الصحافة الإسرائيلية الملف اليومي صادر عن المكتب الصحفي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الاثنين 28/4/2025 العدد 1294

الصحافة الاسرائيل– الملف اليومي افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات |
معاريف 28/4/2025
فيتنام التي في غزة
بقلم: افرايم غانور
“حرب لا تكتفي ابدا” كتب في “قصيدة ليل السبت” ليهودا عميحاي الراحل الذي لم يتصور أن هذه ستكون نبوءة تتحقق. بعد سنة ونصف من بداية الحرب، ومثلما هو واضح لكل عيان، الهدفان الأهم – إعادة المخطوفين وتقويض حماس – لم يكتملا. الجواب على ذلك من جانب الحكومة، التي تحركها أساسا نزعة الثأر وليس الحكمة: ما لم يتحقق بالقوة، سيتحقق بمزيد من القوة.
في الواقع الحالي يبدو أن حرب الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في الطريق الى التحول الى فيتنام، وفي الأسبوع الأخير رأينا بوادر حرب العصابات هذه مع سقوط بضعة جنود واصابة آخرين. 20 سنة، من 1955 حتى 1975، واكثر من 58 الف قتيل، استغرق الامريكيون كي يفهموا بانهم يقاتلون في حرب خاسرة لا يوجد احتمال للنصر فيها، حرب رهيبة جبت حياة نحو أربعة ملايين نسمة منهم مليونا فيتنامي. رغم التفوقات التكنولوجية وفي ميزان القوى للجيش الأمريكي لم يكن له جواب على حرب العصابات العنيدة التي خاضها الفيتكونغ، والتي دارت أساسا من خلال الانفاق وفي الاحراش والغابات. الفرضية الأساس للامريكيين كانت أن ضغطا مكثفا لقواتهم، يتسبب بقتل واسع بين مقاتلي الفيتكونغ سيؤدي بهم الى الاستسلام. اما الواقع فكان معاكسا. كان هذا وهما جبى من الولايات المتحدة ثمنا باهظا جدا.
يمكن أن نجد وجه شبه عظيم بين الحرب التي خاضها الفيتكونغ ضد الأمريكيين وبين الحرب التي تخوضها حماس ضد الجيش الإسرائيلي. صحيح أن هذه ليست حماس ذاتها في 6 أكتوبر 2023، التي كانت مزودة بعشرات الاف الصواريخ وعشرات الاف المقاتلين ولا يزال، حماس الحالية نجحت في أن تجند الى صفوفها الاف المقاتلين الجدد والمفعمين بالدوافع، بلا افق وأمل الذين مخرجهم الوحيد هو ان يصبحوا مقاتلي عصابات بهدف أن يفرضوا على إسرائيل انسحابا من قطاع غزة. لحرب العصابات هذه، التي توجد منذ الان في ذروتها، يوجد أثر عظيم ومقلق على مصير مخطوفينا الذين في الاسر.
تخوض حماس حربا بواسطة مئات الانفاق والحفر التي لم يكتشفها الجيش الإسرائيلي بعد. مخربو حماس، الذين يعرفون الارض بشكل افضل بكثير من جنود الجيش الإسرائيلي يعرفون كيف يستغلون هذا ويشخصون نقطة ضعف الجنود كي يمسوا بهم. كل ضحية إسرائيلي في هذه الحرب تزيد التوترات في المجتمع الإسرائيلي، بين المعارضين لمواصلة الحرب في ظل تعريض المخطوفين للخطر وبين أولئك الذين يسلموا بانهاء الحرب دون النصر المطلق. هذا الوضع يمزق المجتمع في إسرائيل ويضعف غموضه.
كلما تمترس الجيش الإسرائيلي في داخل القطاع واقام فيه قواعد دائمة تشكل هدفا مريحا، هكذا ستزداد قدرات وامكانيات مقاتلي العصابات الحماسيين لضرب الجنود. الواضح هو أن نصرا مطلقا لن يخرج من هذا.
-------------------------------------------
هآرتس 28/4/2025
التصريح الذي قدمه نتنياهو تظهر محاولة لاتهام بار بالمذبحة
بقلم: عاموس هرئيلِ
في صيف 2016 كان رئيس الحكومة (في حينه والآن) بنيامين نتنياهو قلقا جدا. مراقب الدولة يوسف شبيرا انشغل في كتابة تقرير لاذع بشأن المعالجة الفاشلة للمستوى السياسي وجهاز الامن للانفاق الهجومية في قطاع غزة. قبل ذلك بسنتين انتهت العملية الاسرائيلية الاخيرة في القطاع، عملية “الجرف الصامد”، بتعادل مؤلم مع حماس. فحص المراقب اظهر أن اسرائيل كانت تنقصها معلومات عن حجم مشروع الانفاق في غزة وأن الجيش لم يستعد كما هو مطلوب لهذا التهديد.
نتنياهو قام بفعل شيء، الذي الآن بعد سنين يرفض فيها اجراء مقابلات مع وسائل الاعلام الاسرائيلية باستثناء القناة 14، يبدو تقريبا غير مفهوم. فقد قام باستدعاء جميع اجهزة الاعلام الاسرائيلية بشكل منفرد، للقاءات ماراثونية استمرت 3 – 4 ساعات لكل واحد على حدة. حتى هيئة تحرير “هآرتس” وصلت الى مكتب رئيس الحكومة مع بعثة تضم 20 مراسل تقريبا. نتنياهو كرس جزء كبير من اللقاءات لقراءة اقتباسات انتقائية من محاضر النقاشات في السنتين اللتين سبقتا العملية. وقد تبين فيها أن رئيس الوزراء طلب بشكل دائم العمل على معالجة الانفاق.
