظام الى ما كان عليه والتوضيح بانه لا يمكن الموافقة على وضع يتجاهل فيه رئيس الحكومة وجود المستشارة القانونية للحكومة، فان المحكمة العليا اختارت انتقاد رأي المستشارة القانونية للحكومة – وهو الرأي الذي رفض نتنياهو حتى القاء نظرة عليه، وارسال الطرفين في محاولة للتوصل الى حل متفق عليه بينهما.

حتى الآن نحن لا نعرف ما اذا كان سيتم تعيين الجنرال زيني في منصب رئيس الشباك، لكن اصبح من الواضح ان نتنياهو قد انتصر، وان الديمقراطية حصلت على هزيمة اخرى.

-------------------------------------------

 

 

معاريف 10/7/2025

 

 

 

زمن غادي

 

 

بقلم: ميخائيل فريانته

تتوقع الاستطلاعات لنفتالي بينيت بنحو 30 مقعدا، فيما لو أجريت الانتخابات هذه الأيام. هذه صورة وضع يأس وتعلق بوهم مزعوم. للناخب العادي ذاكرة ضعيفة. ففي حملة الانتخابات الأخيرة التي شارك فيها بينيت (2021) رفض التعهد الا يرتبط بنتنياهو وبائتلاف لرئاسته. بينيت وشريكته آييلت شكيد بثا غموضا. وعليه فقد نالا 7 مقاعد فقط أحدهم عميحاي شيكلي غادر بعد ذلك الكتلة على الفور. في أي دولة ديمقراطية ينال رئيس حزب صغير بهذا الحجم رئاسة الوزراء. هذا حصل في دولتنا، لبينيت، بفضل يئير لبيد الذي ترأس الحزب الثاني في حجمه (24 مقعدا). انطلاقا من اعتبار موضوعي تنازل لبيد عن أناه ونفذ التزامه في الحملة الانتخابية: نزع الحكم الطويل والمهزوز من يدي نتنياهو.

بينيت، الذي أراد الإمساك بالعصا من طرفيها، خيب أمل المعسكرين: كتلة مؤيدي نتنياهو والمؤمنون بـ “كله الا بيبي”. بمشاركة شكيد، منع بينيت تغيير قانون الحوكمة، الذي كان يمكنه أن يمنع متهما بالجنائي ان يتولى منصب رئيس الوزراء. بأثر رجعي نحن نرى اليوم كم كان يمكن أن يكون لتغيير هذا القانون ان يغير وضع الدولة، سواء في جانب الثورة النظامية ام في إدارة الحرب التي نشبت في اعقاب السبت الأسود. بينيت لم يتغير. صمته تلاعبي. هو مؤيد لليمين الذي في الماضي ارتبط بسموتريتش. هو تلميذ نتنياهو الذي يحاول محاكاته. فور الانتخابات من شأنه أن يفاجيء ويزحف نحو نتنياهو مثل جدعون ساعر. تواسينا فقط نظرة مقايسة في الاستطلاعات. فقد توقعت مثلا لبيني غانتس بعد 7 أكتوبر 38 مقعدا، وهو اليوم بالكاد يجتاز نسبة الحسم. اعلان الموعد للانتخابات التالية ستتغير الخريطة السياسية وستختلط الأوراق، وهكذا روح جديدة وزعيم جديد سيطلان.

غادي آيزنكوت هو بالتأكيد أحد الزعماء الذين يطوق لهم المجتمع الإسرائيلي. حذار ان يفوت هذه المعركة الخاصة، المصيرية جدا للدولة. حذار ان يكرر الخطأ الذي ارتكبه عندما انضم الى غانتس الذي خيب الامل غير مرة رغم نزاهته وربما بسبب سذاجته. آيزنكوت معروف بارائه المعتدلة، ان لم تكن المقتربة من اليسار. هو مع تسوية مع الفلسطينيين. هو يرى في عودة المخطوفين موضوعا في أهمية عليا. هو مصداق، محب واساسا ذو قدرة على توحيد الشعب.

مرغوب جدا ان ينضم الى يوجد مستقبل. لهذا الحزب يوجد جهاز راسخ ووسائل لخوض معركة انتخابات واعدة بفضل التمويل الذي يستحقه ككتلة تعد 24 نائبا وبفضل نشطاء في ارجاء البلاد. آيزنكوت يتطلع الى توحيد كتلة الوسط – اليسار كي يحظى بحكم جديد وديمقراطي. عليه أن يعمل بكل قوته على إقامة كتلة مع الديمقراطيين ومع كل حزب جديد يعلن ولاءه للدولة ولوحدة الشعب، واساسا ان يتعهد الا يرتبط بنتنياهو وحزبه اللذين في ورديتهما وقعت مذبحة 7 أكتوبر وترك المخطوفين لمصيرهم. 

