الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاثنين 5/5/2025 العدد 1299

الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
يديعوت احرونوت 5/5/2025
إسرائيل ملزمة باستراتيجية
بقلم: ميخائيل ميلشتاين
رغم العاصفة التي أثارها الصاروخ الحوثي الذي سقط في منطقة مطار بن غوريون أمس لم يكن فيه شيء غريب. فقد كان فصلا آخر في حرب تتواصل في سبع جبهات منذ 17 شهرا وشكل مقدمة لروتين الحياة المتوقعة للجمهور الاسرائيلي لفترة زمنية غير محددة في اعقاب القرار الذي يلوح في الأفق عن تعميق المعركة في غزة.
نتنياهو بالذات أبدى نهجا مرتبا حين ادعى بالنسبة للتهديد من اليمن بانه لا يوجد “ضربة واحدة وانتهينا”. الحوثيون وان كانوا يتعرضون لضربات شديدة على ايدي الأمريكيين الا انهم يواصلون القتال. وواشنطن لن تكرر التجارب المريرة لمصر والسعودية اللتين غرقتا في الماضي في الوحل اليمني (واساسا ستمتنع عن التواجد البري)، بحيث أنه من المعقول الافتراض بان “التنقيط” من اليمن سيتواصل على طول المعركة في غزة.
يجدر بـ “التعقيد” الذي اباده نتنياهو تجاه الحوثيين (وقبل ذلك في وصفه لقطر) ان يطبقه أيضا على غزة التي تحل فيها الأوهام والشعارات محل الأهداف الواقعية والخطط الواعية. فمنذ اكثر من سنة ونصف يتبين كم هو صعب تحقيق “الحسم” في غزة (وليس واضحا على الاطلاق ما هو المعنى العملي للاصطلاح)، لكن يتواصل عرض “النصر المطلق” كهدف قابل للتحقيق. كل هذا دون أن يشرح للجمهور بان “الحسم” يفترض التنازل عن المخطوفين، القتال المرير في داخل المجال المديني في القطاع، واحتلال كامل للمنطقة والبقاء فيها.
الصاروخ من اليمن جسد حقيقة معقدة أخرى ينبغي الاعتراف بها. رغم الإنجازات العسكرية الدراماتيكية لم ينتهِ القتال في أي واحدة من الساحات. الوضع الأفضل هو في لبنان حيث ضرب حزب الله بشدة ويتثبت حكم مستقر نسبيا لكن إسرائيل تواصل العمل كل الوقت. في كل باقي الساحات الوضع معقد او متفاقم. في غزة يحتمل أن تكون ذروة القتال لا تزال امامنا؛ في سوريا ليس واضحا ما هي الاستراتيجية، حين تجتذب إسرائيل من يوم الى يوم الى صراعات داخلية والى احتكاك مع تركيا؛ وحيال ايران التهديد المركزي الذي يجب التركيز عليه، ايادي إسرائيل مقيدة في ضوء الحوار المفاجيء الذي يعمل عليه ترامب ومن شأنه أن ينتهي بصفقة.
القيادة في إسرائيل قررت ان تعيش في قطار جبال عديم الفرامل فيما ان الحرب نفسها أصبحت هي الاستراتيجية. والمعارك تروج لنا القيادة إياها التي خلقت مفهوم 7 أكتوبر تعرض استخدام القوة الأبدية كـ “درس واعٍ” وتمتنع عن ان تشرح للجمهور ما هي أهدافها (بخاصة في غزة) او ما هي الاستراتيجية (اصطلاح يترافق بالسخرية بدعوى أنه يعكس “تفكير 6 أكتوبر”).
قبل لحظة من غرق إسرائيل في حرب بلا اهداف واضحة وبلا اجماع داخلي، بينما المجتمع منهك وأحد لا يشرح بان احتلال غزة والبقاء في المنطقة سيغير حياة الإسرائيليين لسنوات طويلة، يجب التوقف عمليا. هذا ليس رفعا للايدي وبالتأكيد ليس اعلانا عن نهاية الحروب او الاستسلام.
التوقف هو حاجة وجودية لبضع غايات: تحقيق معمق (يفر منه أصحاب القرار بثبات)، بلورة خطط مرتبة (لا توجد اليوم)، وكذا اشفاء داخلي في مجتمع ممزق، لم يعالج بعد صدمة 7 أكتوبر كما ينبغي، وثقته بقيادته تقل، ولا سيما حول الشك هل هي تقرأ بشكل افضل الواقع والعدو، وجديرة بان تكون هي التي تقوم بالإصلاح التاريخ ايضا.
لا توجد ذرة سذاجة في توقف كهذا او وعد لمستقبل ساحر، وذلك بخلاف إعلانات النصر المطلق التي تسمع عن الادعاء الذي يقول “محظور انهاء الحرب فيما تكون حماس على حدودنا”. هذا قول ينطوي على مناكفة ليس فيها بحث معمق بالنسبة لاصطلاح “الحسم” والتحديات التي ينطوي عليها احتلال كل غزة او تفسير لماذا لا يحل المنطق “المطلق” على النووي الإيراني الذي يطرح تهديدا وجوديا اكثر حدة باضعاف على إسرائيل.
فضلا عن الاشفاء الداخلي – الذي يفترض أيضا إعادة تصميم العلاقات مع جماهير كشفت الحرب فجوة خطيرة بينها وبين الدولة، وعلى رأسها الحريديم، لكن أيضا العرب – سيكون مطلوبا بلورة خطط مرتبة بالنسبة للمستقبل. أولا وقبل كل شيء كيف يكون تركيز الجهد على النووي الإيراني الى جانب ثلاث خطط أخرى بلورتها وتنفيذها لن تكون ممكنة بسبب حروب متواصلة: التصدي للتهديد الحوثي من خلال عزل اليمن عن النفوذ الإيراني وتعزيز قوى بديلة في الدولة؛ بلورة قواعد لعب وتقاسم مناطق نفوذ مع تركيا في الساحة السورية؛ وبالطبع تخطيط الحرب التي لن يكون منها مفر ضد حماس، يحتمل في ظل احتلال غزة، هدف تاريخي واضح أن القيادة الحالية تفتقر للتخطيط وللشرعية من الداخل ومن الخارج لاجل تحقيقه.
-------------------------------------------
هآرتس 5/5/2025
الرسالة تم استيعابها: من سيستبدل بار لن يوقف التحقيقات في “قطر غيت”
بقلم: يوسي ميلمان
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومن يقولون نعم له حاولوا اخضاع رئيس الشباك رونين بار ولكنهم فشلوا. فقد شنوا ضده حرب تشويه قذرة، واستخدموا آلة السم واستعانوا بتسريبات رجال متعاونين من الشباك، على أمل أن ينكسر ويتنازل عن نضاله في المحكمة العليا. ولكن نتنياهو والوزراء والمتملقين له اكتشفوا أن امامهم زعيم وقائد مصمم، لا يخاف ولا ينحني امام السلطة.
بار هو منارة في الظلام الذي نزل على إسرائيل في السنتين الأخيرتين، وبالتأكيد امام حراس العتبة الآخرين مثل رئيس الدولة اسحق هرتسوغ، المفتش العام للشرطة داني ليفي، رئيسة العليا المحكمة العليا السابقة استر حيوت، رئيس الموساد دادي برنياع الصامت والذي يجلس على الجدار ويمدح قرارات نتنياهو ويتنكر لبار، الذي هو خريج دفعته في دورية هيئة الأركان.
