مجازر وتجويع وحصار.. 92 شهيدا الإثنين ونتنياهو يطرح خطة لضم أجزاء من غزة

غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ662 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ"المساعدات الأميركية"، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
وتحوّلت مناطق توزيع المساعدات إلى أهداف مباشرة، حيث قُتل مزيد من المدنيين الباحثين عن الغذاء والماء، في وقت بلغ فيه عدد ضحايا الجوع 114 شهيدًا، بحسب وزارة الصحة، فيما حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن 90% من السكان يعانون من انعدام الوصول إلى مياه الشرب.
في اليوم الـ134 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد 92 شخصا في قطاع غزة، الإثنين، بينهم 41 شخصا من طالبي المساعدات الإنسانية، واللذين استُهدفوا قرب مراكز التوزيع المزعومة، والتي باتت تُعرف بـ"مصائد الموت".
ارتفاع حصيلة الضحايا
ارتفعت حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 59,921 شهيدا، و145,233 مصابا، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأوضحت مصادر طبية، يوم الاثنين، أن من بين الحصيلة 8,755 شهيدا، و33,192 مصابا، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أن 25 شهيدا وأكثر من 237 إصابة من شهداء "المساعدات" وصلوا إلى المستشفيات خلال الساعات الـ 24 الماضية، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش إلى 1,157 شهيدا، وأكثر من 7,758 إصابة.
كما سجّلت مستشفيات قطاع غزة 14 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليصبح العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 147، من بينها 88 طفلًا.
وبينت أنه وصل إلى المستشفيات 100 شهيد (بينهم شهيدان جرى انتشال جثمانيهما)، و382 مصابا خلال الساعات الـ 24 الماضية.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد ثلاثة مواطنين، مساء يوم الإثنين، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مواصي خان يونس، جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن القصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الميناء بمواصي خان يونس.
استشهد ثمانية مواطنين وأصيب آخرون، مساء يوم الاثنين، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة ومخيم النصيرات.
وأفادت مصادر محلية بأن طائرات الاحتلال المُسيرة قصفت مجموعة من المواطنين عند مفترق السودانية في شارع الرشيد غرب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد خمسة وإصابة آخرين.
وأضاف أن ثلاثة مواطنين استشهدوا في غارة للاحتلال استهدفت خيمة جنوب غرب مخيم النصيرات، وسط القطاع.
استُشهد 7 مواطنين مساء يوم الاثنين، بعد إطلاق النار وقصف الاحتلال رفح وخان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 5 مواطنين وإصابة العشرات من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال شمال رفح جنوب قطاع غزة.
كما استُشهد شابان برصاص قناص من جيش الاحتلال قرب دوار بني سهيلا شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
استُشهد مواطنان وأصيب آخرون، يوم الاثنين، في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي، شمال غرب مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن مواطنين استُشهدا وأصيب آخرون في قصف للاحتلال استهدف مجموعة من المواطنين أمام عيادة الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة.
قالت مصادر طبية، إن مستشفيات قطاع غزة، سجلت خلال الساعة الـ24 الماضية، 14 حالة وفاة جديدة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينهم طفلان أنهكهما الجوع.
وأضافت المصادر ذاتها، أنه بوفاة الـ14 حالة، يرتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 147، بينهم 88 طفلًا.
وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتغلق إسرائيل منذ 2 آذار/ مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة لاستمرار الحصار.
فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حادا.
وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، إن واحدا من كل ثلاثة أشخاص في غزة لم يأكل منذ أيام، داعيا إلى إيصال المساعدات بشكل سريع وإرساء وقف دائم لإطلاق النار.
فيما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إن كل المواطنين في قطاع غزة جوعى، لكن الأطفال هم "الأكثر معاناة". وتابعت: "بدلا من الذهاب إلى المدرسة، يُخاطر الأولاد والبنات بحياتهم أملا في الحصول على بعض الطعام".