-------------------------------------------

 

هآرتس 10/7/2025  

 

 

دولة اليهود تقيم غيتو، هذه هي المرحلة الاخيرة قبل الابادة

 

 

 

بقلم: جدعون ليفي

 

لو كان مردخاي اينلفيتش على قيد الحياة الآن، لكان مات. قائد التنظيم اليهودي المحارب في غيتو وارسو كان سيموت بسبب الخجل والعار عندما سيسمع عن خطة وزير الدفاع، بدعم رئيس الحكومة، اقامة “مدينة انسانية” في جنوب قطاع غزة. اينلفيتش لم يكن ليصدق انه بعد ثمانين سنة على الكارثة كان أي احد سيتجرأ على طرح هذه الفكرة الشيطانية. لو انه سمع بان الامر يتعلق بحكومة الدولة اليهودية التي قامت على انقاض الغيتو خاصته، لكان اصيب بالدهشة.

عندما سيتبين له ان صاحب الفكرة، اسرائيل كاتس، هو ابن لعائلة ناجية من الكارثة، مئير كاتس وملكا (نيرا) دويتش من مارمورش، اللذان فقدا معظم ابناء عائلتيهما في معسكرات الابادة، لم يكن ليصدق ذلك. ما الذي كانا سيقولانه عما اصبح عليه ابنهما؟.

عندما كان اينلفيتش سيعرف عن العجز واللامبالاة التي اثارتها هذه الفكرة في اسرائيل، وبدرجة معينة في العالم، بما في ذلك اوروبا والمانيا، لكان مات مرة اخرى. ولكن في هذه المرة بقلب محطم. دولة اليهود تقيم غيتو. هذه عبارة تثير القشعريرة. يكفي طرح الفكرة وكأنها شرعية، من مع معسكر التجميع ومن ضده؟ المسافة ستكون قصيرة لطرح فكرة مخيفة اكثر: معسكر ابادة لمن لا يجتازون التصنيف في الدخول الى الغيتو. في الاصل اسرائيل تقوم بابادة سكان غزة بجموعهم، لماذا لا يتم زيادة نجاعة العملية وتوفير حياة الجنود الغالية؟.

احد ما قد يقترح اقامة محرقة جثث صغيرة على انقاض خانيونس، يكون الدخول اليها بشكل طوعي كليا مثلما هي الحال في غيتو رفح القريب، بالتأكيد بشكل طوعي، مثلما هي الحال في المدينة الانسانية. فقط الخروج من المخيمين لن يكون طوعي، هذا ما اقترحه الوزير.

مميزات ابادة الشعوب هي انها لا تولد بين عشية وضحاها. لا يستيقظون في الصباح وينتقلون من الدولة الديمقراطية الى اوشفيتس، من الادارة المدنية الى الغستابو. العملية هي بالتدريج. بعد مرحلة نزع الانسانية التي مرت على اليهود في المانيا، والتي مرت على الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية منذ زمن، ومرحلة الشيطنة التي مرت ايضا على الشعبين، تاتي مرحلة التخويف: قطاع غزة الذي لا يوجد فيه ابرياء، وأن 7 اكتوبر هو تهديد وجودي للدولة والذي يمكن أن يتكرر في أي لحظة. عندها تأتي مرحلة الحاجة الى اخلاء السكان، قبل ان تخطر ببال أي أحد عملية الابادة.

نحن في ذروة هذه المرحلة، المرحلة الاخيرة قبل الابادة الجماعية. المانيا قامت باخلاء اليهود الى الشرق، ايضا كارثة الارمن بدأت بالطرد. ايضا في حينه سميت “اخلاء”. الآن يتحدثون عن الاخلاء الى جنوب القطاع. انا ابتعدت لسنوات عن أي مقارنة مع الكارثة. كل مقارنة كهذه لم تصب الحقيقة وأدت الى الاضرار بالعدالة. اسرائيل لم تكن في أي وقت دولة نازية. وبعد اثبات ذلك، بسهولة كبيرة، كان يبدو أنها اذا لم تكن نازية فهي بالتأكيد دولة اخلاقية. من اجل ان تصاب بالصدمة انت لا تحتاج الى كارثة. هذا محتمل حتى بسبب شيء قليل – من اسرائيل في قطاع غزة. ولكن لا شيء اعدنا لفكرة “المدينة الانسانية”.

لم يعد لاسرائيل أي حق اخلاقي كي تطرح على لسانها كلمة “انسانية”. من جعل قطاع غزة ما هو عليه الان، مقبرة جماعية وانقاض، ويتطرق الى ذلك بهدوء، يفقد أي صلة بالانسانية. من يرى فقط المخطوفين في قطاع غزة، ولا يرى انه في كل ست ساعات الجيش الاسرائيلي يقتل فلسطينيين بعدد المخطوفين الاحياء، يفقد الطابع الانساني.

اذا لم تكن الـ 21 شهر الاخيرة، الاطفال والرضع والنساء والصحافيين والاطباء وكل الابرياء الآخرين، عندها جاءت فكرة الغيتو واشعلت ضوء التحذير. اسرائيل تتصرف كمن تعد لابادة جماعية وترانسفير. اذا لم تكن تعد فهي يمكن ان تتدهور نحو ذلك بسرعة، بدون أي عائق. اسألوا انيلفيتش، وبالتاكيد نائبه مارك ادلمان.