بار كان طوال حياته المهنية في الوحدة التنفيذية للشباك، التي تضم شعبتين. الأولى هي وحدة المستعربين التي عملت وتعمل استنادا الى المعلومات الاستخبارية وتجمع بين الاستخبارات الموحدة واستخبارات السايبر في الرقابة والاختراق في الضفة الغربية وغزة ولبنان، وتستخدم. الثانية تستخدم أساليب مشابهة في داخل إسرائيل ضد المشتبه فيهم بالتجسس وحرب السايبر والتخريب، سواء من قبل الأجانب أو الإسرائيليين. ورغم أنه لم يخضع للتدريب كعميل سري إلا أنه قرر في مرحلة متأخرة تعلم اللغة العربية، الامر الذي يدل على أنه محترف ومهني ويصل الى التفاصيل. وقد تدرج في سلم العمليات من مقاتل الى رئيس فرقة، ومن ثم الى رئيس المقر العام وبعد ذلك نائب رئيس الشباك وبعدها رئيس الجهاز قبل ثلاث سنوات ونصف.
بار ليس شخصا ساذجا، وحتى جهاز مهني ورسمي مثل الشباك الذي يعد رجاله للتميز، غير خال من السياسة وتعابير القوة، التي بدونها يصعب التقدم أيضا في الجهاز. لكن أيضا حقيقة أنه “مقاتل” لم تعد بار لمكانة “حامي الديمقراطية”. والصاق صفة “يساري” بمن طوال حياته المهنية حارب الفلسطينيين وقام باعتقال وتصفية إرهابيين، ربما هو تسلية له. وهو أيضا لم يحلم ولم يخطط لأن يكون “البطل غير المتوقع” للمعسكر الليبرالي.
لكن بار تسامى الى عظمة الساعة. بعد أسبوع على 7 أكتوبر اعترف بالمسؤولية عن الفشل الذريع. كان من الواضح له أنه لن ينهي ولايته، التي موعد انتهاءها هو نهاية 2026. هو بقي في منصبه ليس لأنه يتمسك به بشدة، بل لأنه أراد ان يقوم بـ “الإصلاح”، لنفسه وللجهاز: تصفية قيادة حماس في غزة، استكمال التحقيقات في الفشل ورؤية المخطوفين محررين. ولكن هذه العمليات طالت. بار قرر الإعلان عن استقالته قبل عيد الفصح، لكن هذه الخطوة تشوشت بسبب الذعر الذي تملك نتنياهو في اعقاب التحقيق مع مستشاريه في قضية “قطر غيت”. بعد سنة ونصف على العمل المشترك اعلن نتنياهو أنه لم يعد يثق ببار، لكن الأخير فهم أن نيته الحقيقية هي تعيين بديل يكون مخلص شخصيا له على امل أنه ربما سيكافئه على تعيينه بالتراجع عن التحقيق. من خلال الخوف من أن هذا التعيين سيمكن نتنياهو من جعل الشباك جهاز دمية، مثل الطريقة التي فعلها هو وايتمار بن غفير في الشرطة، ومن خلال القلق الصادق على الدولة فقد قرر بار أن يرد. لقد رفض الاستقالة حسب نزوة نتنياهو وقدم شهادة مشفوعة بالقسم للمحكمة العليا فسر فيها كل عمليات نتنياهو الخطيرة. الشهادة المضادة لنتنياهو اعتبرها بار “منحازة، مزيفة وانصاف حقائق”.
كثيرون يتساءلون لماذا اعلن بار عن استقالته حتى قبل النقاشات في المحكمة العليا، التي ربما سيتقرر الآن فيها بأن النقاشات زائدة. التقدير هو أنه قرر الإعلان عن ذلك في الموعد الرمزي المهم وهو عشية يوم الذكرى لأنه شعر بأنه قدم للمحكمة العليا البنية التحتية المطلوبة لتمكينها من اتخاذ قرار جوهري، الذي سيحافظ على استقلالية الجهاز. بار أيضا يعتقد أن هذه الرسالة، المخصصة أيضا للعاملين في الجهاز وللجمهور الواسع، أنه تم استيعابها جيدا، وأن من سيستبدله سيواصل ارثه. غير معروف من الذي سيعينه نتنياهو بدلا من بار. ولكن من غير المعقول أن هذا الشخص سيوقف تحقيقات قطر غيت أو أنه سيخضع للتعليمات التي تهدف الى التساهل مع نتنياهو وعائلته.
بار أوضح بأنه يأمل أن يأتي وريثه من صفوف الجهاز، في فترته قام بتعيين نائبين له. م. الذي يشارك في طاقم المفاوضات حول صفقة المخطوفين العالقة، وس. الذي يشغل المنصب منذ أربعة اشهر. الاثنان مناسبان بالنسبة لبار. ولكن بسبب علاقته المتوترة مع نتنياهو فانه لن يتوجه اليه للتوصية بهما. نتنياهو نفسه التقى قبل أسابيع مع ثلاثة اشخاص انهوا الخدمة في الشباك وهم يئير ساغي، الذي تنافس قبل اربع سنوات امام بار على المنصب؛ ايل تسير كوهين، الذي خدم مع بار في قسم العمليات وبعد ذلك انتقل الى الموساد؛ شالوم بن حنان، الذي ترأس ثلاثة اقسام. هم ليسوا بيبيين، ويمكن الافتراض بأنهم سيديرون الجهاز حسب قيمه ولن يسمحوا له بالتفكك. لذلك، ربما أن نتنياهو سيقوم بتعيين شخص آخر يفاجيء الجميع. توجد أيضا إمكانية أخرى، يبدو أنها غير معقولة: أن يعلن نتنياهو عن تعيين قائم بالاعمال من اجل أن يكون أصحاب المناصب “ملزمون تجاهه”. وبسبب أنه قادر على التغلب على كل خدعة ومناورة فان هناك إمكانية أخرى، أكثر هستيرية، وهي ادعاء نتنياهو بأنه بسبب أن قانون الشباك ينص على أن رئيس الجهاز يعين لخمس سنوات وبار لم يكمل ولايته، فان من سيستبدله سيشغل المنصب فقط سنة ونصف – في هذه الحالة سيكون التعيين حتى الانتخابات القادمة في تشرين الثاني 2026.
-------------------------------------------
يديعوت احرونوت 5/5/2025
زمير جاء ليعمل، يحتمل أن هذه هي المشكلة
بقلم: ناحوم برنياع
جورج كلمنصو كان من عظماء السياسيين الذين شهدتهم فرنسا. في التاريخ اليهودي والصهيوني نال تمجيدا بسبب تجنده من الجانب الصحيح، المحق، في قضية جرايفوس. أحد الاقوال التي تحفظ عن ظهر قلب وخلفه وراءه كان حول مكانة قادة الجيش. فقد قال ان “الحرب اهم من أن تُبقى للجنرالات”. قرابة مئة سنة وغير قليل من الحروب مرت منذ وفاته. كل حرب علمتنا بطريقتها كم كان محقا: واضح أن الحرب اهم من ان تبقى للجنرالات. السؤال هو لمن تبقى.