أفادت مصادر طبية في قطاع غزة، باستشهاد 41 مواطنا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل منذ فجر يوم الاثنين، بينهم 9 من منتظري المساعدات الإنسانية.
كما أعلنت مصادر طبية في مستشفى الشفاء وفاة الرضيع محمد إبراهيم عدس، نتيجة سوء التغذية الحاد ونقص حليب الأطفال في قطاع غزة.
ويشهد القطاع أزمة إنسانية حادة جراء استمرار الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية إلى 134، بينهم 88 طفلا.
استشهد يوم الإثنين، ثلاثة مواطنين، في قصف لقوات الاحتلال الإسرائيلي، على مدينة غزة.
وأفادت مصادر محلية بأن ثلاثة مواطنين استشهدوا وأصيب عدد آخر، جراء قصف الاحتلال منزلا لعائلة الخروبي في حي الدرج شرق مدينة غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى المعمداني في المدينة.
استشهد 13 مواطنا وأصيب آخرون، يوم الإثنين، جراء استمرار قصف الاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد خمسة مواطنين جراء قصف الاحتلال شقة سكنية لعائلة زعرب في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، وجرى نقلهم إلى مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة.
وأضاف أن خمسة مواطنين آخرين استشهدوا وأصيب أكثر من 30 جراء قصف الاحتلال منزلاً من ثلاثة طوابق لعائلة نوفل بالقرب من صناعة الوكالة في الحي الياباني غرب مدينة خان يونس.
وأشار إلى أن ثلاثة مواطنين استشهدوا وأصيب عدد آخر جراء قصف الاحتلال منزلاً في مخيم المغازي وسط القطاع، وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح.
جيش الاحتلال يعرض على الكابينيت خطة لتصعيد الحرب وتشديد الحصار على غزة
يعرض جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين، أمام الكابينيت الأمني والسياسي المصغّر، خطة جديدة لتشديد الحصار المفروض على قطاع غزة، تشمل توسيع العمليات البرية إلى مناطق إضافية في القطاع، وذلك بطلب من المستوى السياسي، بحسب التقارير الإسرائيلية.
وأفادت هيئة البث العام العبرية ("كان 11") بأن الخطة لا تشمل، في هذه المرحلة، تصورًا لاحتلال كامل للقطاع، ونقلت عن مصدر مطّلع على تفاصيل الخطة أن الجيش "لم يُطلب منه حتى اللحظة إعداد خطة للسيطرة الكاملة على غزة"، مضيفًا: "من غير المؤكد أن يحدث ذلك".
في غضون ذلك، قال مسؤول سياسي إسرائيلي للقناة: "نحن في أسوأ وضع ممكن حاليًا. المفاوضات بشأن صفقة التبادل في جمود تام، والجيش في حالة تراجع ميداني، والجنود يُقتلون، بينما حماس لا تشعر بأي ضغط".
وأضاف: "ناهيك عن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي أقرّ فيها بوجود مجاعة في غزة"، في إشارة إلى الكارثة الإنسانية المتفاقمة بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكثر من 21 شهرًا.
وذكرت القناة أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعتبر أن الحرب على غزة وصلت إلى "مفترق طرق"، ما يستدعي اتخاذ قرارات حاسمة في ظل تعثّر العمليات وتصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء الحرب ورفع القيود عن المساعدات.
وفي السياق السياسي الداخلي، قرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دعوة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى جلسة الكابينيت التي تُعقد في هذه الأثناء، وذلك بعد أن تم استبعادهما من القرارات المتعلقة بما تُسمى "فترات التهدئة الإنسانية".
محادثات يومية لا تزال تُجرى مع الوسطاء
وقالت "كان 11" إن النقاش في جلسة الكابينيت يتركّز حول سؤال رئيسي: "إلى أين تتجه غزة؟"، مشيرة إلى أن الوزراء سيطّلعون على خطط عملياتية موسعة، من بينها خطة تقضي بعزل وتقطيع أوصال مناطق واسعة داخل القطاع، كجزء من تصعيد محتمل للعمليات البرية.