-------------------------------------------

 

هآرتس 10/7/2025  

 

 

في غزة الجنود يُقتلون في الوقت الذي يحتفلون فيه في واشنطن، أنا أخجل من كوني اسرائيلي

 

 

 

بقلم: اوري مسغاف

 

أنا أخجل من أن اكون اسرائيلي. دائما كنت اتفاخر بكوني اسرائيلي، ليس في كل لحظة، وبالتاكيد ليس بمشروع الاحتلال والاستيطان. ولكن دائما انا آمنت بعدالة وجود الدولة، وبالمعجزات التي اجترحتها في الثلاثين سنة الاولى من قيامها، باتفاقات السلام مع مصر والاردن، بالخطوات السياسية مع الفلسطينيين، رغم صعوباتها وعيوبها، بالقوة العظيمة للناس الجيدين فيها والقدرة على احداث التغيير والسعي الى مستقبل افضل. انا انظر الى دولتي، بعد 21 شهر من هزيمة 7 اكتوبر التي انزلتها علينا المصالح المشتركة بين حماس وقطر وبنيامين نتنياهو، وأخجل من ذلك.

أنا اشاهد الزيارة الهستيرية في واشنطن واصاب بالخرف، الغضب والخجل. في غزة الجنود يُقتلون ويصابون والمخطوفون يموتون، وعائلاتهم وعائلات الجنود الذين يخدمون في الجيش يصابون بالجنون والذعر والغضب، في حين أنهم في واشنطن يحتفلون.

الزوجة زجت بنفسها، والابن مرة اخرى طار على “جناح صهيون”، وفي هذه المرة ايضا انضم الى اللقاء الرسمي في بلير هاوس، وكأنهم عائلة مالكة أو حكام امارة نفط. رئيس الحكومة يثني على الرئيس الامريكي ويستخذي له وكأننا اصبحنا دولة تابعة للولايات المتحدة. ويقدم له بشكل احتفالي رسالة توصية من اجل حصوله على جائزة نوبل للسلام. عن أي سلام يتجرأ على التملق له باسمنا؟ عن السلام في غزة؟ عن الهجمات في ايران والغموض المطلق فيما يتعلق هل اخروا اصلا المشروع النووي أو انهم بالذات تسببوا في تسريعه؟. في “ووتر غيت” تحدثوا عن “حنجرة عميقة”. نحن جلبنا الى واشنطن “لسان عميق”.

في اليوم التالي التقط صورة وهو يرتدي قبعة البيسبول التي حصل عليها من ترامب ومكتوب عليها “ترامب كان محقا في كل شيء!”. وحتى ان الرئيس وقع عليها. رئيس الحكومة الاسرائيلية مثل “العريف” في المدرسة الثانوية. معروف انه خلال التخلي عن العقيدة الاسرائيلية التقليدية التي تتمثل بالامتناع عن الوقوف الى جانب حزب واحد والعمل امام حزبين. دخل الى لقاء هنا ولقاء هناك، وتحدث عن التزام سام باعادة المخطوفين، وهو يحاول عقد صفقة انتقاء جزئية ووقف اطلاق نار مؤقت من اجل الحفاظ على الحرب وعلى الحكومة.

مساء أمس دعا رسميا باسم الدولة الى وجبة عشاء احتفالية، رجال الادارة ورجال اللوبي وزعماء يهود وافنغلستيين مسيحيين. وقد كتب عن الدعوة بان المستضيفين هما رئيس حكومة اسرائيل و”السيدة الاولى” سارة نتنياهو. شعرت بالاشمئزاز.

أنا اخجل من المذبحة اليومية التي يرتكبها سلاح الجو وسلاح المدفعية في قطاع غزة. أنا اخجل من عمليات القصف لمعسكرات الخيام والمستشفيات والمقاهي. أنا أخجل من جيش الجرافات: جرافات هدم البيوت يتم تشغيلها على ايدي مدنيين بادارة وزارة الدفاع، التي تقوم بتسوية غزة بتعريفة ثابتة لكل مبنى مدمر. أنا اخجل من الاحاديث حول الترانسفير. أنا اخجل من البرنامج الرسمي الذي طرحه وزير الدفاع اسرائيل كاتس، حبس جميع سكان غزة في “مدينة انسانية” (اورويل!)، على انقاض رفح. انا لا اعرف ما هو بالضبط الفرق بينها وبين “الجنرال غوفرمان”، وهي المنطقة التي توجد في بولندا، والتي حددها الالمان لتجميع اليهود فيها في 1939. هذه ليست الدولة التي اجدادي وجداتي اقاموها هنا عندما جاءوا من اوروبا.

أنا اخجل من ان عائلة نتنياهو ما زالت تسيطر وتدمر هنا كل جزء جيد بدلا من ان تطير على صاروخ بعد 7 اكتوبر. أنا اخجل في الوقت الذي اشاهد فيه مساعديهم وعملاءهم والمتملقين لهم في السياسة وفي جهاز الدولة وفي وسائل الاعلام. أنا اخجل من ان رئيس الموساد دافيد برنياع يساعد نتنياهو على التهرب من تقديم شهادته. وبعد ذلك الاثنان يتملقان الواحد الآخر حول ايران. أنا اخجل و”اخاف” من انهم ينوون تعيين دافيد زيني رئيسا للشباك. أنا اخجل من ان شرطة اسرائيل استدعت لصالح نتنياهو الى التحقيق العبثي زميلي الصحافي الشجاع افيعاد غليكمان.

