البيان الختامي الصادر عن المؤتمر التاسع للتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين

تحت شعار المؤتمر التاسع محطة لتعزيز التضامن الدولي مع أسرى الحرية وانطلاقا من المسؤولية العالية والوحدة والعزم على مساندة ودعم الأسيرات والأسرى، والإصرار على ضرورة الاستمرار في تدويل قضيتهم، عقد التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين مؤتمره التاسع في بروكسل / بلجيكا يومي 3 و 4 / 5/2025 وذلك تحت شعار تعزيز التضامن الدولي مع الأسرى في ظل الابادة الجماعية.
تزامن عقد المؤتمر مع استمرار وتصاعد حرب الابادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي منذ السابع من أكتوبر عام 2023 ضد شعبنا في قطاع غزة، وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي أدت الى استشهاد عشرات الآلاف من أبناء شعبنا من الأطفال والنساء وكبار السن وكافة الفئات الاجتماعية، وإصابة وجرح وتشريد وتهجير مئات الآلاف منهم، وتدمير المنازل وكافة الأعيان والمنشآت المدنية، بحيث أصبح قطاع غزه بمدنه وقراه ومخيماته، غير قابلة للحياة البشرية، علاوة على تصاعد حملات اعتقال الآلاف من أبناء شعبنا في ظروف يالغة القسوة من التعذيب والتنكيل غير المسبوقة في معتقل “سدي تيمان” في صحراء النقب وغيره من المعتقلات الاسرائيلية الأخرى. وفي ظل تصاعد عمليات القمع والتنكيل ضد المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال، كل ذلك يأتي في سياق خطتي الضم والتهجير بهدف حسم الصراع والسيطرة، وتقويض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس عاصمة فلسطين، مما يشكل جريمة ابادة جماعية وشكل من اشكال التطهير العرقي.
شهد المؤتمر حضورا أوروبيا ودوليا واسعا ومتميزا، بمشاركة نخبة من البرلمانيين والمحامين والحقوقيين وممثلي الأحزاب وحركات التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني، وعدد من المنظمات الدولية ذات الصلة.
وبمشاركة دولة فلسطين في بلجيكا والاتحاد الأوروبي، ووفد من دائرة مناهضة الفصل العنصري في م. ت. ف. ووفد هام من مؤسسات الأسرى الفلسطينية ممثلين هيئة الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، والهيئة العليا لشؤون الأسرى والمحررين، ومركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية. وبمشاركة حشد واسع من قادة ونشطاء الجاليات الفلسطينية في الدول الأوروبية والبرازيل وبلدان المهجر والشتات، ونخبة هامة من الإعلاميين والصحفيين.
استمع المؤتمر لرسائل ولشهادات حية من الأسيرات والأسرى المحررين، الذين تعرضوا للاعتقال والتعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والتي كان لها عميق الأثر لدى المشاركين بالمؤتمر. ناقش المؤتمر في مداولاته وجلسات العمل المتخصصة التي عقدها، الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأسرى، والأسيرات والأسرى المرضى، والمعتقلين الإداريين والأطفال في سجون الاحتلال. والاعتقال في السجون السرية وخاصة معتقل “سدي تيمان” في صحراء النقب، والذي شهد أشكال غير مسبوقة من التعذيب الوحشي خاصة بعد السابع من اكتوبر2023 التي أدت الى استشهاد العشرات من المعتقلين والأسرى، بالاضافة الى جرائم الاهمال الطبي واحتجاز جثامين الشهداء من الأسرى والمناضلين ومسألة مقابر الارقام. كما تعرض المؤتمر إلى مناقشة القوانين العنصرية الاسرائيلية الجائرة بحق الأسرى، التي تتعارض مع القانون الدولي الانساني وقانون حقوق الانسان. والى جانب المؤتمر أقيم معرض صور يوضح معاناة الأسرى في سجون الاحتلال بمشاركة نادي الأسير والتحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين.
عبر المؤتمر عن إدانته المطلقة لجرائم الاحتلال ضد الأسرى، وانتهاكاته الصارخة للقانون الدولي الإنساني وقواعد حقوق الانسان، وأكد على مسؤولية القضاء الجنائي الدولي، وخاصة المحكمة الجنائية الدولية في التحقيق في الجرائم المرتكبة بحق الأسرى وملاحقة مرتكبيها وتقديمهم للمحاكمة والمحاسبة الجنائية، حتى لا يفلت هؤلاء المجرمين من العقاب.
وأشاد المؤتمر بالصمود والنضال البطولي للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، في ظل تصاعد حرب الابادة والتجويع والتعذيب التي تستهدفها.
وقد أكد المؤتمر في ختام أعماله على ضرورة تضافر وحشد كافة الجهود الفلسطينية والعربية والدولية من أجل ما يلي:
- نشر وفضح وإدانة الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى والمعتقلين، وخاصة النساء والأطفال والمعتقلين الاداريين، والعمل على تكثيف الجهود على الصعيد الدولي، لوقف معاناة الأسرى وإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال بالتنسيق والتعاون مع الهيئات المعنية بشؤون الأسرى في الوطن وكافة الهيئات الدولية الحقوقية المختصة.
- الاستمرار في تدويل قضية الأسرى والإسراع في إحالة الجرائم المرتكبة بحقهم إلى المحكمة الجنائية الدولية، وإلى القضاء الجنائي الدولي، حتى لا تبقى إسرائيل كسلطة محتلة فوق القانون الدولي وتستطيع الإفلات من العقاب. كما ورفع درجة التعاون مع المؤسسات الحقوقية الدولية لتحقيق هذه الأهداف. ومتابعة الجهود التي قام بها التحالف الأوروبي في المحكمة الجنائية الدولية، ومطالبة المحكمة من خلالها بالبدء بالتحقيق في الجرائم المرتكبة بحق الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.