ورغم جمود المفاوضات، أفادت القناة بأن محادثات يومية لا تزال تُجرى مع الوسطاء، قطر ومصر، عبر قنوات استخباراتية بين جهازي الشاباك والموساد من جهة، ونظرائهم في القاهرة والدوحة من جهة أخرى.
كما يُتوقّع أن يلتقي وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، خلال الأسبوع الجاري، بالمبعوث الرئاسي الأميركي، ستيف ويتكوف، في واشنطن، لبحث تطورات ملف المفاوضات، والوضع في غزة، إضافة إلى الملف النووي الإيراني.
خيارات التصعيد... استعداة الزخم التفاوضي أو إرضاء بن غفير؟
وفي هذا الإطار، ذكرت القناة أن الكابينيت يناقش "سلسلة قرارات دراماتيكية"، من بينها خيار احتلال كامل للقطاع، أو فرض حصار على المدن التي تنشط فيها حماس.
كما طُرح مقترح بوقف تزويد قطاع غزة بالكهرباء بالكامل. ولفت التقرير إلى التناقض بين هذه المقترحات والتعهد الإسرائيلي الأخير بزيادة إدخال المساعدات إلى غزة، مشيرًا إلى أن "الحصار يعني عمليًا وقف دخول تلك المساعدات الإنسانية".
ونقلت القناة 12 العبرية عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع أن "الزخم الذي كان قائمًا لإنجاز صفقة التبادل قد ضاع"، مضيفًا: "مشروع توزيع المساعدات والسيطرة على الأرض كان طموحًا، وقد خلق زخمًا للصفقة، لكنه تبخر. الآن انتقل الزخم للطرف الآخر، ويجب علينا استعادته".
وعلى صعيد الخطط العسكرية البديلة، ذكر المصدر أن تل أبيب تهدف إلى "زيادة الضغط على حماس، واستعادة الزخم التفاوضي".
وأشار المصدر إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال فشل المسار التفاوضي، ويجهز خططًا عملياتية، تشمل:
- عزل وتقطيع أوصال القطاع في عدة مناطق.
- تطويق مدينة غزة.
- إقامة ما يُسمى بـ"المدينة الإنسانية".
وعلى خلفية هذه المناقشات، أفادت القناة 12 العبرية بأن إسرائيل تتهم قطر بالوقوف خلف "الحملة الإعلامية" التي تفضح سياسة التجويع التي تنتهجها إسرائيل في القطاع، في إشارة إلى تصاعد التغطية الدولية بشأن الكارثة الإنسانية.
كما نقلت القناة عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع قوله: "تصريحات وزراء في الحكومة كانت فاضحة، ألحقت ضررًا بالجيش، وتخدم حملة حماس الإعلامية. الهجمات الإعلامية التي يشنها بعض الوزراء كارثة حقيقية".
وأشارت تقارير عبرية إلى أن تسريب مناقشات الكابينيت بشأن خطط توسيع الحرب، قد يكون جزءًا من "تكتيك تفاوضي"، أو يعكس نية حقيقية لتوسيع العمليات إلى مناطق إضافية، أو يأتي بهدف "احتواء الضغوط السياسية" من جانب سموتريتش وبن غفير، وربما يجمع بين هذه الأهداف معًا.
نتنياهو يطرح خطة لضم أجزاء من غزة لإرضاء سموتريتش والحفاظ على ائتلافه
يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، طرح خطة على الكابينيت الأمني والسياسي المصغّر، تقضي بضمّ تدريجي لأجزاء من قطاع غزة، وذلك في محاولة لإبقاء وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ضمن الحكومة، بحسب ما أفادت صحيفة "هآرتس"، مساء الإثنين.
وتنصّ الخطة على أن تُمهل إسرائيل حركة "حماس" عدة أيام للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار، وفي حال رفضها، تبدأ إسرائيل بضم مناطق من القطاع بشكل تدريجي.