لكن أنا لا انوي الموت من الخجل، بل انوي فقط النضال الى أن يعود التفاخر وتعود الدولة.

-------------------------------------------

 

 

إسرائيل اليوم 10/7/2025

 

 

 

الجريء ينتصر الوقت لانهاء الحرب

 

 

 

بقلم: اليعيزر تشايني مروم

 

زيارة نتنياهو الثالثة الى البيت الأبيض لدى الرئيس ترامب وتقدم المحادثات بين إسرائيل وحماس في الدوحة أطلقت ريح أمل، ان لم نقل نشوة، في أوساط سكان كثيرين ممن يريدون انهاء الحرب في غزة وإعادة كل المخطوفين احياء واموات، الى بيوتهم والى راحتهم الأبدية.

اعلان ويتكوف بانه تبقى قيد الخلاف بند واحد من أصل أربعة أضاف الى التفاؤل. أمس دعي رئيس الوزراء الى حديث إضافي لدى ترامب، يبدو أنه دار في معظمه حول انهاء القتال. نتنياهو دخل وخرج من البيت الأبيض من البوابة الخلفية، بلا تصريحات وبلا تصوير. وتكاد تكون دفعة واحدة انقلب احساس التفاؤل الى إحساس انعدام اليقين بالنسبة لفرصة ان يكون اتفاق.

منذ 7 أكتوبر صفى الجيش الإسرائيلي كل القيادة العسكرية والسياسية لحماس، دمر كل بناها التحتية العسكرية، قتل الاف المخربين، احتل معظم أراضي القطاع وحول معظمها الى منطقة مدمرة، منكوبة بالكارثة سيستغرق ترميمها سنوات. لا شك ان الجيش الإسرائيلي حقق نصرا عظيما على حماس التي تبقت الان منظمة حرب عصابات تؤدي مهامها جزئيا. لاسفنا، تبقت حماس مع المخطوفين الذين في ايديها ونحن نكافح للوصول الى اتفاق كي نحررهم.

ان عودة المخطوفين الى البلاد وانهاء الحرب لن يكونا ولن يعتبرا اتفاق استسلام من جانب إسرائيل او نصر لحماس. كل من عيناه في رأسه ويرى كيف تبدو غزة اليوم يفهم جيدا من انتصر هنا ومن خسر. العالم الإسلامي لا يمكنه أن يجد الهاما من وضع حماس ومن غزة المدمرة وعليه فان اتفاق انهاء الحرب لا يشكل باي حال خطرا وجوديا على دولة إسرائيل.

في اثناء الحرب فككت إسرائيل المحور الشيعي الذي بنته إيران حولها، قوضت حماس في غزة، ضربت البنية التحتية الإرهابية للمنظمة في الضفة ومنعت العمليات، قوضت حزب الله، اثبتت تفوقا مطلقا على إيران، وسلاح الجو ضرب بشدة اهداف النووي، صواريخ ارض ارض والحكم. سقوط نظام الأسد في سوريا أضاف الى الضربة التي تلقاها المحور الشيعي. إسرائيل تعد اليوم القوة العظمى الإقليمية الأقوى في الشرق الأوسط وبالذات من موقع القوة هذا يمكنها ان تحقق اتفاقا في غزة.

ان اتفاقا في غزة سيؤدي الى اعتراف بقوتنا وسيوضح بان لاسرائيل يوجد البأس للقتال وللانتصار لكن أيضا البأس والعظمة للاصرار على قيمها وإعادة بناتها وابنائها على الديار.

ان انهاء الحرب في غزة سيحدث على ما يبدو تطورات دراماتيكية في الشرق الأوسط كله. توسيع اتفاقات إبراهيم والاتفاقات التجارية بين الدول المنضمة سترفع الاقتصاد الإسرائيلي عاليا لعشرات السنين الى الامام. الإيرانيون، الواعون لوضعهم الصعب يقاتلون بكل قوتهم كي يحبطوا اتفاقا بين إسرائيل وحماس، يشكل شرطا للاتفاق المتبلور مع السعودية. الصوارخ من الحوثيين والاصابة المتجددة للسفن في البحر الأحمر، الى جانب نار صواريخ حماس وتصريحات قتالية أخرى من طهران، تجسد الجهد الإيراني لإحباط كل اتفاق. في هذه الساحة تنظر الينا الدول السُنية المعتدلة وتتوقع البشرى.

نحن نقف امام ساعات مصيرية. العيون تتطلع الى الدوحة، لكن القرارات تتخذ في واشنطن. موافقة إسرائيلية – أمريكية للوصول الى اتفاق مع حماس وانهاء الحرب ستكون النصر المطلق لإسرائيل على المحور الشيعي. لقد كان لرئيس الوزراء نتنياهو، مثلما كان للرئيس ترامب ايضا الشجاعة والبأس للخروج الى الحرب. الان هو الوقت لاظهار الشجاعة والسعي الى النهاية وإعادة المخطوفين. الجريء وحده ينتصر.

