"خالد نزال، من فلسطين إلى أثينا: قصة قائد أسقط الهيبة الصهيونية"

تعجّ الذاكرة الوطنية بسجل الشهــداء الخالدين، نكتب في ذكراهم تلك السطور القليلة التي تخلدهم وتوفيهم الجزء البسيط من حقهم، لشهـ.ـداء عاشوا من أجل فلسـ.ـطين وقدموا أجسادهم ودمـ.ـاءهم، مسطرين أروع صفحات المجد والفداء للأرض والوطن.

 
نكتب اليوم لإحياء ذكرى استــشهاد القــائد العسـ.ـكري العـ.ـقيد خالد أحمد نزال، سكرتير اللجنة المركزية للجـ.ـبهة الديمقـ.ـراطية لتحـ.ـرير فلـ.ـسطين، وقـ.ـائد قوات إسناد الداخل فيها، والشـ.ـهيد من مواليد عام النكـبة، من بلدة قبـ.ـاطية قضاء جنين، تلاحمت لديه قصة عشق الثـ.ـورة بقدسية الأرض، وتربى في أحضان عائلته المـ.ـناضلة، محافظًا على إرث والده الذي كان مـ.ـقاتلًا ورفيقًا للشـ.ـهيد الشيخ عزّ الدين القسـ.ـام.
 
انضم إلى صفوف الجـ.ـبهة الديمقـ.ـراطية منذ انطلاقتها في ٢٢/شباط/١٩٦٩م، فكان مـ.ـقاتلًا شرسًا، وقائدًا شجاعًا في ساحات الاشـ.ـتباك مع جيـ.ـش الاحتـ.ـلال، ورجل الظّل وحقيبة الأسرار، سجّل علامة فارقة في العمل العسـ.ـكري، فهو من خطط وأشرف على العديد من العمليات العسـ.ـكرية ضد القوات الصهـ.ـيونية، ومنها: "معـ.ـالوت- ترشيـ.ـحا"، و"بيـ.ـسان"، و"طبر.يا" و"القـ.ـدس"، وعملية "١٥ أيار"، وغيرها من العمليات التي لم تضرب مواقع الاحتـ.ـلال ومسـ.ـتعمراته فحسب، بل طالت جنـ.ـوده وضـ.ـباطه العسـ.ـكريين، كما قاد العديد من المـ.ـعارك والمـ.ـواجهات مع قوات الاحـ.ـتلال في الجنـ.ـوب اللبنـ.ـاني، والدفاع عن المخيمات الفلسطينية.بتاريخ ٩/حزيران/١٩٨٦م، قام جهـ.ـاز المـ.ـوساد الإسـ.ـرائيلي باغـ.ـتيال نزّال في عمليـ.ـة غادرة وجبانة في العاصمة اليونانية أثينا، حيث أطلق شخصان يستقلان دراجة نا.رية النار عليه أثناء تواجده على مدخل أحد الفنادق، ليرحل بعد رحلة مقـ.ـاومةٍ ونـ.ـضالٍ مشرفة أذلّ فيها جنـ.ـود الاحتـ.ـلال وجنـ.ـرالاته العـ.ـسكريين، وسجّل مفخرة للجـ.ـبهة الديمـ.ـقراطية وللثـ.ـورة الفلسطينية.شُيّع الـ.ـشهيد خالد نزال في موكب جنائزي مهيب شارك فيه قا.دة العمل الوطني والإسلامي، حيث ووريَ الثرى في مقبرة الـ.ـشهداء في مخيـم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق، وكان تشييعه هو الأكبر منذ انطلاقة الـ.ـثورة الفلسطينية، ليلتحق بركب الشـ.ـهداء الذين سبقوه من قادة المقاومة، ويكون منارة لمن سيسير بعده على درب الجهاد والتحرير.
disqus comments here