قبل لحظة من دخول الجيش الإسرائيلي مجددا الى معركة عديدة الفرق، متدحرجة، في غزة، مطلوب فحص قوله من جديد. في كثير من المعاني تختلف هذه عن حروب سابقة: فهي تدار حيال عدو ضعيف، مضروب، يرفض الاستسلام، تحت سحابة سميكة من التخلي عن المخطوفين في ظل مس شديد بالسكان المدنيين ومعارضة متصاعدة في مؤسسات دولية، ومن جهة أخرى إدارة أمريكية تسمح لإسرائيل ان تعمل في غزة كما يروق لها. والاساس، الإسرائيليون فقدوا الثقة. الكابنت لا يثق بقيادة الجيش وقيادة الجيش لا تثق بالكابنت؛ رجال الاحتياط لا يثقون بإدارة الحرب وبتواصلها والشارع شكاك ومنقسم. يراجع الناس أسماء أعضاء الكابنت الذين يريدون أن يشرفوا على احتلال غزة: سموتريتش بوقاحته، لفين بثأره، بن غفير بجريمته، كاتي بصرخاته، روك بحماستها، ريغف بتملكها، ديرمر بتبطله، وكلهم معا بانقطاعهم التام عن الواقع. معظمهم لم يخدموا في الجيش او تملصوا من الخدمة. لكن هذه ليست الصعوبة. دافيد ليفي وآريه درعي، وزيران لم يتباهيا بخدمة عسكرية ساهما مساهمة مبهرة بقرارات مصيرية في مواضيع الامن. اما الكابنت الحالي فيعيش في فيلم آخر: كل عضو كابنت ومصالحه الشخصية، ونتنياهو نموذج قدوة للجميع.
هل يوجد رجال احتياط يريدون أن يودعوا حياتهم في ايدي هؤلاء الوزراء؟ هل يوجد أهالي يريدون أن يودعوا في أيديهم حياة ابناءهم؟ لو نهض كلمنصو من قبره اليوم لكان يقول ان الحرب اهم من أن تبقى في ايدي هؤلاء السياسيين.
في المكان الذي لا يوجد فيه ناس كان واحد: العيون تتطلع الى رئيس الأركان، ايال زمير. هو نقي من إخفاقات 7 أكتوبر وملتزم عميقا بقيم الجيش ومقاتليه. هو ليس متعلق بنتنياهو، بكاتس، بالقاعدة وبابواقهم. هو جاء للعمل – ويحتمل أن هنا تبدأ المشكلة.
زار زمير امس الوحدة البحرية 13. وقال “هذا الأسبوع نحن نصدر عشرات الاف الأوامر لرجال الاحتياط عندنا كي نشدد ونوسع عمليتنا في غزة. نحن نصعد الضغط بهدف إعادة اناسنا وحسم حماس. سندمر كل البنى التحتية من فوق ومن تحت الأرض”.
ودرء للشك: أنا أمقت حماس وأريد ابادتها بقدر لا يقل عن رئيس الأركان. لكن 19 شهرا من حرب لم يتحقق فيها هذان الهدفان علمتني أمرين. الأول، الضغط العسكري لا يعيد مخطوفين. أحيانا يقتلهم؛ الثاني، في حرب العصابات لا يحسم الامر باحصاء القتلى في الطرف الاخر أو تدمير البنى التحتية. حرب العصابات تحسم ببناء بديل سلطوي. التشبيه الواجب هو بين لبنان وغزة. الضربة العسكرية التي تلقاها حزب الله كانت ذات مغزى، لكنها كانت اصغر بلا قياس من الضربة التي تلقتها حماس. في لبنان كان من ترجم ا لضربة العسكرية الى تغيير سياسي. في غزة حكومة إسرائيل أحبطت كل إمكانية.
في “نتفلكس” يبث الان مسلسل وثائقي عن حرب فيتنام في الذكرى الخمسين بانتهائها. في المسلسل لا يوجد ما هو جديد حقا. لكنه يكشف امام جيل جديد من المشاهدين ثقل المأساة، الفظاعة، الوحشية والعبث. شخصية الجنرال وستمورلند، قائد القوات الامريكية في الحرب تلعب فيه دورا مركزيا. فقد كان وستمورلند مقتنعا بانه سيحسم الفيتكونغ: كل ما يحتاجه هو مزيد من الجنود.
النصر الفوري كان نصر شمال فيتنام: أمريكا هزمت واهينت. النصر النهائي كان لامريكا: في فيتنام يخيطون اليوم بناطيل الجينز لمحلات الموضة في نيويورك.
غزة ليست فيتنام، رمالها ليست غابة، حماس ليست فيتكونغ وإسرائيل ليست أمريكا. لكن التطلع الى نصر مطلق في حرب عصابات كان وهما هناك ومن شأنه أن يكون وهما هنا. الكابنت الحالي، الذي لم يأخذ مسؤولية عن اخفاق 4 أكتوبر، لن يأخذ المسؤولية أيضا عن الاثمان التي سيتطلبها احتلال غزة. المسؤولية سيتحملها الجيش: لعل هذا ما قصده نتنياهو حين قال “زمن الزمير حان”.
-------------------------------------------
يديعوت احرونوت 5/5/2025
الصدام الحقيقي بين اهداف الحرب
بقلم: نداف ايال
الصاروخ الحوثي الذي سقط في مطار بن غوريون ذكر إسرائيل ببضع حقائق أليمة. الأولى هي أن الحرب – وليس فقط في غزة، بل في كل المنطقة – لا تزال هنا. الثانية هي انه لا توجد نجاحات تامة ولا في الدفاع الجوي الإسرائيلي الممتاز بمساعدة إدارة ترامب. الثالثة، التي جاءت مع موجة الغاء الرحلات الجوية الأجنبية هي أن ليس لإسرائيل مصلح في حرب لا تنتهي. وان هذا التهديد، في أن الحرب ستستمر وتستمر يهدد أساسا الإسرائيليين، الاقتصاد والمجتمع هنا. وان المفهوم البن غوريوني عن الحروب القصيرة لم ينبع من ضعف إسرائيل، من قصر نظر او من تحديات محدودة في 1948. نبع من فهم واعٍ للعمق الاستراتيجي الإسرائيلي، من موقف الدولة في الاسرة الدولية، اعتمادها الزائد على جهات اجنبية والجيش الإسرائيلي كجيش احتياط.
أمس تحدثت مع رجلي اعمال كانا في طريقهما الى مناسبة مهنية في إسرائيل ورحلتاهما الغيتا. وهما يعتزمان محاولة الوصول، اذا ما نجحا، لكن حدثا كالاصابة للمطار هو ذو مغزى بعيد المدى وضرر متراكم. مقاطع الفيديو بثت في ارجاء العالم. انحراف طفيف واذا بالصاروخ كان سيضرب طائرات مسافرة أو قاعة السفر. شركات طيران اجنبية يتعين عليها أن تجري حساب المخاطر (وفي حالة العال حساب رفع الأسعار). التهديدات بردود حادة ضد الحوثيين في مكانها بالطبع. لكن الحقيقة هي ان المشكلة الحوثية يمكنها أن تحل بثلاث وسائل. الأولى هي احتلال قوة خصم لهم في أراضي اليمن. هذا ليس على جدول الاعمال حاليا. الثانية هي انهاء الحرب في قطاع غزة. والثالثة، التي يجربها الامريكيون الان هي نزع قدرات من النظام الحوثي بهجمات متكررة، وهذا يستغرق وقتا.