-------------------------------------------

 

هآرتس 10/7/2025  

 

 

نتنياهو ذهب الى زيارة خفيفة في واشنطن، التي برزت بكونها مملة

 

 

 

بقلم: حاييم لفنسون

 

فقط قبل 11 يوم اصطحب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس الموساد الى المحكمة العسكرية في تل ابيب من اجل تقديم رأي سري لهما لتأجيل محاكمته. كما هو معروف نتنياهو اعلن بانه “انتظر ثماني سنوات كي يقول اخيرا الحقيقة في المحكمة”. يصعب التصديق بأنه لولا ان الامر كان يتعلق بحماية حقيقية لارواح الناس، فانه كان سيمكن رؤساء جهاز الامن من منعه من تحقيق هذا الطموح. ان مضمون هذه الاراء سري، الجدول الزمني لنتنياهو في غالبية واضح. ومنذ ذلك الحين لم يحدث أي شيء دراماتيكي.

في الاسبوع الاول من شهر تموز تجول نتنياهو في ارجاء البلاد طولا وعرضا، هذا الاسبوع هو في واشنطن، وهذه رحلة كانت المحكمة في الاصل ستؤجل بسببها. لماذا سافر نتنياهو الى واشنطن بهذه السرعة؟ هذا غير واضح. الكونغرس في اجازة في هذا الاسبوع والاغلبية الساحقة من السناتورات والنواب ليسوا في المدينة، وقد كان لرئيس الحكومة لقاءين قصيرين مع اعضاء في الكونغرس. اللقاءات مع الرئيس ترامب كانت استثنائية، بالذات لانها كانت ممثلة. من تعود على الاستعراضات الاعلامية وعلى الدراما والمفاجآت في الغرفة البيضوية لم يحصل على أي شيء.

في الواقع اللقاء الاول كان يجب أن يكون مغلق امام وسائل الاعلام، ولكن في اللحظة الاخيرة قرر ترامب دعوة الصحافيين الدائمين في البيت الابيض لجلسة اسئلة واجابات. ولكنه لم يقل هناك أي شيء مهم.

اللقاء الثاني، بعد اقل من 24 ساعة، تم اغلاقه امام وسائل الاعلام، ايضا الصحافيين المحليين لم يحضروه. الصور التي نشرت منه كانت استثنائية. في بعضها ظهر نتنياهو وهو يقف بجانب ترامب، في حين ان الرئيس يجلس على الكرسي. مؤخرا نتنياهو يجلس امام ترامب كموظف في لقاء عمل. بعد اللقاء ترامب لم يغرد أي شيء في الشبكة الاجتماعية وايضا لم يتسرب أي شيء للصحافيين المحليين. نتنياهو اكتفى بنشر فيلم قصير من بلير هاوس.

“نتنياهو اراد جولة انتصار”، قال مصدر في الوفد الاسرائيلي. جولة الانتصار في البيت الابيض حصل عليها، رغم ان الاهتمام الامريكي انتقل من الحرب مع ايران الى الكارثة في تكساس والتعرج المناوب في قضية جيفري افشتاين. نتنياهو تحدث في اللقاءات عن الموضوع الايراني، وفي هذه القضية يوجد تنسيق كامل بين الطرفين. الولايات المتحدة معنية باستمرار المفاوضات مع ايران حول المشروع النووي ومعالجة مخزون اليورانيوم المخصب بالدبلوماسية. اسرائيل حصلت من الولايات المتحدة على موافقة صامتة، انه اذا قامت ايران بترميم مواقع انتاج الصواريخ البالستية فان سلاح الجو الاسرائيلي يمكنه مهاجمتها. في المحادثات مع “الوفد الاسرائيلي” كان من الواضح أن الغطرسة التي تم الشعور بها في القدس في اعقاب “النصر المطلق” وبعد وقف اطلاق النار، استبدلت بصورة معقدة اكثر للانجازات التي تم تحقيقها والادراك بان ايران ما زالت تشكل تحديا لاسرائيل.

في الشأن السوري لا يوجد أي تطورات حقيقية. حسب منشورات اجنبية فان اسرائيل مستعدة للانسحاب من المناطق القريبة من القرى السورية التي احتلتها في كانون الاول الماضي، لكن ليس الانسحاب من قمة جبل الشيخ. من ناحية نتنياهو هذا الجبل هو ذخر اسرائيلي الى الابد. في المحادثات تملص “المصدر السياسي الكبير” من كل سؤال حول انطباعه من طبيعة النظام السوري الجديد ورئيسه؛ وهل الامر يتعلق بارهابي يرتدي البدلة أو مناحيم بيغن السوري.

في القريب لا يبدو أنه لن يكون اعلان علني عن العلاقات مع سوريا، ومحاور التنسيق الامنية بوساطة دول الخليج ستواصل العمل تحت الرادار. الولايات المتحدة لا تضغط على اسرائيل، ومن ناحيتها يجب على الطرفين فعل الجيد لهما.