ووفق "هآرتس"، سيُعرض هذا المخطط على الكابينيت بعد قرار نتنياهو زيادة حجم المساعدات الإنسانية لغزة وهو القرار الذي اتُخذ رغم اعتراضات "الصهيونية الدينية" بقيادة سموتريتش.
وبحسب التفاصيل التي قدّمها نتنياهو خلال محادثاته مع وزراء في الحكومة، فإن عملية الضم ستبدأ بالمناطق الحدودية الفاصلة قطاع غزة عن مناطق الـ48 (الغلاف الداخلي الذي أحدثه الاحتلال لقطاع غزة)، ثم تمتد إلى شمالي القطاع، ولا سيما المناطق القريبة من "سديروت" و"عسقلان"، وصولًا إلى ضم القطاع بالكامل على مراحل.
وادعى نتنياهو في هذه المحادثات أن "الخطة حصلت على الضوء الأخضر من إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب".
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية أن سموتريتش قال لنتنياهو خلال الأيام الأخيرة إنه "سيُقيّمه بالأفعال"، وإنه "سيبقى في الحكومة في هذه المرحلة إذا نُفذت خطة الضم".
وفي رسالة وجّهها إلى أعضاء حزبه، كتب سموتريتش: "نحن ندفع باتجاه خطوة إستراتيجية جيدة، ولا داعي لتفصيلها الآن، وسنعرف قريبًا إن كانت ستنجح وإلى أين سنتجه".
وأضاف: "في الحرب ليس من الصواب الأخذ باعتبارات سياسية. سنُقيّم الموقف بناء على النتيجة – أي حسم المعركة ضد حماس".
وحذّرت الصحيفة من أن تهديد إسرائيل بضمّ أراضٍ في غزة، بالتوازي مع دعوات العديد من الوزراء لإقامة مستوطنات في القطاع، من شأنه أن يُدخلها في صدام مباشر مع المجتمع الدولي، باستثناء الولايات المتحدة.
ورجّحت "هآرتس" أن تُشعل خطوة كهذه موجة اعترافات بالدولة الفلسطينية على غرار ما قامت به فرنسا، إضافة إلى فرض عقوبات على إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو لم يُبدِ حماسة في السابق لخيار الضمّ، لكنه بات مستعدًا للمضي فيه في محاولة لإنقاذ حكومته.
وأبلغ وزراءه أن وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، قدّم الخطة لوزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، وأنها "تحظى بدعم البيت الأبيض".
وذكرت الصحيفة أن الرئيس دونالد ترامب، الذي يزور حاليًا أسكتلندا، لم يحضر الاجتماع.
إسرائيل تقرر تجميد مشروع "المدينة الإنسانية" في رفح دون توضيح
كشف مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، أنه تم تجميد خطط إقامة "مدينة إنسانية" في رفح، والتي كانت معدة لمئات الآلاف من الفلسطينيين كخطوة أولى لدفعهم إلى مغادرة القطاع طوعا.
وقال المصدر، إنه "لا يوجد قرار بالمضي قدما ولا توجد خطة بديلة. يبدو أن المستوى السياسي تخلى عنها ظنا بأن صفقة تبادل الرهائن ستتم، وتشمل الانسحاب من محاور بيت حانون جنوب القطاع، ما أدى إلى تجميد هذه المبادرة".
وأوضح المصدر، أن "الحقيقة لم تعد العامل الحاسم، بل طريقة عرضها وتأثيرها على الرأي العام العالمي. لقد تسببنا بضرر بالغ لصورتنا. والمشكلة أن قراراتنا تتخذ في اللحظة الأخيرة وبشكل مرتجل، بدلا من التحضير المسبق وتجنّب الأزمات".
كما أشار المصدر إلى أنه منذ مارس، توقفت إسرائيل عن إدخال المساعدات لأسباب سياسية، خشية إسقاط الحكومة من قبل وزراء يهددون بتفكيك الائتلاف. ورأى أن إسرائيل كان بإمكانها إقناع المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتوزيع المساعدات العالقة عند معبري زيكيم وكرم أبو سالم، مما كان سيجنبها الانتقادات الحادة.