في هذه الاثناء، الاسياد في طهران راضون. من جهة سلحوا ودربوا الحوثيين. من جهة أخرى هم يتفاوضون مع الإدارة الامريكية التي تريد اتفاقا معهم. للامريكيين يقولون لم تعد لنا سيطرة فاعلة على الحوثيين.
الصورة الكبرى هي ان تواصل الجهود للوصول الى صفقة مخطوفين، محدودة، لكن صفقة فيها مسار لانهاء الحرب حقا. مبعوث الرئيس ستيف ويتكوف يواصل بذل الجهود في الموضوع. رئيس الوزراء نتنياهو يواصل اتهام قطر بانها لا تضغط بما يكفي على حماس؛ هذا مؤشر على الوضع السيء للاتصالات الان. توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة لا يزال يستهدف الضغط على حماس. هذه ليست بعد واحدة من الخطتين الكبيرتين لاحتلال القطاع. امس نشر في اخبار 13 بان رئيس الأركان حذر من أن تنفيذ خطة كهذه يمكن أن يتسبب بموت المخطوفين؛ في اخبار 12 نشر أن رئيس الأركان أبلغ المستوى السياسي قطعيا بان جنود الجيش لن يوزعوا الطعام للسكان الفلسطينيين. هذا كله جزء من الصورة إياها التي ترتبط بما يريده الجيش في القطاع.
تخوف من “نموذج حزب الله”
في هيئة الأركان توجد خيبة أمل من الطريقة التي يشد بها المستوى السياسي لحملة لا عودة منها في القطاع. لا عودة منها للمخطوفين ولا لمكانة القطاع أيضا، تحت الاحتلال. في واقع الامر، يقود المستوى السياسي الى مستوى T كهذا: إما ان تدفع الضغوط التي تمارس في القطاع بحماس الى صفقة أو نسير الى احتلال كامل للقطاع. أناس كسموتريتش وبن غفير يتطلعون ويصلون الا توافق حماس على صفقة. هم يريدون الاحتلال. المستويات العليا في الجيش تقول هكذا لا يمكن. توجد إمكانية ثالثة، ومن الواجب على الأقل التفكير بها والبحث فيها بشكل جدي. الوصول الى توافقات تسمح بانهاء الحرب، إزالة حكم حماس وإعادة المخطوفين. هذه المستويات لا تقول بالضرورة كلمتي “المبادرة المصرية” لكنها لا تريد ان يحشر الجيش في مثل هذا الخيار الصعب. وهنا ينبغي أن نشرح نقطة حرجة. في كل الخطط التي توجد على الطاولة، المصرية او الإماراتية او تلك للرئيس ترامب، حماس لا تسيطر في قطاع غزة. التخوف الإسرائيلي هو من “نموذج حزب الله”، والذي تبقى فيه حماس خلف الكواليس.
لكن هيا نفترض أن الحرب استمرت والجيش الإسرائيلي احتل كل القطاع. وفي نهاية هذه الحملة أيضا ستنفذ خطة ما (لنفترض خطة الامارات). بكلمات أخرى: كل اللاعبين الإقليميين يتفقون منذ الان على ازالة حماس. السؤال في هذه اللحظة هو الى أي حد تكون هذه الازالة فاعلة، مشددة، بعيدة المدى. اذا تقررت الحملة الكبرى فان فرضية العمل هي انه لا يمكن الوصول الى نتيجة قاطعة تلقي بحماس عن حق وحقيق. لكن الثمن هو المخطوفون. وعليه فالسؤال ليس إزالة حماس مقابل تحرير مخطوفين بل هل مناسب التضحية بالمخطوفين لقاء الفجوة بين ما يمكن لإسرائيل أن تحصل عليه منذ الان وبين الإنجاز بعد أن تحتل (مثلا) مخيمات الوسط وقلب مدينة غزة، بثمن باهظ للجيش ولدولة إسرائيل. هذا هو السؤال.
لكن هذا السؤال موضوعي جدا. الحقيقة هي انه اذا ما اجرى نتنياهو البحث الجدي الذي يريده جهاز الامن واذا لم يتخذ القرار الذي يتبناه سموتريتش وبن غفير، فان حكومته في خطر. وهم سيسلمون بصفقة جزئية لكن ليس اكثر من ذلك.
زيارة ترامب الحرجة
في هذه اللحظة تتحكم بالجدول الزمني زيارة ترامب الى المنطقة. مشكوك أن تخرج إسرائيل الى حملتها الواسعة قبل أن يعود الى واشنطن. في الولايات المتحدة لا يزال يأملون باختراق في الاتصالات للصفقة. اختراق يؤدي الى أن حتى ترامب يفكر بتغيير خططه ويأتي ليستقبل المحررين في إسرائيل – وبينهم، اذا ما كانت صفقة، المواطن الأمريكي عيدان الكسندر. لكن حاليا، الاختراق ليس هنا. ما هو هنا حقا هو زيارة حرجة لترامب الى المنطقة، زيارة يوشك على أن يخرج منها بنجاحات اقتصادية ذات مغزى وتوقيع اتفاقات امنية – وكل ذلك بدون زيارة إسرائيل وبدون حديث عن تطبيع مع إسرائيل. الرئيس ترامب الذي تعزى اتفاقات إبراهيم له لا يزال يتطلع الى جائزة نوبل للسلام. والطريق لتحقيق ذلك هو سلام سعودي إسرائيلي. لكن السعوديين يأخذون في الشهرين الأخيرين خطوات واسعة الى لوراء. النقطة ليست فقط استمرار الحرب في غزة. فلئن كانوا اعتقدوا قبل سنة بان بنيامين نتنياهو يمكنه ان يوفر البضاعة، فان محافل سعودية تقول لنظرائها الأمريكيين ان رئيس الوزراء ليس الحل بل المشكلة.
هذه الأمور تنضم الى احتكاكات كبرى بين القدس وواشنطن؛ في الإدارة ومحيطها توجد محافل ذات نفوذ كبير تتخوف من محاولة جر الولايات المتحدة الى حرب في الشرق الأوسط وتدعو الى التركيز فقط وحصريا على التهديد الصيني. امس نشر نبأ يتحدث عن “خيبة امل” نتنياهو من الرئيس ترامب، الامر الذي لن يستقبل جيدا في البيت الأبيض، وقبل يومين نشرت “واشنطن بوست” نبأ طويلا ادعى بان مستشار الامن القومي مايك فالتس اقيل (أيضا) بسبب اتصالاته مع الإسرائيليين. نتنياهو اضطر لان ينشر نفيا اما الامريكيون بالذات فلم ينفوا بالقطع.