مراقب الدولة شبيرا الذي كان مخول بالاطلاع على المحاضر كلها لم يسقط في الشرك بسهولة. ايضا صيغة التقرير النهائية كانت انتقادية جدا لنتنياهو، ليس لأنه فعل أي شيء. الجيش الاسرائيلي استمر في شن عمليات هجومية محدودة في نطاقها ضد حماس. بعد كل عملية اعلن نتنياهو وكبار قادة الجيش الاسرائيلي بأن حماس تعرضت لضربة شديدة وأنه من الآن فصاعدا ستكون ضعيفة ومرتدعة. وهكذا استمرت الامور حتى مذبحة 7 اكتوبر.
نتنياهو يحاول تكرار التمرين في التصريح المشفوع بالقسم الذي قدمه أمس للمحكمة العليا ردا على تصريح رئيس الشباك رونين بار في الالتماسات التي تم تقديمها ضد اقالة بار. رئيس الحكومة لديه نصوص جميع النقاشات، السرية والاقل سرية. وحسب رأيه فانه هو المخول بتقرير ما الذي يمكن نشره منها، من خلال تقدير مستوى الضرر الامني. الاقتباسات، وفقا لذلك، تم جمعها بشكل انتقائي، واستهدفت أن ادعاءات بار ضده كاذبة.
في بعض ادعاءات نتنياهو يبدو أنه استثمرت جهود اكبر. فقد صمم على الاثبات بأنه لم يطلب من بار المساعدة من اجل الحصول على تأجيل تقديم شهادته في المحكمة، بل طلب فقط تحسين شروط الحماية، وقد نفى أنه حاول تفعيل الشباك لتقييد الاحتجاج غير العنيف، واتهم بار بصياغة فظة وصارخة، وبالمسؤولية الكاملة عن الفشل الاستخباري عشية 7 اكتوبر (من شدة التصميم غاب في هذه المرة مكان الجيش الاسرائيلي من قائمة المتهمين). كالعادة، بصورة مفاجئة جدا، نتنياهو لا يذكر حتى للحظة أي ذرة من مسؤوليته عما حدث، لو أنهم فقط أيقظوه في الوقت المناسب.
لقد ظهر في التصريح المشفوع للقسم الخوف الواضح من لنتنياهو على نفسه وعلى عائلته (سواء من الخارج، حزب الله وحماس)، أو التهديد من الداخل (الاحتجاج). هكذا تم في السابق تضخيم احداث هامشية مثل اقتحام المتظاهرين والوصول قرب المقر في شارع بلفور في فترة وباء الكورونا، أو “حصار” المتظاهرين لصالون التجميل في ميدان المدينة في فترة الانقلاب النظامي. عمليا، العلاقة المتوترة مع بار بدأت بهذه المسألة. بار تم تعيينه في المنصب في 2021 من قبل رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت، في فترة حكومة التغيير التي لم تستمر لفترة طويلة. بعد فترة قصيرة اغضب عائلة نتنياهو عندما رفض مواصلة منح ابناء العائلة رزمة حماية استثنائية.
نتنياهو يرفض ادعاء بار الرئيسي الذي يقول بأنه طلب منه اعداد رأي امني بهدف تأجيل تقديم شهادته في المحكمة، بعد أن انفجرت مسيرة لحزب الله فوق بيته في قيصاريا في تشرين الاول 2024. وهو يجلب كدليل على ذلك اقتباسات من المحادثة بينهما التي قال فيها نتنياهو إنه ينوي تقديم شهادته. ولكن لماذا يشرك بار في نواياه الحقيقية؟ حيث أنه كانت هناك صعوبة في توفير الحماية هنا. وكان المطلوب من ناحية نتنياهو رأي مناسب. في الاسابيع التي كانت فيها هذه القضية على الاجندة انتشرت تقديرات في وسائل الاعلام تفيد بأن محاولة المس به سيستغلها لتأجيل تقديم شهادته. لأنه في نهاية المطاف حتى في هذه الايام، الدفاع يطرح أي ادعاء محتمل لكسب الوقت وتسريع وتيرة النقاشات.
العلاقة المتوترة بينهما ليست جديدة، لكنها استمرت خلال سنة الانقلاب والاحتجاج اللذان سبقا الحرب. عندها جاء الفشل الفظيع في الليلة التي سبقت المذبحة. نتنياهو في تصريحه يقف عنده بشكل مطول، بما في ذلك عناوين بالخط العريض التي يظهر وكأنها اخذت من حساب في الانستغرام. ولكن بالفعل، لا يوجد لرئيس الحكومة سجل تدخل في تقييمات الجيش والشباك اثناء تحذيرات امنية، هو تجاهل التحذيرات حول الوضع الامني في الاشهر التي سبقت الحرب. والسؤال الاول الذي وجهه للسكرتير العسكري في صباح المذبحة هو “لماذا يطلقون النار”؟.