وفي أوائل أبريل، كشفت "يديعوت أحرونوت" عن مناشدات الجيش للمستوى السياسي بإعادة فتح الممرات الإنسانية لتفادي كارثة إنسانية. إلا أن وزراء الحكومة رفضوا، بل إن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تعهد بعدم السماح بدخول "حبة قمح واحدة" إلى غزة، في تصريح شهير له قال فيه: "اقرأوا شفتي".
لكن بضعة أسابيع بعد ذلك، تراجع سموتريتش وسمح بعودة الشاحنات، حيث دخلت عشرات منها عبر معبر زيكيم نحو شمال القطاع، وتعرضت للنهب في منطقة العطاطرة. كما أن مراكز توزيع الغذاء الأربعة التي أنشأتها إسرائيل قبل نحو شهرين، وتفاخر بها سموتريتش بوصفها "خطوة تاريخية"، تحولت إلى فشل مدو.
وفي هذا السياق، شهد القطاع أمس "هدنة إنسانية" أعلنتها إسرائيل من جانب واحد، ولا تلزم "حماس" بشيء. وتهدف هذه الهدنة إلى تشجيع السكان على التنقل لجمع المساعدات، سواء عبر الإسقاط الجوي أو النقل البري.
وقال مصدر أمني: "الهدنات الإنسانية تطبق فقط في مناطق خالية من القتال، ولم نفتح محاور بيتور أمام سكان غزة، بل سمح لهم بالتنقل فقط في المناطق التي لا تشهد اشتباكات لتلقي العلاج أو المساعدات".
وأضاف: "هذه مجرد خطوة إعلامية تهدف إلى إقناع العالم بعدم وجود مجاعة. وقد سبق أن استخدمنا مثل هذه الهدنات مع بداية الحرب".
ومن المتوقع أن تستمر هذه الهدنات لأسبوع على الأقل، لكنها قد تتوقف في حال وقوع تطورات ميدانية مفاجئة.
مفاوضات وقف إطلاق النار
كشفت صحيفة "جيروزالم بوست" العبرية مساء يوم الأحد، أن الولايات المتحدة تدرس التوصل إلى اتفاق شامل يفضي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب على قطاع غزة، وفقاً لمصادر مطلعة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر خاص قوله، إنه "بعد الجمود الذي وصلت إليه المفاوضات بشأن إبرام صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، والتي كانت ستؤدي إلى إطلاق سراح 10 رهائن مقابل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، تعيد أمريكا وإسرائيل حالياً تقييم نهجهما في غزة.
وأضاف المصدر، أن "العديد من أعضاء إدارة ترامب يعتقدون أن الوقت قد يكون مناسباً لاقتراح صفقة شاملة من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب".
وتابع المصدر: "من الواضح للجميع أن التوصل إلى اتفاق شامل سيكون أصعب بكثير من حيث إقناع الجانبين بالموافقة عليه"، على حد قوله.
وذكرت الصحيفة، أنه "في الوقت نفسه، أفادت التقارير بأن المسؤولين في إسرائيل يدرسون إرسال إنذار نهائي لحماس يخيرها ما بين الموافقة على الصفقة، أو مواجهة العواقب".
مفاوضات خلف الكواليس
وبحسب الصحيفة، "تواصلت الاتصالات خلف الكواليس خلال اليومين الماضيين بين إسرائيل والوسطاء مصر وقطر وحماس في محاولة لاستئناف المفاوضات".
وكان مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، قد التقى عدة مرات خلال تلك الفترة مع كبار المسؤولين القطريين في جزيرة سردينيا الإيطالية، وفق الصحيفة.