-------------------------------------------
هآرتس 5/5/2025
19 شهر من اسكات وسائل الاعلام: اسمحوا لنا بدخول غزة
بقلم: جيرمي دايموند، جوزيف فريدمان وتانيا كرايمن
خلال عشرات السنين سافر مراسلون أجانب الى مناطق قتال خطيرة في ارجاء العالم للكتابة بشكل مستقل من الميدان. ولكن ليس في قطاع غزة، أو في الـ 19 شهر الأخيرة. من العراق وأفغانستان وحتى أوكرانيا وسوريا، فان التقرير غير المنحاز من المصدر الأول هو الطريقة الأفضل التي نعرفها من اجل نقل للجمهور الصورة الكاملة والأكثر دقة عن الحرب وتداعياتها. هذا ما قادنا، تحت نار الصواريخ المتواصلة، الى بلدات إسرائيلية مدمرة على طول الحدود مع القطاع في الأيام والاسابيع الأولى بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر. في حينه إسرائيل رحبت بالتغطية.
بعد ذلك منعت إسرائيل دخول المراسلين الأجانب الى غزة من اجل الكتابة بشكل مستقل عن الثمن الفظيع الذي جبته الحرب من القطاع، ومن اكثر من 2 مليون من سكانه. هذا التقييد ازعج جدا تغطية النزاع الذي توجد له تداعيات عالمية واسعة، وفرض عبء ثقيل وقاتل أحيانا على زملائنا الفلسطينيين في غزة.
لقد حان الوقت لانتهاء هذا الاجراء.
كاعضاء في اتحاد الصحافيين الأجانب نحن نجدد الدعوة لإسرائيل برفع الحصار الإعلامي غير المسبوق هذا بشكل فوري. واذا لم تفعل ذلك حكومة إسرائيل فاننا نطلب من المحكمة العليا في إسرائيل الاستجابة على الفور لطلبنا، السماح بوصولنا الى غزة، عندما ستقوم في هذا الشهر بفحص التماسنا. مهمتنا الرئيسية كمراسلين هي الكتابة عما نشاهده ونسمعه، الكتابة للجمهور عن الاحداث التي كنا شهود عليها، والتحقيق في ادعاءات متناقضة. مهمتنا هي أن نكون في الميدان، حتى عندما يكون العمل خطير. الدول الديمقراطية تعتبر هذا الالتزام حق. مع ذلك، إسرائيل التي تعتبر نفسها “الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”، تمنعنا بشكل فعال من تحقيق ذلك.
مبررات إسرائيل تغيرت مع مرور الوقت. في البداية قيل إن وجود المراسلين سيعرض حياة الجنود للخطر وأيضا رجال الامن الذين يعملون على طول الحدود. مؤخرا تم الادعاء بأن إسرائيل لا يمكنها ضمان سلامة المراسلين.
هذه الادعاءات يمكن طرحها في أي نزاع في ارجاء العالم، لكن هذا لم يمنعنا في أي يوم بصورة جارفة من النشر من عشرات مناطق القتال الأخرى، بما في ذلك الأربعة نزاعات سابقة في قطاع غزة.
ليكن من الواضح: طلب حصولنا على الموافقة على دخول القطاع لا ينتقص أي شيء من العمل البطولي لزملائنا الفلسطينيين الذين يواجهون الاخطار والصعوبات التي لا يمكن تخيلها من اجل الإبلاغ عن الواقع على الأرض. ولكن لا يجب أن يتحملوا وحدهم عبء تغطية هذه الحرب، وقدرتهم على فعل ذلك أصبحت رويدا رويدا تتجاوز حدود الممكن.
بعد 19 شهر على الحرب المنهكة، معظم المراسلين في القطاع يعيشون ويعملون الآن في خيام بائسة ومبان تم قصفها. من كل الجهات تنفيذ عملهم يتم تحديه في اعقاب غياب طريقة للوصول الى الكهرباء والوقود والغذاء والاتصال والمعدات، خاصة منذ فرضت إسرائيل في بداية اذار الحصار على غزة. وكلما اشتدت الظروف فان عبء التغطية ملقى على جسم صحافة آخذ في التقلص، بعد أن نجح عشرات المراسلين أصحاب الخبرة في غزة في مغادرة القطاع النازف.
من هم قادرون حتى الآن على التحرك في الميدان يواجهون تهديد دائم من النار الإسرائيلية أو الاعتقال العبثي على يد القوات الإسرائيلية. حسب لجنة الدفاع عن الصحافيين فان 168 مراسل فلسطيني قتلوا بنار إسرائيل منذ بداية الحرب. وهذه حقيقة حولتها الى النزاع الأكثر فتكا بالمراسلين منذ عقدين.
هذا الرقم المحزن يشكك بالتزام إسرائيل بالحفاظ على سلامة المراسلين الفلسطينيين. نحن نؤمن بأن وجود مراسلين أجانب، يعملون لصالح منظمات دولية معروفة، وهم مواطنون من دول حليفة لإسرائيل، سيؤدي الى انتقاذ اعمق ومطالبة بتحمل المسؤولية.
الجيش الإسرائيلي يقترح بين حين وآخر على المراسلين الأجانب فرصة لـ “الانضمام” الى قواته لبضع ساعات، من خلال التركيز على عرض انفاق حماس ومهمات تنفذها قواته. نظرة قصيرة ومنتقاة كهذه الى غزة ليست البديل لنهج مستقل وغير محدود من اجل الوصول الى القطاع. هذه النظرة تجري تحت سيطرة مطلقة ومقلصة في حجمها ولا تسمح باجراء المقابلات مع السكان الفلسطينيين.
إضافة الى ذلك هي كانت قليلة، حتى الأدوات الاخبارية الغربية الكبيرة في العالم التي تفضلها إسرائيل دخلت الى غزة ليس اكثر من 12 مرة، وهو رقم صغير في نزاع استمر 600 يوم. ممثلو وسائل اعلام دولية كثيرة لم يدخلوا أبدا الى قطاع غزة.
هذا التقييد يمس بالجمهور الدولي ويمكن أن يخلق سابقة خطيرة، في اعقاب اسكات تغطية نزاع، الامر الذي يتطلب تمويل امريكي كبير ورأسمال دبلوماسي. وتوفير إمكانية الوصول الى غزة غير مهم لمنتقدي إسرائيل فقط، بل ينبغي أن يكون أيضا بمثابة إجابة على الأسئلة والمخاوف التي يثيرها مؤيدوها.
حكومة إسرائيل ومؤيدوها شككوا مرة تلو الأخرى بتقارير المراسلين الفلسطينيين. واحتجوا على عدد القتلى المدنيين، ومؤخرا رفضوا الادعاءات بشأن وجود ازمة إنسانية واتهموا حماس بتخزين مواد المساعدات الإنسانية. مؤيدو إسرائيل من شأنهم مباركة تقارير جهات اعلام دولية مستقلة في غزة من اجل فحص هذه الادعاءات. ورغم ذلك، خلال الحرب، رفضت إسرائيل طلباتنا المتكررة لاجراء حوار أو الوصول الى غزة. الطلبات والرسائل من شخصيات رفيعة في قنوات الاخبار في ارجاء العالم ووجهت بتجاهل.