بقيت فقط الدوحة. حتى امس عاد ويتكوف من واشنطن الى فلوريدا، وهو ينوي السفر الى العاصمة القطرية، لكن حتى الآن لم يتم تحديد الموعد. نتنياهو يريد تعهد امريكي صريح بانه يمكنه استئناف القتال في غزة؛ اذن يمكنه ان يبيعه لبتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير. يبدو ان ترامب منحه موافقة شفهية على ذلك، لكن نتنياهو يريدها خطية. تعهد بهذه الروحية سيكون مرضيا لنتنياهو. الموضوع الرئيسي الذي تتم مناقشته في الدوحة هو خطوط الانسحاب، وبالاساس مطالبة نتنياهو بالحفاظ على السيطرة في رفح الغزية من اجل اعداد هناك البنية التحتية لمنطقة تجميع السكان الكبيرة التي تخطط لها اسرائيل، ومن هناك دفع سكان القطاع نحو مصر. حماس تعارض سيطرة اسرائيل في رفح، وايضا دول الوساطة. هذا الموضوع سيتم حسمه فقط عندما سيصل ويتكوف الى قطر ويبدأ في الضغط على الطرفين من اجل اتخاذ القرار الحاسم.

حقيقة ان ويتكوف يتباطأ في القدوم الى الدوحة هي امر مقلق، لكن الحاضرين يكررون القول بان الاتصالات جدية ومثمرة. في حينه عرف ويتكوف كيفية التشدد مع اسرائيل، وحتى انه تحدث مع جهات اسرائيلية رفيعة، وفي محادثاته ارفق شتائم قاسية عندما شعر بانهم سيخربون خطته. في الدوحة تم تحديد يوم الاحد القادم كموعد هدف للاتفاق. اذا مر هذا الموعد بدون اتفاق فان هذا سيكون مؤشر على عدم وجود حسن نية في المحادثات. وكالعادة الكرة ستصبح في ملعب ويتكوف والولايات المتحدة.

-------------------------------------------

 

معاريف 10/7/2025  

 

 

أرض عدو

 

 

 

بقلم: افي اشكنازي

 

بينما تجري في واشنطن وفي الدوحة اتصالات حثيثة لوقف القتال والاعلان عن وقف نار وتحرير جزء من المخطوفين الإسرائيليين الذين يحتجزون منذ اكثر من سنة وتسعة اشهر في أسر حماس يبدو أن الجيش الإسرائيلي يحاول في الأيام الأخيرة تصعيد القتال كي يحدث إصابة اشد بمن تبقى من منظومات حماس في غزة.

في شمال القطاع أنهت فرقة 162 احتلال وتطهير مجال جباليا مما أتاح تكليف لواء جفعاتي بمهمة الحفاظ للمرة الرابعة على مجال بيت حانون. في الجيش مصممون على تدمير القرية التي فيها بضع عشرات المخربين، ممن شارك بعضهم في الحادثة القاسية التي قتل فيها خمسة مقاتلين من كتيبة نيتسح يهودا واصابة 14 آخرين.

الاتفاق الذي سيتم في الدوحة وفي واشنطن هو فقط خطوة تكتيكية لوقف مؤقت للقتال لغرض تحرير قسم من المخطوفين. حماس بحاجة الى هذا الاتفاق كالهواء للتنفس. فهي محشورة حيال القوة التي يمارسها الجيش الإسرائيلي وفي عدم قدرتها على التحكم بالمساعدات الإنسانية على حد سواء. واضح منذ الان انه في كل تسوية، تقلص قطاع غزة بما لا يقل عن 10 في المئة وربما اكثر.

في اثناء الاحتفال الختامي في دورة الضباط في كلية الامن القومي، قال امس وزير الدفاع إسرائيل كاتس: “اطلع كل يوم في المادة الاستخبارية بان حماس تسعى كل الوقت للعودة الى غايتها الأساسية – إبادة إسرائيل. هذا كان صحيحا قبل 7 أكتوبر، حين خططت حماس لمساعدة ايران في تحقيق الخطة لابادة إسرائيل، وهذا صحيح الان أيضا. نحن نوجد في نقطة زمنية حرجة لامن إسرائيل ولتصميم مستقبلنا في الشرق الأوسط. محظور ان نكون غير مبالين ويجب الاستعداد للمستقبل كما ينبغي”.

اقوال كاتس صحيحة وحقيقية. في كل توليفة ستكون حماس وحدود غزة ارض عدو يجب فتح العين عليها، لكن أيضا مواصلة العمل فيها بالانزال، بالضبط مثلما يعمل الجيش الإسرائيلي في لبنان وفي سوريا ويعتزم العمل هكذا في ايران أيضا. وعليه فليس واضحا لماذا تخاف إسرائيل جدا الإعلان عن انهاء الحرب والانتقال الى المرحلة التالية من مفهوم الدفاع، إذ ان أحدا في العالم لن يتمكن من أن يفرض على إسرائيل الامتناع عن اعمال الدفاع عن النفس: الدخول الى الأرض على الاقدام وكشف انفاق ومنصات اطلاق، تصفية مخربين وتدمير مباني تستخدم كبنية تحتية للارهاب.

في هذه اللحظة إسرائيل ملزمة بان تضغط في عدة اتجاهات. أولا، تحقيق مزيد من الإنجازات التكتيكية التي تحمل حماس على أن تفهم بان لا قدرة لها على إعادة البناء. ثانيا، العمل لتصفية قيادة حماس في كل الشرق الأوسط – من تركيا، عبر سوريا ولبنان وحتى قطر وفي كل مكان آخر. بدون هذه التصفيات لن يكون نصر او حسم حقيقي. وأخيرا، على إسرائيل أن تعمل على التحرير الأسرع لعموم الخمسين مخطوفا. إسرائيل يمكنها أن تتعهد بوقف الحرب وهي مخولة في نفس الوقت لان تعلن بانها ستحقق حقها في الدفاع عن النفس، بالضبط مثلما أوضح الوزير كاتس.

