بيان صادر عن السكرتاريا العامة المركزية لاتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني – "أشد" بمناسبة اليوم الدولي للشباب – 12 آب

شباب فلسطين... ركيزة النضال والثورة
في الثاني عشر من آب من كل عام، يحتفل العالم باليوم الدولي للشباب، وهو مناسبة أقرّتها الأمم المتحدة عام 1999 لتكون محطة عالمية لتسليط الضوء على قضايا الشباب ومشكلاتهم، وإبراز دورهم في التنمية والتغيير. وبينما يحتفل العالم بهذه المناسبة هذا العام بشعارات التنمية والمستقبل، ينزف شباب فلسطين على جبهات النضال وفي ميادين الصمود، يقاوم شباب فلسطين الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ويواجهون مشاريع الضم والاستيطان والتهويد في الضفة الغربية والقدس، ويعانون في مخيمات اللجوء من الفقر والبطالة والتهميش والعنصرية. كل ذلك وسط حصار سياسي واقتصادي يهدف إلى كسر إرادتهم واقتلاعهم من أرضهم وذاكرتهم الوطنية.
منذ السابع من أكتوبر 2023، اتخذ الاحتلال من جميع مقومات الصمود والمواجهة أهدافًا لحربه الجبانة، مما تسبب بتداعيات كارثية على واقع الشباب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم. ففي قطاع غزة، حوّل الاحتلال المدارس والجامعات إلى أنقاض، وأوقف العملية التعليمية بالكامل، مستهدفًا بذلك تدمير وعي الأجيال وحرمانهم من حقهم في التعلم، بالتوازي مع سياسة التجويع والحصار التي تهدف إلى كسر إرادتهم ووضعهم امام مستقبل ومصير مجهول.
وفي الضفة الغربية والقدس، تصاعدت الملاحقات والاعتقالات بحق الشباب والطلاب، وأصبحت الجامعات ساحات اقتحام وترويع، في محاولة لإخماد أي صوت مقاوم وقطع الطريق أمام أي فعل وطني منظم. أما في مخيمات اللجوء، فقد عمّقت الأزمات الاقتصادية الخانقة معدلات البطالة والفقر، وضاقت فرص التعليم والعمل أمام الشباب، ما جعل حياتهم اليومية معركة مفتوحة للبقاء.
إن هذه الحرب الشاملة على الشعب والشباب الفلسطيني ليست سوى حلقة في مشروع استعماري يسعى لقتل الحاضر وسرقة المستقبل. لكن رغم الجراح والقهر، يثبت شباب فلسطين كل يوم أنهم اساس الصمود والمقاومة، وحماة الأرض والهوية، وأنهم ماضون حتى النصر والحرية والعودة.
اننا في السكرتاريا العامة لاتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني – "أشد"، نتوجه بتحية الفخر والاعتزاز لشباب فلسطين في الوطن المحتل في غزة والضفة والقدس، وفي مخيمات اللجوء في لبنان وسوريا والأردن، وفي الشتات والانتشار. نحييهم على صمودهم الأسطوري في مواجهة الاحتلال والاستيطان والحصار والتهميش، وعلى تمسكهم بثوابتهم الوطنية رغم محاولات التهجير وطمس الهوية.
كما نؤكد أن الشباب الفلسطيني ليس على هامش المعركة، بل هو في قلبها. فشبابنا هم طليعة المقاومة الشعبية، والمبادرون في الدفاع عن الأرض والهوية، والمتمسكون بحق العودة، رغم كل ما يتعرضون له من حصار وتضييق وحرمان. إن كل رصاصة، وكل حجر، وكل هتاف في مسيرة، وكل كلمة حق، هي فعل شبابي يعاند مشروع التصفية، ويثبت أن إرادة الجيل الجديد لا تُكسر.
واننا نطالب بوقف حرب الابادة الجماعية على شعبنا الفلسطيني فورًا، ووقف كل أشكال القن والحصار والتجويع. كما نطالب بتحسين أوضاع الشباب في الوطن والشتات، بما يضمن لهم حياة كريمة وفرص عمل لائقة. ونؤكد على ضرورة دعم التعليم بكافة مراحله وحمايته من الاستهداف، باعتباره سلاحًا استراتيجيًا لصون الوعي وبناء المستقبل. وندعو إلى وضع خطة طوارئ وطنية شاملة لمعالجة مشكلات الشباب في الوطن والشتات، تأخذ بعين الاعتبار احتياجاتهم الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية، وتفتح أمامهم آفاق المشاركة في صنع القرار الوطني، وتعبئة طاقاتهم في معركة التحرير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة.
ختاما ندعو شباب العالم الحرّ والثوري إلى الوقوف جنبًا إلى جنب مع شباب فلسطين في معركتهم من أجل الكرامة والحرية، ونطالبهم بأن يكونوا صوتًا مسموعًا في وجه الظلم والاحتلال، وأن يشاركوا في حملات التضامن والمقاطعة والمناهضة لكل أشكال الاستعمار والتمييز العنصري التي يتعرض لها شعبنا. إن دعم الشباب الفلسطيني اليوم هو دعم لقضية العدالة والحرية في كل مكان، وواجب أخلاقي وإنساني يتطلب الوحدة والتضامن العابر للحدود.
فلنرفع صوتنا معًا، ولنصنع جبهة عالمية شبابية قوية تساند حق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال والعودة، وتتصدى لكل محاولات التهويد والتطبيع التي تحاول طمس قضيتنا العادلة.
في هذا اليوم، نقول بوضوح: لن تنكسر إرادة شباب فلسطين، ولن تنطفئ شعلة المقاومة، حتى إسقاط الاحتلال، وتحرير الأرض، وعودة اللاجئين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
المجد للشباب المقاوم… المجد لشهدائنا وأسرانا… والنصر لفلسطين.
السكرتاريا العامة المركزية اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني – "أشد