اتحاد الصحافيين الأجانب الذي يمثل مئات الصحافيين وعشرات وسائل الاعلام الدولية التي تغطي إسرائيل والمناطق الفلسطينية، توجه للمحكمة العليا في إسرائيل وطالب بتخفيف هذا الحصار غير المسبوق. في كانون الأول 2023 قدمنا الطلب الأول من اجل الدخول الى غزة. وبسبب المعارك في تلك الفترة المحكمة ايدت قرار الحكومة، ولكنها شجعتنا على تقديم طلب جديد عندما ستتحسن ظروف الحماية. قدمنا طلب آرخر في أيلول الماضي. الحكومة من ناحيتها ردت بما لا يقل عن خمسة طلبات رفض. الملف من شأنه أن يطرح للنقاش في المحكمة العليا في 21 أيار الحالي.
نحن نعرف التحديات الأمنية للعمل في منطقة قتال، وعملنا بدون هوادة من اجل ابعاد زملائنا الفلسطينيين عن الإصابة. يوجد لمنظمتنا تجربة كبيرة من العمل في محيط متحد، ونحن نؤمن، وليس حكومة إسرائيل، أن من شأننا نحن أن نقرر أين نعمل وأي مخاطر يمكن أن نواجهها. نحن نؤمن بأن الحوار يمكن أن يحل كل المشكلات.
19 شهر من اسكات وسائل الاعلام هي فترة طويلة جدا. نحن نطلب من إسرائيل تطبيق مبادئها الديمقراطية المعلنة والسماح لنا بالدخول.
-------------------------------------------
هآرتس 5/5/2025
يهود وعرب في القدس يصرون على التقارب
بقلم: نير حسون
من تحت اسوار البلدة القديمة في القدس، ومرورا بباب الخليل على خط التماس الذي كان يقسم القدس حتى 1967، وبشكل معين يقسمها حتى الآن، يمتد مسطح اخضر كبير مصنوع من الانجيل الصناعي. في طرف المسطح يوجد حجرا رحى، الأثر الأخير لجورة العناب، وهو حي يهودي – عربي صغير كان يوجد هناك في نهاية القرن التاسع عشر. في القرن العشرين، كلما ازداد العنف بين يهود القدس وعربها ارتفعت الاسوار وارتسمت الحدود وتم ترك الحي، ودمر ومحي من المشهد. ولكن في الصيف الأخير عادت المنطقة لتشكل مكان للقاء بين اليهود والعرب، هذه المرة وهم يحملون صحون “فريزبي” الطائرة للعب.
في كل مساء يوم ثلاثاء يجتمع هناك تقريبا 15 لاعب من هواة الصحون الطائرة، بينهم حريديون من مئة شعاريم وفلسطينيون من سلوان وطالبات امريكيات جئن من أمريكا وطلاب ثانوية من غربي القدس ومدير عمل من أبو غوش، في اطار مشروع “فريزبي على خط التماس”. رغم صورة لعبة شاطيء بدون قواعد فان الفريزبي التنافسي هو فرع رياضي يذكر بكرة القدم، باستثناء الصدامات العنيفة. من يريدون استخدام هذه اللعبة لتقريب القلوب يجدون فيها ميزة أخرى، القانون الذي يحظر الركض وأنت تحمل صحن الفريزبي بيدك يفرض على اللاعبين التعاون الوثيق وبناء استراتيجية مشتركة. هذه ليست لعبة نجوم، بل هي عمل طاقم مشترك.
في صباح 18 آذار، عندما استانف الجيش الإسرائيلي القتال في قطاع غزة، وزارة الصحة الفلسطينية احصت 300 امرأة وطفل قتلى، وعائلات المخطوفين عبرت عن مخاوف شديدة على مصير أبنائها. ولكن على المسطح الاخضر تم الحفاظ في ذلك المساء على روتين الفريزبي. “بالتحديد في أوقات كهذه يجب أن نواصل ولا نتوقف”، قال للصحيفة مؤسس هذا المشروع، حسام موسى وهو من سكان سلوان. “أنا لم آت لحل مشكلة الشرق الأوسط، لكن طالما نحن نلتقي هنا فان هذا بحد ذاته نجاح”.
مثلما في كل مكان أيضا في القدس تسببت الحرب بضعضعة العلاقات بين اليهود والعرب. علاقات كثيرة قطعت، عدم الثقة تعمق، الفضاءات المشتركة افرغت والعنصرية تعززت. بالتحديد على هذه الخلفية استمرت مشاريع للقاءات بين الفلسطينيين واليهود في المدينة، وحتى ولدت مشاريع جديدة – حول مضامين مثل الرياضة، الفن، تعلم اللغة أو علاقات جيرة. المشاركون يعترفون أنهم اقلية صغيرة في الطرفين، لكنهم أيضا يشعرون أنهم يحافظون على جمرة الامل بواقع مختلف.
موسى، مرشد (35 سنة)، بدأ يتعرف على المجتمع الإسرائيلي في فترة مكافحة الكورونا، عندما قل السياح في المدينة اقترح جولات في شرقي القدس لجمهور إسرائيلي، بعد ذلك بدأ في عقد لقاءات بين اليهود والعرب. “كل أسبوعين يختارون موضوع ويجلسون ويتحدثون”، قال. في شهر آب خطرت بباله لعبة الفريزبي التي تجتاز الحدود. “في البداية فكرت بكرة القدم ولكني خفت من أن يجلب ذلك كل أنواع الأشخاص غير المناسبين. بحثت عن شيء اخف يمكن اللعب به على خط التماس”، قال. “في مدينة فيها بصعوبة يتحدث الواحد مع الآخر، يأتون الى هنا ويلعبون الفريزبي، هذا أيضا شيء ما”.
الشائعة حول الألعاب تمر من الفم الى الاذن. مجموعة طلاب ثانوية يهود انضمت بعد محادثة في المدرسة، التي فيها تحدث لهم موسى عن حياته في المدينة. “كان لقاء صعب”، قال. “في اللحظة التي عرضت فيها نفسي قالوا لي: أنت لست فلسطينيا، بل إسرائيليا. هذا كان لكمة في البطن. في النهاية عندما حدثتهم عن المشروع سألتني معلمة: لماذا انت تتحدث عن ذلك فقط الآن؟ أنا اجبت بأنني لم آتي للقول بأن كل شيء جيد وجميل هنا. ولكن يوجد أيضا هذا. بعد الظهر جاء أربعة طلاب للاعتذار باسم الصف، قلت لهم: أيها الطلاب اللطفاء، هذا ليس ذنبكم. وقد بقوا للعب وقاموا بدعوة المزيد من اصدقائهم، ومنذ ذلك الحين هم يأتون بشكل دائم”.
لاعب آخر، يعقوب (اسم مستعار)، وهو من المتدينين المقدسيين من مئه شعاريم، الذي ذات يوم كان يتنزه في المحيط واقترح عليه اللاعبون الانضمام. هو استجاب وانجرف الى المشروع. “في اللعب أنت لا تشعر من هو اليهودي ومن هو العربي، بالنسبة لي الجميع هم بشر”، قال. اصغر اللاعبين هو شالوم إسرائيل شبيرفر (15 سنة) من القدس، الذي عائلته تعيش في المستوطنات، ووالده هو مبعوث جمعية حباد في كفار عصيون. “والدي يقول: انا اؤمن بالسلام، لكن…”. دائما توجد “لكن” بين السطور، الذي في الواقع يقول “انا لا اؤمن بالسلام لأنني لا اؤمن بالناس الذين اريد السلام معهم. أيضا جدتي مصدومة قليلا وأبناء عمي الذين هم من شبيبة التلال. عندما يسألوني أقول لهم ان هذا ممتع، وهو نشاط انتظره خلال الأسبوع”.