- ومع استمرار وتصاعد جرائم الإهمال الطبي والتجويع المتعمد وعمليات الاغتصاب وسياسة الاخفاء القسري التي تمارسها سلطات الاحتلال وإدارات السجون الإسرائيلية، بحق الأسرى المرضى. قرر المؤتمر وبالتنسيق مع مؤسسات الوطن بالتوجه الى النقابات والمؤسسات الأوروبية الطبية والى الصليب الأحمر الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، لمتابعة ملفات الأسرى المرضى، والعمل على تشكيل وفود طبية دولية للإطلاع على اوضاعهم الصحية داخل سجون الاحتلال. هذا إلى جانب تسليط الضوء على معاناتهم والضغط لتوفير العلاج الطبي الملائم لهم، لإنقاذهم من خطر الموت الذي يهدد حياتهم. وتنظيم العديد من الحملات الوطنية والعربية والدولية للوصول الى هذه الاهداف.
- إدانة سياسة الاحتلال الإسرائيلي باعتقال الأطفال الفلسطينيين، واستخدام المحاكم العسكرية كأدوات لتشريع أحكام رادعة بحقهم تنتهك حقوقهم التي كفلتها لهم كافة القوانين والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الطفل. والعمل على رفع وتيرة التنسيق مع المؤسسات الحقوقية الدولية لتصعيد حملة التضامن معهم حتى نيلهم حريتهم.
- مواصلة الحملة الدولية الي اطلقها التحالف الأوروبي لمناصرة الأسرى، بالتنسيق مع المؤسسات الفلسطينية والعربية ذات الصلة، لدعم نضالات المعتقلين الاداريين، ومقاطعة محاكم الاحتلال. والمطالبة بوقف والغاء سياسة الاعتقال الإداري والإفراج عن المعتقلين الإداريين. وحث كافة الدول المتعاقدة على اتفاقيات جنيف، على عقد مؤتمر دولي لتطبيق الاتفاقية الثالثة والاتفاقية الرابعة لعام 1949، واجبار سلطات الاحتلال على تطبيقهما على الأسرى في سجون الاحتلال. والعمل على الغاء القوانين العنصرية الاسرائيلية بحق الأسرى التي تنتهك القانون الدولي الانساني. وركز المؤتمر على ضرورة بذل كل الجهود لإرسال وفود برلمانية وحقوقية لزيارة سجون الإحتلال للإطلاع الميداني على أوضاع الأسرى وفضح الأسايب التي تمارس بحقهم.
- إطلاق حملة دولية بمشاركة مؤسسات الوطن لإدانة سياسة الاحتلال باحتجاز جثامين الشهداء الأسرى، باعتبارها جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، والعمل من اجل الافراج عن الجثامين سواء جثامين الأسرى، وجثامين الشهداء المحتجزين في ثلاجات الموتى ومقابر الأرقام. ووقف معاناة ذويهم.
- تطوير الجهد الاعلامي للتحالف، والتنسيق المشترك مع الهيئات المعنية بشؤون الأسرى داخل الوطن، عبر اللجان الاعلامية المشتركة، لفضح وادانة جرائم الاحتلال ضد الأسرى والمعتقلين والعمل على توثيق جرائم الإحتلال بحق الأسرى وانتاج الأفلام القصيرة والصور، ونشر المواد الاعلامية عبر الذكاء الاصطناعي لشرح معاناة الأسرى للرأي العام الأوروبي والدولي، وايصال هذه الوثائق الى الحكومات والسفارات والمسؤولين في أوروبا وبلدان العالم الأخرى.
- تثمين وتقدير الانتاج الفكري والثقافي والأدبي للأسرى والأسيرات، ونشر اصداراتهم، وتقدير وتثمين وتشجيع كل المبادرات المبذولة لدعم الجهود الابداعية للأسرى وترجمة ابداعاتهم الى لغات أخرى.
- وانطلاقا واستنادا الى المشاركة الدولية الواسعة والنوعية للمؤتمر التاسع للتحالف، يؤكد المؤتمر على ضرورة توسيع التحالف الأوروبي ليشمل قارات ودول أخرى.
إن التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين، وهو يختتم أعمال مؤتمره التاسع، ليعبر عن مساندته ودعمه للأسرى في سجون الاحتلال، ويؤكد من جديد أنه سيواصل عملية تدويل قضية الأسرى في كافة المحافل الدولية. وفي اطار تعزيز البعد الدولي للتحالف شكر المؤتمر السيد كريس وليامزن على جهوده لدعم الاسرى بالسنوات السابقة واعلن السيد بيتر ايزن اشتاين من النرويج رئيسا فخريا جديدا للتحالف الاوروبي لمناصرة اسرى فلسطين. كما واقر المؤتمر بذل جهود حثيثة لانجاح المبادرات لتشكيل تحالفات قارية اخرى في افريقيا والأمريكيين خاصة، وذلك لتتضافر الجهود لبذل خطوات عملية للاهتمام بالاسرى المحررين وعائلاتهم وتقديم ما امكن من الدعم لهم بمختلف المجالات ولإنجاح المطالبة بملاحقة حكومة الاحتلال وقادتها بالمحاكم الدولية والاوروبية لارتكابهم الجرائم بحق الأسرى وبحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة والقدس. ويعبر التحالف عن عزمه على مواصلة جهوده من أجل تعزيز وتطوير علاقاته مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والبرلمانات في أوروبا، وغيرها من دول العالم لمتابعة قضايا الأسرى، والاستمرار في تدويل قضيتهم حتى يتم تحررهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
الحرية للأسرى والشفاء العاجل للأسرى المجد للشهداء
لجنة تنسيق التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين
بروكسل 4/5/2025