 ------------------------------------------

يديعوت أحرونوت 10/7/2025

 

 

إسرائيليون لترامب: أنقذنا من أنفسنا… نتنياهو و7 أكتوبر يلاحقاننا في كل مكان

 

 

 

بقلم: آفي كالو

 

قمة ترامب – نتنياهو، الثالثة في عددها منذ دخول الرئيس إلى البيت الأبيض، تشق، حسب إعلان المبعوث الخاص ويتكوف، الطريق إلى صفقة مخطوفين جزئية على طريق إنهاء الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل. هذه فترة قرارات حاسمة، في الانتقال من واقع قتالي عكر إلى واقع من التسويات. المشاعر مختلطة: من جهة، كل مخطوف يخطو عائداً من الظلام بعد نحو سنتين يشكل ارتياحاً لنا جميعاً. ومن جهة أخرى، يبرز إحساس بالتفويت والقلق والغضب في ضوء إبقاء مخطوفين كثيرين في الخلف يعلو إلى مستوى مخاطرة غير محسوبة على مصيرهم، خوفاً من أن يتأذوا في ضوء الظروف القاسية في الميدان.

إن النواقص التي تنطوي عليها صفقة جزئية حرجة ومقلقة وفيها ما يصمم الواقع في القطاع “في اليوم التالي”؛ ونظراً لوقف نار من 60 يوماً، فإن حماس لن تعمل فقط على ترميم مكانتها العسكرية والمدنية في القطاع فيما يوقف الجيش الإسرائيلي النار، بل ستثبت قدرة وصول لأنبوب تنفس مركزي للسكان المحليين، في شكل المساعدات الإنسانية. ليس صدفة أن حماس تسعى للعودة إلى أنظمة سابقة لنقل المساعدات عبر وكالات الأمم المتحدة بدلاً من وكالة المساعدات الأمريكية التي تتحدى مؤقتاً حكم المنظمة في القطاع. وهذا، كورقة مركزية للمنظمة حيال مواقف الكتلة السنية التي تطلب تغييراً جوهرياً في القطاع بعد الحرب.

إن غياب اهتمام حكومة إسرائيل بنية مبيتة ولاعتبارات سياسية عن مسألة “اليوم التالي” يلتقي الواقع الآن – ومعه أيضاً الثمن الذي ينطوي عليه هذا الإخفاف. لقد بقيت حماس “عنواناً” ذا صلة في القطاع للأسرة الدولية، وعملياً سيجري الحوار معها في موضوع المخطوفين – كما اعتقدت واشنطن منذ البداية – بل أيضاً في مواضيع مدنية وتتعلق بالحكم. إن بقاء حماس عنواناً في القطاع مع نهاية الحرب، تشكل رافعة مهمة لمنظمة الإرهاب الإجرامية، إنجاز كان يمكن حرمانها منه بسلوك سياسي واعٍ. وهكذا، تتمكن حماس من حفظ رواية المقاومة ومكانتها في المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك في “يهودا والسامرة”.

في الميدان، صفقة جزئية بالمنحى المقترح تثبت أن القيمة العسكرية لحملة “عربات جدعون”، مؤلمة. ومنحى “ويتكوف ناقص” الذي اتفق عليه في محور واشنطن – الدوحة، أقل جودة من سابقة لإسرائيل، على الأقل بالنسبة لمدى تحرير المخطوفين في أثناء فترة وقف النار.

إن اتفاقاً جزئياً يترك في الخلف نحو عشرة مخطوفين أحياء وكثيرين آخرين ليسوا بين الأحياء، يؤكد إحساس الإلحاح للدفع قدماً بمنحى إضافي يسمح بإعادتهم. فضلاً عن المعاناة الهائلة والتعقيدات الطبية التي ينطوي عليها التواجد في أسر القتلة لزمن طويل، بهذا القدر فإن الخطر على المخطوفين المتبقين ازداد. التخوف من نيل حماس زخماً في القطاع في فترة وقف النار قد يزيد الثقة لدى الذراع العسكري المتجدد بقيادة عز الدين الحداد، ودس عصي في دواليب المسيرة. وذلك كفيل بأن يترك “بوليصة تأمين” في أيديها تسمح ببقائها ما لم يقم بديل سلطوي حقيقي لحماس في القطاع.

لضيق الوقت وبسبب ضعف عميق في سياقات اتخاذ القرارات في إسرائيل في هذا الوقت، على الولايات المتحدة أن تمسك بالخيوط وتكون بديلاً لحكومة إسرائيل كي تقودنا جميعاً إلى شاطئ الأمان، بما في ذلك إعادة كل المخطوفين وإنهاء حرب غزة، كرأس محور لتسوية إقليمية تاريخية مع الكتلة السُنية المعتدلة في الشرق الأوسط. هذه ساعة الرئيس ترامب للعودة لإظهار الزعامة والسماح لحكومة إسرائيل بإنقاذ نفسها من نفسها. في عمله لإنهاء الحرب، سيسمح الرئيس الأمريكي لشعب إسرائيل أن يتفرغ لتضميد الجراح، واستيعاب ما حصل، وأن ينظر إلى الأمام – لأول مرة منذ مذبحة 7 أكتوبر 2023.