لقاءات أخرى تجري في اطار جمعية ليسان التي تقترح على النساء الفلسطينيات في شرقي القدس تعلم اللغة العبرية. عبر هذه الجمعية تقريبا 50 متطوعة إسرائيلية وفلسطينية يعلمن حوالي 400 طالبة من الفتيات وحتى النساء البالغات. في القريب سيتم افتتاح في اطار هذه الجمعية أيضا مجموعة لتبادل اللغة، وهي ستسمح للنساء من غربي المدينة ومن شرقها بالتعلم المتبادل للعربية والعبرية. أيضا في حي أبو طور تعمل مجموعة مشتركة من الجيران اليهود والعرب.
قبل عيد الفصح نشرت “كولنا”، النداء السنوي لليهود للتبرع بالخمير لجيرانهم في شرقي المدينة. في كل سنة تستجيب مئات العائلات لهذا النداء. “هذا امر خاص جدا بالقدس. نحن شاهدنا ان الناس متحمسون له”، قال عمادي. “توجد لنا تقاليد أخرى. مثلا، محمود، احد مؤسسي الجمعية دائما يحضر لنا الخمير الأول في الميمونة. الناس ببساطة يأتون الى لعبة الفريزبي والى جولة ولا يهم السبب. فقط يجب التوقف عن الخوف والتأكد من أن الامر ممكن. انا لا اريد تغيير موقفكم، فقط خففوا قليلا من الحواجز والمخاوف وستحدث أمور عظيمة”.
-------------------------------------------
إسرائيل اليوم 5/5/2025
البديل هو استسلام جارف لحماس
بقلم: أمنون لورد
يبدو أن بعضا من مصممي الرأي العام في إسرائيل يريدون منذ زمن بعيد ان يعودوا الى أيام ما قبل 7 أكتوبر. في حروب الماضي لا يذكر أن موضوع مثل تجنيد واسع للاحتياط وصل الى العناوين الرئيسة. الكابنت الأمني يجلس كي يقرر حول استمرار المعركة. معنى قرار عملياتي كهذا، مثل تجنيد الاحتياط وتوزيع اوامر 8، يبدو كجزء طبيعي من كل قرار للقتال. وعليه ففي ايام سواء العقل ما كان استمرار المعركة وتجنيد الاحتياط ليحتلا عناوين رئيسة.
غير أن الوضع لن يعود الى ما كان عليه قبل 7 أكتوبر. في تلك الفترة التي اعتقد فيها قادة الاحتجاج بانه مرغوب فيه “هدم القرية لاجل انقاذها”، لم يتصور الجمهور ان يدخل الجيش الإسرائيلي باقدامه وبمركباته المدرعة الى عمق غزة. كانت هذه فترة “ابننا كلنا”، وهذا المزاج أدى ضمن أمور أخرى الى هجمة 7 أكتوبر والى الشلل الذي حل بالجيش الإسرائيلي.
حكومة نتنياهو تريد ومستعدة لان تبادر لخطوات حسم ضد حماس. هكذا أيضا المقاتلون، رغم استنزاف مئات أيام الاحتياط. لكن يحتمل ان يكون هذا هذه المرة خط الائتمان الأخير الذي يعطيه الجمهور للحكومة. البديل للعملية الواسعة هو استسلام بشكل جارف لحماس؛ تحرير واسع لمخربين من السجون، انسحاب شامل من أراضي القطاع وبوليصات تأمين دولية تمنح للمنظمة الإسلامية.
جهد مضنٍ لتصفية تدريجية
هذا لن يحصل والطريق الوحيد لتحرير المخطوفين يمر عبر جهد مضنٍ من التصفية التدريجية بوتيرة متغيرة، لمخربي حماس. في نهاية الامر بقينا في هذه المعركة وحدنا جدا. رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب لم يوفر البضاعة؛ لم يتبقَ الكثير من التهديدات الصاخية. كان متوقعا من الولايات المتحدة أن تمارس ضغوطا متنوعة على مصر وعلى قطر الى أن يخرج دخان ابيض من حماس.
المصريون جندوا ضغطا دوليا ضد الأمريكيين بقيادة فرنسا ماكرون. قطر كان ينبغي لها أن تبذل كل قدراتها على البقاء في الضغط على حماس. لكن حماس وقطر تديرهما، ضمن آخرين، ايران. يمكن الافتراض بان هدف حماس هو أن تبقي إسرائيل بقدر الإمكان في جهد عسكري متواصل في داخل غزة على أمل أن يخفف هذا الضغط عن ايران. دور الجيش الإسرائيلي هو ان يري حماس بان استمرار القتال يضعف المنظمة، يتسبب بمعاناة زائدة للسكان وان لها طريقا واحدا للنجاة من الإبادة التامة – الا وهو تحرير المخطوفين. تنازل رئيس الوزراء كفيل بان يكون انفصالا أليما عن سموتريتش وبن غفير.
من المتوقع للحملة أن تعيد إسرائيل الى واقع تضارب المصالح مع إدارة ترامب. هاكم تضارب مصالح لا تفهمه محكمة العدل العليا. التضارب الأساس يوجد في محور ايران والحوثيين، بيني غانس محق – كان ينبغي لإيران ان تتلقى الضربات على حد قول الشاعر.
السؤال هو هل المفاوضات على صفقة نووي متجددة بقيادة الولايات المتحدة تمنح ايران الحصانة. الخيار ومن الأفضل على سبيل التغيير عدم التشاور مع واشنطن. تحديد هدف، وليس بالضرورة المشروع النووي، والعمل. اطلاق صواريخ باليستية دائم هو وضع لا يطاق. في المناسبة ذاتها نذكر انفسنا بانه لن تكون لإسرائيل سياسة أمن مستقبلية، ومع كل الأسف في ذلك لا يمكن أن نستورد الى إسرائيل النزاعات الدموية السورية أيضا.
-------------------------------------------
هآرتس 5/5/2025
يا رئيس الأركان، هناك أناس يموتون بسببك
بقلم: روغل الفر
سيدي رئيس الأركان، فيما يلي بعض الأسئلة التي ثارت في اعقاب سلوكك منذ توليك لمنصبك:
لقد مر 50 يوم منذ امرت الجيش الإسرائيلي باستئناف القتال في القطاع بذريعة – الامر الذي تصر عليه في كل تصريحاتك العلنية – أنه على رأس اهتماماتك تحرير المخطوفين وبعد ذلك تدمير حماس. نتائج هذه العملية مخيفة. القوات التي توجد تحت قيادتك قتلت مئات الغزيين غير المشاركين، من بينهم الكثير من الأطفال والنساء، ستة جنود قتلوا، وفي قولنا قتلوا فان القصد هو أنهم ماتوا وكفوا عن الوجود ولم يعودوا احياء بيننا، سواء في السماء أو في العالم الحقيقي. إضافة الى ذلك أصيب عدد اكبر من الجنود، بعضهم اصابتهم خطيرة ومتوسطة، التي ستبقيهم معاقين طوال حياتهم، ولم يتم تحرير أي مخطوف، ولا حتى واحد.