وقال مسؤول إسرائيلي للصحيفة إنه "رغم أن فريق التفاوض عاد إلى إسرائيل، إلا أنه لا يزال على اتصال دائم مع الوسطاء".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال في وقت سابق من يوم الأحد: "حان الوقت لإعادة الرهائن إلى ديارهم. هناك 20 رهينة على قيد الحياة، بالإضافة إلى رفات آخرين".
وقال في تصريح للصحفيين في اسكتلندا: "هناك العديد من الآباء الذين يرغبون في استعادة رفات أحبائهم. على إسرائيل اتخاذ قرار. أعرف ما كنت سأفعله، لكنني لست متأكدًا من أنه ينبغي عليّ الإفصاح عنه".
وفي الأيام الأخيرة، حث أعضاء في الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكيين ــ الذين وصفهم مسؤولون إسرائيليون بأنهم حلفاء مقربون ــ كبار الشخصيات الإسرائيلية على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بحسب ما صرح به للصحيفة كبار الجمهوريين في الكونغرس ومسؤولين في البيت الأبيض.
مؤتمر دولي في الأمم المتحدة لدعم حل الدولتين: دعوات للاعتراف بفلسطين ووقف الحرب على غزة
انطلقت، مساء الإثنين، أعمال المؤتمر الوزاري الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، ومشاركة أكثر من مئة دولة، في ظل مقاطعة أميركية وإسرائيلية وتنديد الطرفين بالمبادرة.
وخلال الكلمة الافتتاحية، شدد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، على أن "الدولة الفلسطينية المستقلة هي مفتاح السلام الحقيقي في المنطقة"، مشددًا على أن "لا علاقات مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية".
وقال إن "السلام بين إسرائيل وفلسطين يمثل مدخلًا أساسيًا لتحقيق سلام إقليمي شامل". وأضاف: "آن الأوان لإنهاء الصراع وتجسيد الدولة الفلسطينية"، داعيًا إلى "نشر قوة دولية لحماية الشعب الفلسطيني".
كما أعلن بن فرحان عن مبادرة مشتركة بين السعودية وفرنسا لتأمين تحويل 300 مليون دولار عبر البنك الدولي إلى قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، مشيرًا إلى أن "المملكة تؤكد على دعم الجهود الدولية من خلال المؤتمر وأعمال التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين لبناء قدرات الشعب الفلسطيني وتمكين مؤسساته الوطنية". ودعا جميع الدول إلى الانضمام إلى الوثيقة الختامية للمؤتمر.
من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، إن "حلّ الدولتين هو وحده القادر على الاستجابة للتطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش بسلام وأمان". وأضاف: "من الوهم أن نتخيل إمكان التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة من دون رسم أفق سياسي ومرحلة ما بعد الحرب"، مؤكدًا أن المؤتمر يمثل "نقطة تحول وزخمًا جديدًا نحو حل سياسي في الشرق الأوسط".
واعتبر بارو أن "استهداف المدنيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في غزة أمر غير مقبول"، مضيفًا: "بعد 80 عامًا على تأسيس الأمم المتحدة، لا يمكننا قبول مشاهد قصف النساء والأطفال أثناء توجههم إلى نقاط توزيع الغذاء". ودعا إلى اتخاذ تدابير ملموسة ضد سياسة الاستيطان الإسرائيلية التي وصفها بـ"غير القانونية"، وإلى الاعتراف بدولة فلسطينية "قادرة على البقاء".
ويأتي انعقاد المؤتمر بعد إعلان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن باريس ستعترف رسميًا بدولة فلسطين في أيلول/ سبتمبر المقبل، وسط تنسيق مع دول أوروبية أخرى – لم تُسمّ – تتجه بدورها نحو الاعتراف. وتسعى فرنسا لإقناع المملكة المتحدة بخطوة مماثلة، لكن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أكّد أن الاعتراف "يجب أن يكون جزءًا من خطة شاملة".