نتنياهو اقتبس، ليس للمرة الاولى، تشخيصات لبار قبل الحرب، تدل على أن رئيس الشباك يتمسك بمفهوم “حماس لا تسعى الى حرب فورية”. ولكن بار لم يكن الوحيد في ذلك. فهذا كان موقف رئيس اجهزة الاستخبارات، وقد تم اتخاذه من قبل رئيس الحكومة ووزير الدفاع يوآف غالنت. نتنياهو يذكر في المقابل، اقتراحه ضرب القائد الكبير في حماس، صالح العاروري، الذي حسب رأيه عارضه بار. لسبب ما لا يذكر في التصريح أن بار وسلفه في رئاسة الجهاز، اوصوا باغتيال قادة حماس في القطاع، يحيى السنوار ومحمد ضيف. ونتنياهو هو الذي تحفظ من ذلك.
التصريح المشفوع بالقسم المفصل الذي قدمه رئيس الحكومة، يوضح سبب محاولته بجهد منع تشكيل لجنة تحقيق رسمية. نتنياهو لا يتحمل أي مسؤولية عما حدث، وهو ايضا يتحكم بالبروتوكولات، وسيختار وفقا لتقديره الاقتباسات التي تخدم مصالحه، ولجنة التحقيق ستتمكن من الحسم بين الروايتين بعد الاطلاع على السجلات ومقابلة الشهود. بالنسبة لرئيس الوزراء فانه من الاسهل جعل المواجهة مبارزة لتبادل الاتهامات، حيث سيكون من الصعب على المحكمة العليا البت فيها.
------------------------------------------
يديعوت احرونوت 28/4/2025
إذا قبلت حماس كل مطالب إسرائيل فان نتنياهو لن يوافق على قبولها
بقلم: ناحوم برنياع
لو كنت ابن 21 اليوم، بعد ثلاث سنوات خدمة في وحدة قتالية، اتخيل كيف كنت سأشعر. الرحلة التي خططت لها الى أمريكا الجنوبية، مع الرفاق، سنة تجول في المشاهد الرائعة، تلغى. اسافر غربا، بالتأكيد غربا، لكن فقط حتى غزة. حكومتي مددت لي أربعة اشهر أخرى. أربعة اشهر! انظر الى السترة الوقائية التي اعتزمت اعادتها الى مخزن السلاح، الحزام والسلاح، وداعا وليس الى اللقاء، الى السنة التي حلمت بان اقضيها بلا جيش وبلا رقابة أهل، الى الجرابات التي تتعفن مرة أخرى بالرائحة الكريهة، الى الرمل والغبار والعرق في رطوبة غزة.
أحصيت مسبقا ايامي حتى لحظة التسريح: ثمة نوع من المعتقد الخرافي هذا في الا اتعرض للقتل او الإصابة في الليلة الأخيرة فقط. والان كل شيء سيخرب وسأعيد الحساب من جديد. كالسجين في السجن او المخطوف في النفق.
الحكومة تعد بان تعطيني راتبا من 8 الاف شيكل على كل شهر خدمة آخر. بالنسبة لنا هذا بحر من المال، لا جدال في ذلك. لكن يبدو لي هذا كالرشوة، وكأني جندي مرتزق: خذوا مالنا واعطونا حياتكم. من يشغل مقاتلين مرتزقة؟ واحد يدفع كي يقاتل واحد آخر بدلا منه. لو كان وضع مثلما في متسادا، في غيتو وارسو، في يوم الغفران في القناة، نحن أم هم، فاني افهم. لكن هنا يوجد عشرات الاف الرفاق من أبناء عمري تدفع لهم الحكومة كي لا يتجندوا. لا اصدق انه توجد حكومة في العالم تتصرف هكذا، لا اصدق. دعكم، لو كانت الأحزاب الحريدية تعارض الحرب لكنت فهمت، لا نريد أن نقاتل، لا نريد الاخرين ان يقاتلوا، لكنها بالذات مع الحرب هذا الترتيب يناسبها جدا.
يوم الأربعاء هو يوم الذكرى، وبالتأكيد سيدعوننا الى الطابور ليتلوا علينا أسماء ضحايا اللواء، في هذه الحرب وربما أيضا في حروب سابقة. قائد الفرقة سيؤدي التحية للعلم، سيعد بالنصر وأنا سافكر بالرفاق الذين رحلوا الى الابد وأولئك العالقون الان في اقسام إعادة التأهيل ويقيسون الأطراف الصناعية. واحد صعد على عبوة، آخر تعرض لصاروخ مضاد للدروع، ثالث أصيب بقناصة والقائمة لا تزال طويلة. قائد الفرقة سيقول انه لم تكن حرب اكثر عدلا وان شعب إسرائيل ورب العالم وأنا سأفكر – في واقع الامر، ما الذي نفعله هنا، من اجل ماذا ومن اجل من.
ومن التالي في الدور.
في البداية تحمست للحرب. رأيت في الشبكة الصور، كيف ذبحونا، كيف تجولوا في الكيبوتسات، كارباب البيت، كيف استقبلوا في غزة المخطوفين، قلت نحن سنريهم ما هو الجيش الإسرائيلي. اطلقنا النار كالمجانين، قصفنا، كسحنا، دمرنا، اشعلنا الشمعدانات على الخرائب وخطينا شعارات الى أن لم تبقى حيطان تخط عليها الشعارات. الحقيقة، لم ارَ عربيا واحدا حيا في غزة. رأيت فقط جثث، الكثير من الجثث، نعم، لاطفال أيضا، لنساء أيضا، لطواقم طبية أيضا، لا يوجد غير مشاركين في غزة، قال قائد ا لفرقة واعتقدت انه محق.
لكن هذا لم ينتهِ: جولة وجولة أخرى وجولة أخرى. بيت حانون عدنا اليكِ ثانية وثالثة ورابعة وخامسة، كل شيء يبدو مقفرا مثلما في فيلم علم خيالي على القمر. بعد ان كنا نستولي على الأرض كان الجميع يدخلون الى أجواء نهاية الدورة. الوزراء كانوا يأتون للزيارة ومراسلون وحاخامون جاءوا في محاولة للتظاهر بانهم يسوغون الاواني للفصح ويخطبون لنا بان غزة هي جزء من بلادنا المقدسة ويجب طرد العرب وإعادة الاستيطان، هذه فريضة من التوراة. وبين الحين والآخر كان يخرج حماسي من نفق ما، يطلق مضاد دروع ويقتل جنديا. الاحتفال كان ينتهي، خلص، وبعد يومين يعود، وكذا الضيوف. في الاعلام كانوا اننا ابطال، اننا نحقق النصر ونعيد المخطوفين. لكن الحقيقة هي أننا لم نحقق شيئا.
انا مجرد نفر: لا افهم الاستراتيجية، لا افهم السياسة، لكن شيئا ما هنا لا يترتب لي: عمي، الذي هو ضابط كبير في مكان ما، يقول ان حماس تبدي الان استعدادا لقبول ا لعرض المصري، في واقع الامر المطالب الإسرائيلية، كل الأربعة: عودة كل المخطوفين، التخلي عن الحكم، تسليم السلاح للمصريين وخروج القادة الى المنفى. المطلبان الاولان مؤكدان. المطلبان الاخيران ربما نعم، ربما لا، هذا منوط بمن تسأل لكن الاعلام في العالم العربي مليء بذلك.
إذن انتصرنا، اليس كذلك؟ انتهى الاحتفال: يمكن إعادة القوات الى الديار والسماح لي ولرفاقي بان اعود لاستمتع بشرابي في ماتشو بيتشو. لكن عمي، الذي يفهم سياسة، يقول اني لا افهم شيئا. إذا قبلت حماس كل مطالب إسرائيل فان نتنياهو لن يوافق على قبولها. هو مثل الباص في فيلم “سبيد”، الذي زرعت فيه قنبلة. اذا توقف ينفجر. وعليه فهو يبعث برئيس الموساد الى أصدقائه في قطر، لان يضعوا العراقيل امام العرض المصري.
أتدري، يا عمي، قلت له. انسى هذا، لم اسأل شيئا.
فقط أردت ان أقول لكم بان يوم الاستقلال هذه السنة لن يكون متعة على الاطلاق. نجلس في الشجاعية، بين الأنقاض، نحتسي القهوة ونرى من بعيد الألعاب النارية في عسقلان وفي سديروت. تمتعوا هناك، في الجبهة الداخلية. الظلام يهبط على غزة: لا قمر، لا كهرباء. وبعد قليل سنخرج الى دورية على المحور.
-------------------------------------------
هآرتس 28/4/2025
التصريحات تؤكد الحاجة لتشكيل لجنة تحقيق، لن تستند لمعلومات جزئية فقط
بقلم: مردخاي كرمنتسر
اذا كان هناك ما يمكن أن تثبته تصريحات رئيس الشباك وتصريحات رئيس الحكومة كألف شاهد، فهو الحاجة الملحة الى تعيين لجنة تحقيق رسمية، لجنة لن تعيش بقوة الاقتباسات الانتقائية من المحاضر، مثلما فعل بنيامين نتنياهو في تصريحه المشفوع بالقسم. ليس لأننا كنا بحاجة الى هذه التصريحات؛ تشكيل لجنة تحقيق رسمية هو في المقام الاول حاجة أمنية، لكنها ايضا حاجة سياسية وشعبية واخلاقية، في ظل عدم استقالة الحكومة والذهاب الى الانتخابات بسبب فشلها.
من الواضح أنه بدون لجنة تحقيق رسمية فانه أخذت تتبلور الرواية بشأن المسؤولية الحصرية للمستوى التنفيذي – الجيش والشباك – عن الاخفاقات والنتائج الفظيعة. في حين أن المستوى السياسي خرج طاهرا. يبدو أن هذا المستوى يقف كجسم غير متورط على كرسي محاكمة آخرين فقط. هكذا هو يمتليء، ايضا بتصريح نتنياهو، بغضب مقدس على رئيس الشباك. وهكذا هو يريد تعليق على فشل الجهاز في الانذار عن الحرب، سبب اقالة بار.
المشكلة الصغيرة في هذه الفرضية هي الجدول الزمني. من ناحية التوقيت هذا التفسير لا يتساوق مع العقل. من الواضح جدا، ايضا من تصريح نتنياهو، أن غضبه قد انفجر ضد بار لأنه تجرأ في تحقيق الشباك وفيما نشر منه، الى جانب تحمل المسؤولية الذاتية، على الاشارة الى دور المستوى السياسي في الكارثة الفظيعة. ليس هذا فقط، بل ان رئيس الشباك قال رأيه علنا، أن أمن الدولة يحتاج الى تشكيل لجنة تحقيق رسمية. في عالم مفاهيم المواطنة الكريمة، فان بار قام بدوره الرسمي. لو أنه لم يتصرف بهذه الطريقة فهو يكون مقصر في واجبه. ولكن في عالم رئيس الوزراء المفاهيمي، كان مسموح لرئيس الشباك التعبير عن رأيه في أذن صماء للحكومة، ولكن كان عليه أن يخفيه عن الجمهور. ان طرحه على الملأ هو خطأ لا يغتفر، هو ضرر شديد بالاسطورة التي يتم نسجها على يد الحكومة بشأن الغياب التام للفشل من جانبها. هكذا تم فتح نافذة على عالم نتنياهو المليء بالثقة وعدم الثقة. رئيس الشباك، الذي يقوم بدوره، يفقد ثقة الحكومة ورئيسها. وفي حالة هذا النوع المشوه من الثقة فانه يطلب من الحكومة تبرئة المتهم ووضع مصادقتها القضائية عليه.
تصريح نتنياهو يجب قراءته بين السطور، مع الانتباه الى ما يغيب عنه، والموسيقى التي تخرج منه. في كل ما كتبه لا يوجد نفي صريح وواضح للتوجيه الذي حصل عليه بار، حسب روايته، من رئيس الوزراء في حالة حدوث ازمة دستورية (مفهوم مغسول يصف رفع الفأس على سيادة القانون)، الولاء له، وليس للقانون والمحكمة المكلفة بتفسيره. الجمهور الذي اطلع على طلب الولاء لنتنياهو كشرط لتعيين جهات رفيعة في المؤسسة الامنية، لن يجد صعوبة في فهم سبب عدم الانكار.
اضافة الى ذلك فان من يقرأ غضب نتنياهو من المحكمة، ويقرأ قرار الحكومة، يتولد لديه الانطباع بأن هذا تمهيد كثيف للارضية من اجل عصيان المحكمة. هنا يتم وضع الاسس والدعم لهذه الخطوة من خلال نفي كامل لشرعية الرقابة القضائية (التصريح ينص على أنه رغم قرار اقالة بار، “إلا أنه بعد شهر ما زال بار في المنصب بموجب أمر قضائي، الحكومة مضطرة الى ضمان امن مواطني دولة اسرائيل، في ظل حرب واسعة النطاق في عدة جبهات، أو بدون رئيس للشباك يتولى منصبه، بحكم ثقة الحكومة”). في ظل غياب هذه الشرعية فما الذي يمكن أن يؤدي الى واجب الطاعة؟.
نتنياهو والمقربون منه ارادوا مكاسب كثيرة من حقيقة أن قضية الشروط الامنية المطلوبة لتقديم شهادته في محاكمته، تتعلق كما يبدو بالمسيرة التي اصابت منزله في قيصاريا والتداعيات الامنية لهذه الحادثة. ولكن هذا السياق بحد ذاته لا يشير الى أن رواية بار لما طلب منه القيام به في هذه القضية – تقديم رأي امني لا يمثله أو التوقيع على رأي اعطي له ولم يعكس رأيه، هو رأي يمكن أن يمنع رئيس الحكومة من تقديم شهادته بشكل مستمر – هي رواية غير صحيحة. حقيقة أن نتنياهو عبر في حينه عن رغبته في تقديم شهادته في المحاكمة لا تدل على صدق هذا الادعاء. وسلوكه في محاكمته، وضمن ذلك التأجيلات الكثيرة والتمديدات التي طلبها تدل بالذات على العكس: الادعاء شيء وسلوك مختلف كليا هو شيء آخر.
بدون الاطلاع على كل الجزء السري في التصريح المشفوع بالقسم والمحاضر الكاملة التي اختار منها ما اراد اقتباسه، فانه لن يكون بالامكان التأكد من الامور. ولكن من يقرأ وصف المظاهرات في تصريح نتنياهو، بما في ذلك وصف المفرقعات التي اطلقت قرب منزله في قيصاريا على اعتبار أنها عرضت حياته للخطر، يتولد لديه الانطباع رغم ارادته بأن رئيس الحكومة طلب استخدام وسائل خاصة ضد المتظاهرين والمحتجين بسبب رده هو وأبناء عائلته الهستيري على المظاهرات. نحن عرفنا عن هذه الردود ليس فقط من التصريح، بل ايضا من الطريقة التي وصفت فيها آلة الدعاية التي تخدم رئيس الحكومة المتظاهرين والتعامل معهم، حيث لم تتجاوز غالبيتهم الساحقة المسموح في المظاهرات. ان تصميمه على تسجيل رئيس القسم اليهودي بشأن المشتبه فيهم باعمال الفوضى في الضفة الغربية، يظهر أنه حسب رأيه فان المتظاهرين ضد الحكومة والمشتبه فيهم باعمال الفوضى، استنادا الى معلومات استخبارية، من اليمين ومن اليسار، هم متساوون على كفة الميزان، وكأنه توجد حقا مثل هذه المساواة.
نتنياهو يريد التقليل من مكانة ووزن التحقيقات التي تم فتحها ضد موظفي مكتبه، بينهم المقربون منه جدا، حول قرار اقالة بار. هو يكتفي بتسمية التحقيقات بأنها منحازة، بدون تبرير ذلك. ولكن كل من يعيش في البلاد ويستهلك الاعلام يعرف أن تصريحه في هذا الشأن لا يكشف كل تخوفه وغضبه من التحقيقات، بما في ذلك ما يمكن تفسيره كتلميح الى مستشارة يونتان اوريخ، “أنا سأحميك وأنت ستحميني”. من الواضح أنه يوجد لنتنياهو موضوع واضح، اعلن عنه ويكرر اعلانه، وهو الوصول الى وقف التحقيقات، التي يصفها بأنها ضارة وظالمة. رئيس الشباك هو عقبة كأداء في هذه العملية، لذلك فانه يجب استبداله برئيس جهاز يتفهم الموضوع.
سلوك نتنياهو في هذه القضايا، لا سيما قضية “قطر غيت”، هو سلوك غريب لا يمكن في أي حالة التوفيق بينه وبين الحرص على أمن الدولة. المسؤولية النهائية عن أمن الدولة لا يمكن أن تكون على من يسعى الى تبييض صفحة الذين يعملون في زمن الحرب، في داخل مكتبه، من خلال استخدامه واستخدام مكانته، لصالح دولة تدعم الارهاب وتدعم حماس. هذا هو ايضا السبب في أنه غير معقول أن يبقى رئيس الحكومة هو المسؤول عن تعيين رئيس الشباك القادم.
-------------------------------------------
يديعوت احرونوت 28/4/2025
مطلوب رؤيا سياسية لقطاع غزة
بقلم: سيفر بلوتسكر
رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن طلب الأسبوع الماضي في خطاب انفعالي وغاضب من حماس في غزة ان تحرر فورا كل المخطوفين والأسرى الإسرائيليين كي “لا تعطي لإسرائيل ذريعة لقصف غزة. مئة فلسطين يقتل كل يوم!”. رد حماس كان كما هو متوقع سلبيا تماما، رفض مطلق للدعوة. حكومة إسرائيل لم تتكبد على الاطلاق عناء التعقيب على اقوال أبو مازن؛ الكابنت انعقد لمواصلة المناقشات حول تشديد القتال وتوسيعه.
لكن لنفترض، فقط لنفترض، بان المتعذر كان يتحقق حقا. لنفترض أن قيادة حماس (او ما تبقى منها ولم يتبقَ الكثير) تبنت دعوة أبو مازن، ليس فقط كي تضع إسرائيل قيد الاختبار، واساسا كي تنقذ نفسها، وأعلنت عن تحرير كل المخطوفين، 59 أسيرا وقتيلا مقابل عدد معقول – حتى في نظر إسرائيل الرسمية – من السجناء الفلسطينيين في سجون البلاد. دون اشتراطات عسكرية وسياسية ودون تسويف، في غضون أسبوع – أسبوعين.
من هنا التساؤل: ماذا ستفعل حكومة إسرائيل وماذا ستفعل المعارضة لحكومة إسرائيل في ختام الاحتفالات المبررة لعودة المخطوفين الى الديار. ما هي الخطة السياسية لليوم المنشود الذي لا يكون فيه إسرائيليون يذوون في انفاق غزة المدمرة. استمرار القتال، وقف القتال، احتلال، انسحاب، حكم عسكري، حكم مدني؟ صحيح حتى الان، الخلافات بين الحكومة والمعارضة تتركز في تحرير المخطوفين. ففي ماذا ستتركز عندما يصل موضوع المخطوفين الى نهايته الإيجابية وتنشأ الحاجة لخطة سياسية شاملة. اجتهدت لاحصل على أجوبة متفق عليها ولم اتلقى. يبدو أن قادة الائتلاف وقادة المعارضة يستخدمون، عن وعي او عن غير الوعي لمسألة تحرير المخطوفين كي “يتحرروا” من الحاجة لان يعدوا، يقترحوا او يطرحوا على بحث وطني واسع خططا لليوم التالي.
صعب بالتالي الامتناع عن الاستنتاج بانه مريح للكتلتين السياسيتين ان تقولا الان: أولا نجلب المخطوفين الى الديار وفقط بعد ذلك نبدأ ببلورة موقفنا من مستقبل قطاع غزة ومليونين من سكانه. اذا ما بدأنا بعامة فان مستقبل غزة كفيل بان يتقرر من صفقة المخطوفين ويكون جزء لا يتجزأ منها. وبالتالي فان الأفضل بالنسبة لنا – بالنسبة للأحزاب وكتل الأحزاب عندنا – ان نتحلى بالصبر لنتائج صفقة مخطوفين كهذه او تلك.
المواقف والأفكار لدى الأحزاب واضحة بعض الشيء على أي حال. الصهيونية الدينية يريد ان يضم القطاع (كمرحلة أولية مستعد بان يكتفي بحكم عسكري)، الجبهة/العربية تريد أن ترى إسرائيل تترك القطاع تماما لحكم الفلسطينيين كائنا من كانوا. والوسط، والمركز؟ اذهب لتعرف. في الخطاب الجماهيري تجذر الادعاء بان حماس كمنظمة إرهاب ستخرق في وقت مبكر اكثر من المتوقع شروط صفقة المخطوفين التي ستوقع معها وبالتالي فان الجيش الإسرائيلي سيتمكن من أن يستأنف بلا عراقيل قتاله في غزة. لهذا هناك بالتالي منطق (سياسي) للانشغال بافكار سياسية من شأنها أن تفكك سواء الائتلاف ام المعارضة. نتنياهو في ولايته الأولى كرئيس الوزراء، وبعده رؤساء الوزراء اهود باراك، أريك شارون واهود أولمرت اقترحوا خططا سياسية هامة واداروا حوارا صعبا مع الفلسطينيين؛ نتنياهو في ولاياته الثانية، الثالثة، الرابعة والحالية الخامسة كرئيس الوزراء قبل الوضع مع الفلسطينيين كما هو. في محادثات شخصية شرح ويشرح بان “ما يوجد في المناطق (الضفة وغزة) سيبقى هناك الى الابد”. المهم تفادي المفاوضات، تفادي الخطط والحلول من انتاج البلاد والاكتفاء بالاعتماد على رؤساء الولايات المتحدة. في أحزاب المعارضة الكبرى أيضا يفضلون الان اطلاق صوت صرخة (واجبة) في موضوع المخطوفين الذين يوجد حولهم على أي حال اجماع جماهيري جارف. ليست جرأة كبيرة.
يبدو إذن ان أبو مازن اخطأ لكنه كان محقا أيضا. لا، إسرائيل لا تستخدم رفض حماس لصفقة أسرى “كذريعة” لمواصلة القصف، لمواصلة الملاحقة لفلول منظمة ارهابية في متاهة انقاض قطاع غزة. لكن نعم، إسرائيل تستخدم الرفض العنيد والمأساوي لمسؤولي حماس كمبرر هاديء لدس الرأس في الرمل والهروب من القرارات السياسية – الاستراتيجية.
-------------------------------------------
هآرتس 28/4/2025
تصريح نتنياهو ورقة اعلامية
بقلم: يوسي فارتر
من معرفة طويلة لرئيس الحكومة وصلته بالحقيقة فانه لا مناص من القول بأنه طالما لم يثبت العكس – في المحكمة العليا أو في لجنة التحقيق الرسمية – فان بنيامين نتنياهو كذاب، متحايل وجشع. هو يكذب، يشوه، يحرّف ويتملق، في الخطابات والتصريحات والافلام، ايضا، ليحفظنا الله، في توقيعه في المحكمة.
في حينه هو وقع على اتفاق ائتلافي مع بني غانتس (الذي اصبح قانون في الكنيست)، وقام بخرقه حتى قبل أن يجف الحبر الذي كتب به، بصورة منهجية. مرتان – ثلاث مرات في الاسبوع هو يكذب على المحكمة؛ مثلا عندما شهد في هذا الاسبوع بأنه لم يطلب في أي يوم هدايا من ارنون ملتشن، خلافا للشهادات المقنعة لهداس كلاين وملتشن نفسه، الذي كما نذكر كان يئن، اقتصاديا (ونفسيا) تحت العبء واضطر الى التوجه الى الملياردير جيمس فاكر كي يوافق ويشاركه في تحمل العبء. هكذا، بتوقيع نتنياهو على التصريح المشفوع بالقسم، فانه لا يوجد أي دليل واضح على قول الحقيقة. هو ليس مثل الكائنات المعيارية.
التصريح الذي وقع عليه رئيس الحكومة ليس وثيقة قانونية، بل هو بيان للصحافة، الذي يظهر اكثر مثل المقالات الشعبية. مع التشديد، التأكيد والشتائم، وكأنها مكتوبة معا على يد شلومو قرعي وتالي غوتلب. وكما هي عادته فان نتنياهو يستخدم ايضا هذه الاداة لحرف الانتباه والتحريض. وحتى لا يكون أي سوء فهم لدى هيئة القضاة فقد هدد أمس في اجتماع الحكومة وقال “اذا الغت المحكمة قرار الاقالة فسوف نجتمع ونقرر ما الذي يجب فعله في هذا الشأن”.
المتحدثون بلسانه في وسائل الاعلام قالوا إن التصريح المشفوع بالقسم الذي قدمه يدمر ادعاءات بار. هم اعتمدوا على اجزاء من المحاضر، التي رئيس الحكومة، بخطوة متسرعة وغير مسؤولة (حتى لو كانت قانونية)، اختار أن يكشفها. السؤال هو ما الذي لم يقم بكشفه. نصف الحقيقة أو الحقائق الانتقائية هي مثل الكذب.
الخداع المعروف وجد تعبيره في اجزاء من التصريح المشفوع بالقسم. مثلا، عدد المرات التي طلب فيها رونين بار منه التحدث معه على انفراد، مقابل المرات التي طلبها نتنياهو. يبدو أن عدد الطلبات النسبي لبار، يمكن أن يثبت بأن نتنياهو لم يطلب منه الخضوع لرئيس الحكومة أو المحكمة العليا، في حالة وجود ازمة دستورية. هذا بطبيعة الحال لا يثبت أي شيء. اضافة الى ذلك يمتنع نتنياهو، وأنا اسأل لماذا، عن نفي وجود هذا الطلب بشكل قاطع. يبدو أن لديه حدود ايضا.
جزء كبير من التصريح المشفوع بالقسم يخصصه رئيس الحكومة للفشل في 7 اكتوبر، الذي يلقيه كله بالطبع على الشباك. هو يتهم بار بالعمى المطلق طوال كل الطريق. بار نفسه اعترف بذلك في التحقيق الذي تم اجراءه في الجهاز، بكلمات حادة لا تحمل اكثر من معنى. لا يوجد خلاف حول المسؤولية عن “اكبر فشل استخباري في تاريخ اسرائيل”، كما أكد نتنياهو. ولكن أين كان هو؟ أين اختفى رئيس الحكومة المخضرم والاكثر تجربة في تاريخ اسرائيل، “السيد أمن”، الذي كان “أول من لاحظ”؟ هل صعب على الامر، هل وجه اسئلة، هل قام بالتحدي، هل طلب من السياسي تساحي هنغبي بأمر مجلس الامن القومي بتقديم ورقة تعويذة، أو ارسل رئيس الموساد يوسي كوهين الى القطريين من اجل التوسل اليهم من اجل مواصلة اغراق القطاع بالاموال، وبالتالي، شراء السلام والهدوء، وفي نفس الوقت العمل على اضعاف السلطة الفلسطينية؟.
الوثائق التي ظهرت في التصريح بخصوص دور الشباك في فشل 7 اكتوبر، هي بالفعل الوثيقة الاولى الرسمية التي تفسر موقف رئيس الحكومة من الاشهر السابقة والليلة المصيرية. ليس فقط الشباك هو الذي فشل بشكل شامل، بل ايضا الجيش ورئيس الاركان وهيئة الاركان. اذا كانت هذه هي الحال فلماذا نتنياهو يكاد ينتحر من اجل منع تشكيل لجنة التحقيق الرسمية؟. من المفروض أن تبرئه من التهمة وتخرجه مع وسام. ما الذي يخاف منه كثيرا؟.
محاولة طرح نفسه كطفل تم أسره، وأنه لم يعرف كيف يسأل، هي أمر مثيرة للشفقة. هكذا ايضا الرسالة عندما قال بأنه فقد الثقة برئيس الشباك بسبب فشله عشية 7 اكتوبر. نتنياهو في نهاية المطاف مدح بار عدة مرات اثناء الحرب، وعلى الفور بعد اقالة وزير الدفاع يوآف غالنت اتصل معه ومع هرتسي هليفي وقال بأنه لا ينوي اقالتهما، وأنه يثق بهما.
التناقض بين رواية هذين الصقرين كبير. لا توجد طريقة للتسوية بينها، إلا من خلال تحقيق مضاد لنتنياهو وبار في المحكمة العليا، وهو الاجراء النادر جدا، في تحقيق شرطي أو عن طريق لجنة تحقيق رسمية. فقط هذه اللجنة مخولة بالاطلاع على كل البروتوكولات وليس مقاطع انتقائية أو متحيزة. فقط هذه اللجنة تستطيع التوصل الى نتيجة واحدة قاطعة، لا تقبل الجدل. بار مع، هليفي مع، غالنت مع، ومن الذي هو ضد؟.
-------------------------------------------
هآرتس 28/4/2025
موظفة يمنعها أمن المطار من دخول إسرائيل: إما “اليهودية” أو “الأونروا”
بقلم: أسرة التحرير
“م” مواطنة من إحدى دول غرب أوروبا، تسكن إسرائيل منذ 17 سنة، متزوجة من إسرائيلي – يهودي، أم لثلاثة أطفال أبناء 4، 6 و8، هم مواطنون إسرائيليون، يهود شرعيون. “م” دبلوماسية كبيرة في الأمم المتحدة ومعروفة في وزارة الخارجية في بلادها وفي أوساط الدوائر الدبلوماسية في إسرائيل.
لكن شيئاً من كل هذا لم يجدها نفعاً أمام موظفي سلطة السكان في المطار. فقد رفض هؤلاء السماح لها بالدخول إلى إسرائيل، فصلوها عن عائلتها، وحققوا معها بفظاظة، ثم طردوها من الدولة.
محاولة استئناف القرار ووجهت بعدم رد من القاضية تسفنات غرانبتس بوزي؛ فقد أتاحت القاضية الطرد بادعاءات “الحفاظ على سلامة الجمهور وأمن الجمهور”.
طرحت إسرائيل اتهامات قاسية ضد الأونروا حول مشاركة موظفي الوكالة في أحداث 7 أكتوبر، وتعاونها مع حماس والتحريض في المدارس وغيرها
خطيئة “م” أنها موظفة لدى وكالة الأمم المتحدة “الأونروا”. في الخطاب الإسرائيلي الذي اجتاز تطرفاً وغسيلاً للدماغ “الأونروا تساوي حماس، وحماس تساوي النازيين”. وعليه، كل عمل ضد الأونروا يعد مبرراً ولا حاجة لفحص الحقائق.
غير أن هناك واقعاً آخر في الكون خارج الخطاب المريض بالتيار المركزي الإسرائيلي. طرحت إسرائيل اتهامات قاسية ضد الأونروا حول مشاركة موظفي الوكالة في أحداث 7 أكتوبر، وتعاونها مع حماس والتحريض في المدارس وغيرها. ادعاءات فحصتها الأمم المتحدة والدول المانحة، وردت معظمها.
من بين 13 ألف موظف أونروا في غزة، وجدت بينات ضد 12 موظفاً. نقلت إسرائيل قائمة أخرى وفيها 108 أسماء، لكن بادعاء الأونروا، لم ترفق بينات ضدهم. وردت الأمم المتحدة الادعاءات حول التحريض، وبينت أنهم يستخدمون كتب السلطة الفلسطينية، وأن مدارس الأونروا هي الوحيدة بين النهر والبحر، الملتزمة بتعليم ميثاق حقوق الإنسان والترويج لحل الدولتين.
في هذه الأثناء، أجازت الكنيست قانونَين استهدفا إغلاق الوكالة التي هي بالنسبة لمئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، شبكة الأمان الأخيرة. توفر الوكالة خدمات صحية وتعليمية، ورفاهاً اجتماعياً، وتأهيلاً مهنياً لأولئك الذين لم تجد إسرائيل من الصواب العمل على رفاههم، رغم أنها تسيطر على حياتهم منذ 58 سنة. إن السلوك الوحشي والبشع تجاه “م” وعائلتها هو نتيجة حكومة شعبوية تبحث عن أعداء وهميين لتبرير إخفاقاتها. مثل مقاطعة جنازة البابا – هذه نقطة أخرى على محور تحطم مكانة إسرائيل في العالم. على إسرائيل الاعتذار لـ “م”، وتسمح لها بالانضمام إلى أبناء عائلتها وإعادة النظر في موقفها من الأمم المتحدة والأسرة الدولية.
-----------------انتهت النشرة-----------------