هذا حسب المعايير التي انت نفسك وضعتها لمواصلة القتال تشكل فشل مطلق. لم يتم تحقيق أي هدف. لا تحرير المخطوفين ولا تدمير حماس.
الآن قررت ان تصدر عشرات الأوامر للامر 8 لرجال الاحتياط. انت تنوي توسيع القتال. هذا لم يفرض عليك من المستوى السياسي. هذه خططك التي طبختها وتصر على إخراجها الى حيز التنفيذ.
هل أنت تقلق من حقيقة أن الضغط العسكري الذي استخدمته فشل بصورة واضحة جدا في تحقيق الهدف الذي وضعته؟ وأن الجنود ماتوا ويواصلون الموت من اجل تحرير المخطوفين، رغم أنه عمليا لم يدفع موتهم قدما بالتحرير المامول؟ هل انت لا تشعر بالضائقة الأخلاقية بسبب القتل الجماعي للمدنيين في غزة، الذي انت مسؤول عنه مباشرة، ولم يدفع قدما بشيء في تحرير المخطوفين؟.
ما الذي تغير في خططك؟ أي أساليب عمل جديدة تنوي تطبيقها في غزة بعد استكمال تجنيد الاحتياط الكبير وشن الهجوم الجديد؟ لماذا تعتقد أنه في هذه المرة الأساليب ستحقق تحرير المخطوفين؟ هل القتل بدون تمييز للمدنيين هو أخلاقي بالنسبة لك كوسيلة لهدف تحرير المخطوفين؟ اذا كان الجواب نعم، فهل هو أخلاقي بالنسبة لك أيضا عندما فشل في تحقيق هذا الهدف؟.
هل أنت تعرف حقيقة ان الأطفال في غزة الذين قتلوا في اعقاب الأوامر العملياتية التي تعطيها هم أبرياء؟ اذا كان الامر كذلك فكيف تعيش مع نفسك؟ هل من الأخلاقي بالنسبة لك ارسال عشرات آلاف أوامر الاحتياط للجنود الذين سبق وخدموا مئات الأيام منذ 7 أكتوبر، وفي نفس الوقت التعاون مع سياسة الحكومة في اعفاء الحريديين من التجنيد؟.
هل يمكنك حقا النظر الى عائلات المخطوفين في عيونهم وأن تقسم امامهم بأن الاستمرار في القتال لن يعرض للخطر في كل ساعة حياة اعزائهم؟ على فرض أنك لا تستطيع لأنك تعرف أن هذا كذب فلماذا تكذب؟ هل انت لا تعتقد ان رئيس الأركان يجب عليه قول الحقيقة للجمهور؟.
هل أنت على قناعة بأن فتح جبهة أخرى في سوريا الآن باسم حماية الدروز هو مصلحة امنية واضحة لإسرائيل؟ هل أنت بالفعل لا تشعل الحرب مع الاتراك؟.
عند تسلمك للمنصب أعلنت بأن سنة 2025 ستكون سنة قتال. ولكن في هذه الاثناء هي تظهر كسنة أنت فيها تدعو الى الحرب، وتبحث عنها، خلافا لكل منطق أخلاقي، انساني وعسكري. أنت تشعل حرب في الضفة وفي قطاع غزة وفي سوريا وفي لبنان. تضحي بالجنود. تضحي بالمدنيين الغزيين. تضحي بالمخطوفين. تضحي بالتطبيع مع السعودية. تضحي بتطبيع مطار بن غوريون. تضحي بازدهار الاقتصاد.
غير مطلوب منك الإجابة لأن المستوى السياسي هو الذي يقرر. هذه هي خططك واقتراحاتك ووعودك. الناس يموتون بسببك، بدون مبرر.
-------------------------------------------
هآرتس 5/5/2025
سموتريتش و”حلف الحرامية”: سنقتطع من أجور مربيات الأطفال لتمويل الحرب والحريديم
بقلم: أسرة التحرير
عقب الإضراب الاحتجاجي في رياض الأطفال والمدارس، وقع مساء أمس اتفاق بين اتحاد المعلمين ووزارة المالية. رغم ذلك، لا يمكننا تجاهل استعداد الحكومة للمس بشروط أجرة آلاف مربيات الأطفال والمعلمات ومطالبة موظفي التعليم “الدخول تحت الحمالة” مرة أخرى والتنازل عن آلاف الشواكل من رواتبهم المتدنية أيضاً. إن المس برياض الأطفال والمدارس الابتدائية العامة، التي تجثم تحت عبء اكتظاظ التلاميذ، وتآكل أعضاء الطواقم، ونقص قوى جديدة، كلها تعبر عن سلم أولويات الحكومة، كما أنه جزء لا يتجزأ من الثمن الاقتصادي والاجتماعي والإنساني لاستمرار حرب بلا جدوى في قطاع غزة.
كان الخلاف بين اتحاد المعلمين والمالية حول تقليص 3.3 في المئة من أجرة العاملين في القطاع العام – الذي قررته الحكومة، وهو يدخل إلى حيز التنفيذ ابتداء من راتب نيسان، بلا تعويض. المباحثات مع اتحاد المعلمين الكبير في جهاز التعليم لم تنضج، كان يمكنه تلطيف شدة الأذى، مثلما وقع مع اتحادات عمالية أخرى. سيبلغ التقليص في أوساط المعلمين في السنتين القادمتين 1.2 مليار شيكل – مبلغ مشابه للميزانية الموجهة للمدارس الدينية الحريدية.
وبينما يجري تقليص أجرة كل موظفي جهاز التعليم الذين هم في غالبيتهم نساء، فإن معظم العاملين في التعليم الحريدي لن يتضرروا وفق ما طالب واستجيب رئيس لجنة العمل والرفاه في الكنيست، إسرائيل ايخلر من “يهدوت هتوراة”. فضل وزير المالية، سموتريتش “حلف الحرامية” مع شركائه الحريديم على موقف المستوى المهني في وزارته.
سموتريتش والحريديم يهزأون بالجمهور العلماني ويسلبون ميزانياته. لا أحد في الحكومة يتصور نفسه يتساءل عن مليارات الشواكل الموجهة إلى القطاع الديني والحريدي. وحسب المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، فإن نحو ملياري شيكل من الأموال الائتلافية تحول في إطار ميزانية 2025 إلى مؤسسات تعليم حريدية – بدون رقابة، بخلاف الإدارة السليمة وفي ظل المس بالمساواة مع تيارات أخرى في التعليم. المس بمربيات الأطفال وبالمعلمات مصدر تمويل مهم.
التعليم الرسمي ليس مهماً لحكومة نتنياهو المنقطعة عن الواقع. العكس هو الصحيح؛ فالقطاعات القريبة إلى قلبها ليست جزءاً منه، وهي تتمتع باستقلالية تعليمية وتفضيل اقتصادي واسع. عملياً، كلما كان وضع التعليم العام أصعب تزداد قوة الإغراء لأطر التعليم القطاعية. هكذا تعمل الحكومة على تحقيق هدف واحد آخر من أهدافها: تفضيل المقربين وتخريب حياة الجمهور العام.
-----------------انتهت النشرة-----------------