المؤتمر، الذي كان من المزمع عقده في حزيران/يونيو الماضي وأُرجئ بسبب الهجمات الإسرائيلية على إيران، يركّز على ثلاث قضايا أساسية: إصلاح السلطة الفلسطينية، واستبعاد حركة "حماس" ونزع سلاحها، وتشجيع الدول العربية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. ومع ذلك، أفاد دبلوماسيون فرنسيون بأنه لا يُتوقع صدور إعلان رسمي بشأن التطبيع خلال المؤتمر.
في المقابل، هاجمت الولايات المتحدة وإسرائيل المبادرة. ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، المؤتمر بأنه "حيلة دعائية" و"غير مثمر وفي توقيت غير مناسب"، معتبرة أنه يعقّد "جهودًا دبلوماسية دقيقة" لإنهاء الحرب. أما السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، فزعم أن "المؤتمر لا يشجع على حل بل يعزز وهمًا".
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن الوضع في الأراضي الفلسطينية "وصل إلى نقطة الانهيار"، مشيرًا إلى أن "الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة غير قانوني ويجب أن يتوقف"، مندّدًا "بالإجراءات الأحادية التي من شأنها أن تقوض حل الدولتين إلى الأبد"، وقال إن "التدمير الشامل لغزة لا يُحتمل"، مؤكدًا أن "تجويع الفلسطينيين أو القضاء عليهم لا يمكن تبريره أو شرعنته تحت أي ذريعة".
وكان رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد مصطفى، قد دعا في كلمته إلى "التحرك أكثر من أي وقت مضى"، مطالبًا بإرسال قوة دولية لحماية الفلسطينيين، في ظل المجازر المستمرة في قطاع غزة.
وشهد المؤتمر مداخلات من عدد من الدول والجهات، من بينها المكسيك التي قال وزير خارجيتها، خوان رامون دي لا فوينتي، إن بلاده "تتحمّل مسؤولية الإسهام في إنهاء واحدة من أكبر مآسي التاريخ"، في إشارة إلى المجازر الجارية في غزة، مشددًا على أن حلّ الدولتين هو "الخيار الوحيد القابل للتنفيذ".
أما البرازيل، فقد أعلن وزير خارجيتها، ماورو فييرا، تأييد بلاده لاعتراف الأمم المتحدة الكامل بدولة فلسطين، ورفضها لسياسة الضم وتوسيع الاستيطان، داعيًا إلى "حماية موظفي الأونروا، وفرض عقوبات على المستوطنين، واتخاذ تدابير صارمة ضد الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي".
من جهتها، قالت وزيرة الدولة الإيرلندية، إيمير هيغينز، إن الوضع في غزة بلغ "مراحل جديدة من المجاعة واليأس"، ووصفت ما يجري بأنه "صفعة على جبين الإنسانية"، مطالبة بوقف إطلاق النار، وإطلاق الأسرى، وضمان دخول المساعدات.
أما ماري روبنسون، رئيسة وزراء أيرلندا السابقة ورئيسة مجموعة "الحكماء"، فقالت إنها تشعر بـ"الضعف واليأس إزاء الفظائع في غزة"، معتبرة أن "المعايير الدولية تُنتهك علنًا"، وأن ما يحدث هو "عقاب جماعي وإبادة جماعية بحق الفلسطينيين"، داعية إلى "التحرك العاجل".
ويأتي المؤتمر في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث أسفرت الحرب الإسرائيلية، المستمرة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن استشهاد وإصابة أكثر من 205 آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، ونزوح مئات الآلاف، وانتشار المجاعة ودفن آلاف الضحايا تحت الأنقاض، في انتهاك لأوامر محكمة العدل الدولية.
وبحسب المعطيات والمتوفرة، فإن 142 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة تعترف بالدولة الفلسطينية المعلنة عام 1988.
وقال كبير مسؤولي المناصرة في "هيومن رايتس ووتش"، برونو ستانيو، إن "مزيدًا من الابتذال بشأن حلّ الدولتين لن يساعد في وقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين"، داعيًا إلى "اتخاذ خطوات ملموسة، تشمل فرض عقوبات محددة الهدف وحظرًا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل".