اليوم الذكرى الثانية والثلاثين لاستشهاد القائد المعلم الأسير عمر القاسم "مانديلا فلسطين"

ولد عمر محمود محمد القاسم في الثالث عشر من تشرين الثاني ـ (نوفمبر) سنة 1941 في حارة السعدية بمدينة القدس القديمة. وتمتد اصول اسرة القاسم الى بلدة الطيرة القريبة من حيفا التي اقامت فيها حتى سنة 1911.

المناضل العريق احد قيادات الحركه الاسيره واحد شهدائها فيما بعد ظل على امل الحريه ينتظر ان يتم تحريره بشكل خاص بعد ان وقع الجندي الدرزي المتصهين سمير اسعد في قبضة الجبهه الديمقراطيه لتحرير فلسطين فصيله الذي انتمى اليه باكرا وخاض باسمه كل العمليات النضالية التي خاضها وقاد تنظيمه داخل السجون .
هذا المناضل الشرس الذي بقي ينتظر الحريه وقتله المرض ولكنه لم يتستسلم ولم يرجع عاقبوه حتى يقهروه ويهزموه السجانين ولكنه انتصر في النهايه على السجان ومضى شهيدا لازال كل شعبنا يعرف تاريخه الناصع وتاريخه المشرف .
سمي شارع النصر في مدينة غزه حين بدات الحركه الوطنيه باطلاق اسماء القيادات الوطنيه على الشوارع اذكر انه وضعت يافطات تقول بانه شارع الشهيد القائد الاسير عمر القاسم ولكن لم يتم تثبيت الاسم وبقي الاسم القديم هو الغالب .
اردت ان اطلع قراء مدونتي على تاريخ هذا الرجل الذي يستحق ان يتم تحويل حياته وتجربته الى فيلم يروي معاناة هذا البطل الذي انتصر على السجان ولم يستسلم وبقي ينتظر الحريه ولكن قدره ان يستشهد داخل المعتقل بانتظار الحريه وصعدت روحه الى بارئها يوم الرابع من حزيران عام 1989 .
الشهيد الأسير ” عمر محمود القاسم ” من مواليد حارة السعدية في القدس القديمة سنة 1940 م ، و تعلم ودرس في مدارس القدس ، فدرس الإبتدائية في المدرسة العمرية القريبة من المسجد الاقصى ، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية عام 1958 م في المدرسة الرشيدية الثانوية عمل مدرساً في مدارس القدس ، ولم يكتفِ بذلك بل واصل تعليمه والتحق بالإنتساب بجامعه دمشق وحصل منها على ليسانس الأداب ” انجليزي ” .
إلتحق شهيدنا بحركة القوميين العرب في مطلع شبابه وكان مثقفاً ونشطاً وفعالاً ومؤثراً بذات الوقت ، وسافر إلى خارج الوطن وإلتحق بمعسكرات الثورة الفلسطينية وحصل على العديد من الدورات العسكرية ، وبتاريخ 28-10-1968م قرر العودة إلى أرض الوطن وبعد اجتيازه لنهر الأردن وهو على رأس مجموعة فدائية من الكوادر كان هدفها التمركز في رام الله ، لكنها اصطدمت بطريقها بكمين إسرائيلي قرب قرية كفر مالك ، ولم تستسلم المجموعة .
وقررت القتال رغم عدم تكافؤ المعركة ولكن وبعد نفاذ الذخيرة تمكنت قوات الاحتلال من أسر المجموعة وقائدها عمر ، وأخضع هو ومجموعته لتعذيب قاسي جداً ، ومن ثم أصدرت المحكمة العسكرية على الشهيد حكماً بالسجن المؤبد ، وزج به في غياهب السجون وفي الغرف الإسمنتية وتنقل خلال فترة اعتقاله الطويلة بين العديد من السجون وأقسامها وغرفها .
ولم يتم تحريره في عملية تبادل الأسرى عام 1985م بين الجبهة الشعبية القيادة العامة وإسرائيل والتي لم يفرج في إطارها عن ” القاسم ” ، تعرضت الحركة الأسيرة في كافة السجون لهجمة شرسة من قبل إدارة السجون لسحب إنجازاتها ومكاسبها وكسر شوكتها وإذلالها ، إلاّ أن القاسم بتجربته الغنية وشجاعته وصمود زملاءه وإصرارهم كان لهم رأي آخر فتصدوا وبحزم وببسالة لذلك من أجل تثبيت تلك المكاسب والتي تحققت بفعل دماء وآلام الأسرى ، وقد كان للقاسم دورٌ قياديٌ مميزٌ في ذلك .

استشهد القائد الوطني الكبير عمر محمود محمد القاسم في سجون الاحتلال الاسرائيلي يوم 4 حزيران سنة 1989، بعد اصابته بمرض عضال ونتيجة لمماطلة الحكومة الاسرائيلية في معالجته وعدم الافراج عنه من أجل العناية الطبية خارج السجون. فقد ضربت الحكومة الاسرائيلية طوال شهرين عرض الحائط بكل المناشدات الصادرة عن الهيئات والمؤسسات الانسانية والدولية الداعية لاطلاق سراح المناضل الكبير وأبقته يكابد آلام المرض العضال في مستشفى السجون.

استشهد القائد الكبير بعد أن أمضى واحدا وعشرين عاما في سجون الاحتلال، وهي أطول فترة يمضيها مناضل سياسي في سجون الاحتلال.

واستحق لقب "مانديلا فلسطين".

disqus comments here