------------------------------------------

 

 

يديعوت 10/7/2025

 

 

 

قمة نتنياهو - ترامب وحفل الانتصار الوهمي

 

 

 

بقلم: أورلي أزولاي

 

القمة السياسية المهمة، حسبما رُوّجت في واشنطن والقدس، حتى الآن، لم تكن أكثر من حفلة نصر وهمي، إذ لا يوجد نصر ولا سبب للاحتفال، بينما دوامة الدم التي لا نهاية لها في غزة تزداد اتساعاً. أعلن ترامب أنه يرغب في إنهاء الحرب، لكنه على الأقل، لم يطرق الطاولة بقوة كافية أمام نتنياهو، وربما سيفعل ذلك لاحقاً.

وصل نتنياهو إلى البيت الأبيض ليصبّ المياه على يدي المفوض الأعلى: فقدّم له رسالة يوصي فيها بمنحه جائزة نوبل للسلام، وكما هو معروف، هذا ما كان يطمح إليه. كأن لجنة الجائزة في أوسلو ستتأثر حقاً بكلمة من نتنياهو. يرى ترامب في نتنياهو شريكاً، وكلاهما لديه مصلحة شخصية واضحة تشكل تحالفاً حديدياً بينهما: تدمير الأنظمة القائمة والتذمر بأنهما من ضحايا "مطاردة الساحرات". عندما انتفض ترامب، وطالب بوقف محاكمة نتنياهو فوراً، كان يتحدث عن نفسه، وعن محاكماته، وورطاته الجنائية. فهو، كنرجسي معروف، لا يستطيع التفكير إلّا في مصلحته الشخصية. ونتنياهو مثله.

منذ الهجوم على إيران، لم يتوقف ترامب عن مدح نتنياهو. حتى إنه كان يصف إيلون ماسك بالعبقري، قبل أن ينعته بالمدمن الذي فقد صوابه، وهدد بطرده إلى جنوب أفريقيا. كانت الرسالة الموجهة إلى أوسلو درعاً، من وجهة نظر بيبي، فالخوف من هذا الشخص غير المتوقع، والقلق من أن ينقلب عليه، دفعاه إلى هذا الانبطاح. وانبهر ترامب بهذه الحركات المسرحية.

جلسا لتناول العشاء في البيت الأبيض. وبعكس ما نُشر، لم "تتهرّب" ميلانيا من الحضور، لكن ببساطة، هي لم تنوِ الحضور من الأساس. نرى ترامب في الصور يتحدث إلى يائير، بينما ينظر والده ووالدته بإعجاب. كانا يتمنيان أن يرى ترامب في يائير الخليفة المنتظر. لم يكن الأمر مُحرجاً، مثلما جرى في الزيارة في عهد الرئيس كلينتون، عندما أحضر الزوجان نتنياهو يائير وأفنير الصغيرَين لالتقاط صورة مع الرئيس، وحوّلوا الغرفة البيضاوية إلى ساحة قتال بالوسائد، لكن الأمر لا يزال مزرياً بما يكفي.

رُسمت في البيت الأبيض ملامح الكوميديا السوداء، إذ بلغت الاحتفالات بالانفصال عن الواقع ذروتها. حدث هذا كله بالتزامن مع مقتل خمسة جنود آخرين. وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض المواضيع السياسية طُرحت على الطاولة. قال نتنياهو: إنه يتبنى الفكرة المشوهة القاضية بـ"إعادة إسكان" سكان غزة في مدينة إنسانية و"إخضاعهم لعملية نزع التطرف"، أو بكلمات أُخرى، إعادة تأهيلهم.

أضاف نتنياهو، قبل أن يغادر إلى واشنطن: إن ترامب هو أفضل صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض. لكنه ليس كذلك. فترامب انسحب من الاتفاق النووي مع إيران في سنة 2018، بضغط من نتنياهو، ما أتاح للإيرانيين تحقيق أكبر قفزة نحو امتلاك سلاح نووي. لقد وعد بـ"صفقة القرن" مع الفلسطينيين، لكنه لم يقترب منها قط. والآن، يعِد باتفاق جديد مع إيران، لكن طهران لا تردّ. ولم يُسفر تدخُّله المتأخر في القصف على إيران عن تدمير البرنامج النووي، وإن ادّعى العكس.

إن هدف تحرير الأسرى وإنهاء الحرب في غزة يبتعدان، يوماً بعد يوم، وبات التطبيع مع السعودية حلماً يتلاشى. ربما سيحدث تغيير في نهاية زيارة نتنياهو، نتمنى ذلك. من وجهة نظر الزعيمين، الأهم هو أنهما احتفلا، حتى لو لم تكن هناك انتصارات. فأحياناً، الواقع يصنع الوعي، وهما بارعان في تقديم "حقائق بديلة".

-----------------انتهت النشرة-----------------

disqus comments here