غزة تحت القصف: الاحتلال الإسرائيلي يُبيد التعليم ويترك 660 ألف تلميذ بلا مدارس

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية على حي تل الهوى، دمرت خلالها مدارس ومختبرات، وأوقفت التعليم لأكثر من 660 ألف تلميذ و90 ألف طالب جامعي. أصبحت المدارس ملاجئ للنازحين، والمعلمون والطلاب يعانون نقص الكهرباء والإنترنت، في ظل إبادة تعليمية مستمرة منذ عامين.
مع بداية فجر كل يوم، يجد الطلاب أنفسهم أمام دمار مدارسهم؛ سلمى شحادة، تلميذة بالصف التاسع، قالت: “لم يعد هناك صف أعرفه، ولا لوحة يسطع عليها ضوء، وحده دويّ القذائف يملأ المكان”. أما عمر زين، طالب الهندسة الكهربائية، فيروي: “كنتُ أحمل مشاريع التخرّج في رأسي، أما اليوم فأحمل حاسوبي إلى نقطة إنترنت تعمل بالكهرباء ليوم واحد”.
تقارير الأمم المتحدة تشير إلى أن 97% من مدارس القطاع أصابها الدمار بدرجات متفاوتة، و212 مدرسة دمّرت بالكامل، فيما أصيبت جميع مؤسسات التعليم العالي الـ12 بأضرار كلية أو جزئية، ما حرَم أكثر من 90 ألف طالب جامعي من متابعة دراستهم. كما قُتل ما بين 610 و660 معلماً وإدارياً، وأصيب نحو 2800 آخرين.
مع بداية العام الدراسي الجديد، تحرم الحرب الأطفال من التعليم للعام الثالث على التوالي. في حي الأمل شمال خان يونس، يجلس الطلاب على بقايا المقاعد ويدرسون تحت الخيام والمصابيح الشمسية، محاولة منهم لاستعادة جزء من حياتهم التعليمية.
وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني، أمجد برهم، يؤكد: “ما نحتاجه ليس فقط بناء الجدران، بل حماية كرامة التعلم، حتى لا يتحوّل العلم رفاهية في زمن المحن. خطط إعادة الإعمار ستتطلب أكثر من عامين لإعادة بناء ما دُمّر، وأي تأخير يعني مستقبلاً مظلمًا لجيل كامل من الأطفال والشباب”.